مئات الآلاف من السودانيين في المملكة العربية السعودية سيجدون انفسهم بعد اقل من ثلاثة اشهر في اوضاع لا يحسدون عليها، وربما يواجهون بالترحيل القسري اسم «الدلع للكشة» ما لم يوفقوا اوضاعهم خلال هذه الفترة التي امر بها العاهل السعودي لمخالفي نظام العمل والاقامة.. وهي بطبيعة الحال فترة كافية للذين يعملون بمؤسسات راغبة في نقل كفالاتهم وتغير المهن التي دخلوا بها الى السعودية، غير ان هذه المدة غير كافية أبداً حتى ولو تمت مضاعفتها لفريق آخر من السودانيين الذينقدموا الى السعودية تحت الاسم الخادع «عقد عمل حر»، واغلبهم لا يعرفون سبيلاً الى الكفيل الذي بدوره «متورط» في استقدام عمالة لا يملك امكانية تشغيلها وهو ما يعرف في السعودية ب «تجارة التأشيرات»، وذات الكفيل ربما ينظر الى هذه الإجراءات على انها طوق نجاة يخلصه من عمالة لا قبل له بها ومن كل الجنسيات!! المهم الذي يجب أن نعيه ان السعودية البلد المضيف ترى ان توفير الوظائف لمواطنيها وتنظيم سوق العمل، لا بد ان يتم من خلال هذه الاجراءات التي قضت المضاجع، في حين لا يملك أي من المخالفين حق الاعتراض على امر داخلي، وبالتالي يلزم بانتهاج السبل النظامية والا «مع السلامة».. وبما أن السعودية تسعى لتوطين الوظائف وسعودة ديارها، فمن الاولى أن تهتم الحكومة السودانية بالعائدين قسرا الى السودان، وحتى لا يفاجأ الناس ستكون اعداد العائدين قسراً بمئات الآلاف، حيث يقدر عدد السودانيين الذين دخلوا السعودية بإقامات نظامية بنحو مليون نسمة، فيما لا يعرف عدد الذين تخلفوا من رحلات الحج والعمرة والزيارة، واولئك الذين اصبحوا يتسللون من خلال الاراضي اليمينة كما كشفت ذلك الجوازات السعودية.. والمخالفات لا تقع فقط على المتخلفين عن العودة بعد الحج والعمرة، بل تقلق أيضاً المقيمين بصورة رسمية غير أنهم لا يعملون مع غير الكفلاء، او يعملون في مهن تختلف عن المهن المدونة بالإقامات، او اولئك الذين انتهت اقاماتهم ولم يتمكنوا من تجديدها بسبب ان الكفيل تضعه وزارة العمل السعودية في النطاق الاحمر، لأنه لم يوظف عدداً كافياً من السعوديين. نعم نقول إن المهم في الأمر ان تستعد الحكومة لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة التي فقدت وظائفها بين ليلة وضحاها، بأن يتم تكوين لجنة عليا لدراسة اوضاع العائدين قسراً، ومن بين هؤلاء خبرات كبيرة حتى وان كتبت في جوازاتهمفي خانة المهن «تربية مواش»، والجميع يعرف أن بعضاً من الاطباء والمهندسين وقطاع عريض من الخريجين قدموا الى السعودية تحت هذا المسمى، وان تعمل اللجنة على توظيف الذين سيفيدون الوطن بخبراتهم المتراكمة، وأن تصدر توجيهات واضحة بعمليات اعفاءات واسعة للعائدين قسراً لإدخال سياراتهم الشخصية، فضلاً عن «عفش منازلهم»، خاصة أن كثيراً منهم لا يملكون في الوطن ما يعينهم على مجابهة الظرف الطارئ الذي حدث في السعودية. ãÕØÝì ãÍßÑ [[email protected]]