د.صبري محمد خليل/ أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه بجامعه الخرطوم [email protected] النشاْه: حزب الله هو تنظيم سياسي يعبر- فعليا - عن الطائفة الشيعية في لبنان، وهو بذلك لا يتميز عن اغلب التنظيمات السياسية اللبنانية، والتي هي بمثابة تجسيد سياسي للطوائف اللبنانية المختلفة ، وهو الأمر الذي يعبر عن واقع التركيب الطائفي للمجتمع اللبناني والدولة اللبنانية ، ورغم أن نشاه حزب الله يؤرخ لها بعام 1982 ، غير انه قد سبق تلك النشاْه ظهور عدد من التنظيمات السياسية، التي كانت بمثابة تعبير سياسي عن طائفة الشيعية في لبنان ، منها حركة المحرومين التي أسسها موسى الصدر عام 1974م ، وأفواج المقاومة اللبنانية(أمل ) التي تم تأسيسها في يوليو 1975م ... المقاومة: وقد اكتسب حزب الله شهره وشعبيه واسعتين داخل وخارج لبنان، باعتباره احد فصائل مقاومة الاحتلال الصهيوني للبنان ، بعد الاجتياح الاسرائيلى لبيروت عام 1982، وخلال حرب تموز 2006 . القضية الفلسطينية: ويرفع حزب الله شعار القضاء على إسرائيل ، ويعتبرهاً كيان غير مشروع، كما يعتبر الأراضي الفلسطينية كلها أرضا محتلة من البحر إلى النهر.. العلاقة مع إيران : وهناك ارتباط وثيق بين حزب الله وإيران، هذا الارتباط لا ينكره حزب الله، بل يقر به علنا، ويشير إليه في بياناته ووثائقه ، جاء في بيان صادر عن الحزب في 16 فبراير/ شباط 1985؛ أن الحزب (ملتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في ولاية الفقيه، وتتجسد في روح الله آية الله الموسوي الخميني مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة)، هذا الارتباط الوثيق له جذور مذهبيه(انتماء الطرفين إلى المذهب الشيعي)، وسياسيه( رفع إيران لشعار مقاومه الاحتلال الصهيوني)... العلاقة مع النظام السياسي السوري: تميزت العلاقة بين حزب الله والنظام السياسي السوري بخصوصية واضحة منذ عقد اتفاق الطائف عام 1990 برعاية سعودية / سورية ، والذي تم بموجبه نزع أسلحة الفصائل اللبنانية المتحاربة ، لكنه ابقي على أسلحة حزب الله لأنه لم يكن طرفاً في الحرب الأهلية، بل كان مجال نشاطه متركزا في منطقة الحزام الأمني الذي أقامته إسرائيل في جنوب لبنان، وزاد من خصوصية تلك العلاقة أن النظام السياسي السوري شعار دعم حركات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي ، فضلا عن التقارب المذهبي، والعلاقة الوثيقة مع ايران. مناهضه الثورة السورية : وبعد الثورة الشعبية السورية في 2011 دعم حزب الله النظام السياسي السوري ، وفي عام 2013 أعلن تدخله عسكريا في الحرب في سوريا ووقوفه مع النظام السياسي السوري مما افقده شعبيته في لبنان والعالمين العربي والاسلامى. بين الطائفة والامه: من خلال استقراء تاريخ حزب الله يمكن أن نستخلص التالي: أولا: تعبير سياسي عن طائفة: أن حزب الله هو تعبير سياسي عن الطائفة الشيعية في لبنان وليس حزب بالمفهوم الديموقراطى أو الليبرالي، وهو هنا لا يختلف عن اغلب الأحزاب السياسية اللبنانية. . ثانيا: إلغاء التناقض بين الغايات والمنطلق: إن هناك تناقض بين الغايات الوطنية والقومية والاسلاميه ، التي تشير وثائق حزب الله إلى انه يسعى لتحقيقها ، والمنطلق الطائفي للحزب، ولا يمكن إلغاء هذا التناقض إلا بتحول الحزب إلى جزء من كل (هو الوطن والامه). ثالثا: فصيل للمقاومة وليس فصيلها الوحيد:أن حزب الله هو احد فصائل المقاومة الوطنية اللبنانية للاحتلال الصهيوني للبنان، وليس فصيلها الوحيد، وبالتالي لا يصح أن يحتكر التحدث باسم المقاومة الوطنية للاحتلال الصهيوني للبنان ، فضلا عن احتكار التحدث باسم المقاومة العربية و الاسلامبه للاحتلال الصهيوني لفلسطين. رابعا: قبول أو رفض ولبس تفويض مطلق: أن اى فصيل سياسي- وكذا اى نظام سياسي - (سواء كان حزب الله أو غيره ) لم يحصل على تفويض مطلق من الشعوب بان يفعل ما يشاء ، بل هو يتخذ مجموعه من المواقف، يعبر بعضها عن الحقوق والمصالح الوطنية والقومية والدينية للشعوب فتقبلها هذه الشعوب ، كما يتعارض بعضها مع هذه الحقوق والمصالح فترفضها هذه الشعوب. خامسا:تحرير فلسطين بين الممكن وما ينبغي أن يكون: رغم أن حزب الله يرفع شعار تحرير فلسطين ، إلا أن تحرير فلسطين- فعليا- لا يمكن أن يتحقق على يد فصيل سياسي – او نظام سياسي- واحد ، بل يتحقق بتوحد الاراده ( الوطنية) الفلسطينية و(القومية) العربية و(الدينية) الاسلامبه، دون إنكار لدور حزب الله كفصيل للمقاومة الوطنية اللبنانية للاحتلال الصهيوني. سادسا:الطائفة أم الامه: أن الحزب الله كتعبير سياسي عن طائفة معينه، ظل يتراوح على المستويين النظري والعملي، بين موقفين: الموقف الأول ينظر فيه إلى ذاته باعتباره جزء من كل هو الوطن(اللبناني) و الامه(العربية والاسلاميه)، وخير تجسيد لهذا الموقف هو دوره كأحد فصائل المقاومة الوطنية اللبنانية للاحتلال الصهيوني للبنان . أما الموقف الثاني فينظر فيه إلى ذاته كل قائم بذاته ومستقل عن الوطن(اللبناني) والامه (العربية والاسلاميه)، وخير تجسيد لهذا الموقف هو انحيازه المطلق وغير المشروط للنظام السياسي السوري ، ومشاركته له في قمعه الوحشي للشعب السوري، فضلا عن تأسيسه لتحالفاته على أساس مذهبي طائفي (محور حزب الله/ سوريا / ايران)، وليس على أساس وطني أو قومي أو ديني. سابعا: شعبيه المقاومة: أن الضمان لاستمرار المقاومة هو أن تكون شعبيه ، فالرهان هنا على الشعوب وليس النظم السياسية لأنها متغيره . - للاطلاع على مقالات أخرى للدكتور صبري محمد خليل يمكن زيارة العنوان http://drsabrikhalil.wordpress.com