مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    أهلي القرون مالوش حل    مالك عقار – نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي يلتقي السيدة هزار عبدالرسول وزير الشباب والرياض المكلف    وفاة وزير الدفاع السوداني الأسبق    بعد رسالة أبوظبي.. السودان يتوجه إلى مجلس الأمن بسبب "عدوان الإمارات"    السودان..البرهان يصدر قراراً    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    أزمة لبنان.. و«فائض» ميزان المدفوعات    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    شاهد بالفيديو.. خلال إحتفالية بمناسبة زواجها.. الفنانة مروة الدولية تغني وسط صديقاتها وتتفاعل بشكل هستيري رداً على تعليقات الجمهور بأن زوجها يصغرها سناً (ناس الفيس مالهم ديل حرقهم)    اجتماع بين وزير الصحة الاتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    شاهد بالفيديو.. قائد الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل يكشف تفاصيل مقتل شقيقه على يد صديقه المقرب ويؤكد: (نعلن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    حملات شعبية لمقاطعة السلع الغذائية في مصر.. هل تنجح في خفض الأسعار؟    استهداف مطار مروي والفرقة19 توضح    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أحمد السقا ينفي انفصاله عن زوجته مها الصغير: حياتنا مستقرة ولا يمكن ننفصل    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لولا احتلال العراق للكويت لما اصبح الميرغنى رئيسا للتجمع .. بقلم: النعمان حسن
نشر في سودانيل يوم 04 - 04 - 2013

من وصم الشريف بالامس بالخيانة ماذا يقول عن نفسه اليوم
الحزب الاتحادى كما هو حزب الامة اصبح اخيرا ملكا لاسرة
الحلقة السادسة
النعمان حسن
خلصت فى الحلقة السابقة الى ان مرحلة وبداية الفترة الاولى لانتفاضة ابريل هى المرحلة التى انقذ فيها الشريف زين العابدين الهندى الميرغنى من غضبة الاتحاديين عليه لا رتباطه بانقلاب مايو وكان الشريف قد اجهض مشروع وحدة الحركة الاتحادية الذى قصر وجود الميرغنى راعيا للحزب الا ان المرحلة الثانية والتى سبقت انقلاب الانقاذ قويت فيها شوكة الميرغنى واسترد نفوذه مما ادى لتفجر الخلاف بينه والهندى الذى انسحب من الحكومة الاتلافية بينما تمسك الميرغنى بالسلطة والذى تصاعد بينهما وانتهى بقيام حزبين اتحاديين حزب الميرغنى وحزب الامين العام الذى اعلنه بعد ايام من انقلاب يونيو 89 وكان الشريف قد القى خطبته الشهيرة قبل مغادرته للقاهرة و التى قال فيها (لوان كلبا استولى على السلطة بانقلاب لما قال له احد جر) بينما بقى الميرغنى فى الخرطوم لياخذ طريقه لاول مرة لسجن كوبر على اثر انقلاب يونيو.
وكما اوضحت فى الحلقة السابقة فان انقلاب الانقاذ شكل مرحلة فاصلة فى تاريخ طائفة الختمية حيث انها ولاول يتم اعتقال زعيمها بين الزعماء السياسيين .
ولقد شهدت فترة الانقاذ تصاعد العداء بين الحليفين السابقين الميرعنى حبيس كوبر و الشريف الذى غادر للقاهرة وترك خلفه حديثا يتردد حول لقائه مع قائد الانقلاب فى كوستى وتشاء الصدف
ان يمثل الميرغنى الحزب فى توقيع ميثاق المعارضة من داخل كوبر الا ان الشريف اعلن يومها ان الميرغنى ليس رئيسا للحزب حتى يوقع على الميثاق وانه ليس مفوضا منه لان الحزب لم ينتخب رئيسا له كما ان الشريف رفض ان يتضمن الميثاق ادانة للحزب الاتحادى مع حزب الامة كما جاء فى مقدمته.
وكانت تلك الفترة قد شهدت نشأة التجمع الوطنى الديمقراطى من القلة التى تواجدت خارج السودان فى لندن والقاهرة وكانت بدايات التجمع فى شارع قصر النيل القاهرة جوار مبنى الازاعة المصرية القديم فى شقة كانت مقر الاتحاديين من انصار الشريف زين العابدين الهندى مع وجود بعض العسكريين يومها من القيادة الشرعية للقوات المسلحة وكان اول رئيس للتجمع القيادى الاتحادى محمد الحسن عبد الله ياسين لان الشريف رفض الاعتراف بتوقيع الميرغنى على ميثاق المعارضة لاعتراضه على ثلاثة نقاط تضمنها الميثاق واشترط الشريف معالجتها حتى يقبل به والتى تمثلت فى:
1- ان مقدمة الميثاق شكلت ادانة لحزبى الامة والاتحادى وحملهم الميثاق فشل الديمقراطية وكان الشريف يرى ان الذى افشل الديمقراطية الحرب التى صعدت منها الحركة الشعبية بقيادة قرنق والذى استغل يومها عزوف الحكومة عن حمل السلاح فى وجه الحركة فتوسع بقواته باحتلال الكثير من المناطق مضعفا بذلك الحكومة الديمقراطية
2- ان التكوين المقترح لتنظيم المعارضة سمح بتمثيل قيادات النقابات والمستقلين ككيانات موازية للاحزاب بجانب ممثلى الاحزاب فى التجمع ورفض الشريف تمثيلهم بحجة انهم اعضاء فى حزب ممثل فى التجمع على قدم المساواة مع الاحزاب حتى لا يشكل حزب واحد اغلبية قيادة التجمع مع انه ليس فى مركز ثقل الامة والاتحادى
3- اعلن الهندى رفضه للنص الذى يقبل باستقطاب الحركة الشعبية فى عضوية التجمع لاختلاف اهدافها حيث ان التجمع يهدف استرداد الديمقراطية التى وادت بانقلاب عسكرى بينما الديمقرالطية ليست هدف الحركة التى شنت الحرب على الحكم الديمقراطى الذى مد لها يدا بيضاء لحل القضية بالحوار لهذا فان اجندتها تختلف عن اجندة التجمع. فكيف تقبل عضوا فيه كما ان وسيلتها الحرب وهو ليس وسيلة المعارضة لاسترداد الديمقراطية خاصة وان هناك سابق تجربة فاشلة لاسقاط انقلاب مايو بالقوة من الخارج
.
تحت هذه الظروف شهدت الاحداث تطورا كبيرا عندما افرجت الانقاذ عن الميرغنى و سمح له بالسفر للخارج ويومها وصل الميرغنى لندن بجواز دبلوماسى صادر من الاتقاذ الامر الذى طرح يومهاعلامة استفهام كبيرة.
4- رغم ذلك استبشر الاتحاديون والمعارضون فى لندن والقاهرة بمقدم الزعيم القادم من السودان بعد ان اضفى السجن عليه صفة المناضل السياسى لاول مرة فى تاريخ الطائفة فاقترحوا عليه ان ينظموا له مؤتمرا صحفىا يعرى فيه النظام و يؤكد على موقف الحزب من الانقاذ وجاءت المفاجأة صدمة كبيرة لهم عندما رفض الفكرة مبدأ وهو يؤكد انه لم يغادر السودان للمعارضة وانما جاء بغرض العلاج وباذن الانقاذ وانه عائد للسودان بعد تلقى العلاج وهكذا بقى الميرغنى فى الخارج بعيدا عن التجمع والحزب لا يشارك فى اى نشاط لاى منهما الامر الذى باعد بينه وبين الاتحاديين المعارضين فى لندن والقاهرة ليبقى بهذا كل من الميرغنى والشريف بعيدين عن التجمع وان اختلف سبب ابتعاد كل منهما وليبقى محمد الحسن عبد الله ياسين رئيسا للتجمع عن الاتحاديين ووقتها بدأت تتوافد للندن والقاهرة مجموعة من قيادات المعارضة الذين امكن لهم التسلل من السودان وكان على راسهم مبارك الفاضل والتجانى الطيب واخرين
وشهدت هذه الفترة انخراط الحركة الشعبية بزعامة الدكتور قرنق فى التجمع وفق ميثاق يؤكد على وحدة السودان تحت دولة المواطنة التى تساوى بين كل ابناء السودان دون اى تفرقة عنصرية او جهوية او دينية ولتصبح الحركة جزءا من مكونات التجمع ولكن حتى ذلك الوقت لم يكن العمل المسلح مطروحا فى التجمع كما هو حال الحركة و استقر التجمع بمصر تحت رعاية الحكومة المصرية بعدان تكشف لها كيف انها انخدعت فى هوية انقلاب الانقاذ .
حتى ذلك الوقت لم يصدر عن الميرغنى اى تصرف او تصريح ضد نظام الانقاذ ولكن تبدل الحال فجأة بسبب حدث لا علاقة له بالسودان.
وكان هذا الحدث احتلال العراق للكويت وتاييد الانقاذ لغزو العراق للكويت والذى ترتب عليه تفجر الصراع بين دول الخليج بقيادة المملكة السعودية وجمهورية مصر واللذان تفجرت بينهم ونظام الانقاذ خصومة قوية
هنا حدث التحول فى موقف الميرغنى تحت ضغوط مصر والسعودية بما لهما من علاقة قوية ولم يكن امام الميرغنى الا ان يحسم امره واعلان موقفه اما مع الانفاذ والعراق او مع الكويت ودول الخليج ومصر وكان خيار الميرغنى واضحا لما له من ارتباط ومصالح مع مصر والسعودية فاعلن موقفه ضد غزو العراق واصدر بيانا عاصفا يدين موقف الانقاذ من حرب العراق وهكذا كانت اول مجاهرة له ضد الانقاذ تتمثل فى ادانة تاييد الانقاذ للعراق ولم تكن مجاهرته لشان يرتبط بقضية السودان وبهذا سد الطريق امام عودته للسودان ولو ان الانقاذ يومها ادانت غزو الكويت لبقى الميرغنى بعيدا عن المعارضة والتجمع والحزب ولعاد للسودان فى الوقت المحدد
ومن هنا بدأت رحلة الميرغنى مع التجمع الذى لم يعد ما يحول بينه وبين الانخراط فيه و الذى كان بحاجة له لما له من علاقة مع دول الخليج ومصر و زعيم الحركة الشعبية فكان الطريق لرئاسة التجمع معبدا امامه حيث اخلى له محمد الحسن عبدالله ياسين الموقع لانه وللتاريخ كان زاهدا فيه ليبدا الميرغنى بهذا مرحلة قيادته للمعارضة ولكن مكابر من يدعى ان موقفه هذا كان من اجل السودان وانما كان استجابة لضغوط دول الخليج ومصر الذين لا يملك ان يرفض لهم طلبا وبصفة خاصة مصر. وبهذا تهيأت للميرغنى الفرصة ليبنى قاعدة سياسيةو ان تتبعه قاعدة جديدة من الاتحاديين وهو يقودلاول مرة عملا معارضا لدكتاتورية عسكرية بينما كان غريمه الهندى من الجانب الاخرعلى موقفه رافضا التجمع لنفس الاسباب مما ترتب عليه ان يتهم بالسلبية تجاه النظام فى السودان
ولعل هذه من العوامل التى احكمت قبضة الميرغنى على الحزب ولتتهافت نحوه قيادات اتحادية غير طائفية من المتتطلعين للسلطة او الذين خدعهم موقفه المعارض وليدين له هئولاء بولاء لايقل عن خلفاء الطائفة (وحيرانها).
تسيد الميرغنى وقتها الموقف فى مواجهة غريمه الشريف زين العابدين الهندى الذى انزوى بفصيل الامانة العامة فى خندق معزول عن المعارضة للنظام وليصبح الميرغنى هو رجل الحزب المناضل ضد الاتقاذ
تحت هذا الواقع الجديد بعد ان اصبح الميرغنى رئيسا للتجمع المعارض ورئيسا للحزب بوضع اليد شهدت هذه الفترة احداثا هامة وكبيرة على مستوى التجمع والحزب انعكست سلبا على السودان والحزب تمثلت فى عدة محاور حافلة بالتناقضات :
1- مواقف الميرغنى على مستوى الحزب وهو خارج السودان وما صحبها من مواجهات وصراعات مع الشريف وهى الفترة التى شهدت لافتتين للحزب حزب الرئيس من جانب وحزب الامين العام
2-
2-مواقف التجمع تحت رئاسة الميرغنى لللفترة التى قضاها خارج السودان والتى ارتفعت فيها حدة المواجهة قبل الا ستسلام ومشاركة التجمع نفسه للنظام
3- فترة مواقف حزب الميرغنى المناهضة للتجمع بعد عودته للسودان على المستويين الحزبى والقومى والتى شارك فيها حزبه هذا المرة بممثلين له فى الحكومة وبابنه فى القصر الحمهورى
4- الفترة الاغرب فى تا ريخ زعيمى الحزب المتنافرين انهما التقيا رغم ما بينهما من عداء تحت حضن سلطة الانقاذ التى اصبحا شركاء فيها لتنعم الانقاذ بواحد على يمينها والثانى على يسارها ولعل المفارقة الاكبر هناان الميرغنى كان قد استثمر موقف الهندى الذى سبقه فى التصالح مع الانقاذ لينفرد الميرغنى بموقف بطولى لدى الاتحاديين وكان يومها قد سارع باتهام الهندى بالخيانة الوطنية وخيانة مبادئ الحزب لتحالفه مع ما اسماها الميرغنى يومها الطغمة العسكرية الحاكمة والتى عاد نفسه بعد سنوات ليتحالف ويشارك فى نفس النظام الذى اتهم الشريف بالخيانة الوطنية لمشاركته فيه فهل يملك السيد ان يوضح ماهو رايه فى مشاركة حزب الميرغنى فى النظام الان وليجلس وزراؤه على نفس الطاولة مع وزراء حزب الشريف بل ويميز عليهم بوجود ابنه فى القصر وكيف لهما ان يبقيا رغم تحالفهما مع الانقاذ نقيضين وعدوين وليكن مردود فعلهم هذا انتشارالفضائل الاتحادية التى اصبحت موضة لكل من يتطلع لان يكون له نصيب فى الحكم ليلحق بركب سفينة .حكومة الوحدة الوطنية بعدان بات مؤكدا ان الحركة الاتحادية لن تعود بدون ان يبقى السيد على راسها كما انها لن تبقى بوجوده اذا على راسها فانتشرت موضة الكيمان والاحزاب الاتحادية .
حقيقة كل واحدة من هذه المراحل او المحطات الاربعة تستحق وقفة لما شهدته من احداث وتناقضات تؤكد فشل القوى السياسية وفشل الحكم الوطنى .
بداية وقفتنا مع محطتنا الاولى الخاصة بالصراع بين حزبى الميرغنى والشريف حيث كانت القاهرة مسرحا حافلا بالاحداث لحزبيهما او بتعبير ادق حزبى (الرئيس) و الامين العام وذلك لارتباط امرهما بموضوع هذه الحلقة حول الحزب الاتحادى لمسئوليته التاريخية الاكبر فى فشل الحكم الوطنى
فلقد تسابق كل منهما لحشد مجموعة خاصة من المريدين من اصحاب الولاء المطلق وان غلب عليهما تسلل مجموعات من المتتطلعين للسلطة والجاه يؤكد هذا ما كشفت عنه مشاركات الحزبين عندما التقيا فى نهاية المطاف فى حكومة الانقاذ وسباقهما من اجل نصيب اكبروهى مشاركات لم تعد الا بالمكاسب الشخصية لانه لم يكن لاى منهما وجود مؤثر فى توجهات الحكم
كل منهما عقد مؤتمرين شارك فيها شخصيات مختارة من مريدى الطرفين لعدم وجود قواعد منظمة تمثل فى هذه المؤتمرات وفق مؤسسية ديمقراطية حيث لم يكن المشاركين فى هذه المؤتمرات يمثلون غير شخوصهم ومع ذلك صنفت هذه اللقاءات بالمؤتمرات مع انه لم يكن بينهم من صعدته قاعدة قوامها ديمقراطية لعدم وجود تنظيمات قاعدية للحزبين ولكن ما يستدعى الوقوف فيه مؤتمرات الميرغنى لان حزب الشريف بعد رحيله اقتصر وجوده على قلة غير مؤثرة سياسيا من المتكالبين والمتنازعين على السلطة والذين انقسموا على انفسهم من اجل السلطة حتى اصبح واحد منهما فصيال غير معلن فى المؤتمر الوطنى وفصيل ثانى عاد ليرفع شعار وحدة الحركة الاتحادية بحثا عن موقع جديد فى السلطة
ولعل واحدة من المفارقات الغريبة حول هذا الامر موقف الميرغنى من فرع الحزب فى لندن وكان اكثر البنيات الخارجية تنظيما لوجود كوادر اتحادية فيه متمرسة فى العمل السياسى ولما رات لجنة الحزب بلندن انه تم تخطيها فى كثير من المواقف والقرارات والمؤتمرات مما اثار غضب لجنة الحزب الموالية للسيد محمد غثمان االميرغنى بلندن فلقدتحين اعضاء اللجنة وصول السيد الميرغنى للندن قالتقوه محتجين ومستنكرين عدم التزام الحزب بالمؤسسية والديمقبراطية حيث ان هناك من وجهت لهم الدعوة للمشاركة فى مؤتمر الحزب الاول بالمقطم مباشرة دون ان يوكل امر اختيارهم للتنظيم كما ان قرارات كثيرة تتخذ دون مشورتهم واشراكهم حيث ابلغوا الميرغنى احتجاج لجنة الحزب بلندن لتخطيهم وعدم احترامه للديمقراطية ولدهشتهم لم يجدوا اى تجاوب منه وكانت النتيجة الطبيعية ان انفض سامرهم وانتهى بانفضاضهم عن الحزب .
حقيقة المؤتمران اللذان عقدهما حزب الميرغنى والذى سمى بالحزب الاتحادى الاصل يمثلان مرحلتين فاصلتين ومتناقضتين لما ارتبطا به من تكريس هيمنته على الحزب الاتحادى اليمقراطى بعكس مؤتمرات حزب الشريف الهندى حزب الامين العام والذى انتهى برحيله ولم يعدله من وجود الا فى السلطة بينما شكلت مؤتمرات الميرغنى نقلة نوعية بالغة الاهمية والخطورة فى احكام هيمنة الميرغنى على الحزب فمؤتمرات حزب الميرغنى شكلت نقلة خطيرة فى مسيرة الحزب لما حقفقته من قبضته المحكمة على الحزب الاتحادى الاصل كما درجوا على تسميته. وليقود الميرغنى فيهما الحزب لموقفين متناقضين
فلقدعقد الميرغنى مؤتمرين كان كل منهما مسرحا لاحداث غريبة صاغت مسار الحزب الذى اصبح ملكا خاصا للسيد زعيم الطائفة واسرته.
اما مؤتمر الميرغنى الاول والذى عقد بالمقطم فلقد كان مطروحا على راس اجندته لاول مرة اجازة دستور للحزب و انتخاب رئيس للحزب والقصد كان واضحا لاكساب رئاسة السيد للحزب شرعية حتى لو كانت من مؤتمر محدود العضويىة اختارها الميرغنى من انصاره على مستوى شخصى ولقد انعقد هذا المؤتمر والميرغنى فى قمة مواجهته للنظام بعد ان انخرط فى المعارضة حيث انعقد فى الربع الاول من عام 95 وهو العام الذى شهد اكبر تحول فى التجمع الوطنى خاصة فى تاريخ الميرغنى بينما كان انعقاد المؤتمر الثانى فى القناطر الخيرية مع بداية تحول الميرغنى نحو النظام والاتفاق معه وكان وجه الغرابة ان المشاركين فى الاول من المعارضين فى الخارج اما الثانى فان اغلبية حضوره قدموا اليه من السودان والذين ماكان لهم ان يسافروا او يشاركوا فيه لولا التقارب بين الانقاذ والميرغنى لهذا لم تقف اجهزة النظام فى ان تحول دون سفر المشاركين فيه من الخرطوم وهو المؤتمر الذى عرف بمؤتمر المرجعيات وهوالمؤتمر الذى مهد لانخراط حزبه فى النظام. ويبقى رغم ذلك مؤتمر المقطم هو الاكثر اهمية لانه انعقد فى قمة مواجهة الميرغنى للنظام الحاكم فكان مؤتمرا معارضا بينما كان مؤتمرا لقناطر مصالحا للانقاذ.
مؤتمر المقطم والذى اتيحت لنا الفرصة لنقف على احداثه عبر تسجيل فيديو . كان مشهد هذا المؤتمر الاكثر اهمية فى مسيرةالحزب مؤشرا واضحا يؤكد كيف اصبح الحزب ملكا خالصا للسيد الميرغنى حيث انه:
1- بالرغم من انه كان على راس اجندة المؤتمر انتخاب رئيس للحزب بعد اجازة الدستور المؤقت فان المؤتمرين كانوا يصطفون وقوفا لحظة دخول السيد لقاعة المؤتمر ولا يجلسون على مقاعدهم الا عندما يأذن لهم بذلك بعد ان ياخذ مكانه على المنصة .
2- بالرغم من ان على راس اجندة المؤتمر اجازة الدستور ثم انتخاب رئيس للحزب على ضوء الدستور والذى يترتب عليه ان يؤدى الاعضاء قسما للرئيس اذا اجيز نصه الذى اقترح فى الدستور فلقد كانت المفاجأة ان يفتتح المؤتمر باداء القسم للسيد محمد عثمان الميرغنى بصفته الرئيس قبل انتخابه وقبل اجازة الدستور هكذاوقبل اجازته وفى خطوة استباقية ادى المؤتمرون القسم كما جاء نصه فى مشرع الدستور حيث ارغم المؤتمنرون على تادية القسم للميرغنى رئيسا قبل ان ينتخبوه حيث فرض عليهم ان يؤدوا القسم اولا مع ان انتخاب الرئيس كان من اجندة المؤتمر ا وبهذا تم اداء قسم الولاء لشخصه كما جاء فى اللائحة المقترحة وليسقط بهذا بند انتخاب الرئيس من الاجندة لبيقى السؤال كيف اصبح الميرغنى رئيسا للحزب. ولم ينتخبه المؤتمر
3- اما نص القسم نفسه فلقد كان القسم لالتزام العضو على كل مستويات لجان الحزب بالولاء والطاعة للرئيس بصفته الشخصية وباسمه كما جاء فى المادةة الثامنة من اللائحة العامة (مع ملاحظة ان المادة الخاصة بالقسم لم تكن اجيزت لعدم مناقشة الدستور عندما تم اداء القسم) والتى تنص على مايلى::
(لايمارس عضو اللجنة القيادية او اللجنة المركزية او المكتب التنفيذى او اية لجنة تستلزم طبيعتها اداء القسم الا بعد ان يؤدى القسم بالصيغة التالية:
انا-----------يذكر العضو اسمه اقسم بالله العظيم وكتابه الكريم ان اؤدى واجباتى للحزب الاتحادى الديمقراطى بقيادة السيد محمد عثمان الميرغنى بكل امانة واخلاص واتعهد بتنفيذ كل ما يوكل الى من مهمام بتجرد وولاء تامين والله على ما اقول شهيد)
هكذا يصبح الزاميا لعضو الحزب ان يؤدى القسم للسيد محمد عثمان الميرغنى بالاسم وفى شخصه وليس للرئيس كمنصب ربما يختار الحزب رئيساغيره ليبقى نص دستورى خاص بسيادته شخصيا مما يعنى انه لا يجوز اقضائه عن الرئاسة وكان السيد حاتم السر هو الذى طلب من المؤتمرين اداء القسم قبل ان يطرح اى بند للنقاش وشارك كل الحضور فى رفع اياديهم وترديد القسم حتى االذين كانوا جلوسا بجانبه على المنصة وبينهم من كان اقدم منه فى الحزب وارفع منصبا وهو الدكتوراحمد السيد حمد والذى كان سكرتيرا للحزب عندما كان يضم فطاحلة القادة السياسيين ولم يستثنى من اداء قسم المبايعة والولاء الا ابن عمه محمد سراالختم الميرغنى تاكيدا لان الاسرة وحدها معفاء من ادائه حيث اصبح الحزب ملك الاسرة.
4- المفارقة الكبرى فى هذا القسم انه لم يلزم الرئيس نفسه بمبادئ الحزب لهذا بقى القسم ساريا وملزما للجان الحزب بطاعة السيد حتى عندما تخلى عن معارضة النظام وقرر التحالف معه وانخراط الحزب فى حكومته ففى الحالتين بقى القسم ملزما لهذا كان من الطبيعى لمن لا يقبل بهذا الوضع ان ينفصل وان يكون حزبا خاصا به او يبقى بعيدا عن الحركة الاتحادية كما فعلت الاكثرية العظمى ( وبالمناسبة مشهد اداء الاعضاء وهم يرددون القسم خلف السيد حاتم تاج السر موثق ومسجل فيديو ومتاح لمن يرغب فى مشاهدته ان يتابعه فى اليوتيوب فى التسجيل الخاص بحوار اجريته شخصيا مع الشريف زين العابدين الهندى حيث عرض فى الحوار مشهد اداء القسم) ولمن يرغب فى مشاهدته على اليو تيوب ان يكتب (حوار النعمان مع الشريف زين العابدين الهندى الحلقة العاشرة)
5-وتنص الفقرة -2- من المادةالاولى للدستور الذى اجازه مؤتمر المقطم (0انه يبا العمل بهذا الدستور فور اجازته وتسرى احكامه لحين انعقادالمؤتمر العام فى الداخل ) ولعل ما جاء فى المادة الثالثة من الدستور والتى تنص على الهيكل والتكوين فلقد نص الهيكل على ان رئيس الحزب هو الاعلى مكانة من اللجنة المركزية والهيئة البرلمانية وقد جاء النص كما يلى:
(تتكون هياكل الحزب بالخارج من: 1- رئيس الحزب 2–اللجنة القيادية ونواب رئيس الحزب3-اللجنة المركزية4- المكتب التنفيذى 5-الهيئة البرلمانية 6- الفروع) كما جاء فى نفس المادة حول رئيس الحزب مايلى:
(هو رئيس الحزب وهو القيادة التاريخية والحالية لاجهزته فى الداخل والخارج حتى انعقاد المؤتمر العام فى الداخل )
واذا فهمنا نص القيادة الحالية فكيف يكون القيادة التاريخية للحزب
6-فقرة فى غاية الاهمية جاءت فى مقدمة الدستور تنص على ما يلى:
(ان الحزب تاسس على المبادئ والاهداف التى ارسىاها ابو الحركة الوطنية مولانا السيد على الميرغنى بقيادته الملهمة وتوجيهاته السديدة ورعايته المخلصة والواعية للحركة الوطنية من خلال كوادرها المؤمنة وقاد مسيرتها المظفرة الزعيم الرئيس اسماعيل الازهرى والذى سار على نفس الطريق الذى رسمه مولانا السيد على الميرغنى)
5- فى مقدمة الدستور نص يقول ما يلى :
(انجز الحزب مبادرة السلام السودانية التى وقعت فى السادس عشر من نوفمبر 1988 واجمعت عليها كل القوى السياسية فى السودان ما عدا حزب الجبهة القومية الاسلامية الذى غدر بالديمقراطية فى الثلاثين من يونيو 1989 وقطع الطريق ا امام البلاد للوصول الى السلام والاسنقرار)
6- الى ان يقول ( ان الحزب الاتحادى الديمقراطى كقائد للحركة الوطنية قد بادر وقاد ولازال فى مقدمة حركة النضال الوطنى لاستعادة الديمقراطية وتخليص البلاد من من نظام البشير \الترابى الذى اذاق الشعب السودانى القتل والقمع والتشريد(ترى ماذا قال السيد بعد مؤتمر القناطر وماذا يقول الان)
7- تواصل المقدمة حول اهم محطات الحزب وتقول: (ومرت الحركة الاتحادية بفترة عابرة تعرضت لخلافات فى وجهات النظر السياسية ادت لقيام حزب الشعب الديمقراطى الا ان الخلاافات حسمت وعاد حزب الحركة الوطنية الى التوحد تحت اسم الحزب الاتحادى الديمقراط فى نوفمبر 67 برعاية وتوجيه ابى الحركة الوطنية مولانا السيد على الميرغنى ورئاسة الزعيم اسماعيل الازهرى) ونسيت المقدمة ان تضيف هنا (وهكذا عاد الحزب لحظيرة البيت ليصبح ملكا خاصتا لاسرة المراغنة)
8- وهنا ادعوكم لوقفة خاصة مع واحدة من اهم الفقرات والتى جاء فيها مايلى:
0( ان الحزب الاتحادى الديمقراطى كقائد للحركة الوطنية السودانية قد بادر وقاد ولا زال فى مقدمة حركة النضال الوطنى لاستعادة الديمقراطية وتخليص البلاد من نظام البشير\الترابى المتجبر الذى اذاق الشعب السودانى القتل والقمع والتشريد)
ترى ماذا يقول حزب الميرغنى اليوم وهو يحضر لمؤتمرجديد لاول مرة فى الداخل(هذا اذا انعقد فعلا) ماذا يقول اليوم عن النظام الذى وصفه بانه اذاق الشعب السودانى القتل والقمع والتشريد وهو الان شريك فيه على اعلى مستوياته
9- تعالوا لنقف مع اخر فقرة فى مقدمة الدستور الذى اجازه حزب الميرغنى فى مؤتمر المقطم والتى جاء فيها ما يلى:
(اننا سنتقدم مسيرة المعارضة الوطنية بكل حسم وعزم للاطاحة بنظام البشير\الترابى المتجبر واقتلاعه من جذوره ليكون عظة وعبرة لكل قوى الشر والتطرف والارهاب نعلن من موقع المسئولية اننا سنواصل العمل والنضال لاسقاط هذا النظام المتسلط الدموى الغاشم ومحو اثاره الكئيبة)
والسؤال هل هو ذات النظام الذى يجلس على اعلى هيئة رئاسية فيه ابن الميرغنى شخصيا ويشارك الحزب الاصل فى حكومته
هذا ما كان من امر دستورالحزب الذى اجازه حزب الميرغنى فى مؤتمر المقطم 1995 والذى يحمل توقيع رئيس الحزب وكما ترون ان الميرغنى وقتها كان رافعا راية النضال ضد النظام.قبل ان ينقلب الحال بانعقاد مؤتمر المرجعيات بالقناطر الخيرية.والذى جاء يومها تحت اعتبارات هامة تمثلت فى:
1- بادر الميرغنى والذى تبدلت وجهة نظره تماما تجاه النظام والمعارضة بادر بتنظيم مؤتمر االحزب الاتحادى المرجعيات و الذى جاء ردة فعل لحركة اتحادية كان مسرحها بيت الزعيم الازهرى والتى انطلقت يومها بمبادرة رباعية من الحاج مضوى وعلى محمودحسنين وسيداحمد الحسين ومحمد اسماعيل الازهرى والذين امتدت لقاءتهم فى تكوين الهيئة العامة للحزب الاتحادى الديمقراطى. والتى انصب توجهها فى لملمة الحركة الاتحادية بعيدا عن هيمنة الميرغنى فسارع يومها لدعوة الموالين له لمؤتمر القناطر الخيرية او الذين يطمعون فى ان يكون طريقهم للسلطة وقد استطاع يومها باستقطاب السيد على محمود حسنين وسيداحمد الحسين بمبادرة من شيخ ازرق وفشلت محاولته لاستقطاب حاج مضوى ومحمد اسماعيل الازهرى كما تم استقطاب غيرهم والذين انضموا لمؤتمر القناطر ومع انه لم يكن هناك ما يمنع عقد المؤنمربالخرطوم الا انه وفى خطوة غريبة قرر الميرغنى ان تسافر وفود المريدين للقاهرة مع انه ليس هناك ما يمنع انعقاد المؤتمر فى السودان حتى يتمكن من احكام قبضته على المؤتمر بعد ان لم يعد هناك سببا يحول دون حضوره للسودان ولكنها الرغبة فى الحياولة د\ون اى مناكفين من الاتحاديين غير الموالين وهكذا تم التحكم فى الحضور والذين رتبت لهم الاقامة والسفر للمشاركةو لم يكن بينهم من اختارته قاعدة فى الحزب كما ان المؤتمرين تلقوا تعليمات واضحة بعدم توجيه الانتقاد للنظام وبين من تم انتخابهم لعضوية المكتب السياسى رفض عضوية بعضهم الميرغنى بحق الفيتو لعدم رغبته فى وجودهم فى المكتب السياسى ومنهم من انشا او شارك فى انشاء حزب خاص كما ان هذا المؤتمر اختلف عن مؤتمر المقطم فى حيثياته وقراراته وبموجبه انتهى الامر بتحالف الحزب مع الانقاذ .
هكذا جاءت نهاية الحزب الوحيد الذى قلت عنه فى هذه الحلقات انه كان يملك ان يكون صمام الامان لهذا الوطن مثل حزب المؤتمر فى الهند لانه يملك مقومات التحرر من الطائفية والا يصيبه مرض الشمولية العقائدية باشكالبها المختلفة فلسفيا ودينيا ولكنه اخيرا وقع تحت قبضة الطائفية ولم يعد ما يفرقه عن جزب الامة فكلاهما حزب خاص بالاسرة
خلاصة الامر ان السودان تحت قبضة حزب الامة الذى ولد ملكا لاسرة المهدى وطائفته والحزب الاتحادى الذى انتهى به الامر ملكا خاصا لاسرة المراغنة وطائفة الختمية واذا اضفنا لهما التيارات العقائدية العلمانية او الاسلامية وكلها شمولية فكراوفلسفة فان السودان يصبح دولة تقتقد اى مقومات لحكم ديمقراطى مؤسسى يوحد كل مكونات السودان المتناقضة دون اى انتقاص لاى منها او هيمنة اى جهة عليه ولهذا فشل الحكم الوطنى و سيبقى فاشلا اذا ماحكم عليه قدره ان يبقى اسير الصراع من اجل السلطة بين هذه القوى السياسية مدنية كانت ام عسكرية طائفية ام عقائدية. وهذا ما افصل فيه عند تناول المحطات التى اشرت لها فى هذه الحلقة والى الحلقة القادمة ليبقى امامنا فى حلقتنا الاخيرة ان نجيب على السؤال
هل من مخرج ومن الذى يملكه؟
alnoman hassan [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.