في إحدى الفضائيات السودانية، ظهرت صورة حسناء سويدية برفقة زميلها السويدي ، وهما شابان سويديان أبيضان ضمن فريق إغاثة سويدي ، جاء إلى السودان خصيصاً لإنقاذ أهل السودان من الغرق في السيول والفيضانات في ضفاف النيل وشرق النيل وغرب النيل ، ثم ظهرت صورة رجل سوداني أصر ، رغم مظاهر الفاقة البادية عليه ، على إكرام السويدية المنقذة ورفيقها السويدي حينما دعاهما بأعلى صوته لتناول عصيدة بملاح روب ، ثم ورد في التقرير أن فريق الانقاذ والاغاثة السويدي قد طرح أفكاره الاغاثية والانقاذية الخلاقة الكفيلة بإنقاذ السودانيين من الغرق ومن ضمنها حفر ترع لتُسحب إليها مياه الفيضانات والسيول ويتم بذلك إنقاذ الارواح والممتلكات السودانية وتخزين المياه لاستقدامها فيما بعد من قبل البشر والحيوانات! هناك عدة أسئلة يجب طرحها في هذا الشأن وهي : هل يحتاج شعب السودان إلى استيراد خبراء غربيين ودفع ثمن استضافتهم وإكرامهم ولو بملاح روب من أجل تعليم السودانيين كيفية حفر الترع؟ أين مهندسو الحفريات السودانيين ؟! وكيف يتم حفر الترع في وقت الفيضانات؟ اليس حفر الترع وحفر المجاري هو من الاستعدادات المسبقة التي يجب أن تقوم بها المحليات أو البلديات قبل فصل الخريف بأشهر عديدة؟!!! نخشى أن نشاهد في المستقبل خبيرات دانماركيات ونروجيات يأتوا إلى السودان فيما بعد لتعليم رعاة السودان كيفية رعي الضان في الخلاء! بعيداً عن الكلام الفارغ، المطلوب الآن هو وقف الحروب في السودان ووقف الصرف البذخي على الجيوش والميليشيات والقبائل المتقاتلة وتحويل جزء معتبر من الميزانية لانشاء البنيات التحتية الكفيلة بحماية السودانيين وممتلكاتهم من الغرق في السيول والأمطار بدلاً من تجدد الكارثة ودفع ثمنها من الأرواح والممتلكات واستجداء الاغاثات والمعونات من الدول الأخرى والشعور بالغضب لأن السعودية لم تقدم أي مساعدات أو لأن الولاياتالمتحدةالامريكية قدمت مساعدة استفزازية قدرها 50 ألف دولار فقط لا غير وهو مبلغ لا يكفي لافطار أصغر قرية في شرق النيل ولو بملاح روب! Faisal Addabi [[email protected]]