إسحق أحمد فضل الله يكتب: (وفاة المغالطات)    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغرب وشرعنة اللواط واستهداف المسلمين!ّ! .. بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم
نشر في سودانيل يوم 27 - 02 - 2013


بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بلاغ للناس
قال تعالى: «هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ» ..الآية
توطئة:
* حينما يلقى القبض فجأة في الخرطوم بحري على مجموعة شباب شواذ يقيمون زواجاً لشاذ على شاذ آخر فيجب علينا أن لا نقرأ مثل هذا الحدث بمعزلٍ عن إجازة البرلمان البريطاني لزواج المثليين يعني بالواضح " الشواذ –اللوطيون "!!. والمعروف أن بريطانيا هي التابع الذليل لأمريكا، تتبعها "بعميانية" مخجلة ومؤسفة لا تليق بإمبراطورية كانت حتى بالأمس القريب تستعمر معظم دول العالم وتنهب ثرواته لتبني مجد إمبراطورتيها التي قيل عنها يوم ذاك أنها لا تغرب عنها الشمس، ولكن لا بد لنا أن نقرر وبالفم المليان أن ذلك المجد أصبح من روايات التاريخ الغابر ينم عن بقايا آثر بعد أن كان عيناً ، أما الآن فهي تعيش الواقع المرير وتقبل بأن تكون" بريطانيا" فقط ، إذ أصبح مقبولاً ومتقبلاً للبريطانيين جميعاً بأنه لم يعد ممكناً وجود مكان في عالم اليوم للإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس بعد أن إنهار الاتحاد السوفيتي وبعد أفولها وتربع أمريكا على عرش العالم بلا منازع، فلا يعوز الساسة البريطانيون الدهاء بأن يدركوا وكما يقول المثل السوداني بأن " زمانم فات وغنايم مات" فالعاقل أيضاً يدرك "أن دوام أصبح من المحال"، لأن بريطانيا من الذكاء بمكان أنها لا بد وأن قرأت واستفادت من عبر ودروس التاريخ ، وكذلك لأنها استصحبت سقوط إمبراطوريات سادت ثم بادت بدءً من الإمبراطورية الرومانية واليونانية والفارسية والنازية والسوفيتية!!. وعقلانية بريطانيا أن ربطت نفسها بذيل أمريكا لتصبح الحليف والصديق غير المخالف بل والموافق لها على طول الخط لأنهما في النهاية أنجلوساكسون!! ، فإن عمل الزمن عملته بعد أن كانت تلعب دور البطولة في المسرح العالمي ولأن الشباب مرحلة انتقالية تليها الكهولة فلا ضير من أن تلعب دور الكومبارس لذلك فأن الإدارات الأمريكية حينما تواجه معارضةً في تمرير بعض التشريعات توعز لبريطانيا بتمرير مثيلاتها في برلمانها تمهيداً لإعادة طرح الأمر في دور التشريع الأمريكية على اعتبار أن بريطانيا قد أجازت نفس الأمر وهي الأقرب إلى أمريكا!!
المتن:
* من يعتقد أن هؤلاء الشواذ قد ظهروا فجأة في الساحة السودانية فهو واهم ، فالمخطط قديم عملت له الحركة الشعبية إذ كتنت قد أوكلت لقطاع الشمال هذه المهمة قبل وبعد الانفصال، وهذه حقيقة يدركها تماماً من يتغافلون عن الأمر ويدفنون رؤوسهم كالنعام تحت الرمال، فالمخطط أكبر من ذلك بكثير، فليس من قبيل الصدفة أن يجيز مجلس العموم زواج المثليين، يعني " الشواذ"!!، فالمقصود من تمرير هذا التشريع هو أن يكتسب ويروج له على أنه أحد ركائز حقوق الانسان وبالتالي تستعمل الجزرة والعصا لإلزام جميع الدول به وخاصة الدول العربية والاسلامية فهي المستهدف الرئيس في عقيدتها التي تحرم كل الرذائل!!
* حاول الغرب هدم مجتمعاتنا الإسلامية بتقويض أركان الأسرة، فبدأ بالمرأة وأقام لها من المؤتمرات ما يسمى مؤتمرات المرأة والسكان" ، ولم تأتِ بالنتائج المتوقعة أو المرجوة ولم ييأس وبدأ في البحث عن أطر وأساليب جديدة مها هدم المنظومة القيمية العقيدية للشباب الذي هو عماد ومستقبل الأمة، لذا بدأ الحلف " الصهيويوروأمريكي" الآن بالترويج لما يسمى بزواج المثليين ممارسي الشذوذ الجنسي أي اللواط والعياذ بالله وكأنما ليس كافياً حالات نقص المناعة التي نتجت عن تلك الممارسات الشاذة التي تتنافى والفطرة الانسانية، تلك الحالات نشرتها الحركة الشعبية قبل الانفصال. بالطبع لا نستطيع أن ننكر أن أمثال هؤلاء الشواذ كانوا يمارسون الرذيلة والشذوذ في الخفاء حتى في الدول الاسلامية والعربية المحافظة وبتشجيع من هذه الدول التي تحارب الإسلام والمسلمين، والمجتمع السوداني ليس باستثناء عن ذلك ، كل هذه المجموعات التي تمارس الشذوذ هي كالخلايا النائمة التي تعمد الغرب تهيئتها بينما هي تبحث عن وسائع ومسوغات التشريع للممارسة العلنية تحت غطاء قانوني أممي هو حقوق الانسان.. وها هي بريطانيا تشرعن زواج الشواذ والمثليين!!
الحاشية:
* بحثت في كثير من المواقع عن مساوئ وأضرار اللواط أي " الشذوذ الجنسي من الناحية الطبية والبدنية دون التعرض في هذه الحاشية للناحية الشرعية والتحريم الإلهي فحاولت أن أظهر وأبين للقارئ أن الله لا يحرم أمراً إلا وفيه خيرٌ للأنام ، ومن نافلة القول لا بد وأن أذكر أمراً هاماً بأننا لم نسمع يوماً بممارسة الحيوانات لهذا المرض الخبيث ، فكيف يمكن لبشر سوي خلق الله له عقلاً ليميزه عن بقية مخلوقاته أن يُقبل على عملٍ حتى الحيوانات لا تتجرأ على ممارسته ، فهل في ذلك تجرؤ على حدود الله؟!! على كل حال إليكم هذه المعلومات: فمن الأضرار الصحية الناجمة عن هذا العمل ما يلي :
ü الرغبة عن المرأة : فمن شأن اللواط أن يصرف الرجل عن المرأة, وقد يبلغ به الأمر إلى حد العجز عن مباشرته, وبذلك تتعطل أهم وظيفة من وظائف الزواج وهي إيجاد النسل .ولو قدر الله لمثل هذا الرجل أن يتزوج - فإن زوجته تكون ضحية من الضحايا ؛ فلا تظفر بالسكن, ولا بالمودة, ولا بالرحمة التي هي دستور الحياة الزوجية, فتقضي حياتها معذبة معلقة, لاهي بالمتزوجة ولا بالمطلقة .
ü عدم كفاية اللواط: فهو علة شاذة, وطريقة غير كافية لإشباع العاطفة الجنسية, وذلك لأنها بعيدة الأصل عن الملامسة الطبيعية, ولا تقوم بإرضاء المجموع العصبي, بل هي شديدة الوطأة على الجهاز العضلي, سيئة التأثير على سائر أجزاء البدن.
ü ارتخاء عضلات المستقيم وتمزقه : فاللواط سبب في تمزق المستقيم, وهتك أنسجته, وارتخاء عضلاته, وسقوط بعض أجزاءه, وفقد السيطرة على المواد البرازية, وعدم استطاعته القبض عليه, ولذلك تجد بعض الوالغين في هذا العمل دائمي التلوث بهذه المواد المتعفنة, بحيث تخرج منهم بدون شعور.
اللواط وعلاقته بالصحة العامة : فهو يصيب مقترفه بضيق الصدر, والخفقان, ويتركه بحال من الضعف, مما يجعله نهبة لمختلف العلل و الأوصاب, وذلك بسبب توهمه ووسوسته .
ü التأثير على أعضاء التناسل والإصابة بالعقم : بحيث يضعف مراكز الإنزال الرئيسية في الجسم, ويعمل على القضاء على الحيوية المنوية, ويؤثر على تركيب مواد المني, ثم ينتهي الأمر بعد قليل من الزمن إلى عدم القدرة على إيجاد النسل, والإصابة بالعقم, مما يحكم على اللائطين بالانقراض والزوال .
ü التيفوئيد والدوسنتاريا : وهو بجانب ما مضى يسبب العدوى بالحمى التيفودية, والدوسنتاريا, وغيرها من الأمراض الخبيثة التي تنتقل بطريق التلوث بالمواد البرازية المزودة بمختلف الجراثيم, المملوءة بشتى العلل والأمراض .
ü التهاب الشرج والمستقيم.
ü القرحة الرخوة.
ü ثواليل الشرج .
ü فطريات وطفيليات الجهاز التناسلي .
ü قمل العانة .
ü الورم البلغمي الحبيبي التناسلي .
ü التهاب الكبد الفيروسي.
ü فيروس السايتوميجالك الذي قد يؤدي إلى سرطان الشرج
ü المرض الحبيبي اللمفاوي التناسلي
ü مرض الاميبيا
ü الديدان المعوية
ü مرض الجرب
ü (الزهري)
الهامش:
* الآن لا بد من أن نرجع للقرآن للسلف لمعرفة أخبار وعقاب الله لقوم لوط وهذا هو الجانب العقدي وما تناقلته الأخبار بما حدث بين بعض الشواذ في بحري. فبينما كان نبي الله لوط قد دعا قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن كسب السيئات والفواحش. واصطدمت دعوته بقلوب قاسية وأهواء مريضة ورفض متكبر. وحكموا على لوط وأهله بالطرد من القرية. فقد كان القوم الذين بعث إليهم لوط يرتكبون عددا كبيرا من الجرائم البشعة. كانوا يقطعون الطريق، ويخونون الرفيق، ويتواصون بالإثم، ولا يتناهون عن منكر، وقد زادوا في سجل جرائمهم جريمة لم يسبقهم بها أحد من العالمين. كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء. لقد اختلت المقاييس عند قوم لوط.. فصار الرجال أهدافا مرغوبة بدلا من النساء، وصار النقاء والطهر جريمة تستوجب الطرد.. كانوا مرضى يرفضون الشفاء ويقاومونه.. ولقد كانت تصرفات قوم لوط تحزن قلب لوط.. كانوا يرتكبون جريمتهم علانية في ناديهم.. وكانوا إذا دخل المدينة غريب أو مسافر أو ضيف لم ينقذه من أيديهم أحد.. وكانوا يقولون للوط: استضف أنت النساء ودع لنا الرجال.. واستطارت شهرتهم الوبيلة، وجاهدهم لوط جهادا عظيما، وأقام عليهم حجته، ومرت الأيام والشهور والسنوات، وهو ماض في دعوته بغير أن يؤمن له أحد.. لم يؤمن به غير أهل بيته.. حتى أهل بيته لم يؤمنوا به جميعا. كانت زوجته كافرة.
* وزاد الأمر بأن قام الكفرة بالاستهزاء برسالة لوط عليه السلام، فكانوا يقولون: (ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ). فيئس لوط منهم، ودعا الله أن ينصره ويهلك المفسدين. . خرج الملائكة من عند إبراهيم قاصدين قرية لوط.. بلغوا أسوار سدوم.. وابنة لوط واقفة تملأ وعاءها من مياه النهر.. رفعت وجهها فشاهدتهم.. فسألها أحد الملائكة: يا جارية.. هل من منزل؟... قالت [وهي تذكر قومها]: مكانكم لا تدخلوا حتى أخبر أبي وآتيكم.. أسرعت نحو أبيها فأخبرته. فهرع لوط يجري نحو الغرباء. فلم يكد يراهم حتى (سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) سألهم: من أين جاءوا؟ .. وما هي وجهتهم؟.. فصمتوا عن إجابته. وسألوه أن يضيفهم.. استحى منهم وسار أمامهم قليلا ثم توقف والتفت إليهم يقول: لا أعلم على وجه الأرض أخبث من أهل هذا البلد. قال كلمته ليصرفهم عن المبيت في القرية، غير أنهم غضوا النظر عن قوله ولم يعلقوا عليه، وعاد يسير معهم ويلوي عنق الحديث ويقسره قسرا ويمضي به إلى أهل القرية - حدثهم أنهم خبثاء.. أنهم يخزون ضيوفهم.. حدثهم أنهم يفسدون في الأرض. وكان الصراع يجري داخله محاولا التوفيق بين أمرين.. صرف ضيوفه عن المبيت في القرية دون إحراجهم، وبغير إخلال بكرم الضيافة.. عبثا حاول إفهامهم والتلميح لهم أن يستمروا في رحلتهم، دون نزول بهذه القرية.
* سقط الليل على المدينة.. صحب لوط ضيوفه إلى بيته.. لم يرهم من أهل المدينة أحد.. لم تكد زوجته تشهد الضيوف حتى تسللت خارجة بغير أن تشعره. أسرعت إلى قومها وأخبرتهم الخبر.. وانتشر الخبر مثل النار في الهشيم. وجاء قوم لوط له مسرعين.. تساءل لوط بينه وبين نفسه: من الذي أخبرهم؟.. وقف القوم على باب البيت.. خرج إليهم لوط متعلقا بأمل أخير، وبدأ بوعظهم: (هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ).. قال لهم: أمامكم النساء -زوجاتكم- هن أطهر.. فهن يلبين الفطرة السوية.. كما أن الخالق -جلّ في علاه- قد هيّئهن لهذا الأمر. (فَاتَّقُواْ اللّهَ).. يلمس نفوسهم من جانب التقوى بعد أن لمسها من جانب الفطرة.. اتقوا الله وتذكروا أن الله يسمع ويرى.. ويغضب ويعاقب وأجدر بالعقلاء اتقاء غضبه. (وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي).. هي محاولة يائسة لِلَمْس نخوتهم وتقاليدهم. و ينبغي عليهم إكرام الضيف لا فضحه. (أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ).. أليس فيكم رجل عاقل؟.. إن ما تريدونه -لو تحقق- هو عين الجنون. إلا أن كلمات لوط عليه السلام لم تلمس الفطرة المنحرفة المريضة، ولا القلب الجامد الميت، ولا العقل المريض الأحمق.. ظلت الفورة الشاذة على اندفاعها. أحس لوط بضعفه وهو غريب بين القوم.. نازح إليهم من بعيد بغير عشيرة تحميه، ولا أولاد ذكور يدافعون عنه.. دخل لوط غاضبا وأغلق باب بيته.. كان الغرباء الذين استضافهم يجلسون هادئين صامتين.. فدهش لوط من هدوئهم.. وازدادت ضربات القوم على الباب.. وصرخ لوط في لحظة يأس خانق: (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) تمنى أن تكون له قوة تصدهم عن ضيفه.. وتمنى لو كان له ركن شديد يحتمي فيه ويأوي إليه.. غاب عن لوط في شدته وكربته أنه يأوي إلى ركن شديد.. ركن الله الذي لا يتخلى عن أنبيائه وأوليائه.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ هذه الآية: "رحمة الله على لوط.. كان يأوي إلى ركن شديد".
قصاصة:
* وإليكم ما حل بقوم لوطٍ وهلالكهم: عندما بلغ الضيق ذروته.. وقال النبي كلمته.. تحرك ضيوفه ونهضوا فجأة.. أفهموه أنه يأوي إلى ركن شديد.. فقالوا له لا تجزع يا لوط ولا تخف.. نحن ملائكة.. ولن يصل إليك هؤلاء القوم.. ثم نهض جبريل، عليه السلام، وأشار بيده إشارة سريعة، ففقد القوم أبصارهم. التفتت الملائكة إلى لوط وأصدروا إليه أمرهم أن يصحب أهله أثناء الليل ويخرج.. سيسمعون أصواتا مروعة تزلزل الجبال.. لا يلتفت منهم أحد.. كي لا يصيبه ما يصيب القوم.. أي عذاب هذا؟.. هو عذاب من نوع غريب، يكفي لوقوعه بالمرء مجرد النظر إليه.. أفهموه أن امرأته كانت من الغابرين.. امرأته كافرة مثلهم وستلتفت خلفها فيصيبها ما أصابهم.سأل لوط الملائكة: أينزل الله العذاب بهم الآن.. أنبئوه أن موعدهم مع العذاب هو الصبح.. (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)؟
* خرج لوط مع بناته وزوجته.. ساروا في الليل وغذوا السير.. واقترب الصبح.. كان لوط قد ابتعد مع أهله.. ثم جاء أمر الله تعالى.. قال العلماء: اقتلع جبريل، عليه السلام، بطرف جناحه مدنهم السبع من قرارها البعيد.. رفعها جميعا إلى عنان السماء حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم، قلب المدن السبع وهوى بها في الأرض.. أثناء السقوط كانت السماء تمطرهم بحجارة من الجحيم.. حجارة صلبة قوية يتبع بعضها بعضا، ومعلمة بأسمائهم، ومقدرة عليهم.. استمر الجحيم يمطرهم.. وانتهى قوم لوط تماما.. لم يعد هناك أحد.. نكست المدن على رؤوسها، وغارت في الأرض، حتى انفجر الماء من الأرض.. هلك قوم لوط ومحيت مدنهم. كان لوط يسمع أصوات مروعة.. وكان يحاذر أن يلتفت خلفه.. نظرت زوجته نحو مصدر الصوت فانتهت.. تهرأ جسدها وتفتت مثل عمود ساقط من الملح.
قصاصة القصاصة:
* قال العلماء: إن مكان المدن السبع.. بحيرة غريبة.. ماؤها أجاج.. وكثافة الماء أعظم من كثافة مياه البحر الملحة.. وفي هذه البحيرة صخور معدنية ذائبة.. توحي بأن هذه الحجارة التي ضرب بها قوم لوط كانت شهبا مشعلة. يقال إن البحيرة الحالية التي نعرفها باسم "البحر الميت" في فلسطين.. هي مدن قوم لوط السابقة. انطوت صفحة قوم لوط.. انمحت مدنهم وأسمائهم من الأرض.. سقطوا من ذاكرة الحياة والأحياء.. وطويت صفحة من صفحات الفساد.. وتوجه لوط إلى إبراهيم.. زار إبراهيم وقص عليه نبأ قومه.. وأدهشه أن إبراهيم كان يعلم.. ومضى لوط في دعوته إلى الله.. مثلما مضى الحليم الأواه المنيب إبراهيم في دعوته إلى الله.. مضى الاثنان ينشران الإسلام في الأرض..حمانا الله وإياكم من نقمة الله ومما يفعل الشواذ الين يتجرأون على حدود الله والتي لا بد من ولاة الأمر تطبيق شرع الله حتى لا يفسد شباب الأمة!!
عوافي!!
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.