* إن الاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية، إضافة لتداعيات النزاعات الميدانية المؤسفة وانعكاساتها السالبة على العلاقات السودانية الشمالية الجنوبية، دفعت بأنصار الإصلاح السياسي والحل الشامل ينشطون من أجل الاتفاق على المخرج القومي السلمي. * نشير هنا إلى بعض ما بدر من مبادرات؛ لعلّ أشهرها مبادرة الإمام الصادق المهدي الذي ظلّ يبشر بها منذ عودته من المعارضة الخارجية، وشرع بالفعل إلى تنزيلها على أرض الواقع؛ ولكنها أجهضت بواسطة صقور المؤتمر الوطني الذين يحسبون كل صيحة عليهم، ولكنه ظل ماسكاً بجمرة (الجهاد المدني) من أجل التغيير السياسي الإيجابي الذي يحقق الإصلاح السياسي والاقتصادي والتحول الديمقراطي الحقيقي والتراضي الوطني في ظل دولة مدنية لا تقصي أحد في الداخل، وتعمل على إعمار العلاقات الخارجية خاصة مع الجارة الشقيقة دولة جنوب السودان. * مبادرة جامعة الخرطوم التي تبنّت مشروع معهد دراسات السلام لحل الأزمة السودانية ليست بعيدة عن هذا الحل السلمي القومي الديمقراطي الشامل؛ لأنها قائمة على جمع أهل السودان من مختلف ألوان الطيف السياسي الفاعل على مائدة مستديرة للتنادي إلى كلمة سواء بينهم للخروج في دائرة الاختناقات والأزمات التي سببتها سياسة الانفراد والعناد إلى رحاب الحل السلمي القومي الديمقراطي الشامل الذي يطفئ بؤر التوتر في كل ربوع السودان الباقي ومع دولة جنوب السودان. * أقرب لهذا الحل أيضاً ما أكدته دولة جنوب السودان من احترام والتزام تنفيذ اتفاق التعاون المشترك مع السودان ومواصلة الحوار والتفاوض مع الخرطوم من أجل طي ملفات الخلاقات العالقة، هذا ما أكده وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب الدكتور برنابا مريال بنجامين؛ عقب جلسة لمجلس وزراء حكومة الجنوب برئاسة رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت؛ وقوله: إن الحكومة قررت ابتعاث وفد رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الحكومة الدكتور رياك مشار لمواصلة الحوار مع الخرطوم ووضع إستراتيجية بديلة لمصلحة الشعبين. * نجدد ترحيبنا بكل هذه المبادرات، ونرى أنه لم يعد هناك وقتا للمناورات ومحاولات كسب الوقت وتأجيج معارك تكبد بلادنا خسائر بلا طائل، وتزيد من حجم الاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية التي يدفع ثمنها المواطن المهدود الذي لم يعد يتحمل المزيد من الأعباء. * لذلك نجدد الدعوة لكل من يهمهم أمر السودان للتنادي بأعجل ما تيسر، من أجل الوصول إلى كلمة سواء بينهم للوصول إلى الاتفاق القومي الشامل على حل مشاكل السودان الداخلية ومع دولة جنوب السودان. نورالدين مدنى [[email protected]]