[email protected] بدأت فترة التسجيلات ولا يلوح في الأفق أنها ستحمل الجديد بالنسبة للناديين الكبيرين، سيما الهلال. توقعت أن يتعلم مجلس البرير من الأخطاء العديدة التي صاحبت التسجيلات في المرات الفائتة. ولم يخطر ببالي مطلقاً أن يصر المجلس على استنساخ تلك الأخطاء بهذا الشكل الذي يدعو للأسى. فحديثهم عن أتير توماس حيرني حقيقة، باعتبار أن اللاعب كان ضمن كشف الهلال ولم يضف له الكثير أو يخرج منه نتيجة ظرف قاهر حتى يعاد له من جديد. وشطبهم لعبدة جابر يبدو غريباً. وإبقائهم على بكري المدينة يبدو أغرب. ففي الحالتين أعلاه لا يبدو أن هناك أسساً محددة تتبعها لجنة التسجيلات المزعومة في الهلال. المعلن أن هناك خطة للتركيز على لاعبين صغار السن. لكن هل يعتبر جابر من العواجيز، بينما يرون أن بكري شافع يافع! لا أقول أن بكري طعن في السن. لكن الفتى وجد من الفرص ما لم يحظ به جابر. فكيف يُشطب جابر ويُبقى على المدينة رغم أننا لم نر منه شيئاً منذ أكثر من عام سوى إثارة المشاكل خلال المعسكرات والتدريبات. لاعب من مريخ الفاشر وآخر من الحرية وتسجيل محمد أحمد مع تجاهل تام للمشاكل الأساسية التي عانى منها الفريق في الآونة الأخيرة، ورغماً عن ذلك يقولون أن موضوع التسجيلات مسنود للجنة فنية!! إن ظن مجلس الهلال أنه يستطيع أن يحقق شيئاً بمثل هذه النوعية من اللاعبين يكون واهم جداً. لست من النوع الذي تستهويه العناوين والتصريحات حول الصفقات المدوية والمفاجآت والوعود البراقة، لذلك لن أتناول شيئاً من وعودهم لجماهير الهلال. وإن تحقق شيئاً من ذلك فسوف أتعرض له حينه. أما الآن فكل المؤشرات التي أمامنا تؤكد أن مشاكل الدفاع وصناعة اللعب والتهديف ستظل كما هي بدون حلول ناجعة. إن أنهى مجلس البرير تسجيلات هذه المرة بهذا الشكل فعلى البرير ورفاقه أن يكفوا عن الحديث إلى حين انتهاء فترتهم. في المريخ لا يبدو الوضع أفضل كثيراً. ويبدو أنه لن يكون هناك فكاك في المنظور القريب من السماسرة وتجار صحافتنا الرياضية. في الأيام الماضية قرأنا الكثير عن صفقة متوقعة مع اللاعب سادومبا للعب للأحمر. لكن أخبار اليوم تشير إلى اتفاق بين رئيسي الهلال والمريخ يقضى بعدم تسجيل الأول للعجب وامتناع الثاني عن ضم سادومبا. وهذه في حد ذاتها مهزلة حقيقية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن إداريي الأندية يضحكون على جماهير الناديين. وإلا فما معنى أن يبرم رئيسا الناديين هكذا اتفاقاً؟! لماذا يتخوف جمال الوالي من ذهاب العجب للهلال طالما أنهم على قناعة بعدم جدواه فنياً؟! ألم يسجل جمال الوالي من قبل قائد الهلال المشطوب، رغم أنه كان خارج المجلس آنذاك؟! وما الذي يخيف البرير إن لعب سادومبا للمريخ؟! ألم يقل بعضمة لسانه أن سادومبا تقدم في السن ولم يعد مجدياً في الهلال؟! أما المثير للقرف والاشمئزاز في المريخ فهو عودة فريد زمانه الحضري لمواصلة مسيرته مع النادي. الحضري بعد كل استهزائه بإداريي وجماهير المريخ يعود للزود عن مرمى الفريق وكأن شيئاً لم يكن! وقد بدأت الحملات مدفوعة الأجر بغرض كسب رضا الجماهير المريخية التي ربما أغضبت بعضها عودة الحضري المفتري. فقد طالعنا اليوم أخباراً تقول أن أعدادا كبيرة من جماهير المريخ قد قابلت أنباء عودة الحضري بارتياح شديد!!! أيعقل أن يرتاح أي بشر سوى لعودة لاعب فعل مثل ما فعله وقال ما قاله الحضري في حق إداريي المريخ! لا أصدق أن أي مشجع غيور على سمعة ناديه ومكانته يمكن أن يقبل بعودة الحضري. لكن ماذا نقول في صحافة الدفع المسبق هذه التي تروج وتوهم وتضلل وتمهد لأقذر الصفقات. هناك خبر آخر في صحف اليوم ليس أقل قرفاً، هو ذاك الذي يقول أن الحضري زار حارس المريخ يسن في المستشفى. معلوم طبعاً أن الخبر لا يقصد منه سوى تلميع صورة الحضري حتى تجد عودته القبول المطلوب، لا لشيء سوى أن جمالاً يريد ذلك. وعندما يريد جمال شيئاً، فلابد أن يستجيب الجميع. فهذا هو سودان اليوم. وهذا هو حال مريخ المهازل. وكان الله في عون جماهير هذا النادي الكبير الذي تحول إلى ملكية خاصة بجمال يتصرف فيها كيفما اتفق.