لم أشعر بفريق الهلال في أي لحظة من لحظات المباراة ، إلا عندما تصل الكرة المهاجم الخطير تراوري ، أخطاء لاتحصي في التمرير من معظم اللاعبين مساوي ، سنكارا ، إيكانغا ، وعبداللطيف بويا الذي يعتبر في تقديري أسوأ لاعب يمكن أن يمرر كرة بفريق الهلال ، يليه في السؤ نزار حامد الذي يؤكد أن يدايته هذا الموسم إمتداد للموسم السابق الذي لم يقدم فيه مايقنع رغم الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها ، ولكنه مازال يلعب في الهلال بعقلية تقسيمة (الحلة) وهو جانب يؤكد أن هذا اللاعب مازال يحتاج للكثير لتطوير فكره الكروي ، والمتابع للمباراة يلحظ أنه يميل للإستعراض في غير مكانه ، وحتي في هذا إستعراض تقليدي ، في أكثر من كرة تجده في وضع مريح مع الكرة ، وبجواره أكثر من لاعب في وضع مميز للتمرير نجده يلجأ للصعب بمراوغة غير مجدية تقطع وتشكل هجمة علي الفريق . عمر بخيت لم يظهر بمستواه المعروف ، مهند أيضا لم يظهر إلا في فترات متباعده من المباراة وعندما بدأ يدخل أجواء المباراة أخرجه المدرب غارزيتو ، كاريكا قام بمهام تكتيكية ولم يضف عليها بصمته كلاعب ، سانيه خرج نظيفا ولم يشكل خطورة تذكر علي مرمي فريق مريخ الفاشر . فريق الهلال بصورة قدم مباراة عشوائية ، ضعيفة ، إعتمد فيها غارزيتو علي الإرساتل الطويل والذي كان يخرج في معظم كيفما إتفق ، وظل الكرة معظم فترات المباراة معلقة في الهواء ، وفي الفترات التي كانت تنزل فيها للأرض تتحول إلي تمريرات عرضية في مناطق الهلال الدفاعية ، ربما كان لأرضية الملعب السيئة دور كبير في فشل اللاعبين في السيطرة علي الكرة ، حتي للاعبي فريق مريخ الفاشر ، الذين لم يكونوا بأفضل حالا من الهلال إن لم يكونوا أسوأ ، ولولا وجود اللاعب رقم (10) حسن كمال الذي تألق بصورة ملفتة وظل مصدر الخطورة في الفريق وسدد أكثر من كرة علي مرمي المعز محجوب الذي نجح في إبعاد كل الكرات الخطرة وهو يأتي في تقديري بعد تراوري في الأفضلية بين لاعبي الهلال ، لولا وجود حسن كمال لاعب فريق جزيرة الفيل السابق لخرجت بقناعة أن مريخ الفاشر لايوجد به لاعب يمكن أن تشير إليه بالتميز . وتراوري هذا حكاية لوحده ، إذا قلنا أنه لعب في أسوأ أرضية فقد إستطاع بمهارته العالية في التعامل مع الكرات التي تصله ، إذا تحدثنا عن التمرير المحكم في مباراة كثرت فيها أخطأ التمرير ، فلن نجد لاعب غير تراوري يمرر أفضل ، وإذا ذكرنا التحرك في المساحات الخالية فلن نجد سوي تراوري ، وإذا تحدثنا عن المراوغة الإيجابية فلن نجد سوي تراوري ، وإذا جاءت سيرة السرعة والمرونة والإختراق من العمق والأطراف والتهديف المتقن من كرات ثابتة ومتحركة لايوجد سوي تراوري . أحرز هدفين لايحرزهما سوي لاعب صاحب مميزات خاصة ، الهدف الأول من تسديدة قوية خارج المنطقة قدمته كمنافس لمهند الطاهر في تنفيذ الكرات الثابتة ، أما الهدف الثاني فكان قمة في الروعة والجمال ، أظهر إمكانياته وقدراته الهجومية الرهيبة ، فقد وصلته كرة الهدف في رجله اليسري وهو تحت ضغط المدافع في وضع غير مريح وظهره تقريبا لمرمي مريخ الفاشر ، أخضعها لإرادته ومررها لنفسه بعد جعل جسمه في وضع أفضل متجها نحو مرمي الخصم ، ليتخلص من المدافع المندفع ناحيته ، ويلحق بالكرة ، ويتوغل داخل الصندوق بثقة والمدافع يقترب ، فيسدد بهدؤ وثقة لاتتوفر إلا مهاجم كبير فوق الحارس معلنا هدف الأمان لفريق الهلال . في الهلال أمس كان تراوري وبس . hassan faroog [[email protected]] ///////