وقوم سيدنا لوط، كانوا يأتون الفاحشة، ما سبقهم بها أحد من العالمين، كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء.. يقلبون الطبيعة والفطرة الإنسانية التي جبل الله عليها البشر، فكان (الرجل يأتي الرجل)... أما (شواذ الخرطوم)، فأمرهم آخر، فلقد طوروا الفاحشة، بطريقة لم يسبقهم بها (قوم لوط) أنفسهم، فقبل يومين، ألقت الشرطة القبض على تسعة متهمين (شواذ) في حفل ماجن بالصافية بحري، والمناسبة والعياذ بالله (حفل حناء لمطرب، بغرض تزويجه من أحد الشواذ) حيث كان المطرب يرتدي إسكيرت قصير فوق الركبة وفانيلا (بودي)... فتأمل إلى أي مدى وصل هؤلاء (الفاسقون)، قننوا للفاحشة بزواج (المثليين) الرجل من الرجل، هذا إن جاز أن نطلق اسم (رجل) على أحدهما... اللهم ألطف بنا، ولا تهلكنا بما فعل السفهاء منا، وبأفعالهم التي تجاوزت أفعال (قوم لوط). فالمولى عز وجل عندما غضب من أفعال قوم لوط، أرسل رسله من الملائكة إلى لوط، فوجدوه في حرثه، وقالوا له: نريدك أن تضيفنا الليلة، فقال لهم: أوما سمعتم بعمل هؤلاء القوم؟، فقالوا: وما عملهم؟، فقال أشهد باللَّه إنهم لشر قوم في الأرض - وقد كان الله قال لملائكته لا تعذبوهم حتى يشهد لوط عليهم أربع شهادات – فلما قال لوط هذا القول, قال جبريل لأصحابه: هذه واحدة واحدة, وتردد القول بينهم حتى كرر لوط الشهادة أربع مرات ثم دخل بهم المدينة. وعندما علم القوم بمقدم الضيوف، هرعوا إليه في داره، فقال لهم لوط، ياقوم هؤلاء بناتي أطهر لكم، أي تزوجوا منهن، "ولا تُخْزُونِ" في ضيفي، أليس منكم رجل رشيد، فقالوا للوط: ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد... يقول ابن عباس، وأهل التفسير: أغلق لوط بابه والملائكة معه في الدار, وهو يناظر قومه ويناشدهم من وراء الباب, وهم يتسورون الجدار; فلما رأت الملائكة ما لقي من الجهد والكرب والنصب بسببهم, قالوا: يا لوط, إِنا رسل ربك; فافتح الباب ودعنا وإِياهم; ففتح الباب فضربهم جبريل بجناحه. وقيل: أخذ جبريل قبضة من تراب فاذراها في وجوههم فطمس أعينهم, وأصبحوا يصيحون: النجاء النجاء!... وتوعد القوم لوط، وقالوا له: يا لوط كما أنت حتى نصبح فسترى.. الملائكة بشروا لوطاً بأن القوم لن يصلوا له، وأمروه أن يسير بأهله بالليل ولا يلتفت منهم أحد، إلا امرأته، التي يصيبها ما أصاب القوم من العذاب، إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب... فخرج لوط وبناته وطوى اللَّه له الأرض في وقته حتى نجا ووصل إلى سيدنا إبراهيم. أما قوم لوط، فأخذتهم الصيحة، فخسف الله بهم الأرض، وجعل عاليها سافلها، وأمطر عليهم حجارة من سجيل. بطبعنا في السودان، لا نناقش القضايا ذات الحساسية العالية في العلن مثل (الجنس، الزنا، اللواط)، ويتم النقاش حولها في نطاق ضيق جداً، وبمجرد أن تتناول هذه القضايا في العلن، يعتبر الشخص قد تجاوز الخطوط الحمراء، وحدود الأدب... وعندما نشرت (السوداني) خبر ضبط (المثليين) في صفحة الجريمة، وجد صدى واسعاً، باعتباره أمر جلل يهز الخرطوم هزاً.. البعض استنكر إيراد الخبر، حتى لا يصدم الناس، باعتباره أمر يسئ للسودانيين عموماً، والبعض شمارو حار داير يعرف الفنان (العروس) ده منو؟، وبعض آخر يريد أن ينفي أن يكون المطرب يتبع لاتحاد المهن الموسيقية!!!... وبعض البعض يريد إدارة حوار موضوعي ونقاش هادف لمعرفة الأسباب وتحليلها لإيجاد المعالجات. قناعتي الشخصية أن الأمر أصبح من الاستحالة السكوت عنه، فالساكت عن الحق شيطان أخرس... وأي خير في السكوت عن هذا السوء والفحشاء والشذوذ، والذي أصبح يدار عبر شبكات منظمة؟!. وللمعلومية زواج (المثليين) هذا لم يكن الأول من نوعه، فقد سبق وتم ضبط حالة في وقت سابق، ومحاضر شرطة النظام العام زاخرة بالقضايا والوقائع التي يشيب لها رأس الولدان... وأصبحت ظاهرة (الشواذ) على عينك يا تاجر، فتراهم يتسكعون في الليل في طرقات الخرطوم، تجد الواحد منهم يتقصع ويتغنج في خطواته ومشيته كعارضات الأزياء، وهو في كامل حلته الأنثوية، التي لا تتوفر في الساقطات وبنات الليل (الماليات الشوارع)... توقفوا أمام أحد مطاعم "شارع المطار، الخرطوم 2، وشارع واحد وعبيد ختم، والإنقاذ بحري"، ستجدون ما سردته لكم عن هؤلاء، (غيض من فيض)!!!. لا أعتقد أن فتح بلاغ في مواجهة (المخنثين) تحت المواد 77/152 ق ج الإزعاج والأفعال الفاضحة، وتحت المادة 153ق ج، ستكون العقوبة رادعة.. فحكم الشرع الراجح في مرتكب جريمة اللواط: هو أنه يقتل الفاعل والمفعول به مطلقاً لما في الترمذي وأبي داود وابن ماجه وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به) وهو حديث صحيح صريح في عقوبة مرتكب هذه الجريمة. ويشترط في المفعول به أن يكون قد ارتكب معه ذلك الفعل وهو طائع. وهنالك قول بأن يلقى من فوق أكثر الأماكن ارتفاعاً من جبل، أو عمارة ثم يتبع بالحجارة وهو مروي عن علي رضي الله عنه محتجاً بفعل الله بقوم لوط (فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل)... ارموهم من فوق (برج العدل) بالخرطوم. (يا لطيف جيب المستخبي خفيف).