أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    محمد وداعة يكتب: مصر .. لم تحتجز سفينة الاسلحة    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هروب الخروف المعافى
نشر في الرأي العام يوم 14 - 12 - 2007

فلاش باك : جاء فى مقال (الجمعة الماضية) أنه بينما كان (حاج خضر) يقوم بلعب الطاولة مع شلته أمام منزله كالعادة جاءته محادثة تلفونية من (الدايات) تنبئه بوصل أول حفيده له فقرر أن يذهب إلى (مراكز بيع الخراف) التى أنشاتها الحكومة فى شكل زرائب حديثه لزوم (فحص الخراف) وذلك لشراء خروف يذبحه ككرامة وقد ذهب فى معيته (السر) صديقه وأحد أفراد الشلة والذى يمتلك (عربة بوكس) ، وقد فوجئ عم خضر عند شرائه الخروف بعدد من الفحوصات التى من المفترض ان يجريها على (للخروف) حتى يتم تسليمه شهادة (الذبيح المعافى) والتى تؤكد خلو الخروف من أى أمراض (فيروسية) وعلى رأسها مرض (حمى الوادى المتصدع) وبعد عدة إجراءآت وفحوصات قام عم خضر بإجرائها للخروف فوجئ بفحيص المعمل يخبره بوجوب إجراء فحص (عام للدم) وعندها فقد (عم خضر) أعصابه وأمسك بتلابيب (الخروف) محاولا (إنهاء حياته ) .. ---------------------------------------------------------------------------------------------- هنا تدخل بعض (أولاد الحلال) . - يا حاج ياخى أعصابك ما تبوظ ساكت إنت عملت ليك إطناشر فحص بس فضل ليك (فحص الدم) ده وتتخارج - يا حاج شويت صبر بس .. أمشى أعمل فحص الدم ده وخلاص شيل خروفك وأمشى أضبح ضبيحتك - لكن بالله شوفو الود الماعندو أدب ده يقول ليا تعمل للخروف اشعه مقطعية وشنو ما بعرف داك - يا حاج هو قاعد يهظر معاك ساااكت - يهظر معاى ؟؟ يهظر معاى دى كمان شنو؟ دفعتو أنا وإلا قرينا سوا ؟ قال يهظر قال - يا حاج ما تأخر نفسك سااكت هسع كان عملت الفحص وإتخارجت رضخ أخيراً عم خضر للرجاءات المتعددة وكلام (أولاد الحلال) وذهب يتبعه (السر) الذى كان يمسك بالخروف إلى مكان فحص الدم - مد ليا يا حاج أيد أقصد (كراع) الخروف دى - قالها الفحيص وهو يخاطب عم خضر الذى قام فى إستياء بجر (رجل) الخروف ليقوم الفحيص بغرس (حقنة الفحص) تحت (إبط) الخروف الذى وقف (مستسلماً) بينما الفحيص يخاطب عم خضر : - خمسة تآلاف والنتيجه بعد ربع ساعة لم ينبت عم خضر ببنت شفه أدخل يده فى جيبه وأخرج ورقة أم خمسة تالاف أعطاها للفحيص الذى قام بكتابة رقم الخروف الموجود على (الملف) على فتيل (عينة الدم) بواسطة قلم (شينى) ، جلس (عم خضر) على (الكنبة) خارج حجرة الفحص بينما أمسك (السر) برجل الخروف - هسع يا حاج خضر بعد التعب التعبناهو والقروش الدفعناها دى لو الفحص ده طلع ما نضيف و الخروف ده طلع عيان نسوى شنو؟ - حرم وعلى بالطلاق يا (السر) بعد التعب و(القروش) الدفعناها دى ما يدونا (شهادة صحية) للخروف ده إلا يشوفو براهم يتناول الحديث أحدهم كان يجلس على الكنبة المقابلة وهو يمسك بخروف صغير الحجم قليل اللحم هذيل - والله يا جماعة أنا هسع محتار أسوى شنو؟ - مالك ؟ - خروفى ده مر الفحوصات كلها لحدت ما جيت لى ناس (فحص الدم) ديل قالو ليا خروفك ده عندو (أنيمياء حاده) وما بنديهو ليك شهاده إلا تدخلو (عنبر التغذية) داااك ترقدو إسبوعين !! - (حاج خضر فى تبرم) : هو خلاااس بقت على الخرفان الشعب ده كلو ما عندو انيمياء حاده !! - لا وإنتو ما عارفين المشكلة وين؟ - وين؟ - قالو اليوم فى عنبر التغذية بى خمسين ألف ... !! - ليه ح يأكلوهو (زبادى) وإلا (جبنة مضفرة) ؟ يا زول شيل خروفك ده وأمشى أضبح ضبيحتك ما تشتغل بيهم شغلة .. عندو (أنيمياء) عندو (لوكيميا) - مشيت قلت أشيلو وأمشى أطلع لكن ناس (الأمن) فى الباب قالو ليا بدون شهاده (ذبيح معافى) ما بتطلع - طيب رجعو للزول الإشتريتو منو؟ - مشيت ليهو قال ليا إنت ما قريت اليافطة ديك المكتوب فيها (البضاعة لا ترد ولا تستبدل) !!! فى هذه الأثناء أخرج الفحيص رأسه من نافذة المعمل وأشار إلى (السر) الذى كان ينظر ناحيتة بالحضور لإستلام النتيجه ، وقف (السر) وهو يمسك برجل الخروف وإتجه إلى الشباك يتبعه (عم خضر) - أها إن شاء الله خير - (وهو يقرأ من النتيجه) : والله بس (السكر زايد شوية) وكمان (كريات الدم البيضاء) فوق المعدل الطبيعى وعندو تلاته صلايب (أملاح) لكن (الهيموقلوبين) بتاعو تمام ! - (فى زهج ) : يعنى شنو ؟ - لا يا حاج ما تخاف دى أمراض ما (فيروسية) وما عندنا بيها شغلة - مواصلاً- إنت كده يا حاج دربك طلع وما عندك تانى حاجه غير تمشى (مكتب المدير) داااك يختمو ليك الشهاده دى إتجه عم خضر وهو يحمل (الملف) إلى المكتب الذى أشار له (الفحيص) وجد عدداً من الأشخاص أمامة وعندما جاء دوره قام بتسليم (الملف) للمدير الذى طالع (الشهاده) ثم قذف بالملف رافعاً رأسه مخاطباً عم خضر: - الدمغات وين؟ - دمغات شنو كمان؟ - أمشى خت ليك دمغتين فى الشهاده دى وتعال - ويجيبوهم من وين الدمغات دى - تلقى ليك زول ببيع (سجائر) برة قول ليهو عاوز (دمغات شهاده) هو ح يديك ليهم عند باب (الزريبة) الخارجى طلب (رجل شركة الأمن) من (عم خضر) إبراز شهادة (الذبيح المعافى) والتى قام بإخراجها لهم من الملف وبعد مطالعتها سمح لهما بالخروج حيث قام (السر) بتكتيف (الخروف) ووضعه على صندوق (البوكس) . الهروب : جلس (عم خضر) فى المقعد الأمامى بينما أدار (السر) محرك البوكس فى طريقهما عائدان إلى المنزل ، أمسك (عم خضر) يشهادة (الذبيح المعافى) فى يده ونظر إليها متأملاً : - بالله عليك الله يا (السر) ده برضو إسمو كلام؟ آخر الزمن يطلعوا لينا للخرفان شهادات وكمان فيها صورت الخروف - مواصلاً -قال أيه عشان تعرفو لو ضاع منك !! - دى ما المشكلة يا حاج المشكلة فى التأخير وفى القروش بتاعت الفحوصات الكتيرة ومسيخة دى - والله يا (السر) كلامك صاح الخروف إشتريناهو بى ميتين وخمسين والفحوصات حقتو حصلت تلتمية الف !! ده غير ناس (جادين) والوجع الصناعى والحاجات الزى دى !! لم يقطع هذه الونسة التى كانت تدور بين عم خضر والسر إلا رؤية (السر) لعدد من الأشخاص الذين يرتدون الملابس البيضاء والذين يشكلون له هاجساً دائماً كيف لا وهو لم يقم بتجديد ترخيص البوكس لأربعه سنوات متتالية ، أشار له أحدهم وهو يمسك بدفتر المخالفات بينما يتوسط (شارع الزلط) بالوقوف - يا حاج الترخيص وينو؟ إنت ما مرخص - والله فى الحقيقة .. أصلو ... يعنى - طيب أدينا رخصة السواقه - والله يا إبنى ... فى الحقيقة .. أصلو ... يعنى الخروف والفحوصات و.. - يا حاج ما تأخرنا ساااكت (وهو يمد له الإيصال) ... ستين ألف!! فى هذه اللحظة التى كان فيها (السر) مشغولاً مع شرطى المرور سمع (عم خضر) الذى كان يراقب الموقف صامتاً ولثوان صوت (كركبة) صادرة من ضهرية البوكس ثم ما لبث أن رأى الخروف وهو يقفز من البوكس كأبرع عداء ويعدو قاطعاً شارع (الظلط) متجها صوب أزقه الحى المتاخم لشارع الزلط ، فى سرعه وإندهاش فتح (عم خضر) باب البوكس ونزل وهو يصيح موجها حديثه (للسر والشرطى معاً) : - الخروف شرد .. يا جنابو الخرووف .. الخرووووف إلا أن (جنابو) كان فى تلك اللحظة يقوم بعد (النقود) التى سلمها له السر وهو غير راض ولا مقتنع - يا السر الخروف (شرد) قالها (عم خضر) وهو يعلم تماماً بان (السر) فى تلك اللحظة شبه غائب عن الوعى بعد أن قام بدفع (الغرامة) والتى بلغت ستين ألف (بنات حفرة) ... - قلت ليا شنو (الشرد) ؟ - الخروف يا السر (طفر) من البوكسى ودخل (الفريق) داك - (وهو ينظر إلى ضهرية البوكس الفارغة) : بالله ؟ متين ؟ والله الواحد لمن يقيف مع ناس جنابو ديل بيكون ما جايب خبر الدنيا .. قام (عم خضر) ومعة السر بتتبع أثر (الخروف المعافى) والدخول بنفس (الزقاق) الذى دخل به .. وسؤال عدد من الأشخاص الذين كانوا متواجدين 1- مش خروف (أسود بابيض) وعندو (قرون) كده ؟ ده جا (جارى) بى جاى هسع دى !! 2- والله ما شفتو !! 3- الخروف ده قبل شوية فى (عربيه) قربت (تضربو) قام (زاغ) منها ومشى طواااااالى مع دخول الليل وإنعدام الرؤية فى أزقة ذلك الحى (الطرفى) آثر (عم خضر والسر) السلامة وتوكلا على الحى الى لا يموت عائدان دون ذلك الخروف الذى تثبت الشهادة التى كان عم خضر ممسكاً بها أنه خال تماماً من أى أمراض (فيروسية) !! ما أن توقف البوكس امام منزل عم خضر حتى هرع إليه أفراد شلة الضمنة الذين كانو ينتظرون فى خوف وترقب نسبة لتأخرهما هذه الساعات الطوال : - يا جماعه إنتو مشيتو وين والله شفقنا عليكم قلنا تكونو عملتو ليكم حادث وإلا حاجه - والله دى قصة طويلة !! - ومالكم جيتو بلا خروف ؟؟ الحكومة وقفت (البيع) ؟ جلس عم خضر والسر يسردان حكاية (الخروف) منذ ان دخلا إلى داخل (الزريبة الحديثة) وحتى (فرار الخروف) وهروبه عندما أصر شرطى المرور على (تغريم) السر . - (عم خضر فى إستسلام) هسع بالله الزول يسوى شنو؟ - والله يا خضر مافى حاجه تعملوها إلا تمشوا (تبلغو ) فى (البوليس) إحتمال زول يلاقيهو ويجيبو القسم محاولة بلاغ ونيابة : توقف (البوكس) أمام (قسم البوليس) وترجل منه (عم خضر والسر) وفى طريقهما إلى داخل القسم إستوقفهما (شرطيان) كانا يجلسان (كحرس) على (كراسى) أمام باب القسم ويحملا إسلحتهما - عاوزين شنو؟ - يعنى الزول البجى هنا بيكون عاوز شنو؟ - إتكلم كويس يا زول إنت - إتكلم كويس كيف ؟ ما جايين نفتح بلاغ يعنى جايين نعمل شنو؟ - شوف يا حاج عشان تفتح بلاغ لازم أول حاجة تعمل (عريضة) لوكيل النيابة وياخد أقوالك على (اليمين) وبعدين لو لقى إنو فى ما يستدعى فتح بلاغ يوجه (الشرطه) بالتحرى - وطيب مالو ؟ المشكلة وين؟ - المشكلة إنو وكيل النيابه هسع مافى ... إلا تجو الصباح فى صباح اليوم التالى توقف بوكس (السر) أمام مبنى النيابة حيث دلف ومعه (عم خضر) إلى داخل المبنى فوجدا برنده فيها(كنبة واحده) يجلس عليها عدد مقدر من (المواطنين) بينما الغالبية (تزازى) جيئة وذهاباً فى إنتظار دخولها لمقابلة الموظفة لتقديم (العريضة) تناقص الصف الواقف شيئاً فشيئاً ثم تناقص الفوج (المزازى) شيئاً فشيئاً حتى وجد (عم خضر) أنه سوف يدخل بعد (الزول الجوه) ... .. بعد أن إنتهت (الموظفة) من التحدث فى (الموبايل) إلتفتت إلى (عم خضر) الذى أخبرها برغبته فى مقابلة (وكيل النيابة) من أجل فتح بلاغ (فقدان خروف) .. أخبرته وهى ترد على الموبايل (من جديد) بأن عليه فى البداية أن يقوم بملئ (أورنيك العريضة) - الأورنيك ده أجيبو من وين ؟ - تلقاهو بره .. عند الزول العندو (طبلية سجائر) فى الحو ش ده. لم يستغرب عم خضر كثيراً لمسألة أن يكون (الأورنيك) لدى الشخص الذى لديه (طبلية سجائر) فكل شئ فى مثل هذه الأحوال (جائز) طالما أن المسألة فيها (فايده) !! - ممكن أورنيك بتاع بلاغ ؟ - ستة ألف ؟ - (وهو يقلب الأورنيك بين يديه) : ستة ألف شنو ؟ مش ياها الورقه المصورة دى؟ - يا حاج الورقه المصورة البتقول عليها دى ما بتلقاها إلا هنا - أيوااا طيب ما تقول من قبيلك !! يعنى محتكرنها !! - يا حاج ما تتكلم كتير .. عاوز الأورنيك ده أدفع (الستة الف) ما عاوز على كيفك متبعاً قول (خادم الفكى مجبورة على الصلاة) قام عم خضر بدفع (الستة ألف جنيه) لقاء تلك الورقه (المصورة) لذلك الشخص صاحب (الطبلية) وبعد أن قام بملء البيانات الخاصة بالبلاغ عاد إلى تلك الموظفة التى قامت بفتح دفتر (كبير) سجلت عليه رقم (العريضة) وقامت بتدبيس (تذكرة) عليها وهى تخاطب (عم خضر) : - ستة ألف !! - تااانى ؟ بتاعت شنو؟ - بتاعت دمغت أورنيكك ده - يعنى هسع دفعت (ستة ألف ) بتاعت (أورنيك العريضه) وكمان تانى أدفع (ستة ألف) بتاعت دمغتو ؟ هو يعنى الزول عشان يطلب (العدالة) وحقو (ما يروح) تقومو تشيلو (حقو ذاااتو) ؟؟ - والله يا حاج أنا موظفة سااكت ودى سياسات بتاعت دولة - (فى إستهجان) : دولة؟؟ هو فى دولة (محترمة) بتدفع الزول قروش عشان يلاقى (العدالة)؟؟ وحالتو قال دولة (إسلامية) ؟؟ لم يشأ (عم خضر) أن يناقش الموظفة كثيراً فهو يعلم أنها لا حول لها ولا قوة حيث قام بدفع الستة آلاف جنيه حتى يتسنى له مقابلة وكيل النيابة من أجل فتح بلاغه عن (خروفه المعافى الهارب) - خلاص يا حاج شيل أورنيك العريضة ده وأمشى قابل (وكيل النيابة) لمن يجى؟ - لمن يجى من وين؟ يا بتى هسع الساعه عشرة ونص - يا حاج وكيل النيابة ده بيمشى (يتمم) على الحراسات (حتين) يجى هنا - وما ينفع يعنى يعينوا واحد يتمم على (الحراسات) وواحد تانى يجى يشوف (مشاكل العباد) دى ؟ - ( فى زهج وهى تشير بيدها) : يا حاج عليك الله إنتظر برة !! فى تمام الساعة الحادية عشرة والنصف وبعد
أن قام (وكيل النيابة) بتناول (إفطاره) بدأ المواطنون فى الدخول إليه لتقديم عرائضهم - عندك شنو يا حاج - والله بس عندى خروف (معافى) قام شارد - خروف عرفناهو !! معافى دى شنو - لا يعنى خروف عندو شهاده وكده !! - يا حاج وضح كلامك عندو شهاده من وين يعنى ؟ - عندو شهاده وكمان (مارى) فى كل (المواد) أقصد الفحوصات - أيواا إنت تقصد عندو شهادة (ذبيح) معافى - يعنى إنت قايلو عندو شهاده (لندن) ؟ - بتقول فى شنو يا حاج - (وهو يمد له الشهاده) : لا قلت ليك يا مولانا أهو دى الشهادة ذاااتا - (وهو يطالعها) : عنك شهود ؟ - آآى فى أخونا السر قاعد بره وكمان فى (بتاع الحركة) القطعو الإيصالين برضو شاف الخروف وهو بيتلب من البوكس - (فى إستغراب) شنو ياحاج بتاع حركة وإيصالين وبوكس ده دخلو شنو فى البلاغ ؟ وقام حاج خضر بسرد الحكاية للسيد وكيل النيابة الذى أشار له بتسجيل (العريضة) لدى الموظفة (أم موبايل) ثم الذهاب بها إلى قسم الشرطة لفتح بلاغ (هروب خروف معافى) !! فى القسم : وقف عم خضر أمام (كاونتر البلاغات ) وجد أمامه عدد من الأشخاص الذين يودون فتح (بلاغات) فإضطر للوقوف مستنداً إلى الحائط حيث لا توجد أى أماكن للجلوس وبعد أن بلغ به الجهد مبلغاً وهويعانى من (الوقفة الحارة ) وبعد أن إنتهى الشرطى المكلف بالبلاغات من تدوين البلاغ الخاص بآخر شخص كان يقف أمامه إلتفت الشرطى مخاطباً عم خضر : - أها يا حاج عندك شنو؟ - عاوز أفتح بلاغ (فقدان) عندى خروف (هارب) !! وأهو ده (العريضة ) بتاعت النيابة - مش كويس يا حاج الما فقدت (صندوق البنسون) الكبير الفى جيبك ده من منطلق أن اللبيب بالإشارة يفهم قام عم (سيد أحمد) بإخراج (صندوق البنسون) وإعطاء (المتحرى) سجارة ثم مد لزميله الذى يجلس معه على نفس (الكاونتر) سجارة أخرى : - والله يا حاج السجائر ده قبل (الفطور) قالو ما (كويس). من منطلق أن اللبيب بالإشارة يفهم (تاااانى) علم (عم خضر) بأن (المسألة) جابت ليها (فطور) غير أنه عمل (نايم) وقام بمد (ورق النيابة) للمتحرى قائلا : - يا أولادى بالله أفتحو ليا البلاغ ده طوالى عشان أنا زول (سكرى) والوقفة الطويله دى ما بقدر عليها - طيب يا حاج شفت الزول القاعد عندو (طبلية) داك ! أمشى جيب منو (فلسكاب) عشان نعمل ليك (التحرى) فيهو ما أن وصل (عم خضر) للرجل الذى يجلس أمام (الطبلية) وشاهده حتى : - بسم الله الرحمن الرحيم يا زول إنت أمبارح مش كنت فى (النيابة) وإشتريت منك الأورنيك بتاع العريضة (المصور) بى ستة ألف؟؟ - ومالو ؟؟ فى شنو ؟؟ - لا يعنى إنت عندك (طبلية) هنا و(طبلية) هناك وإلا الحاصل شنو؟؟ - (فى برود) يا حاج ما تأخرنا عاوز شنو ؟؟ - عاوز فلسكاب بتاع (تحرى) - (وهو يمد له بخمسة ألواح فلسكاب) : خمسة ألف !! - (يعدهم ثم فى أستغراب) : يعنى (الفرخ) بتاع (الفلسكاب) بى ألف جنيه !! أصلو فرخ (حمام) - يا حاج (حمام) (جداد) سعرو كده !! ولو مشيت وجيت بعد شوية ح تلاقيهو بى تلاته ألف !! - عليك الله هو لو ما (ساكت) الزول (يتعالج) بى قروشو (ويعلم) أولادو بى (قروشو)ويشيل (نفاياتو) بى قروشو ويفحص لى (خروفو) بى قروشو وكمان (يفتح بلاغو) بى قروشو ؟؟ - يا حاج والله دى ما مشكلتى كان ما (عجبك) خليهم !! لم يكن فى وسع (عم خضر) إلا أن يشترى (ويخارج نفسو) فتجربته مع نفس الرجل فى مسألة (أورنيك العريضة) بالأمس لا تزال ماثلة أمامه !!فعاد ممسكاً بورق الفلسكاب الذى سلمه للمتحرى . - (وهو يكتب على ورقة التحرى) : وخروفك ده يا حاج عندو شهاده (ذبيح معافى) وإلا ما عندو؟ - (وهو يخرجها من جيبه) : كيفن ما عندو أهو دى (الشهاده) وكمان (صورتو) المدبسه فوق دى -مواصلاً- والله من عويناتو (الجن جن) ديل عارفو كان بايت ليهو فوق راى - خلاص يا حاج كده انتهينا من التحرى بس فى حاجه لازم تعملا - تانى كمان فى شنو؟ - لازم تعمل لينا إعلان بتاع فقدان فى الجرائد وتخت فيهو (صورة الخروف) الفى الشهاده دى وتورى إنو الخروف ده غير (مختل) أقصد غير (مصاب) وإنو عندو شهادة (ذبيح معافى) عشان لو فى زول شافو ما يخاف ويفتكرو عندو (حمى الوادى) والمواطنين يخلو ليهو الشارع ويحصل إنفراط فى عقد الأمن !! - هو يعنى خروفى ده بس الخايفنو يعمل إنفراط فى عقد الأمن !! إعلان فقدان : على صفحة المفقودات بصحيفة (شمارات) اليومية جاء الإعلان التالى : فقد المواطن خضر عطا المنان أحمد (الخروف) بالصورة أعلاه سليم العقل يرتدى فروة أسود بأبيض يحمل شهاده (ذبيح معافى) مستخرجة من مركز الذبيح المعافى رقم 7 الكائن بحمدالنيل بتاريخ 5/12/2007م على من يتعرف عليه الإتصال بأقرب مركز شرطة أو بصاحبه على رقم الموبايل 0912459380 بعد ثلاثة أيام : بينما (عم خضر) يجلس مع أفراد شلة الضمنة خارج المنزل يرن جرس الموبايل - ممكن أكلم خضر عطا المنان - أيوة أنا خضر معاى منو؟ - معاك القسم الشمالى الشرقى - إن شاء الله خير - لا خير يا حاج خروفك لقيناهو وتعال عشان نسلمك ليهو لم تمض دقائق قليلة حتى كان بوكس (السر) ينهب الأرض نهباً متوجهاً نحو (القسم الشمالى الشرقى) وما أن دخلا حتى وجدا (الخروف) الما بغباهم مربوط على ساق إحدى الشجيرات فى باحة القسم .. - نحنا يا حاج قارنا الصورة بتاعت الخروف الفى الشهاده معاهو ولقيناهو خروفك - الحمدلله يا جنابو دى قروش حلال .. خلاس نسوقو هنا يتدخل شخص يرتدى بالطو أبيض يقف إلى جانب (جنابو) قائلاً: - شوف يا حاج خروفك ده آآآى عندو شهادة (ذبيح معافى) لكنو كان (صايع) ليهو كم يوم فى (الكوش) والنفايات وما بعيد يكون (لقط) ليهو (حمى متصدعة) وإلا (حمى نزفيه) عشان كده قبل ما نسلمك ليهو لازم تمشى معانا - وين ؟ - نعمل ليهو (فحوصات) تااانى كسرة : يرقد العم (خضر عطا المنان) الآن فى الغرفة 21 بمستشفى (تتعالجون) مصابا بإنهيار عصبى حاد !!

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.