الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغرب وشرعنة اللواط واستهداف المسلمين!ّ! .. بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 27 - 02 - 2013


بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بلاغ للناس
قال تعالى: «هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ» ..الآية
توطئة:
* حينما يلقى القبض فجأة في الخرطوم بحري على مجموعة شباب شواذ يقيمون زواجاً لشاذ على شاذ آخر فيجب علينا أن لا نقرأ مثل هذا الحدث بمعزلٍ عن إجازة البرلمان البريطاني لزواج المثليين يعني بالواضح " الشواذ –اللوطيون "!!. والمعروف أن بريطانيا هي التابع الذليل لأمريكا، تتبعها "بعميانية" مخجلة ومؤسفة لا تليق بإمبراطورية كانت حتى بالأمس القريب تستعمر معظم دول العالم وتنهب ثرواته لتبني مجد إمبراطورتيها التي قيل عنها يوم ذاك أنها لا تغرب عنها الشمس، ولكن لا بد لنا أن نقرر وبالفم المليان أن ذلك المجد أصبح من روايات التاريخ الغابر ينم عن بقايا آثر بعد أن كان عيناً ، أما الآن فهي تعيش الواقع المرير وتقبل بأن تكون" بريطانيا" فقط ، إذ أصبح مقبولاً ومتقبلاً للبريطانيين جميعاً بأنه لم يعد ممكناً وجود مكان في عالم اليوم للإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس بعد أن إنهار الاتحاد السوفيتي وبعد أفولها وتربع أمريكا على عرش العالم بلا منازع، فلا يعوز الساسة البريطانيون الدهاء بأن يدركوا وكما يقول المثل السوداني بأن " زمانم فات وغنايم مات" فالعاقل أيضاً يدرك "أن دوام أصبح من المحال"، لأن بريطانيا من الذكاء بمكان أنها لا بد وأن قرأت واستفادت من عبر ودروس التاريخ ، وكذلك لأنها استصحبت سقوط إمبراطوريات سادت ثم بادت بدءً من الإمبراطورية الرومانية واليونانية والفارسية والنازية والسوفيتية!!. وعقلانية بريطانيا أن ربطت نفسها بذيل أمريكا لتصبح الحليف والصديق غير المخالف بل والموافق لها على طول الخط لأنهما في النهاية أنجلوساكسون!! ، فإن عمل الزمن عملته بعد أن كانت تلعب دور البطولة في المسرح العالمي ولأن الشباب مرحلة انتقالية تليها الكهولة فلا ضير من أن تلعب دور الكومبارس لذلك فأن الإدارات الأمريكية حينما تواجه معارضةً في تمرير بعض التشريعات توعز لبريطانيا بتمرير مثيلاتها في برلمانها تمهيداً لإعادة طرح الأمر في دور التشريع الأمريكية على اعتبار أن بريطانيا قد أجازت نفس الأمر وهي الأقرب إلى أمريكا!!
المتن:
* من يعتقد أن هؤلاء الشواذ قد ظهروا فجأة في الساحة السودانية فهو واهم ، فالمخطط قديم عملت له الحركة الشعبية إذ كتنت قد أوكلت لقطاع الشمال هذه المهمة قبل وبعد الانفصال، وهذه حقيقة يدركها تماماً من يتغافلون عن الأمر ويدفنون رؤوسهم كالنعام تحت الرمال، فالمخطط أكبر من ذلك بكثير، فليس من قبيل الصدفة أن يجيز مجلس العموم زواج المثليين، يعني " الشواذ"!!، فالمقصود من تمرير هذا التشريع هو أن يكتسب ويروج له على أنه أحد ركائز حقوق الانسان وبالتالي تستعمل الجزرة والعصا لإلزام جميع الدول به وخاصة الدول العربية والاسلامية فهي المستهدف الرئيس في عقيدتها التي تحرم كل الرذائل!!
* حاول الغرب هدم مجتمعاتنا الإسلامية بتقويض أركان الأسرة، فبدأ بالمرأة وأقام لها من المؤتمرات ما يسمى مؤتمرات المرأة والسكان" ، ولم تأتِ بالنتائج المتوقعة أو المرجوة ولم ييأس وبدأ في البحث عن أطر وأساليب جديدة مها هدم المنظومة القيمية العقيدية للشباب الذي هو عماد ومستقبل الأمة، لذا بدأ الحلف " الصهيويوروأمريكي" الآن بالترويج لما يسمى بزواج المثليين ممارسي الشذوذ الجنسي أي اللواط والعياذ بالله وكأنما ليس كافياً حالات نقص المناعة التي نتجت عن تلك الممارسات الشاذة التي تتنافى والفطرة الانسانية، تلك الحالات نشرتها الحركة الشعبية قبل الانفصال. بالطبع لا نستطيع أن ننكر أن أمثال هؤلاء الشواذ كانوا يمارسون الرذيلة والشذوذ في الخفاء حتى في الدول الاسلامية والعربية المحافظة وبتشجيع من هذه الدول التي تحارب الإسلام والمسلمين، والمجتمع السوداني ليس باستثناء عن ذلك ، كل هذه المجموعات التي تمارس الشذوذ هي كالخلايا النائمة التي تعمد الغرب تهيئتها بينما هي تبحث عن وسائع ومسوغات التشريع للممارسة العلنية تحت غطاء قانوني أممي هو حقوق الانسان.. وها هي بريطانيا تشرعن زواج الشواذ والمثليين!!
الحاشية:
* بحثت في كثير من المواقع عن مساوئ وأضرار اللواط أي " الشذوذ الجنسي من الناحية الطبية والبدنية دون التعرض في هذه الحاشية للناحية الشرعية والتحريم الإلهي فحاولت أن أظهر وأبين للقارئ أن الله لا يحرم أمراً إلا وفيه خيرٌ للأنام ، ومن نافلة القول لا بد وأن أذكر أمراً هاماً بأننا لم نسمع يوماً بممارسة الحيوانات لهذا المرض الخبيث ، فكيف يمكن لبشر سوي خلق الله له عقلاً ليميزه عن بقية مخلوقاته أن يُقبل على عملٍ حتى الحيوانات لا تتجرأ على ممارسته ، فهل في ذلك تجرؤ على حدود الله؟!! على كل حال إليكم هذه المعلومات: فمن الأضرار الصحية الناجمة عن هذا العمل ما يلي :
ü الرغبة عن المرأة : فمن شأن اللواط أن يصرف الرجل عن المرأة, وقد يبلغ به الأمر إلى حد العجز عن مباشرته, وبذلك تتعطل أهم وظيفة من وظائف الزواج وهي إيجاد النسل .ولو قدر الله لمثل هذا الرجل أن يتزوج - فإن زوجته تكون ضحية من الضحايا ؛ فلا تظفر بالسكن, ولا بالمودة, ولا بالرحمة التي هي دستور الحياة الزوجية, فتقضي حياتها معذبة معلقة, لاهي بالمتزوجة ولا بالمطلقة .
ü عدم كفاية اللواط: فهو علة شاذة, وطريقة غير كافية لإشباع العاطفة الجنسية, وذلك لأنها بعيدة الأصل عن الملامسة الطبيعية, ولا تقوم بإرضاء المجموع العصبي, بل هي شديدة الوطأة على الجهاز العضلي, سيئة التأثير على سائر أجزاء البدن.
ü ارتخاء عضلات المستقيم وتمزقه : فاللواط سبب في تمزق المستقيم, وهتك أنسجته, وارتخاء عضلاته, وسقوط بعض أجزاءه, وفقد السيطرة على المواد البرازية, وعدم استطاعته القبض عليه, ولذلك تجد بعض الوالغين في هذا العمل دائمي التلوث بهذه المواد المتعفنة, بحيث تخرج منهم بدون شعور.
اللواط وعلاقته بالصحة العامة : فهو يصيب مقترفه بضيق الصدر, والخفقان, ويتركه بحال من الضعف, مما يجعله نهبة لمختلف العلل و الأوصاب, وذلك بسبب توهمه ووسوسته .
ü التأثير على أعضاء التناسل والإصابة بالعقم : بحيث يضعف مراكز الإنزال الرئيسية في الجسم, ويعمل على القضاء على الحيوية المنوية, ويؤثر على تركيب مواد المني, ثم ينتهي الأمر بعد قليل من الزمن إلى عدم القدرة على إيجاد النسل, والإصابة بالعقم, مما يحكم على اللائطين بالانقراض والزوال .
ü التيفوئيد والدوسنتاريا : وهو بجانب ما مضى يسبب العدوى بالحمى التيفودية, والدوسنتاريا, وغيرها من الأمراض الخبيثة التي تنتقل بطريق التلوث بالمواد البرازية المزودة بمختلف الجراثيم, المملوءة بشتى العلل والأمراض .
ü التهاب الشرج والمستقيم.
ü القرحة الرخوة.
ü ثواليل الشرج .
ü فطريات وطفيليات الجهاز التناسلي .
ü قمل العانة .
ü الورم البلغمي الحبيبي التناسلي .
ü التهاب الكبد الفيروسي.
ü فيروس السايتوميجالك الذي قد يؤدي إلى سرطان الشرج
ü المرض الحبيبي اللمفاوي التناسلي
ü مرض الاميبيا
ü الديدان المعوية
ü مرض الجرب
ü (الزهري)
الهامش:
* الآن لا بد من أن نرجع للقرآن للسلف لمعرفة أخبار وعقاب الله لقوم لوط وهذا هو الجانب العقدي وما تناقلته الأخبار بما حدث بين بعض الشواذ في بحري. فبينما كان نبي الله لوط قد دعا قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن كسب السيئات والفواحش. واصطدمت دعوته بقلوب قاسية وأهواء مريضة ورفض متكبر. وحكموا على لوط وأهله بالطرد من القرية. فقد كان القوم الذين بعث إليهم لوط يرتكبون عددا كبيرا من الجرائم البشعة. كانوا يقطعون الطريق، ويخونون الرفيق، ويتواصون بالإثم، ولا يتناهون عن منكر، وقد زادوا في سجل جرائمهم جريمة لم يسبقهم بها أحد من العالمين. كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء. لقد اختلت المقاييس عند قوم لوط.. فصار الرجال أهدافا مرغوبة بدلا من النساء، وصار النقاء والطهر جريمة تستوجب الطرد.. كانوا مرضى يرفضون الشفاء ويقاومونه.. ولقد كانت تصرفات قوم لوط تحزن قلب لوط.. كانوا يرتكبون جريمتهم علانية في ناديهم.. وكانوا إذا دخل المدينة غريب أو مسافر أو ضيف لم ينقذه من أيديهم أحد.. وكانوا يقولون للوط: استضف أنت النساء ودع لنا الرجال.. واستطارت شهرتهم الوبيلة، وجاهدهم لوط جهادا عظيما، وأقام عليهم حجته، ومرت الأيام والشهور والسنوات، وهو ماض في دعوته بغير أن يؤمن له أحد.. لم يؤمن به غير أهل بيته.. حتى أهل بيته لم يؤمنوا به جميعا. كانت زوجته كافرة.
* وزاد الأمر بأن قام الكفرة بالاستهزاء برسالة لوط عليه السلام، فكانوا يقولون: (ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ). فيئس لوط منهم، ودعا الله أن ينصره ويهلك المفسدين. . خرج الملائكة من عند إبراهيم قاصدين قرية لوط.. بلغوا أسوار سدوم.. وابنة لوط واقفة تملأ وعاءها من مياه النهر.. رفعت وجهها فشاهدتهم.. فسألها أحد الملائكة: يا جارية.. هل من منزل؟... قالت [وهي تذكر قومها]: مكانكم لا تدخلوا حتى أخبر أبي وآتيكم.. أسرعت نحو أبيها فأخبرته. فهرع لوط يجري نحو الغرباء. فلم يكد يراهم حتى (سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) سألهم: من أين جاءوا؟ .. وما هي وجهتهم؟.. فصمتوا عن إجابته. وسألوه أن يضيفهم.. استحى منهم وسار أمامهم قليلا ثم توقف والتفت إليهم يقول: لا أعلم على وجه الأرض أخبث من أهل هذا البلد. قال كلمته ليصرفهم عن المبيت في القرية، غير أنهم غضوا النظر عن قوله ولم يعلقوا عليه، وعاد يسير معهم ويلوي عنق الحديث ويقسره قسرا ويمضي به إلى أهل القرية - حدثهم أنهم خبثاء.. أنهم يخزون ضيوفهم.. حدثهم أنهم يفسدون في الأرض. وكان الصراع يجري داخله محاولا التوفيق بين أمرين.. صرف ضيوفه عن المبيت في القرية دون إحراجهم، وبغير إخلال بكرم الضيافة.. عبثا حاول إفهامهم والتلميح لهم أن يستمروا في رحلتهم، دون نزول بهذه القرية.
* سقط الليل على المدينة.. صحب لوط ضيوفه إلى بيته.. لم يرهم من أهل المدينة أحد.. لم تكد زوجته تشهد الضيوف حتى تسللت خارجة بغير أن تشعره. أسرعت إلى قومها وأخبرتهم الخبر.. وانتشر الخبر مثل النار في الهشيم. وجاء قوم لوط له مسرعين.. تساءل لوط بينه وبين نفسه: من الذي أخبرهم؟.. وقف القوم على باب البيت.. خرج إليهم لوط متعلقا بأمل أخير، وبدأ بوعظهم: (هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ).. قال لهم: أمامكم النساء -زوجاتكم- هن أطهر.. فهن يلبين الفطرة السوية.. كما أن الخالق -جلّ في علاه- قد هيّئهن لهذا الأمر. (فَاتَّقُواْ اللّهَ).. يلمس نفوسهم من جانب التقوى بعد أن لمسها من جانب الفطرة.. اتقوا الله وتذكروا أن الله يسمع ويرى.. ويغضب ويعاقب وأجدر بالعقلاء اتقاء غضبه. (وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي).. هي محاولة يائسة لِلَمْس نخوتهم وتقاليدهم. و ينبغي عليهم إكرام الضيف لا فضحه. (أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ).. أليس فيكم رجل عاقل؟.. إن ما تريدونه -لو تحقق- هو عين الجنون. إلا أن كلمات لوط عليه السلام لم تلمس الفطرة المنحرفة المريضة، ولا القلب الجامد الميت، ولا العقل المريض الأحمق.. ظلت الفورة الشاذة على اندفاعها. أحس لوط بضعفه وهو غريب بين القوم.. نازح إليهم من بعيد بغير عشيرة تحميه، ولا أولاد ذكور يدافعون عنه.. دخل لوط غاضبا وأغلق باب بيته.. كان الغرباء الذين استضافهم يجلسون هادئين صامتين.. فدهش لوط من هدوئهم.. وازدادت ضربات القوم على الباب.. وصرخ لوط في لحظة يأس خانق: (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) تمنى أن تكون له قوة تصدهم عن ضيفه.. وتمنى لو كان له ركن شديد يحتمي فيه ويأوي إليه.. غاب عن لوط في شدته وكربته أنه يأوي إلى ركن شديد.. ركن الله الذي لا يتخلى عن أنبيائه وأوليائه.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ هذه الآية: "رحمة الله على لوط.. كان يأوي إلى ركن شديد".
قصاصة:
* وإليكم ما حل بقوم لوطٍ وهلالكهم: عندما بلغ الضيق ذروته.. وقال النبي كلمته.. تحرك ضيوفه ونهضوا فجأة.. أفهموه أنه يأوي إلى ركن شديد.. فقالوا له لا تجزع يا لوط ولا تخف.. نحن ملائكة.. ولن يصل إليك هؤلاء القوم.. ثم نهض جبريل، عليه السلام، وأشار بيده إشارة سريعة، ففقد القوم أبصارهم. التفتت الملائكة إلى لوط وأصدروا إليه أمرهم أن يصحب أهله أثناء الليل ويخرج.. سيسمعون أصواتا مروعة تزلزل الجبال.. لا يلتفت منهم أحد.. كي لا يصيبه ما يصيب القوم.. أي عذاب هذا؟.. هو عذاب من نوع غريب، يكفي لوقوعه بالمرء مجرد النظر إليه.. أفهموه أن امرأته كانت من الغابرين.. امرأته كافرة مثلهم وستلتفت خلفها فيصيبها ما أصابهم.سأل لوط الملائكة: أينزل الله العذاب بهم الآن.. أنبئوه أن موعدهم مع العذاب هو الصبح.. (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)؟
* خرج لوط مع بناته وزوجته.. ساروا في الليل وغذوا السير.. واقترب الصبح.. كان لوط قد ابتعد مع أهله.. ثم جاء أمر الله تعالى.. قال العلماء: اقتلع جبريل، عليه السلام، بطرف جناحه مدنهم السبع من قرارها البعيد.. رفعها جميعا إلى عنان السماء حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم، قلب المدن السبع وهوى بها في الأرض.. أثناء السقوط كانت السماء تمطرهم بحجارة من الجحيم.. حجارة صلبة قوية يتبع بعضها بعضا، ومعلمة بأسمائهم، ومقدرة عليهم.. استمر الجحيم يمطرهم.. وانتهى قوم لوط تماما.. لم يعد هناك أحد.. نكست المدن على رؤوسها، وغارت في الأرض، حتى انفجر الماء من الأرض.. هلك قوم لوط ومحيت مدنهم. كان لوط يسمع أصوات مروعة.. وكان يحاذر أن يلتفت خلفه.. نظرت زوجته نحو مصدر الصوت فانتهت.. تهرأ جسدها وتفتت مثل عمود ساقط من الملح.
قصاصة القصاصة:
* قال العلماء: إن مكان المدن السبع.. بحيرة غريبة.. ماؤها أجاج.. وكثافة الماء أعظم من كثافة مياه البحر الملحة.. وفي هذه البحيرة صخور معدنية ذائبة.. توحي بأن هذه الحجارة التي ضرب بها قوم لوط كانت شهبا مشعلة. يقال إن البحيرة الحالية التي نعرفها باسم "البحر الميت" في فلسطين.. هي مدن قوم لوط السابقة. انطوت صفحة قوم لوط.. انمحت مدنهم وأسمائهم من الأرض.. سقطوا من ذاكرة الحياة والأحياء.. وطويت صفحة من صفحات الفساد.. وتوجه لوط إلى إبراهيم.. زار إبراهيم وقص عليه نبأ قومه.. وأدهشه أن إبراهيم كان يعلم.. ومضى لوط في دعوته إلى الله.. مثلما مضى الحليم الأواه المنيب إبراهيم في دعوته إلى الله.. مضى الاثنان ينشران الإسلام في الأرض..حمانا الله وإياكم من نقمة الله ومما يفعل الشواذ الين يتجرأون على حدود الله والتي لا بد من ولاة الأمر تطبيق شرع الله حتى لا يفسد شباب الأمة!!
عوافي!!
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.