قال عدد من قيادات المعارضة إن حديث الرئيس محمد مرسى لصحيفة الجارديان وتهديده بقوله: «أنا أو فوضى لا نهائية»، تكرار لما قاله الرئيس السابق حسنى مبارك، مشيرين إلى أن «مرسى» سيدفع ثمن عناده، خصوصاً لأنه أسوأ من «مبارك»، واعتبرت القيادات أن الحديث عن تعديل مواد الدستور حالياً دون تنفيذ باقى مطالب المتظاهرين لن تؤدى إلى احتواء الأزمة، مؤكدين أن قطار التغيير انطلق بلا رجعة دون تحقيق مطالب المتظاهرين بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. قال سامح عاشور، نقيب المحامين والقيادى بجبهة الإنقاذ، إن حديث الرئيس مرسى يؤكد مواصلته ورغبته فى أن يدفع فواتير عناده، بعد أن نقض كل وعوده ورفضه إجراء أى حوارات جادة مع المعارضة أو تقديم حلول حقيقية. وأضاف ل«الوطن»: «مرسى اصطنع له معارضة خاصة تؤيده فى السر والعلن، وهى معارضة بعيدة عن المعارضة الحقيقية، وظن بذلك أنه يقدم حلولا، وهو ما يؤكد أنه يسير وفق خطط حكم الرئيس السابق حسنى مبارك». وتابع: «مرسى شأنه شأن مبارك، بل أسوأ منه، وإذا كان يعتبر أن الملايين التى تخرج ضده فى الشوارع بلطجية أو فلول أو دولة عميقة، فإنه يتحدث عن شىء آخر مغاير لما حدث فى ثورة يناير، وإذا كان يعتبر أن الثورة تتمثل فى تجمعات رابعة العدوية فهذا أكبر دليل على أنه أسوأ من الرئيس السابق. وسيظل مرسى يدفع ثمن عناده ويخبط راسه فى الحيط لغاية ما ينهار تماماً». وقال منير فخرى عبدالنور، الأمين العام لجبهة الإنقاذ، إنه سمع هذا الخطاب من قبل للرئيس مبارك قبل تنحيه، مشيراً إلى أن هذا الخطاب هو ابتزار للشعب الذى سيخرج للشوارع ليؤكد رفضه ممارسات السلطة الحالية. وأضاف ل«الوطن»: «حتى لو مرسى قدم مبادرات واقتراحات، فإن قطار التغيير انطلق بلا عودة إلا بعد تنفيذ ما يطلبه الشعب». من جانبه، قال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، إن الرئيس مرسى يصر على أن يسير على درب مبارك، مؤكداً أن إرادة الشعب ستجبر «مرسى» على الرحيل كما أجبرت مبارك من قبل، مضيفاً: «الثورة بدأت بالفعل فى كل ميادين مصر، ومن يرى غير ذلك فهو واهم». وأوضح «أبوالغار» أن الرئيس مرسى وتنظيم الإخوان يحاولون إجهاض الحراك الشعبى بزعم أن المعارضة تحالفت مع فلول الوطنى المنحل لإسقاط شرعية الرئيس، قائلاً: «أغلب المشاركين فى فعاليات 30 يونيو هم وجوه ثورية كان لها دور مؤثر فى خلع الرئيس السابق حسنى مبارك، فضلاً عن رفضنا للممارسات الإقصائية التى يتبعها النظام فى الوقت الحالى». وشدد أبوالغار على أن الحديث عن تعديل مواد الدستور حالياً دون تنفيذ باقى مطالب المتظاهرين لن يؤدى إلى احتواء الأزمة، قائلاً: «المشهد المصرى تجاوز فكرة المطالبة بإجراء تعديلات دستورية، ولا بد من تنفيذ مطالب المتظاهرين كاملة وعلى رأسها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بعد سحب الثقة من الرئيس الإخوانى لفشله فى إدارة شئون البلاد طيلة العام الماضى».