منى عبد الفتاح moaney [[email protected]] للمشاهدة التلفزيونية في رمضان حضور يتفوق أو يمثل في بعض الفترات خاصة المسائية ضرورة قصوى للكثيرين، لدرجة يظن الفرد معها أنه لن يكتمل صيامه إلا بمشاهدة المسلسلات وعلى درجات عالية وباقتطاع وقت ثمين من زمنه الخاص. العقيد أبو شهاب يحمل سيفه وخلفه رجال "أبضايات". هذه هي اللقطة الوحيدة من مشاهدتي لإعلان المسلسل هذا العام . إلا أن خلفيتي عن أبي شهاب وأم زكي وغيرهما تؤهلني ذهنياً لمعرفة مجريات أحداث هذا العمل الدرامي وما سوف تنتهي إليه مسيرة 30 يوماً من المشاهدة غير المنقطعة خاصة وأن نهاية المسلسل العربي دائماً تتوج بانتصار نجومه على غيرهم من المغمورين ، وفي حالات نادرة يكون النجم في دور الشرير فيعلن عن توبته أو ندمه. لم أترك عادتي القديمة في التقاط بعض المشاهد التلفزيونية مروراً ، والحال هذه والظروف لا تسمح بتخصيص وقت كبير للمشاهدة والالتزام بالمتابعة الممتدة طوال الشهر أتساءل ، أين يجد محبي المسلسلات العربية كل هذا الوقت للمشاهدة غير المنقطعة لأكثر من أربعين مسلسلاً في شهر واحد . عدم مشاهدة المسلسلات لم تمنعني من متابعة ما يُكتب عنها خاصة وأن لدي خلفية عن أبطالها وقصتها.فمسلسل باب الحارة "4" يُعرض كما هو واضح للسنة الرابعة . اختلف بعض أفراد طاقم التمثيل من كبار النجوم مع المخرج وأبدلهم بآخرين والمسلسل مستمر والمُشاهد منذ أربعة سنوات متسمر على الشاشة لا يتحرك ولا يرمش له جفن. وبالرغم من أن المسلسل يبث على قناة الام بي سي الأكثر مشاهدة في الوطن العربي وتعاد الحلقة خلال الأربعة وعشرين ساعة ، إلا أن الشركة المنتجة لم تكتف بذلك بل عرضت بيع الحلقات للمشاهد مباشرة بتحميلها على موبايله الخاص . من خلال المتابعات لما كتبته التقارير عن المسلسلات العربية لاحظت أنه رغم نجاح الأعمال الدرامية في جذب المشاهدة العالية إلا أن نقداً دشنته هذه التقارير بسبب الضعف الفني في بعض المسلسلات خاصة في الحلقات الأولى لأعمال يمثل فيها كبار النجوم.وقد عزت التقارير هذا الأمر نسبة لاستسهال صناعة المسلسلات والاستعجال للحاق بالموسم. التقييم دائماً يذهب لصالح المسلسلات المصرية رغم دخول السورية والتركية والخليجية في هذا السباق الرمضاني المحموم. هذا من ناحية جودة العمل واتقانه . وبالتقاطي لأسماء المسلسلات نجد أن المصرية كما هي دائماً الأكثر تميزاً . أسماء مثل :أبو ضحكة جنان، أدهم الشرقاوي ،أفراح إبليس ، الباطنية ،تاجر السعادة ،هانم بنت باشا، لا بد وأن تكون مصرية. أما باب الحارة ، بيت جدي ، صبايا،رجال الحسم ، زمن العار فهذه سترجع أصلها للأعمال السورية دون أن تشاهد. وإذا وجدت إعلاناً لمسلسل اسمه :طوّل بالك، موزة ولوزة ، تورا بورا، عقاب 3 ، رسائل من صدف، أم البنات. فهذه لا محالة خليجية. لكن أين طيبة الذكر المسلسلات السودانية من هذا الطوفان؟ الواقع أن الدراما السودانية بدأت بمعالجات تتجسد في تفاصيلها البساطة والعفوية في مظهرها العام هذا من ناحية ولكن من حيث الأداء فصاحبها كثير من التكلف المخجل والمخل. معالجات الدراما السودانية تروي جانباً من الجوانب المتعلقة ببيئة السودان والتي تحمل خصوصية وشكلاً مختلفاً عما نشاهده في المسلسلات العربية . كان بإمكان المسلسلات السودانية أن تتفرد في المضمون ولكن عناصر كثيرة من عناصر نجاح العمل الفني مفقودة في السودان ابتداء من الممثل نفسه وامكانياته وانتهاء بالتمويل لمشاريع كهذه. أخيراً سأذكر أن المشاهدين لا يملون من الفواصل خلال عرض المسلسل ولكن لماذا ؟لأن الإعلانات في شهر الصوم كلها عما نأكل وعما نشرب ، مما يدلل أن شاشة بني يعرب قررت أن يكون مشاهدها من النوع عالي الاستهلاك. عن صحيفة "الأحداث"