جاءت الأخبار بمايفيد أن السيد أرنود فاندور عضو حزب الحرية الهولندي والذي ساهم بشكل مباشر في الإساءة لرسولنا الكريم محمد ( ص ) ، إعتنق الإسلام بعد أن بحث حول أسباب حب المسلمون لنبيهم ، وقام أرنود بأداء مناسك العمرة وزيارة قبر الرسول ( ص ) وبكي هناك وأدمعت عيناه ، ثم قام بعدة زيارات وآثار إسلامية ، وعاد لبلاده .. ومرور هذا الخبر هكذا مرور الكرام ، دون أن نرى أي ضجة إعلامية أو خطب ساخنة تحرحيباً بهذا النصر ، ولم نسمع ولم نر إي مسيرات أو مظاهرات ، تؤيد هذا النصر ، كما حدث قبل شهور ، ضد ذات الرجل عندما أساء للإسلام ، حينها قامت الدنيا ولم تقعد ، وإرتفعت أصوات أئمة المساجد لعناً وتشتيماً ، وخرجت المظاهرات ، والمسيرات الرافضة لهذا المسلك ، وليس ببعيد ذلك اليوم الذي مات فيه البعض أمام السفارة الأمريكية في سوبا ، وهم في حالة هياج ، حتى وصل الحال لدرجة المطالبة بإعلان الجهاد ضد هولندا وإنطلقت النداءات المطالبة بمقاطعة البضائع الهولندية ، و إمتلاءت مواقع التواصل الإجتماعي بما لذ وطاب من صور وكاركاتيرات وتعليقات وسخرية ، كلها تصب ضد هذا المسلك ، إلا قلة قليلة كان صوتها حينها منخفض لأنها كانت تطالب بلإلتزام بتعاليم الإسلام والتعامل مع هذا الحدث بالحسنى ، ولكن بعد أيام عاد المتظاهرون لمنازلهم وسكت أئمة المساجد وكأن شيئاً لم يحدث .. واليوم بعد أن أعلن الهولندي أرنود إسلامه بعد أن كان قيادياً في حزب يميني متطرف وقام بزيارة قبر رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام ، لم تخرج المظاهرات ولم نرى المسيرات ولم نسمع بالخطب النارية التي من المفروض أنها تجهر هذا الحدث وتهدي هذا النصر لكل العالم ، فكما غضبت للإسلام ورسول الإسلام ، عليك أيضاً بالفرح للإسلام ورسول الإسلام ، ولكن ماحدث هو صمت قاتل ، ولا شئ سوى بعض الأخبار المتفرقة على الصحف وبعض المواقع ، وكأن الأمر لا يعني الإسلام من قريب أو بعيد .. نعم كما كانت الرسالة الأولى عند الإساءة سالبة والتعبير عنها أيضاً كان سالب ، حينما إكتظ التعبير بالعنف والشتائم دون إبراز محاسن الإسلام ، جاءت الرسالة الثانية أيضاً بذات السلبية ، حينما لم يفرح المسلمون ولم يعبروا عن هذا النصر بما يليق به .. فالرجل جلس وتفكر وتدبر وبحث عن سر حب المسلمين لنبيهم ، فكانت النتيجة إعتناقه الإسلام ، ولكن مصيبتنا اليوم في أئمتنا وهم المتحدثون الرسميين بالإسلام ، مصيبتنا في تلك القيادات الدينية التي لا تستطيع أن تخرج من دائرة الإتهام والتكفير ورفض الآخر إلى دائرة الحب الإيجابي والحسنى وحسن النية والترغيب في إعتناق الإسلام ، ولكن كما يبدو أن كل ذلك الزخم الذي يتحدث بإسم الإسلام من حركات سياسية وجماعات وأفراد ، هم يستغلون الدين فقط لتحقيق أهدافهم الذاتية ، دون السعي لمصلحة الدين نفسه ، وخير دليل هو ماحدث قبل شهور من تصعيد لحملة الغضب ، ونشر الكتب والمنشورات والبوسترات والملصقات ، وماحدث قبل أيام من صمت مميت وكأن ذات الرجل الذي أغضبهم لم يعتنق دينهم ، فكيف ياترى ستكون ردة فعلهم عندما يعدل الرجل عن قراره ويعود لدينه القديم ؟ هل هو التظاهر مرة أخرى أم المطالبة بقطع رقبته ؟ .. ولكم ودي .. الجريدة [[email protected]]