فى حديثه امام هيئة شورى المؤتمر الوطنى قال الرئيس البشير ان الدستور الحالى شاركت فيه جميع القوى السياسية ، وان عيبه الوحيد انه إنتقالى ..بذا يكون قد قطع الطريق امام المزايدات التى تتنامى وسط مختلف تيارات الهوس الدينى التى تجمعت ثم انفضت والتحفت قداسة الدين لممارسة الفعل السياسى تحت لافتة جبهة الدستور الإسلامى ولم يجف مداد توقيعات الفجر الاسلامى الجديد حتى دبت الخلافات فيما بينهم الى ان وصلت حد فصل البعض للبعض فى الليل الجديد..فإشارة البشير تعنى تنقيح الدستور الإنتقالى 2005الذى جاء ثمرة لإتفاق نيفاشا ليكون دستوراً دائماً وهذا فى حد ذاته خطوة تريح السودانيين من مؤامرة جديدة تسمى الدستور الإسلامى وفى حقيقتها ماهى الا مجموعة من التجارب المكرورة التى تجمع الاسلام السياسى والطائفية وتيارات الهوس ..لتشوِّه الدين وتؤخر السودانيين باكثر مما هم عليه..غير ان هذه الإشارة صاحبتها إشارة اخرى ارسلها الرئيس من بورتسودان فى ختام مهرجان السياحة والتسوق حيث اعلن عن ان محمد طاهر ايلا هو مرشح المؤتمر الوطنى فى الإنتخابات المقبلة لمنصب الوالى بالبحر الأحمر ، ممايعنى ان الرئيس هو الرئيس فى الإنتخابات القادمة ..نافياً بهذا تنحيه الذى اعلنه فى العام الماضى .. وهذا مااكده نائبه دكتور الحاج ادم وهو يعلن امام مؤتمر تقييم اداء الدفاع الشعبى جاهزية المؤتمر الوطنى لخوض الإنتخابات القادمة وان مرشحه لخوض الإنتخابات هو البشير .. فبهذا يكون الحسم القاطع قد طال محاولات تمرير دستور اسلامى ..وطال ايضاً موضوع خلافة الرئيس واغلق هذا الباب (بالضبة والمفتاح) ..امام الطامعين والطامحين..خاصة بعد الزخم الكبير الذى صاحب مرض الرئيس والخلافات الحادة التى لازمت مؤتمر الحركة الإسلامية الاخير ومانتج عنه من صراعات وطموحات سيما والوضع الداخلى يعانى الأمرين ..فزاد الرهان على ان الرئيس سيترجل عن قيادة الحزب والدولة ،فاعادت القوى الاقليمية والداخلية حساباتها بناءً على المتغيرات الناجمة عن غياب الرئيس..بيد ان التحولات الأخيرة اربكت السحر والساحر ، والمؤتمر العام للمؤتمر الوطنى يؤجَل .. وهكذا قضي الأمر ..ويأتى اتفاق المصفوفة وضخ النفط وآمال إنفراج طفيف من الإختناق الإقتصادى ..ليمضى المؤتمر الوطنى فى حملته الإنتخابية وعلى راس الحزب والدولة البشير.. هنا يبرز السؤال : والمعارضة اين هى مما سيؤول اليه الحال ؟! فى تقديرنا ان مايجرى الان هو الفرصة الذهبية الأخيرة للمعارضة..ويكون من حسن طالعها لو فاز البشير..على الاقل ستكون قياداتها التاريخية قد اكل عليها الدهر وشرب وغسل ايديه..وستكون الفرصة منفتحة على ان تبرز قوى شبابية جديدة تقذف بكل الإرث الطائفى بعيداً عن شؤون دنيانا ..قوى تؤمن بحكم الشب للشعب وبالشعب ..قوى تحمل برامج ورؤى محددة وفلسفة حكم واضحة ..قوى تؤمن بان ليس هنالك رجل هو من الكمال بحيث يؤتمن على حريات الاخرين ..اما مايجرى داخل اروقة المؤتمر الوطنى فهو شان يخص المؤتمر الوطنى ..ان يرى بعض قادته انهم سيحكمون قروناً فاننا لانعترض لو كان ذلك عبر صندوق الإقتراع ولو ان هذه الصناديق اعطتهم الثقة من خلال مذهبية رشيدة وبرامج محددة إنعكست على حياة الناس انسام حرية وعدالة اجتماعية ورفاه اقتصادى ..اما مادون ذلك فهو لايعدو ان يكون رحابة فى الحلقوم..الايام القادمة حبلى بالمفاجآت المدوية ..فالحزب الحاكم اخرج مافى كنانته..فكيف ستخرج المعارضة مافى كنانتها؟! وسلام ياااااااوطن haider khairalla [[email protected]]