السيسي يدعو إلى الحفاظ على مقدرات الدولة السودانية    الأهلي يفوز على الوداد بثنائية ويؤجل الحسم لموقعة المغرب في نهائي أبطال إفريقيا    إبراهيم فايق يفتح النار على عصام الشوالي بسبب الأهلي    مالك عقار يدعو إلى انسحاب القوات من المناطق السكنية في الخرطوم    أوروبا لا تريد التدخل في السودان حفاظًا على الحيادية    تقبيل بسمة بوسيل ل شاب مفتول العضلات يحرق قلب تامر حسني    ما هو دايت الآيس كريم؟ وكيف يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن الزائد؟    الإعلام بنهر النيل يدعو إلى اليقظة ورفع الحس الأمني للمواطن    وزير الزراعة الاتحادي: موقف الامن الغذائي بالبلاد مطمئن    شاهد بالفيديو.. سعودي يحكي ما حدث له في أول زيارة قام بها للسودان.. قابلت كل أنواع (الكرم والشهامة والرجولة)    شاهد بالفيديو.. فعلت موقف عجز عنه بعض الرجال.. شيخ سوداني يحكي قصة عن شجاعة وشهامة إمرأة سودانية في عز الحرب    السعودية وأمريكا تؤكدان تمسكهما والتزامهما تجاه شعب السودان وتدعوان الجيش وقوات الدعم السريع إلى اتفاق على وقف إطلاق نار جديد    بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين.. وصول الطائرة الإغاثية رقم (12) لمساعدة الشعب السوداني    تجديد حبس تاجر عملة بالسوق السوداء 15 يوماً    قصة الشهيد البطل عثمان مكاوي    رئيس حزب الأمة القومي برمة ناصر يعيد تشكيل مؤسسات الحزب برئاسته.. ومريم الصادق تصف الخطوة بالانقلاب    الحدود المصرية.. خاصرة أمنية رخوة للاحتلال الإسرائيلي    وزارة الصحة تستلم 20 طن من لقاحات الاطفال    في إفتتاح دورة فقداء نادي الفريع الأهلي .. الفريع يقدمُ عرضاً كروياً ممتعاً ويُمطر شباك الحسناب برباعية:    لماذا كنا ضد الدعم السريع؟    استئناف حركة البصات اليوم لجميع الولايات عدا الخرطوم    وزير البنى التحتية بالجزيرة يعتذر للمواطنيين للعجز في إمداد المياه    تنويه جديد من شركة (زين)    استشهاد أشهر ضابط صف بالجيش السوداني عثمان مكاوي "الفدائي" والحزن يخيم على مواقع التواصل    تنويه بشأن خدمات "بنكك"    صباح محمد الحسن تكتب: تمديد الهدنة وفشل الخطة !!    البنك المركزي يتعهّد بضخ النقد للبنوك لبدء التمويل الزراعي    ضمن الدورة التنشيطية بكسلا المكينات المحلية تسحق المنشية بثلاثية نارية    الثغر والسامبا يتعادلان بدورة السلام بحى كادوقلى    معرض المدينة المنورة للكتاب يختتم فعالياته بحصيلة مبيعات تجاوزت 3 ملايين ريال    إفتتاح عنبر للأطفال بمركز الشرق للاورام بالقضارف    فنانة سودانية شهيرة تقود حملة للتبرع بالدم    حكمان سودانيان في نهائي الكونفدرالية    أغلى مباراة في تاريخ كرة القدم .. أسعار فلكية لتذاكر برشلونة وريال مدريد في أمريكا    الدعم السريع يقصف القاعدة الجوية في وادي سيدنا بأم درمان من منطقة الخوجلاب في بحري    هاجر سليمان تكتب: (الهدنة) بين مطرقة العقوبات وسندان الخروقات    الخرطوم الان : انفجارات وقذائف مدفعية عنيفة في امدرمان صباح اليوم في ثاني أيام الهدنة    حسن فضل المولى يكتب: ظروف بتعَدِّي..    تطورات مهمة بشأن خدمة (بنكك)    السلطات في السعودية تحبط محاولتي تهريب    واتساب يكشف عن ميزة طال انتظارها    جبريل إبراهيم يبحث ثلاث نقاط    توجيهات حكومية بشأن صرف المرتبات    تنويه مهم من (زين)    عادل الباز يكتب: أنس.. وهيهات    صحيفة أرجنتينية تكشف عن 5 وجهات محتملة لميسي    مداهمات واعتقالات في السعودية    نقل "أوراق امتحانات" يؤدي لمصرع شرطي وإصابة آخرين    فيديو / الدعم السريع يستعين بجندي أسير لأداء أنشودة في المديح النبوي    وزير الصحة يؤكد استمرارية خدمات التحصين    أهالي الحارة ال58 (المثلث) بمدينة أم درمان يناشدون القوات المسلحة لحمايتهم من عصابات النيقرز    ظهور لمتطوعي الأمن الأهلي والجزولي يكشف التفاصيل    وفاة (7) من مرضى الفشل الكلوي بسبب المواجهات    (فَإِنَّ مَعَ 0لۡعُسۡرِ يُسۡرًا .. إِنَّ مَعَ 0لۡعُسۡرِ يُسۡرࣰا)    الرابح خسران    أحكام دينية: صلاة التهجد.. وقتها.. حكمها وكيفيتها    فنشقى!    هيئة كبار العلماء في السعودية تردّ على دعوة إنشاء مذهب فقهي إسلامي جديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قالوا كريمة فيها قطر....وبعدين؟؟ .. بقلم: سيدأحمد العراقى
نشر في سودانيل يوم 23 - 05 - 2013

استغرب محمد ود الواطة حين لم يجد صعوبة, في اختيار مكان معزول بالجرف , خلف أشجار السنط التي تفصل بين الحفير التحتاني و النهر وجلس.. ليقضى حاجته لاحظ قلة بقايا الناس وأنعامهم ...لم يجد تلك الشتول المعتادة للطماطم وقرعيات أخرى والتي تنمو من بذور تخرج مع بقايا الناس و الحيوان ...أويحملها الماء ... الريح أو الطير ليست كثيرة كما كانت السحالي والحشرات التي تدب في المكان باحثة عن رزق أو تكاثر...أحس أن كل دورات الحياة هناك باتت مضطربة بدا المكان ساكنا....هجره سكانه ومرتادوه من زواحف...حشرات ...طيور وبشر احتوته الحيرة...ثم تحولت إلى حسرة حين أدرك أن الأحوال كلها لم تعد كما كانت ولم تذهب نحو المرغوب غاصت متوغلة زفرة غم في أعماقه ... فزاد خاطره انكسارا لم يستطع ان يقضى حاجته... أطال الجلوس ...حبس أنفاسه وتأوه ...لم يخرج شيئا ...هبط نحو النهر..اغتسل وصعد جلس على جذع نخلة ابتلعها النهر أيام فيضانه وتركها على الشاطئ عند انحساره أدار ود الواطة ظهره للبيوت.... وجلس مواجها النهر......يحرك يديه...قدميه يتحدث... يغنى... طال جلوسه ...محدقا في ضفة النهر الشرقية خلفه إهرامات نورى.... وذاك أمامه بالشرق جبل البركل...معابد ومدافن أسلافنا.... هم تصالحوا مع أنفسهم وبيئتهم فتركوا لنا هندسة وفنا لا نزال نسعى لفهمهما على مسافة غير بعيدة من جبل البركل ترقد مدينة كريمة أومدافن محاولات بناء بلد حديث...امتلأت بمقابر المساعي...آمال قصرت أنفاسها و أحلام ظلت عظما بلا لحم تلك مستودعات البترول لا حراك فيها ولا شئ كما كان وصارت قبرا لحديث إعادة توطين القمح بالشمالية مرفأ النقل النهري خلا من البواخر...انقطع صوت صفاراتها..ولحقت بصفارة ورشة الحوض عند العاشرة... و التي كان ينقل صداها النهر لكل القرى فى تلك الأنحاء
كانت للبواخر أسماء وذكريات جميلة
الجلاء شال حبيبى وقام
جروح قلبى الأبت تبرى...تومتى الشالتها الزهراء
محطة القاطرات ولا قاطرات تأتى أو تسافر ...تناور أو تنقل عربات السكة الحديد بين الخطوط و كما كانت تعلن كل فينة بصفارة تطمئن الأهالي أن ثمة حياة جارية ومحاولة نهوض أمست خلاء وأمسى أهلها ارتحلوا.....أخنى عليها الذى أخنى على لبد ذاك قبر معمل تجفيف البلح ( المبخرة) وقريب منه ضريح مصنع تعليب الخضر والفاكهة بكريمة
أشفق الذين رأوا ود الواطة في جلسته تلك...خاف بعضهم عليه... استغرب نفر منهم.... وقال آخرون الله يستر....ما يكون ود الواطة ركب جريدتو وراح فيها... إذ كان غارقا مستغرقا ...غاب عما حوله ... نسيه...وانفصل عنه تماما حدث ود الواطة نفسه...مجترا...بخليط من تساؤل...واستغراب وحيرة وقد يكون صدر صوته لا إراديا...وردد
قالوا كريمة فيها قطر
تلغرافها ينقر كر
شربنا الجبنة بالسكر
... ... ربما رثى به نفسه و أياماً انصرمت....وصار الحال بعدها كما كانوا يتمنون للعدو محمد ود الواطة قال مقطع الأغنية ولم يغنيه
وهو في حاله ذاك إذ بدردرب يداهمه .. وينتشله من سفر المنى و الذكرى والخيبة
ودردرب دائما ياتى من لا مكان وبلا توقع... كمن يخرج من الأرض أو تقذف به الحيطان....يداهم الآخرين
وجاء اللقب من طريقة وصوله ومجيئه وحضوره بذاك الكيف في المشهد وبطرحه سؤاله الدائم وبلا مقدمات... وبعدين ؟؟؟؟
تجاوز محمد ود الواطة ما سببته له هجمة دردرب من ارتباك ورد عليه... كلنا مشينا بالمراكب وبالعوم لكريمة وشفنا القطر
جاب السكر.... والدمورية.... والشاي.... والحرام
و واصل دردرب وبعدين...؟؟
شوية شوية القطر شال الرجال والتميرات
ولم يمهله دردرب ...... وبعدين؟؟
البلد شوية شوية فضت...بقت بلد الحريمات والشفع...بناتنا وقع عليهن وتقل عليهن الحمل وزاد..يردن الموية لكل شئ, يحشن القش. يكسرن الواقود
ودفعه دردرب لمواصلة الحديث ..... وبعدين ؟؟؟
صعبت علينا زراعة الصيف والشتاء وبقت عيشتنا كسر , والقطر جاب القمح والذرة
والأولاد قعدوا طوالى وبوشيهن في الصعيد..شرق , جنوب ,غرب الجزيرة...طيانة وعمال ومزارعين و إتكتبوا عساكر...و التم المدرسة مارجع البلد
صاح دردرب... وبعدين تانى ؟؟؟
يتنوا ليك القيد...قالاها بصوت واحد...واستمرا يتحدثان معا...هسع شوف مربوط فينا كم قيد؟؟؟
بقينا قاعدين ونسمع وطنية... تنمية.. عدالة... ديمقراطية...اشتراكية... إسلامية....وزى ماك شايف الحال ... نحن رحنا فيها .؟
دى آخرتها , قالوا مشروع قشارى لا كسرة لا قطر ...لا سكر و قبضنا الهبوب .. وشوف المتبلمات فى السوق ويشحدن؟؟؟
وسأل دردرب محمد ود الواطة....... هسع قول لي... حالك بقى كيف ؟؟ لم ينتظر دردرب إجابة...بل بذلها
لاعندك حمارة في المراح؟؟ لاعندك غنماية لبن؟؟ لا بيتك فيه جداد يبيض ؟؟؟ لا حوض ملاح في حوشك ؟؟؟
بالله شوف البلد دى صانى كيفن؟؟ لا شفع يلعبوا ويرتعوا لا عتيد ولا جداد يرعى...صانى لامن تخاف
واستمر دردرب في الحديث... شوف الشارع دا لا فيه كلب ولا كديسة ؟؟ أظن أكلوهم الجماعة أو خافن على نفسن وطفشن
وواصل دردرب..... حتى الزرازير بقت ما بتطير فوقنا؟؟؟
كدى عاين تحتك في نمل؟؟ النمل يتلما ويتكبس فوق شنو ؟؟؟؟
الحالة شرش...لا حمار يهنق ولا كلب يهوى...؟؟؟
وهتف الاثنان معا
حالنا..حال العود
الشاي جمبقلى والكسرى قروض
أصلوا الفقر كيفن ؟؟؟ هو شنو؟؟؟ ياها حالتنا دى....؟؟؟؟
إتفقا, ود الواطة ودردرب ...ان الإستحمام فى النهر قد يكون هو المطلوب يمكن يفشنا
هبطا الى حافة النهر...خلعا ملابسهما...ودخلا خائضين فى النهر .
سيدأحمد العراقى
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.