[email protected] "حافة الهاوية" السياسة التي يتبناها الحكم في مصر الآن، وتعتمد على ارباك المشهد بخطوات تصعيدية قوية ومتوالية، تحقيقاً لأعلى سقف من المكاسب، بفرض "أمر واقع جديد" على الآخر، سواء كان قوى وتيارات سياسية أو مواطنون من عامة الشعب،ويتم ذلك باستخدام "القوة الفعلية" على الأرض،بحيث لا يبقى أمام المعارضين إلا الاستسلام أو التفاوض للحصول على قدر من التنازلات الشكلية أو الصغيرة. المجلس العسكري"وقت خلو مصر من السلطتين التنفيذية والتشريعية"وبحكم قوته الفعلية على الأرض حكم وادارمرحلة ما بعد الثورة "بحلوها ومرها"،ولكننا كنا في مرحلة انتقالية نستند لشرعية ثورية فوضته ،وبالتالي ما يمكن قبوله وقتها لا يمكن تمريره الآن بعد أن ارتضينا شرعية الديمقراطية وصندوق الإنتخاب وحكم القانون بإجراءاته الطبيعية بدلاً عن السير في دروب الإجراءات الثورية الاستثنائية. كنا نظن"وليس كل الظن اثم"ان بوصول الرئيس مرسي إلى الحكم عبر صندوق الإنتخاب أوصدنا للأبد باب المرحلة الانتقالية بادواتها الاستثنائية،واننا نتجه إلى توافق وطني عبر آليات المشاركة السياسية واستيعاب الجميع،الأقلية قبل الأغلبية،والمستضعفون قبل الأقوياء،فإذا بنا نفاجأ بقرارات واجراءات استثنائية تنتهك القانون من عينة،عودة مجلس الشعب غير الشرعي،وحصارالمحكمة الدستورية ومنعها من الإنعقاد واصدار أحكام بحل مجلس الشورى والجمعية التأسيسية،والإطاحة بالنائب العام،والإعلان الدستوري،والنكوص عن وعد عدم الدفع بمشروع الدستور للاستفتاء إلا بعد التوافق عليه،وعدم الالتزام بما يتم الاتفاق عليه في جلسات الحوار الوطني،وفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال في مدن القناة،وعودة توحش الشرطة ضد المتظاهرين والمدنيين؛هذه الممارسات وغيرها الذي لا يتسع المجال لسردها اخرجتنا من سياق المسار الديمقراطي والقانوني ودفعتنا دفعاً داخل حقل الغام شطر الشارع فسطاطين؛الرئيس ومعسكر الإسلام السياسي المستعد للارتداد عن المسار الديمقراطي والقانوني في سبيل ما يعتقدونه تمكيناً للمشروع الإسلامي،والغالبية الكاسحة من القوى الوطنية والحركات الثورية والشبابيةالتي كانت المحرك الأول وصاحب الفضل في اشعال ثورة 25 يناير والتي ترى في نهج الرئيس اعادة انتاج لنظام مبارك بكل سواءته. لجوء الحكم إلي التمكين بالادوات الاستثنائية بالتزامن مع العودة المتزايدة لعنف الشرطة،يدفع المعارضين للرئيس مرسي إلي التصعيد والعنف،وظهور تجمعات"البلاك لوك"تعبيرعن الإتجاه الذي ستتطور إليه الأمور،ونتيجته معروفة سلفاً؛العنف المتبادل وحرب الشوارع والاغتيالات وحرق مصر والحكمة العربية تقول"من جرب المجرب كان عقله مخرب". القادم اسوأ،والخروج من الكابوس الذي نحياه لا يمكن أن يبدأ إلا بالرهان على الحل السياسي،وبحكومة محايدة من الكفاءات الوطنية حتى اجراء الانتخابات البرلمانية،وبتنحية النائب العام الحالي وتكليف المجلس الاعلى للقضاء باختيار نائب عام جديد،وبالامتناع عن تبني اية اجراءات استثنائية،والبدء في حوار وطني حقيقي ومصغر يديره رمز وطني مثل الأستاذهيكل ويضم الرئيس مرسي والشاطر والكتاتني وبرهامي والبرادعي وحمدين وموسي والبدوي،يتم الالتزام بتنفيذ ما يخرج عنه من قرارات بالاغلبية" 5 من 9" تتعلق بتعديلات الدستور وقانون الانتخابات وغيرها من القضايا المهمة * صحفي مصري