يبدوا إن مصر سيكون استقرارها في المدى القريب بعيدة المنال فبعد رحيل مبارك ونظامه دخل الاخوان المسلمون الساحة السياسية بكل ما يملكون من قوة ، وبكل ما يملكون من حماس ونشاط ظلوا يدخرونه دهراً بسبب الصعوبات الكبيرة التي واجههم في ممارسة نشاطهم ، غياب الرؤية الاستراتيجية اثناء الثورة هي التي جعل الناخبون المصريون يفشلون في اختيار الشخص المناسب وهو ما ساعد الولاياتالمتحدةالامريكية للتدخل لحساب الاخوان وتزوير النتيجة . عندما خرج الشعب المصري في ثورة ضد مبارك لم يفكر كثيراً بل حسم امره واختار الرحيل بدلاً من الفوضى التي يمكن ان تخلفه بقاءه ولم يختار الرحيل من الوطن بل ظل داخل مصر وهو يدخل محكمة ويخرج من اُخرى ليعود إليه مجدداً طريح الفراش ، اما المشكلة الكبيرة اليوم الذي يواجه المصريين هو ان مرسي لن يغادر السلطة دون ان يخلف خلفه وطناً محطم ومدمر و لا اظن انه منشغل كثيراً بتلك الملايين التي تتظاهر في ميدان التحرير ، سيظل يتمسك بالسلطة مهما كلفه وكلف الاخوان ؛ سيتمسك مرسي بالسلطة حتى لو خسر الوطن ، وتاريخ الانظمة الاسلامية في العالم يشهد على ذلك ، إذن الخاسر الوحيد من الذي يجري بين الاخوان والمعارضة هو مصر ؛ لقد تابعت خطاب مرسي الاخير الذي استمر قرابة الثلاثة ساعات إلا انه كان خالية من اي موضوعية وتحس انه ليس رئيس دولة ففي بعض الاحيان كان الرئيس يروي الحكايات والنكات والقصص والحضور يضحكون ولاحظت ان قنديل احس بالحرج الشديد وهو يتابع ذلك الخطاب الذي انتظره الكثيرون لانه لم يرتق الى مستوى خطاب اعلى مؤسسة في الدولة و اكثر ما حيرني هو ان مرسي كان يستخدم عبارات مثل " سنتعامل معهم بقسوة ، سأقطع ايديهم ، سأقطع اصابعهم " وسالت نفسي إن كان مرسي رئيساً لمصر ام جزاراً في سلخانة فمن يستخدم تلك العبارات مراراً وتكراراً لن يمنعه شيئاً من المشي على جثث ضحايا المتظاهرين دون آن يرف له جفن . إسقاط مبارك كان ساهل لان الجميع اتفقوا على ذلك اما اليوم فالمجتمع المصري اصبح منقسماً على نفسه والاخوان لهم جماهير ومؤيدين وهو ما يصعب مهمة اسقاط مرسي لانه ليس وحده وسيجد الدعم المعنوي دائماً لكي يستمر ، ولقد إزدادت الاوضاع سخونة بعد بيان الجيش الذي حدد 48 ساعة للاستجابة الى مطالب الشعب وإلا انها ستتخذ قرارات بعد تلك المهلة وهنا نحن امام خيارات متعددة فاذا اتخذ الجيش قرار تولي شئون البلاد الى حين إجراء انتخابات رئاسية فسيفهمه الاخوان بانها انقلاب على نظام مرسي وسيكون نتائجها وخيمة على استقرار مصر و الخيار الثاني هي وقوف الجيش مع الاخوان و سيكون هي الطامة الكبرى و خيار مستبعد حيث يتبنى الجيش مطالب الشعب لكن كيف سيتأكد الجيش إنه يقف مع الشعب في ظل الانقسام الحالي والوضع في عهد مبارك كان اسهل لان كل المصريين كانوا متفقون على رحيل مبارك اما اليوم فالوضع مختلف اما الخيار الثالث فهو بقاء مرسي في السلطة مع الاستجابة لبعض مطالب المتظاهرين وهي مرفوضة حيث يطالب المعارضين برحيل مرسي و تسليم الحكم الى رئيس المحكمة الدستورية وتكوين حكومة تكنوقراط ؛ سيكون الجيش امام مهمة عسيرة في الحفاظ على الامن إذا رحل مرسي لان الاسلاميين مشهورين بعقليتهم التفجيرية إذا وجدوا متنفس ، لذلك سيحولون مصر الى ساحة حرب ، يجب ان يحسم اللا استقرار في مصر الذي استمر طويلاً . kur matiok [[email protected]]