يحكى أنّ خبرا صغيرا و(ركيكا) مرفقا بصورتين صغيرتين (مشوشتين) وجد انتشارا كبيرا خلال الأيام الماضية في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحف الإلكترونية الخليجية، مع عدد مهول من التعليقات وإفراد (الهاشتقات) والتداول (المفرط) ما بين التحسر والسخرية، والإدانة وبعض (الإنصاف).. الخبر يقول في بساطة و(بالصورة) إن طبيبا سودانيا (جراح) تثبت هويته (إقامته) أن مهنته (مليس) – طلبة أو عامل مونة – وأنه يباشر عمله جراحاً في أحد المستشفيات. قال الراوي: رغم إن الإدارات الصحية في البلد الخليجي، الذي انتشر فيه الخبر، أثبتت بالوثائق وعبر بيان وزعته على الوسائل الإعلامية؛ أن الطبيب السوداني (مثار الجدل) يحمل من الشهادات ما يؤهله لمزاولة مهنته، وأنه أثبت (كفاءة) أثناء ممارسته للطب، إلا أن الصحف الإلكترونية و(الهاشتقات التويترية) استمرت في الإشارة إلى مهنة (مليس) المستنكرة، على شاكلة: الصحة تصدر بيانا بخصوص الطبيب السوداني "المليس"، والطبيب السوداني "المليس" يحمل الشهادات ويعدل في أوضاعه. قال الراوي: مهنة (المليس) أو عامل البناء لا تنتقص من قدر المرء شيئا (هذا موضوع مفروغ منه)، بل هي من أنبل المهن (العرق الحلال)، لكن حين ترتبط وتتداخل في (سريالية) مع مهنة (حساسة) كمهنة الطب يصبح الأمر خطيرا ويستحق التوقف (عنده)، وهذا ما يفسر درجة الاهتمام الكبير التي وجدها خبر الطبيب السوداني (إعلاميا) في البلد التي هاجر إليها طلبا للرزق وليس (المرمطة)، وهذا ما حدث له بكل تأكيد وهو (يساسك) لأجل تعديل مهنته وإثبات جدارته و(شهادته) وسنوات عرقه (الست) في كليات الطب انكبابا على الدرس و(الأمنيات والأحلام). قال الراوي: لا جديد يقال حول الهجرة (المهينة) للكفاءات السودانية وهروبها من (موطنها) بحثا عن فرص حياة أفضل، ولا جديد يقال عن (الانحدار) الذي يواجه به في كل يوم (الأطباء والصيادلة والمهندسين..الخ)، في بلد هي في أشد الحاجة ما تكون إليهم ول(شهاداتهم) و(خبراتهم) و(حبهم) لأوطانهم.. لا جديد فهي (المرمطة). ختام الراوي؛ قال: من ذا الذي دمر (السمعة السودانية) وأوقعها في فخ الامتهان؟ استدرك الراوي؛ قال: أي ثورة تلك التي ستعيد ل(الطبيب) السوداني كرامته (المليسة)؟ *زاوية يومية بصحيفة (اليوم التالي) منصور الصُويّم mansour em [[email protected]]