الخطوب المدلهمة فى بلادنا والفعل السياسى الذى ظلت تحكمنا فيه القوى التقليدية بجيناتها بقوانين الحق المقدس ودعاوى القيادة الملهمة وإشارة (سيدى) صاحب التفويض الإلهى الذى يتحكّم فى مصير امتنا كل رصيده من معارف مايجرى فى عالمنا تلكم الجينات المباركات ..وظللنا منذ الإستقلال ندور فى الدائرة الملعونة..وشعبنا يلوك علكة الصبر..وبالامس يتحد ث الأمام الصادق المهدى عبرقناة الخرطوم قائلاً :( إننى أملك شرعية تاريخية وشعبية ) والعبارة لو جاءت من السيد الصادق عندما تمرد على عمه الإمام الهادى عليه رحمة الله لما استوقفتنا ، ذلك لأن الأمام الهادى قد اعطى الامام الصادق درسًا قاسياً مفاده ان السنديكالية لن توصله الى قبة البرلمان ..انما الكلمة هى كلمة الطائفية والطائفية تعنى إرادة الأمام لاإرادة الشعب..والطائفية التى عملت على ان تحول بين شعبنا والوعي بدينه بل قل أنها كانت اكبر قاطع طريق بين الشعب ودينه، اما الدرس الذى لم يستوعبه الأمام الحبيب وحتى اليوم هو ان سقوطه فى تلك الإنتخابات كانت تلخيصاً لمعنى اساسى هو ان السيد الصادق بدون الطائفية او بالأصح بدون هذه (الجينات ) لايعنى شئ..ولمّا ادرك هذه الحقيقة بعلم زوق عاد الى الحظيرة..وأُخليت له دائرة برلمانية بقيت شاهداً على اول واكبر إمتهان لكرامة نائب برلمانى فى تاريخنا المعاصر..ولم ينسى التاريخ ان يضم بين دفتيه ان الأمام الليبرالى اليوم هو من حقّر القضاء بالأمس عندما أبطلت المحكمة العليا مؤامرة حل الحزب الشيوعى السودانى ..وقال :إنه حكماً تقريرياً..فالشرعية التاريخية والشعبية التى يتحد ث عنها إن كان يعنى إنقلاب الإنقاذ عليه فهو اول من زايد على ذلك عندما قال بنفسه(انا قلت لهم :انتم تملكون السلطة وانا املك الشرعية فتعالوا نتفق ) ويومها لم نرى إتفاقاً ولكننا الآن نرى (الإبن فى القصروالأب يعتزم الإعتزال والبنت يتم إعدادها بنازيربوتو مهدوية ) وحقيقة لم نفهم اهذا الوضع يدخل فى حظيرة ( إمتلاك الشرعية التاريخية والشعبية )ام انه حيلة اخرى من حيل الطائفية ؟أما إن كان السيد الإمام يعنى الوزن الطائفى الذى يخوِّلهم ان تكون لهم السيادة على اهل السودان بمقتضى تلك (الجينات ) وكان هذا هودافعه ليزعم انه يمتلك (شرعية تاريخية وشعبية ) فيكون هذا وهماً كبيراً ولايعقل ان يكون مصير بلادنا منبنياً على الأوهام مثله مثل أهازيج الإمام الحبيب عن التراضى الوطنى وتوابله وتوابعه مماتجيد الإنقاذ طباخته مع ضيوف يحبون الموائد كاملة الدسم ..فقط نحب ان يدرك الإمام والطائفية عموماً أن اكبر خدمة قدمتها هذه الحكومة لشعب السودان هى انها انضجته نضجاً تاماً للدرجة التى اصبح هنالك عاصماً يعصمه من ان ينخدع لأى حزب يعمل على تضليله باسم الدين..وشعبنا ايقن بان اية دعوة للإسلام لاتفهم الإسلام الواعى الصحيح لن تعدو كونها جهالة تلتحف قداسة الإسلام..والإمام الحبيب اذا خرج من عباءة الطائفية واوهام إمتلاك الشرعية التاريخية والشعبية وميكافلية السياسة فإنه مرجوُّ لساعةبعث إسلامي تميز بين الدستور والشريعة ..فالدستور اصل والشريعة فرع..والدستور هو القرآن على ان يفهم فهماً جديداً فى المستوى الديمقراطى منه..اما الحديث عن الشرعية الشعبية..فيدخل فى باب المزايدة اكثر من اى باب آخر..لأن الحراك الذى أحدثه الكابتن هيثم مصطفى والفنان المرحوم محمود عبد العزيز عجزت احزابكم جميعاً عن إحداث نظيره..فشعاركم (البيرفع راسو بنقطع راسو) هزمه شبابنا اللذين هتفوا (نحنا نموت ويحيا الحوت ) هل لاحظت الفارق بين من يهب الحياة ومن يسلب الحياة ؟ إنه نفس الفار ق بين القدامى والقادمين الأكثر ذكاء ووعياً وطهراً ...ولايعرفون تقبيل الأيادى ..ولايؤمنون بإشارة الزعيم (فوزوا ابوفطومة) لانهم الجيل الذى يؤمن (بانه ليس هنالك رجلٌ هومن الكمال بحيث يؤتمن على حريات الآخرين ) هل عرفتهم سيدى الإمام الحبيب ؟؟..وأنا ايضاً.. وسلام ياوطن haider khairalla [[email protected]]