[email protected] نحن جيل مظلوم و شعب مقهور .. نتنقل بسرعة مذهلة بين كل صنوف الضياع ... ويهدينا مع كل صباح جديد من تسلطو علينا بكافة اسمائهم و اشباحهم و اشباههم ... مؤتمرجيه... شعبيه..ثوريه... فاشلجيه.. مشعوذاتيه...مهرجاتيه ... باقة جديدة تفتقت عليها اذهانهم الخربه ...وكأن هذا الشعب العظيم لايستحق غير القتل و الدمار . الذين تسيل دماؤهم و تصعد ارواحهم الطاهرة دفاعا عن ارضهم و عرضهم بنيران الحكومه ... في ام دوم او اي بقعة اخرى من بقاع الوطن الملكوم المسلوب ... او بنيران الحكومة و الشعبية و الثورية في دارفور كردفان جبال النوبه ... او النيل الازرق لا بواكي لهم ابدا .. كلهم ضحايا ابرياء ... يتقاتلون جميعا زورا و بهتانا باسمهم ولاجلهم ...ما اكذبهم ... في الأيام الفائتة جرت أحداث مؤلمة مؤسفة...كان مسرحها ولاية شمال كردفان الرائعة ...الغرة أم خيرا جوة وبرا...ام روابة ..الرهد..السميح أبو كرشولا..وأجزاء واسعة أخري...بعيدا عن المزايدات السياسية...الكارثة الانسانية كبيرة جدا...والقصص التي يوردها الأهالي مأساوية للغاية...سكان هذا المكان من أروع الناس وأميزهم...وأرضهم غنية فتية...هم أحوج للكساء والدواء...وجرعة الدواء ولقمة الغذاء...لا يحتاجون إلي هذا العبث واللامبالاة والاستهتار بحياتهم وممتلكاتهم أرواحهم...هذه الحكومة مسؤولة مسؤولية مباشرة لتقصيرها وقصورها الواضح في توفير الأمن إن سلمنا جدلا أنها من لا يقوض الأمن بأساليبه المختلفة....هذا القصور الكبير يمر مرور الكرام ويفلت المتسببون فيه من العقاب دائما...حدث هذا في أم درمان وحدث في الدمازين...حدث في كادوقلي... حكومة الإنقاذ هي المسؤول الرئيسي عن كل هذا الخراب والدمار ...علي مستوي الفعل والفكر والممارسة... فهي التي قادت هذا العنف اللعين كل هذه السنوات الطويلة....هي التي دفعت و أغرت كل الذين يحملون السلاح بأنه الوسيلة الأقصر للوصول القصر...علي أشلاء الأبرياء...هي التي لا تقيم وزنا لغير حملة السلاح...هي من يسفه الكلمة الطيبة والحوار واللين... كلما ادلهمت خطوب الوطن الجريح وجدت في سلوك الحكومة وتصرفاتها تفسيرا لما يعد لغزا محيرا...لا شئ أغلي من حياة الناس. علي الاطلاق في كافة الشرائع...ولاشئ أهون عندهم منها...تعلمت الحركة الشعبية ذلك أيام شراكتهم المسمومة قبل الانفصال...ونالوا تدريبا وافرا وحظا كبيرا من ذلك...تعلموا أن ترفع أسمي الشعارات لتنال أدني الغايات...وبذلك يسهل عليك فعل ما تشاء ...فسادا ونهبا..وقتلا وتشريدا..فالأمر لا يهم فالغاية نبيلة...وأخطر مافي الأمر تفريغ كل شئ من محتواه..تفريغ حب الوطن من أفئدة وعقول الناس...وإحلال الفوضى والاستهتار مكان الجد والانضباط والمسؤولية...والفساد والمحسوبية مكان العفة والشفافية ولعمري هذا ما نجحت فيه الإنقاذ نجاحا تحسد عليه...الواقع الان غاية في الخطورة...لا يكاد يكون هنالك شبر بلا نزاع مسلح في ما تبقي من وطن..الارض تغطت بالحرب...وكل قد ناله من وزر الانقاذ نصيب...يعلمنا التاريخ أن أنظمة غابرة كانت تسوم شعوبها ألوانا من العذاب...لكنها في المقابل كانت تطعمهم وتشبعهم...أما الإنقاذ فقد أبدعت من العذاب صنوفا..فهي لا تبقي ولا تذر...ولذلك لا يجد من يحمل السلاح صعوبة في حشد وتجنيد من يناصرونه بكل سهولة...وهذا واضح جدا في كل بؤر النزاع المنتشرة...فهو عاطل عن العمل..نازح أو لاجئ..لا خدمات..لا حريات لا أمنيات .ولا مستقبل.. لو لم يدرك أهل السودان خطورة ما هم عليه وفعلوا فعلا جادا لتجاوز محنتهم لن يقف الأمر عند أم دوم وأم روابة...والجزيرة...لن يجدوا بعد ذلك أرضا تصلح للمعركة..... .