عندما سمعت خبر اغتيال السلطان كوال دينق مجوك كوال لم استطع السيطره على دموعي. وبكيت رجلاً لم اقابله ولم اعرفه عن قرب . الى متى نستمر فى تحطيم بلدنا ؟ . لسؤ الحظ كثير من المسيريه لم ولن يعتبروا الدينكا انداداً لهم . وبالنسبه لهم الدينكا ليسو باكثر من عبيد . وكثير من اهل الخرطوم لا يعتبرون المسيريه انداداً لهم ويعتبرونهم مجرد عبيد او ( ود حداد ) . المصريون لهم نظره دونيه نحو السودانيين ، ويعتبرونهم مجرد برابره او عبيد . العرب يستخفون بالمصريين ولا يقبلونهم كساميين . بل كعنصر حامى بملامح مختلفه وشعر مجعد . ولا يحترموهم ويستخفون بهم . وكان العراقيون يقتلون المصرى بدون تردد . وكانت التوابيت الطائره لا تتوقف بين بغداد والقاهره . اذا اقتنع الجميع باننا سودنيون وسودانيون فقط لعشنا فى سلام . والخرطوم ستتلاعب باهل الهامش لكى يقتلوا بعضهم البعض . انا الآن حزين من اجل الدماء التى سالت . واحزن لموت المسيريه مثلما احزن لموت الدينكا . ولقد نسينا ابنائنا واخوتنا الاثيوبيين اللذين اتوا لكى يحفظوا لنا السلام فى بلادنا . ان لهم والدات سيثكلونهم وسيحزيون عليهم . وسيقول البعض ، انهم لم يأتوا لحفظ السلام ولكن كجنود للامم المتحدة مدفوعى الاجر . لقد ذهب الجنود السودانيين فى سنه 61 للكنغو لحماية الرئيس الوطنى لومومبا . كنا والعالم نعتبرهم ابطالاً . ((( لقد كرهت الظلم لدرجة اننى لا احزن لمصرع مصارع الثيران . ولكنى اغالب الدمع عندما اشاهد البغال وهى تجر جثة الثور الذى عذب وقتل لامتاع بعض البشر الاغبياء ))) . ............................................... موضوع قديم ..\ ابيي مره اخرى اليوم 20 اغسطس 2007 تطرق الرئيس سلفاكير لموضوع ابيي فى التلفزيون السودانى . ولهذا نعيد هذا الموضوع . ................ التطورات الاخيره اثبتت ان الانقاذ تراوغ . وليس لهم رغبه فى حل مشكله ابيى , الا بما يرضى مصالحهم . وستكون هذه بدايه الحرب . والحركه الشعبيه تحس بان الامور ليست فى صالح الانقاذ , فالحرب الدارفوريه عزلت الانقاذ عالمياً . هذا الجذب والشد سيكون ضحيته الدينكا والمسيريه . ورجال الانقاذ سيكونون فى الخرطوم . الموضوع اسفله نشر من قبل ولكن الظروف تستدعى اعاده نشره ... .................................................. أبيى وطبول الحرب فى كتاب منصور خالد السودان أهوال الحرب وطموحات السلام . يقول الاهداء الى ابراهيم بدرى الذى لم يصانع فى النصيحه خداعاً للنفس , أو ارتكاناً للعنجهيه . قال لاهله خذوا الذى لكم واعطوا الذى عليكم . إن اردتم أن لا يفسد تدبيركم , او يختل إختياركم . عزفوا عن رأيه ونسبوا الرأى وصاحبه للاستعمار , ثم مضوا فى خداع النفس فأغراهم بالآمال العواطل الباطلات . واليوم يعودون الى ما قال دون استحياء , لا يذكرون الرجل وهم التابعون . --------------- فى لجنه الدستور فى سنه 1951 قبل الاستقلال قال ابراهيم بدرى ان الجنوب لا يعنى المديريات الثلاثه بحدودها الاداريه ولكن يعنى جنوب دارفور جنوب النيل الازرق وابيي . وحذر من حمامات الدم التى ستأتى اذا اهمل حق الجنوبيين . ابيي اسم دينكاوى وتعنى شجر الجميز . هذه أرض الدينكا نقوك . اما اللذين يزعمون ويفتخرون انهم من جهينه او من قريش . فيمكن ان يطالبوا بحقوقهم فى نجد او فى الحجاز . قبل ان نطالب بحقوقنا يجب ان نعطى الآخرين حقوقهم , الحق لا يجذأ . لقد تصرف الناظر دينق ماجوك بطيبه وبعض الانانيه . لقد كان يحسب ان صداقته مع المسيريه ستكون صمام الامان . ونسى ان الزمن يتغير والمصالح تتغير . وكافئوه بعد موته بقتل ثلاثه من اخوانه وثلاثه من ابنائه فى لحظه واحده . الناظر دينق ماجوك رفض الانضمام الى بحر الغزال لأن وضعه فى الشمال كان مميذاَ . فبدلاً من ان يكون أحد النظار صار الناظر الذى يشار له بالبنان وأطلق هذا يده فى مال الضرائب وتصرف فى ابقار أهله والآخرين كما يشاء . وصار له من النساء ما بلغ الاربعمائه امرأه . والقبائل الشماليه قبلت بالناظر دينق ماجوك لانه كان يعطيهم حقوقاً أكثر مما يجد دينكا نقوك فى الشمال . وكان اقتصاد المنطقه فى يد التجار الشماليين . هذه الحاله تشابه حاله امير كشمير الذى رفض الانضمام الى باكستان حتى لا يغامر بوضعه المميز والمشكله لا تزال قائمه . امير باكستان قد مات والدماء لا تزال تسيل فى باكستان . ابيي صارت مهمه بسبب البترول . ولكن مهما كان البترول غالياً فهو ليس اغلى من دماء الجنوبيين او الشماليين . هل سنحتاج لنصف قرن من الزمان لكى نقول مره اخرى لقد أخطأنا ؟ . أذكر فى التسعينات أن الأخ كباشى قد كتب من لندن فى جريدة الخرطوم أنه حتى بعد استقلال الجنوب فان قبائلهم لن تتنازل عن حقها فى مناطق كاكا التجارية ، وهذه مناطق الدينكا أبلنق . واذكر أننى قد رددت عليه فى موضوع بعنوان ( ايبى نجل) . والنون تخلط بالجيم وتعنى بالشلكاوية ( ازيك يا زول) . وعادة تقال هذه الجملة عندما يأتى الانسان بكلام غير معقول أو غير مصدق . الآن تقرع الطبول ويتشنج الناس عند الحديث عن أبيى . والذى نحتاجه الآن هو التفاهم الذى ربط الآباء بابو نمر والوالد دينج مجوك . انها المعقولية التى نحتاجها . والغريب أننا عادة نتفرعن ونفتك بأهلنا فى الجنوب ونحرق أشقائنا فى دارفور ، وعن الشرق حدّث ولا حرج . فى ديسمبر 1994 حضر وزير الخارجية مصطفى اسماعيل مصحوبا بأنجلو بيدا وآقنس لوكودو والى جوبا ، والفريق محمد أحمد زين العابدين السفير فى استكهولم ورجل أمن ، وثلاثة من رجال الأعمال . وطلب منا وزير الخارجية أن نعطى صورة جميلة للاسكندنافيين عن السودان بوصفنا سودانيين . وأذكر أننى ذكرت له أن الاسكندنافيين ليسوا بأغبياء . وأن سجلهم فى حقوق الانسان بالغ السوء . وأن علاقاتهم مع كل دول الجوار سيئة . وبدء مصطفى بأن علاقتهم مع مصر سيئة لأن النميرى قد فرّط فى البلد بأن أعطى المصريين محطات مراقبة فى حلاليب بدون تحديد زمنى . على زعم أنهم يريدون مراقبة الطيران الاسرائيلى فى حالة محاولتهم تحطيم السد العالى من الجنوب . وأن حكومة السودان جادة فى تصحيح هذا الخطأ . والآن تقبّل حكومة السودان أقدام المصريين ومشكلة حلاليب قد نامت . وصمت السودانيون حكومة وشعبا . وبعد الاستقلال مباشرة أرجعت قامبيلا الى أثيوبيا ، بل ان حكومة السودان كانت متسرعة للتخلص منها بعد أن كانت تحت السيطرة السودانية لمدة 58 سنة . والآن نحن نتفرعن على الجنوبيين . فمنذ طفولتنا ومن أهلنا وجدودنا الذين عاشوا فى الجنوب كنا نعرف أن منطقة أبيى هى موطن الدينكا نقوك . فى الثمانينات احتل المغاربة الصحراء الغربية بعد المسيرة المليونية . وقتلوا وشردوا البلساريو . واذا كان المغاربة يحبون تحرير أرضهم فلا يحتاجوا للذهاب بعيدا الى الصحراء . فسبتة ومليلة مدينتان مغربيتان على البحر الأبيض المتوسط تحتلهما اسبانيا وهما جزء من أسبانيا . ولا أظن أن أهل سبتة ومليلة يريدون الانضمام الى المغرب . فالمغاربة يحاولون بطرق يائسة الدخول الى أوروبا ويخاطرون بحياتهم فى مراكب عبارة عن توابيت تطفو على الماء . ولكن البولساريو لا يحميهم الناتو أو المجموعة الأوروبية ولهم اقتصاد قوى من اليورو مثل اسبانيا . وجزر الكنارى الأفريقية فى غرب المغرب تتبع لأسبانيا . ووالدتى الدنقلاوية رحمة الله عليها التى ولدت ونشأت فى تلودى جبال النوبة ذكرت لنا . كيف أن الجلاّبة كانوا يمنعون صبيان النوبة من تسلق الأشجار العالية وأخذ فراخ السمبر . بل ينهالون ضربا على النوبة . لأن الجلابة يستبشرون بطائر السمبر . ولقد قال بعض الجلابة لأحد شيوخ النوبة ( السمبر ده ما ضيف جاء نازل عندكم . فى زول بياكل ضيفو؟ . ) وكان رد النوباى للجلابى ( الجداد ده ما فى بطن بيتكم زى عيالكم ، فى زول بياكل عيالو ؟ ) . أذكر فى نهاية السبعينات أن اتصل بى الدكتور عبدالرحمن عبدالحميد لتسهيل اجراءات فيزا لمجموعة من الدنماركيين أحدهم طبيب واثنين من طلبة الطب وثلاثة ممرضات . أرادوا الذهاب الى السودان لفترة ثلاثة شهور لشرق السودان لمكافحة مرض الدرن ( السل) . وكان عندهم وعد من الحكومة الدنماركية بأنه فى حالة نجاح مهمتهم أن تتكفل حكومة الدنمارك باستئصال المرض من شرق السودان بحملة موسعة . بدأت المضايقات بواسطة القنصل ود المجذوب الذى طالب بعشرين جنيه استرلينى على الرأس للفيزا . وعندما قلت له الناس ديل ماشين يساعدوا السودان رده كان ( أول حاجة يساعدونا بحق الفيزا ) فقال عبدالرحمن ( الدنماركيين ما حيفهموا ، أدفع القروش دى يا شوقى وأسكت . لأنو جزء من مصاريفهم هم دافعينو بنفسهم . وأنا خجلت منهم حأمشى معاهم ثلاثة أسابيع من اجازتى . ) فأرسلت تسعمية كرونة للسفارة ، والتى أعيدت لى بعد رفض السفير عبداللطيف ( من مدنى ) ذهاب الفريق . وكلام ود المجذوب القنصل ( وليه شرق السودان ، ما السودان كلو عيان ، والشرق ده منطقة خطر أمنى ما بنسمح لكل الناس يمشوا هناك . ) وأظن الدنماركيين لحدى هسى متحيرين . أذكر فى الثمانينات أن أحد المسئولين تحدث عن جنوح أهل شرق السودان الى التهريب وكانوا يشيرون الى على درة ومجموعته . وأذكر أن شقيقى الشنقيطى رحمة الله عليه كان يقول ( الهدندوة ديل بورتسودان دى ما بلدهم . لاكين الناس الماكلين الميناء ومسيطرين على كل حاجة ما ناس الحكومة الجو من الخرطوم) . ولأن صديقه أحمد سر الختم الذى درس فى تشيكوسلوفاكيا وعمل فى وزارة المالية ثم انتقل الى مسقط رأسه بورتسودان ، فلقد عرف الشنقيطى كثيرا من أخبار الفساد فى السبعينات والتمانينات . وعندما بدأت الحوّامات تجوب السماء . اشتكى ضباط الجيش والجمارك والبوليس من أن الأشياء البديعة التى كانت تظهر على موائدهم قد اختفت . وعندما راجعوا المتعهد على درة كان رده ( عاوزين تاكلوا زى زمان وقفوا جرادكم ده . البتاكلوا فيهو ده موجود فى السوق ؟ ما كلوا جاى من برة . ) الهدندوة وأهل الشرق كانوا ولا يزالوا يتفرجون على الغرباء من وسط السودان وخارج السودان خاصة من حضرموت يحضرون معدمين . ثم يصيرون مليونيرات وهم لا يزالوا يكافحون بحثا عن لقمة العيش . وعند أقل احتجاج يرد عليهم بالرصاص كما حدث أخيرا . أحد الاخوة ذكر لى أن على درة كان عندما يقابل الحضرمى صاحب مصنع الاطارات كان يبدأه بتقليد صوت ديك الروم . لأنه تقدم لوظيفة فى الميناء وفاز بها الحضرمى لأن الحضرمى عبد ربه قدم ديك روم للانجليزى وفاز بالوظيفة . وفى عهد نميرى كان عبد ربه مزودا بخطاب من نميرى يسمح له بمصادرة أى اطارات فى أى مكان فى السودان لم تنتجها مصانعه . وكانت هنالك يافطة ضخمة فى الميناء تقول ( لا تسألوا عن الاطارات ) وحتى الاطارات داخل السيارات فيما عدا الأسبير تصادر . يبدو أننا من أنجح الناس فى تحطيم نفسنا وحرق وقتل اخوتنا . ولا يفوقنا فى هذا الغباء الا الصوماليين ، والأثيوبيين والأرتريين الذين يدخلون فى حرب طاحنة للقضاء على القليل الذى توفر لهم . فيا قارعى طبول الحرب فى الخرطوم أتركوا المسيرية والدينكا فى حالهم . ولتدعوا لجان الحدود تعمل فى أمن وسلام . ولنفكر فى حقوق الآخرين بنفس الحمية والنشاط الذى نفكر به فى حقوقنا . التحية شوقى Shawgi Badri [[email protected]]