امجد عطاء الله طفل مصري لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره ترك الدراسه منذ عامين ويعمل في احد محلات بيع الاحذية النسائية بسوق السيدة بالقاهره.. يفهم في السياسة ويحدد خياراته حول ما سيحكمه، لكن المدهش انه يفضل حكم الجيش على استمرار حكم الرئيس المعزول محمد مرسي. تجاذبت اطراف الحديث مع أمجد حينما كنت اتسوق بالمحل الذي يعمل به في اعقاب احداث 30 يونيو وقرار الجيش بعزل الرئيس المصري محمد مرسي.. سالته "انت عاوز الديمقراطية ولا العسكرية؟ توقعت ان يتلعثم في الرد او يقول "لا ادري"، ولكن اجاب بسرعة وبطلاقة "احنا عاوزين حكم الجيش عشان برفع البلد ويزيد التنمية"، تعجبت من اجابته ولكني توقعت ان يكون قد تأثر بما يجري من حدث حوله..عاجلته بسؤال آخر، طيب ليه ما عاوز مرسي؟ فكان جوابه "انا اكبر اخوتي توفي ابي وترك المدرسة عشان اساعد امي واخواتي الصغار، ايام مبارك رغم انهم سرقو البلد لكن كنا بنلقى الاكل ولكن اسي ما بناكل غير وجبه واحدة وبالعافية ". لم يحتمل الشعب المصري مرور عام على الحكم الديمقراطي الذي انتخب بموجبه الرئيس محمد مرسي، فثارت ثورتهم الثانية في مصر والأولى على مرسي واسقطت نظام الاخوان المسلمين. ايذا ذلك برزت عدة ردود افعال عالمية وعربية، بخلاف السودان الذي لم يكن له موقفاً واضحاً خلال انتفاضة الشعب المضري. واعتبرت الخرطوم وفقاً لبيان أصدرته وزارة الخارجية ان ما جرى فى مصر شأن داخلى يخص مصر وشعبها وأبدت حرصها على عودة الاستقرار والأمن لمصر. وفقما هو معروف عن حكومة السودان فانه كان لابد لها ان تعلن موقفاً محايداً حينها الى حين وضوح الرؤية، حسب تجارب سابقة لها مع قضايا متشابهة. خصوصاً ان ماجرى في مصر لم اكثر المتفائلين من المعارضة المصرية يتوقع ماحدث من تطورات مربكة للمشهد السياسي بمصر. هنا بالسودان رفض حزب المؤتمر الوطني وصف موقفه أو موقف الحكومة من تداعيات الأحداث بمصر التي أفضت لإبعاد الرئيس المنتخب محمد مرسى عن سدة الحكم بالضبابي، ورغم ان الحزب الحاكم كان يري ان مصلحة السودان مع مصر تقتضى أن تكون للمؤتمر الوطني علاقات واتصالات مع كل مكونات القوى السياسية بمصر وليس مع حزب الحرية والعدالة فقط، وامكانية توظيف هذه العلاقة مع الجميع لاسيما في حالة حدوث أي إخفاق يمكن التدخل لحل المشكلة المصرية. ولكن يظهر ان المناوئين للرئيس مرسي ارادو جر السودان لمستنقع الصراع الداخلي وذلك حسبما رشح من شائعات راجت بدعم السودان للاخوان في مصر بعد اسقاط مرسي وانهم لم يتخلوا عنهم، حتى ان الأمر اصبح محل قناعة العامة. فأحد سائقي التاكسي قال لي بثقه "اولاد مرسي الان في الخرطوم ومرسي حيلحق بيهم". شظايا احداث 30 يونيو لم تسلم منه الحكومة حيث اطلق موقع "بوابة أخبار اليوم" المصرية قبل يومين نسب الى وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق اللواء ثروت جودة قال فيه :أنه تحصل على نسخة رسالة مزعومة من الرئيس عمر البشير الى الرئيس المصري المعزول د. محمد مرسي ، بعد قرار عزله ، ونشر الموقع الالكتروني مايفترض أنه نص الرسالة المزعومة والتي تضمنت خطوات يٌدعي أن السودان سيقوم بها في مواجهة التطورات الاخيرة في مصر ، بما يتضمن تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لمصر وإحداث فتنة داخلها ،الا ان وزارة الخارجية سارعت بتكذيب الخبر ووصفت مت نشر بانه محض إفتراء ونسج من خيال مريض، ويعبر عن محاولة ساذجة ومغرضة للنيل من العلاقات بين البلدين الشقيقين والايقاع بينهم ،لم تكتفي الخارجية بالتكذيب حيث اجري وزير الخارجية علي كرتي امس الاول اتصالاً هاتفياً بنظيره المصري محمد كامل عمرو بخصوص مانشرته صحيفة (أخبار اليوم) المصرية واكد له موقف السودان الثابت بأن مايجري في مصر حالياً شان داخلي يخص شعبها ومؤسساتها القومية وقواها السياسية ، استدعت الخارجدية القائم بالاعمال المصري في الخرطوم وسالته حول ما تم نشره، وبدأت الحكومة في موقف المدافع . تخوف الخرطوم من الزج بها في حلبة الصراع المصري، كان منطقياً، خلافا لبيان الحركة الإسلامية الذي عبر عن الموقف الحقيقي الذي ينبغي أن يكون عليه الحال، وفعلت ذلك دونما تخوفٍ، لاسيما وان أمينها العام ليست لديه أي ارتباطات رسمية بالجهاز التنفيذي، كما أن الحركة الإسلامية تعتبر مستقلة عن الدولة، وشاركت بفاعلية مع التيارات الإسلامية في مظاهرة التنديد بانقلاب الجيش المصري على السلطة الشرعية. ولكن موقف حزب المؤتمر الشعبي لم تحكمة الاطر و القيود الدبلوماسية ولغة المصالح و مضت في ذات موقف الحركة الإسلامية السودانية التي خففت الضغط ورفعت الحرج عن الحكومة السودانية، إذ بدا الموقف داخل المؤتمر الشعبي تجاه "اخوان مصر" مدافعا عن الشرعية التي ذبحها بيان الجيش المصري المدعوم بتوجهات العلمانيين والليبراليين وبقايا الحزب الوطني ممن اصطُلح على تسميتهم ب "الفلول". ولكن هل مصر اليوم هي مصر الأمس ،كان واضحا ان الفرق كبير هناك بين من يريد بناء وطن ومن يريد "الردح " والردح فقط على جثث الموتى ! asmahan faroog [[email protected]]