طماطم قاسية: زمن قاسِ – نموذج في نشر الإبتكارات. ترجمة وعرض: إسماعيل آدم محمد زين Diffusion of Innovation, Everett M Rogers من الكتب التي ظلت لفترة حبيسة الرف و حال الوقت دون تصفحها.يتناول المؤلف إفريت إم روجر آلية نشر الإبتكار أو قل الإكتشافات، الإبداع أو التكنولوجيا فهي متشابهة في نماذج و طرائق نشرها. يعرض الباحث كل جوانب طرق نشر و إنتقال الإبتكارات و يشير إلي أهمية الآثار السالبة لأي إبتكار كما يورد نماذج مختلفة لإبتكارات مهمة، منها الطماطم القاسية أو الصلبة غير الرخوة و هنا يبدو ثراء اللغة العربية فقد وجدت كلمات شتي مقابل كلمة هارد Hardالإنجليزية وقد كانت كلمة قاسية أكثر إنسجاماً مع بقية النص.جاءت الطماطم الصلدة نتاج أبحاث لجامعة كاليفورنيا عقب قرار منع الأيدي العاملة الرخيصة من التسرب من المكسيك لحصاد الطماطم و من هنا إهتمت الجامعة بتلك المشكلة و سعت لإيجاد حل بإبتكار حاصدة ، مما أدي للبحث في مشكلة رخاوة الطماطم و عدم قابليتها للحصاد الآلي و من ثم إنطلق البحث للنظر في إيجاد طماطم قاسية أو صلبة !أثمرت الأبحاث عن آلة للحصاد و ثمار طماطم قاسية تصلح للحصاد بنسبة ممتازة.وهكذا تعمل الجامعات و مراكز الأبحاث في حلحلة مشاكل مجتمعاتها.و لكن يعيب المؤلف علي هؤلاء المبتكرين إغفالهم الآثار السلبية لهذا الإبتكار و يرد هذا الأمر إلي أنهم علماء تطبيقيين و مهندسين و ليسوا من علماء الإجتماع! و هو منهم! و هنا أذكر الصديق المخترع عبد الوهاب موسي – فقد إخترع قلاعة للقطن و لما كان القطن ينمو في مجموعة يصعب قلعها فقد إخترع عبدالوهاب زراعة للقطن ترمي البذور بذرة ، بذرة واحدة بعد الأخري! لا بد من الإهتمام بإختراعات عبدالوهاب و قد بلغت إثني عشر إختراعاً! أعجبتني قصة الطماطم هذه حيث فاق نجاحها التوقعات و لكن وفقاً للكاتب و هو من علماء الإجتماع فهي قصة لفشل مدوي- حيث خرج آلاف المزارعين من دائرة الإنتاج لعدم قدرتهم علي شراء الآلة ،كذلك فقد لآلاف العمال فرصهم في العمل و كسب العيش, توفرت الطماطم القاسية بسعر جيد للمستهلك و لكنها أقل في كمية الفيتامينات من الطماطم الرخوة! وقد زعم هايتور مؤلف كتاب كتاب آخر يذهب في ذات التوجه بأن عدم مسئولية كليات الزراعة يرقي لدرجة الفشل في الولايات المتحدة! و ذكر بأن معظم التمويل يذهب للأبحاث البيولوجية و لأبحاث الإرشاد الزراعي في نشر التكنولوجيا و لكنه لا يتجه إلي دراسات الآثار الإجتماعية و ينتقد بشدة علماء الإجتماع الريفي الذين كانوا يبحثون في نشر التكنولوجيا خلال العشرين عاماً المنصرمة( من تاريخ نشر الكتاب) لزيادة نسبة تبني التكنولوجيا و ليس لآثار ها السلبية أو لما يمكن فعله لتلافي تلك المشاكل! من الآثار الطريفة لنقل التكنولوجا ما أورده المؤلف حول إدخال السواطير الحديدية في أستراليا في مناطق المواطنين الأصليين – آمل أن أستعرض قصصاً أُخري لفشل نقل التكنولوجيا.