ما يهمنا في نفط جنوب السودان هو الاثر الذي قد يتركه قفل الانابيب على المواطن السوداني ، والحقيقة انه عندما كانت الابار ملكا للسودان لم ينعم المواطن بأي مستوى من رغد العيش والحياة اليسيرة نتيجة للفساد المتفشي في مؤسسات الدولة. فالخلاصة هي ان البشير وحكومته هما المتضررين الأساسيين - على الاقل من الناحية المالية - بقفل هذه الأنابيب , ولن يكون لهذا القرار اثر يذكر على حياة المواطن. فقرار قفل الأنابيب هو قرار ارتجالي سياسي من جانب البشير للضغط على حكومة جنوب السودان لتوقف الاخيرة دعمهما للجبهة الثورية التي اخذت تؤرق مضاجع البشير وحكومته. اراد البشير ايضا بقرار قفل أنابيب النفط كسب بعض الشعبية التى فقدها بصورة واضحة في الشهور الاخيرة واظهار ان الازمة التي يعيشها السودان سببها قوى خارجية وليست بسبب نظام الحكم. الواقع يقول انه لو قدمت حكومة جنوب السودان الدعم للجبهة الثورية ام لا فان الصراع المسلح والازمة التي يعيشها السودان سيظلان كما عليه الحال الان مالم يتغير نظام الحكم ، فالازمة تعالج بازاله الاسباب التي ادت اليها وليس بالاعتماد على تضييق الوسائل والقاء اللوم على الاخرين. فاليوم قد تعتمد الجبهة الثورية على جنوب السودان ولكن قد تعتمد غدا - كمثال - على يوغندا او افريقيا الوسطى، ودونكم القذافي ودعمه لحركة العدل والمساواة فما زالت الحركة قائمة حتى بعد سقوط نظام القذافي. فاذا اراد البشير ونظامه ان يوقفوا العمل المسلح في السودان فلا يوجد امامهم سوى خيار واحد ، وهو تخليهم الكامل عن السلطة . فالحركات المسلحة لم تتكون نتيجة لدعم خارجي او لاسباب وهمية (وهذا ليس دفاعا عن العمل المسلح) وانما تكونت نتيجة لانعدام الحريات و الديمقراطية. ففي دولة لا يمكن للمواطنين التعبير فيها عن رأيهم بحرية ولا توجد بها عدالة او ديمقراطية سوف تتكون فيها حركات مسلحة تبرر موقفها بانعدام الحرية والديمقراطية. فالعنف لا يولد الا العنف ولن يعالج الازمة او يكون حلا لها. تغيير نظام الحكم من اجل ان يعم السلام والديمقراطية السودان يجب تغيير نظام الحكم، ولن يحدث هذا التغيير بوجود نظام البشير او بفوهات بنادق الجبهة الثورية وانما بإرادة الشعب السوداني ورغبته. وبارك الله في السودان وشعبه، عبدالماجد حسين كبر سودانيون من اجل السلام والديمقراطية لاحداث التغيير في السودان الرجاء زيارة موقع تنظيم سودانيون من اجل السلام والديمقراطية او مرسلتنا عبر البريد الالكتروني. [email protected]