ومن أجل التدابير الصحية العامة والصحة النفسية للشعب التعبان وبحسب المعايير النوعية الأخلاقية الدولية الحقيقية لمقاييس وجودة وتقانة الحوارات وقوة روابط مرصودة متينة تحكم المواثيق والعهود يجب أن يعقد مثل هكذا حوار. هذا الحوار يجب أن يٌعقد بصورة سليمة جادة مكتملة الجوانب والأطراف ومٌحكمة السبك والبناء وبأجندة واضحة وأهداف نبيلة معروفة تفضي لسودان حديث جديد حضاري مكتمل الدسم وأن لاتكون كما تعودنا حوارات الطرشان. الشعب كأطرش في الزفة كان ينطط ويرقص مع الراقصين رغم الجوع والغلاء والحروب و الفصل والتعذيب والتشريد والبلاء وتكميم الأفواه وكتم الأنفاس والفساد وبحثه عن الرزق في الخلاء. فيسمع بأن هناك حوار يجري وإتفاق مهم قد تم وتدق المزيكا وترتفع صيحات الهتافات ونغمات المزامير فيخرج الجماعة للتهليل وللرقيص فيخرج ليرقص مع الراقصين وذلك منذ في حماك ربنا في سبيل ديننا ، وأمريكا روسيا قد دنا عذابها، ولا ولاء لغير الله ، وهي لله..هي لله. عشرات الإتفاقات أٌبرِمت وعشرات الحوارات جرت ولانقول عٌقِدت لأن كلها كانت تٌبرم وتعقد مفكوكة هشة فلا تلبث أن تجري على حل شعرها مفضوحة مبعزقة تطير مع الهواء ، ورغم ذلك كانت الإحتفالات تنهمر والرقصات تزداد هياجاً وأجيجاً وعجيجا حتى لقد تعجب وإستغرب وإندهش العقيد القذافي من شعب جائع مكمم الفم مكتوم الأنفاس مضحوك عليه كل هذه السنين ويبتهج وينطط ويرقص فقال لشعبه الذي ظن أنه المرتاح النغنغ الحر :غنوا ونططوا وأرقصوا فأنتم أفضل من شعب السودان ولكنه لايدري أن شعب السودان كانت رقصاته ومازالت من القهر والتعذيب و الألم وكالطير يرقص مذبوحاً من الألم. عشرات الحوارات والإتفاقات مرت على شعب السودان الطيب الكريم فكانت تمر مٌروراً ويمٌر عليها مرور الكرام: حوارات جيبوتي وجدة وجنيف وإتفاق أبوجا وأسمرا والقاهرة ونيفاشا والدوحة. وفي كل وبعد كل إتفاق وحوار تتشعب لعدة إتفاقات جزئية ويزيد التشظي والإنقسام والتفتيت لفروع وكيانات شخصية تلميعية وحركات إعلامية وأفراد شوفونية دون كيشووتية ذاتية نرجسية ويتفرع المتفرع ويتفتت المفتت من الأحزاب ويتمزق الشعب لجهات وقبائل وخشم بيوتات. الشعب فتر والحكومة فترت والمعارضة نخت وناخ الجميع فناخت الدولة وقبعت كجمل أو فيل برك منهار على ركبتيه رهقاً وتعباً وإنهاكا. مرثونات من الحوارات طائر هابط ماشي جاي نفاق و تطبيل وتكبير وتهليل ورقص وتصفيق تحركات مكوكية وذبائح وقاعات وأنخاب حوارات فتشظت الحركات وضاعت البركات وأهلكنا نفسنا وسقطنا وسقطت مقولة أن كل حركة فيها بركة وصار لكل حوار وحراك فيه شباك وشِراك ومناصب وبزنس وكوميشنات وقبض عمولات. توالت وتعاقبت وتتالت الحوارات مع الإجماع أحياناً مع الأحزاب منفردة وتراضي وأحياناً مع الأفراد لقبض مناصب ووظائف وتسريح ووضع آخرين في الرفائف دون فائدة تذكر للشعب. وصلت أبوجا ثم جدة وجنيف وجاءت القاهرة وأسمرا وتولت وحضرت نيفاشا ورمت ما فيها ورفت وتخلت. فالحوارات زادت الحركات عٌشرمية وشظَت الأحزاب وتفرعت وإهتزت الحكومة وتعمقت أزمتها وخرج عليها ونقدها اللآلاف من عضويتها وأضحى المؤتمر الوطني الحزب الحاكم يتحدث بألف لسان وكأنه عدة مؤتمرات ولكل وزير مخصصات ومليشيات وعمولات وكنتونات ومحسوبيات وواسطات وعدة حوارات، ولقد كانت كل الحوارات حوارات طرشان. فما الذي جعل الإلحاح لحوارات الطرشان يشتد الآن!؟ ما الذي تغير وتبدل وتحول وتحور!؟هل المؤتمر (الوطني) في حكومة السودان أم حكومة جنوب السودان أم قطاع الشمال أم الحركات المسلحة زادت عتادها أم تحالف الفجر الجديد أم ثامبوأمبيكي الوسيط الإفريقي!؟ أم لاهذا ولا ذاك و دخلت أمريكا في شأن السودان بالمليان وأجبرت الأطراف جميعها لحل الخلاف وإقتنع يا دوبك فرسان الحيشان!؟ نرجو ذلك وكل ذلك المهم أن يقتنع الجميع بأن الشعب مهمش والسودان مكاوش ومدعمش ومنهار ومدغمش. فلابد أن وراء الأكمة ما وراها.. والأمريكان ليكم تحاورنا ، بي قول الله وقول الرسول عليكم الله تداركونا.. وتدارك الأمريكان المجاعة في الجنوب وسقوط الخرطوم ولحقت بهم فإن إيدها لاحقة حتى مع المعارضة ولضخ البترول بإطمئنان لإنعاش النظامين المهترئين الفاسدين وفتح السفارة الأمريكية ودخول الشركات الأمريكية في الخط على طول وياعابرة :أرويني ..أرويني، نهر الإنقاذ سراب.. يا عابرة دٌليني!! فالسودان ينحدر نحو جرف هارٍ معظم التوقعات كادت تعتبرها حرب أهلية شاملة نحو الدمار التام، فلابد من الحوار مع جميع القوى السياسية والحركات المسلحة والتجمع والتحالف وقطاع الشمال وتغيير مسمى الحركة الشعبية ليتواءم مع المسميات الموجودة شمالاً ويبعد عن مسمى الحركة الشعبية الأم جنوباً. كما لابد من ما ليس منه بٌد العفو الشامل لكل المعتقلين السياسيين دون فرز وليس كما ذكر ربيع عبدالعاطي أن التخريبية لإسقاط النظام ليست مشمولة بالعفو لأنها تخص القانون والقضاء والمحاكمة وكأن الآخرين والحركات المسلحة كانت تنوي التسلية والقزقزة وليس إسقاط النظام. ولهذا فإن الشعب المهمش لابد أن يشعر بجدية النظام لحل قضايا الوطن الكبرى وهي : * لابد أن يكون العفو شامل. * حرية التعبير و إطلاق الحريات العامة بصورة حقيقية. * حكومة إنتقالية أو على الأقل تغيير كافة الوزراء الذين طولوا معانا ديل وإدخال كفاءات حزبية ومستقلين ومفصولين وحركات وقطاع الشمال في وزارات سيادية. * إستقلالية واضحة للمؤسسات وفصل السلطات : القضائية والتشريعية والتنفيذية والسلطة الرابعة. * إلغاء أو تعديل كافة القوانين المقيدة للحريات والمتضاربة مع الدستور فوراً. قومية الأجهزة العسكرية والشرطية والأمنية. ثم بعد ذلك إتحاوروا زي ما إنتو عاوزين، هذا أو الطوفان. والله من وراء القصد abbaskhidir khidir [[email protected]]