[email protected] الأخ أبا فارس، ظاهرة ايجابية أن يكون منبركم ومنبر اخبار اليوم متاح للرأي والرأي الأخر. ويبدو أن مقالي الذي تم نشره بسودانايل وبأجراس فجاج الأرض في ثلاث حلقات تحت عنوان (علماء السلطان والصراع المذهبي)، قد اغضب البعض حتى طار صوابه ولم يحتمل ما جاء فيها من حقائق خفيت عن الناس. لهذا سارع أبو عائشة بوصفى بالرافضي معتنق مذهب الأثني عشرية. ثم عزز مفرداته التي لم تتأدب بأدب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: "ماذا يقول الرافضي بعد سماعه هذه الكلام من كبرائه واسياده؟". فقد جعل لي أسياداً وهو يعلم أن أمي ولدتني حرا؟ ثم أراه يستدعي الدولة عليَ وعليهم ويقول: " لا نستغرب لمثل هذا فأمثاله كثر، ذلك لأن الدولة ممثلة في أجهزتها الرسمية تحمي وتتلقى الدعم من دولة الشيعة الكبرى عبر سفاراتها وملحقياتها الثقافية". ثم أضاف: "أن هناك من يتلقون رواتب شهرية من السفارة الإيرانية". ولا أدري هل أنا منهم؟!! ثم أردف قائلاً : " ما تحدث هذا الرافضي بهذه الجرأة وخروجه من جحره إلا نتاج هذا المؤتمر الذي أقيم ... وننتظر خروج البقية من جحورهم". لعلي ابدأ بما انتهى إليه أبو عائشة في مقاله، فقد شق الرجل صدري وتيقن أني شيعي اثني عشري، أعمل بالتقية. فهو أفضل من أسامة بن زيد الذي جاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مخبراً بأنه قتل من فر منه في الحرب وعندما لحق به قال لأسامة: "لا إلا الله إلا الله"، فعدها أسامة تقية وحذراً. رغم إني قد بينت في سلسلة مقالاتي أنني سني والحمد لله لا أتبع مذهب محدداً ولكني أغلب عباداتي أخذتها من علماء المذهب المالكي. صليت في السبعينات من القرن الماضي ولسنين عددا خلف الشيخ ابوزيد عندما كنت أسكن في الحارة الأولى بالثورة المهدية، وكنتُ مواظباً على حضور دروسه التي كان يعقدها بين صلاتي المغرب والعشاء، واستفدتُ كثيراً منها. كما صليت مرات ومرات خلف الشيخ أبو هدية بمسجده بالعرضة في السبعينات، وصليت خلف الشيخ الوراق رحمة الله عليه حياً أو ميتاً أمام مسجد الحارة الرابعة في الثورة، فقد أعطى مزامير داؤد في تلاوة القرآن وتجويده. كما صليت خلف العالم الصوفي الشهير الشيخ عبدالجبار المبارك امام مسجد بابكر سرور، ومن فرط حبي له أهديته كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري، وأنا صبي أخضر العود يومها. كما صليت خلف الشيخ عوض عمر، رحمة الله عليهم جميعاً وأنا تلميذ في المرحلة الثانوية، وأذكر أنني كنت من المصلين خلفه لصلاة الاستسقاء الشهيرة بميدان الربيع بالعرضة يوم الأثنين، بعد أن أمرنا في خطبة الجمعة التي سبقتها أن نصوم السبت والأحد والأثنين ونأتي برث الثياب.، فما أنتهت الخطبة إلا وأرعدت السماء، وقبل أن يصل المصلين لجهاتهم هطل المطر وهدم حائط بيت الشيخ عوض عمر بحي القلعة أمدرمان والواقع بشارع الوادي. كما صليت وتتلمذت على يد الشيخ محمد عثمان الزبير بالحارة الثامنة المهدية. وصليت وجالست بل قل أعتكفت لأيام في مسجد الشيخ الفاتح قريب الله بودنوباوي بحياة الأستاذ البروف حسن الفاتح قريب الله. وصليت حديثاً خلف الشيخان الكاروري ومحمد عبدالكريم أكثر من صلاة. وما زلت والحمدلله اصلى خلف كل سني وصوفي ومسلم. والله في عليائه يعلم أنني لا أعلم اين تقع السفارة الإيرانية وأين تقع حيسنيات الشيعة ومساجدهم ومراكزهم الثقافية في الخرطوم أو السودان، إلا أني رجل باحث عن الحقيقة، يعمل بقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه الشهير: " لا تكن أمعة"، وأردد قول الله تعالى من غير وجل ولا خوف: " ربِ بما انعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين". لكني أقر بحبي لمحمد وآل محمد عملاً بقوله تعالى: " قل لا اسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى". لهذا اتمثل بقول الشافعي: يأ آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله يكفيكم من عظيم الفخر أنكمُ من لم يصل عليكم لا صلاة له والله وتالله، لو كنتُ شيعياً لجهرتُ بها لا اخشى في ذلك أحداً من الناس، لأن الكنزي يا هذا لا يخشى غير اللهً أحداً. فأبو عائشة ليس أول من يتهمني بالتشيع، وما أظنه سيكون أخرهم، بل بلغ بأحدهم أن هددني بالتصفية الجسدية، وقد سجلت بلاغاً بشرطة الرياض حول لجنايات بري، كان ذلك قبل عام من الآن، وحتى مقالاتي هذه وصلني فيها تهديد ووعيد ولكنه لا يرتق للتصفية الجسدية. وبيني وبين كل من يتهمني بما ليس فيَ "يوم يقوم الناس لرب العالمين". وأخشى ما أخشاه على أبي عائشة ومن شايعه، أن يكونوا ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مخاطباً الفاروق عمر في حديث لأبي سعيد الخدري: "دعه فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته أمام صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة". لعلي أذكر ابا عائشة أن الأمر الذي تختلفون فيه ليس له صلة بدين الإسلام، بل هو أمر سياسي تم استيراده للسودان رغم أنفنا، فالانظمة التي تعادي إيران اليوم كانت حليفة بل تابعة لشاه ايران، يومها لم نسمع بأحد، عالماً كان أم صحفياً، حاكماً كان أم سنياً، يهاجم امبراطورية الروافض لاعني الصحابة! ففي أيام الشاه لم يقل أحد منا (بغم) دعك أن يصف إيران بدولة الروافض المجوسية الشيعية لاعنة الصاحبة وامهات المؤمنين. ما لكم كيف تحكمون؟ لعلي أختم مقالي قائلاً: أن أبا عائشة قد كذب في حقي، لهذا لا يُعتد بما اورده في مقاله الذي ما هو إلا كلام مكرر منقول. وليت أبا عائشة ومن أزره أقتدوا بالرحمة المهداة وخرجوا للناس بمالهم وعلمهم يواسوهم في كل شئ ونادوا على الدولة باشاعة العدل بدل استدعائها ضد الكنزي. فإن فعلوا ذلك فلن يبق على ظهر الأرض إلا مسلم سني. وسيدخل الناس للدين الله أفواجاً. ولكن أين نحن منه رحمة المهداة الذي قال لأسامة بن زيد: " أشققت صدره؟"، وأنا قائلٌ لأبي عائشة: " اشققت صدري؟ أم أنت رقيب وعتيد؟" حسبي الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. الكنزي،