mohamed ahmed [[email protected]] خمسة أمجاد عربية لا أعرف مجدا آخر يدانيها بلْه أن يضاهيها أو يجاريها. أولها توحيد أرض الجزيرة العربية الطاهرة الطهور على يد إمام الملة وناصرها عبد العزيز بن سعود رحمه الله. وثانيها تحرير الجزائر على يد أبنائها الميامين الثوار المجاهدين ورثة أمجاد مدرسة جمعية العلماء المسلمين التي أسسها لأجل غرض تحرير الجزائر الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله. وثالثها انتصار جند الله الصائمين في حرب أكتوبر 1973م التي قهرت أسطورة الجيش الصهيوني الذي قيل إنه لا يقهر. ورابعها انتصار ثورة الإنقاذ المجيدة في السودان في عام 1989م وهي الثورة التي أنقذت الوطن من بعد ما كاد يضيع ويتبعثر شذر مذر. ورابعها نجاح حركة توحيد أرض سبأ على يد البطل الرئيس علي عبد الله صالح في 22 مايو 1990م. هم الذين همشوا الجماهير بطيشهم: وقد استطاع هذا المقدام الجسور غير المتردد أن يكسر جحافل الشيوعيين الذين استبدوا بجنوب اليمن، الذي تسلموه بمؤامرة تواطوء مكشوف مع الإنجليز، وأرادوا أن يجعلوا منه أداة لزعزعة أنحاء الجزيرة العربية كلها، وفي مقدمتها اليمن الباكي الذي كان يعرف السعيد. وظلوا من معقلهم في عدن يتوعدون بتكرار إنجازهم التنموي اليتيم، وهو إنشاء أكبر مصنع للبيرة في اليمن الجنوبي، في كل دولة عربية (يحرورونها) مما كانوا يسمونه بدول اليمين العربي. ولكن استطاع هذا البطل اليمني علي عبد الله صالح أن يدحرهم وأن ينقذ أبناء الجنوب اليمني من الدكتاتورية الشيوعية الباطشة، وأن يخلص الشعب اليمني من السياسات الاشتراكية المتطرفة التي أمموا بها ممتلكات المواطنين ابتداء بالكناتين والمقاهي ومراكب الصيادين وما فوق وليس ثمة فوق، ومن سياساتهم العقائدية والاجتماعية الضالة المضلة التي عادوا بها دين الجماهير وقتلوا علماءه ومنعوا تدريسه في الدارس والمساجد، ومن تخبطهم السياسي المريع الذي فتكوا فيه بأرواح آلاف الضحايا الأبرياء من أبناء الشعب اليمني حتى انثنى الشيوعيون على أنفسهم فغدوا يقتلون بعضهم بعضا في حربهم الشهيرة التي قصفوا بها مكاتب الحكومة ودواوينها. وهكذا وصل ظلم الشيوعيين وبغيهم إلى كل فرد في الشعب اليمني الجنوبي، ولم يستثنوا من ذلك أنفسهم، ولا الجماهير المهمشة المعذبة التي قالوا إنهم جاؤوا ليستردوا لها حقوقها. الحشوية الحوثيون: ولا تعدو حركة الحوثيين الحديثة أن تكون مثيلا لهم، وواحدة من تلك الحركات الحشوية المتمردة الطائشة الثائرة الهاتفة بالشعارات الهلامية الرعناء. وهي جلها حركات غامضة المنشأ، باهتة الأهداف، غايتها أن تحدث الفتنة وتثير الصخب وتجدد المتاعب لشعوبها وأنظمتها السياسية، وهي تراهن في تحقيق ذلك على التدخل الخارجي، وتراهن القوى الخارجية عليها لتحقيق مآربها في ديارنا. فهي ذيل للغير لا غير، وأداة له يستخدمها ضدنا. ومن ثم فلا عجب ألا نرى لهذه الحركات ولا للقوى الأجنبية التي تستغلها، أدنى اهتمام بالجماهير التي يجعلونها مادة استغلالهم، ومحور خطابهم السياسي، ورأس الدعوى في شعارهم الثوري. فهم لا يتحدثون إلا عن التهميش، وما يدعونه بالظلم الذي لحق بجماهيرهم المستضعفة، ولكن عند التفحص وعند الجرد النهائي تراهم هم أكثر من همشوا الجماهير وظلموها واستضعفوها. وإلا فانظر كيف دفعت الجماهير البريئة المستضعفة في كل مكان وقعت فيه هذه الفتن المدلهمة ثمن مغامرات الثوار الحمقاء الطائشة. فبسطاء الناس وحدهم هم الذين يتشردون ويعرون ويجوعون ويموتون من جراء أفعال الثوار المتمردين، وهذا ما نراه هذه الأيام واضحا أجلى وضوح على سحنات أهالي صعدة الفقراء الذين يتاجر بمتاعبهم الحوثيون، ويرجون أن يصعدوا بها إلى مناصب الحكم، ليعيدوا تأسيس الدولة الإمامية وينشئوا حكومة ثيوقراطية في ظلال القرن الحادي والعشرين. لا يقبل إلا النصر: وتجاه هذه النوايا الخطرة، والأفكار الخربة، لا يمكن ولا يجدي التهاون والتسامح، ولا يرجى إلا التعامل بالحسام الباتر. ولا يرجى من علي عبد الله صالح إلا أن يتمسك بشروطه الستة العادلة لإخضاع الحوثيين لسلطة الدولة وإيقاف تدخلهم بالقوة في شؤونها. ولا يقبل من هذا البطل الهمام إلا أن يسحق بؤر التمرد الحوثي سحقا كاملا، فيقي بذلك الشعب اليمني من شر بلاء مستطير برئ منه في عام 1962م، ثم جاء يعادوده ويعاوره الآن. وهو داء التعصب والتمرد الظلامي الإمامي الطائفي الباطني الذي هو واحد من شر أوبئة التاريخ وأشد رواسبه فتكا بالأمم. ولذا نرجو أن يسرع البطل علي عبد الله صالح في تحقيق هذا الفتح القومي الباسل، وأن يعجل به حتى لا يحاط به من قبيل القوى الخارجية، وحتى لا تتسع رقعة الفتنة في الداخل بدخول جماعات أخرى فيها. فقد هددت بعض القبائل الباسلة كقبيلة حاشد بدخول الحرب ضد الحوثيين، وهو أمر غير مقبول. وهددت الجماعات السلفية أيضا باقتحام المعمعة ضد الحوثيين، وهو أمر آخر غير مقبول، لأنه يوسع من مدى الفتنة في مجتمع لا يزال يعاني من حمى الثأرات. فلتكن المواجهة محصورة بين الحوثيين والجيش اليمني وحده. فللدولة اليمنية، كغيرها من سائر الدول، حق احتكار القوة العسكرية في نطاق رقعتها الجغرافية. ولها بالتالي أن تكسر أضلاع كل من تسول له نفسه حمل السلاح لتهديد الدولة والعبث بأمنها العام. وبعد ذلك فلا يرجى من العالم العربي والعالم الإسلامي بل العالم أجمع إلا أن يساند سعي الدولة اليمنية لاسترجاع هيبتها وتأكيد وجودها وبسط الأمن في حماها فسعيها في هذا سعي مشروع لا ينكره إلا صاحب غرض غير مشروع.