أبعد المسؤولين ببعثة نادي الهلال مهاجم الفريق بكري المدينة ولاعب الوسط المدافع الغيني إيكانغا عن معسكر الفريق الإعدادي المقام هذه الأيام بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا بسبب مشاجرة بينهما ، وبعيدا عن أسباب الشجار وما إنتهي إليه، فإن إتخاذ القرار بهذه الطريقة ينبه اللاعبين إلي أن الإنضباط سيكون هو سيد الموقف في هذا الموسم ، وأنه آن الأوان لأن يرتقي اللاعبون لمستوي المسؤولية ويتعلموا ألف باء إحتراف ، ويعرف اللاعب أنه يؤدي وظيفة لها حقوق وعليها واجبات وتخضع للوائح وقوانين تحكم العلاقة بين اللاعب وناديه . لايختلف إثنان علي أن اللاعب بشر يخطيء ، يغضب ، يتشاجر وقد يصل الأمر إلي مراحل متأخرة في الشجار حسب تركيبة اللاعب والطرق التي يتبعها في المشاجرة ، وفي النهاية سيعرض اللاعب نفسه للعقوبة ، والأندية التي تحترم نفسها تتعامل مع المخطيء بصرامة ، وهو ماحدث من إدارة الكرة بقيادة مديرها الكابتن خالد بخيت ، والتي نفذت عقوبة أخري أكثر قسوة من إبعاد اللاعبين من المعسكر وإعادتهما للسودان ( بكري يتوقع وصوله أمس وأكانغا اليوم) ، بخصم 50% من المرتب لفترة شهرين و إبعادهما عن التدريب مع الفريق الأول، وإلحاقهما بالتدريب مع فريق الشباب لمدة إسبوعين تقريبا. وهذا السلوك يحدث في كل العالم ، فلايخلو نادي من المشاكل والإحتكاكات بين اللاعبين ، وبينهم والأجهزة الفنية ، ومع الإدارات وبين الإدارات والأجهزة الفنية ، وحتي داخل مجالس الادارات توجد خلافات تتطور أحيانا لمشاجرة ، وتراشق بالالفاظ ويصل للإشتباك بالأيدي ، كل ذلك وارد ويحدث ، الفارق يظهر في كيفية العلاج والسيطرة علي الأوضاع . فقد يتفجر الوضع بدرجة تصعب معها السيطرة عليه ، لأن الطريقة التي تمت بها إدارة الأزمة إعتمدت علي (الغطغطة) و(الطبطبة) ، والنفي ، وكأن إبراز الأزمة فيه إساءة ومنقصة للنادي والفريق ، مع العلم أن التعامل بالوضوح المطلوب يختصر كثير من الطرق للعلاج ، وليعرف أطراف المشكلة ( أكانغا وبكري) أنه لاكبير علي الحساب والعقاب ، وأن تكرار هذا السلوك سيؤدي إلي عقوبات أكثر صرامة وقسوة . وبه رسالة أكثر وضوحا لبقية اللاعبين أن كل من يتجاوز المسموح به سيعرض نفسه للعقوبة. من إيجابيات هذه المشاجرة أنها جاءت في هذا التوقيت ( الإعداد) وقبل بداية اللعب التنافسي لتطبيق قاعدة ( البيان بالعمل) ، وأعطت المسؤولين في البعثة ودائرة الكرة الفرصة لتقديم نموذج عملي للكيفية التي سيدار بها الفريق في المرحلة القادمة ، خاصة وأن ملف المشاجرة المذكورة سيتم رفعه لمجلس الإدارة للبت فيه ، وهنا ستظهر قدرات المجلس في إدارة الأزمة بعيدا عن التهديد والوعيد ، وأهم من ذلك بعيدا عن التصريحات التي تعمق الأزمة وتزيد من إشتعالها ، وتجعلها قضية متداولة طوال الموسم مثل ماحدث في قضية قائد الفريق السابق ولاعب المريخ الحالي هيثم مصطفي ، و يحتاج المجلس من البداية لقرارات صارمة تحكمها اللائحة مثل ماحدث مع بكري المدينة وإكانغا في أديس أبابا . وإذا نظرنا لتصريح رئيس مجلس ادارة نادي الهلال أمس عن تكوين لجنة تحقيق مع غارزيتو بسبب تصريحاته في المؤتمر الصحفي بأثيوبيا ، سنجد أن مجلس الهلال لم يتعلم من تجاربه السابقة ، لأننا لو سألنا البرير ( تحقيق في شنو؟) في واقع وحقيقة يعلمها هو قبل غارزيتو أن الهلال يعاني من نقص في صناعة اللعب بعدم إضافة سيدي بيه كما جاء علي لسان غارزيتو في المؤتمر الصحفي ، ويعاني أيضا من نقص في الطرف الشمال بالمواصفات التي طلبها؟ وسيظل هذا الواقع مع الفريق حتي يونيو القادم لإكماله في فترة التسجيلات التكميلية. وهذا نموذج علي أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي لأزمات ، في حال تعامل معها الطرف الآخر ( غارزيتو في هذه الحالة) برد فعل أعنف ، لذا إذا كان هناك أي إتجاه داخل المجلس لعقوبات إضافية علي بكري أو أكانغا حسب تقرير خالد بخيت فيجب يتم ذلك عن طريق دائرة الكرة التي يجب أن تتمتع بكافة الصلاحيات في هذا الجانب . وأن ينتهي الأمر عند هذا الحد. hassan faroog [[email protected]] //////////////