في مثل هذا اليوم 11 سبتمبر من العام 2001م والذي صادف يوم ثلاثاء تفاجأ الشعب الأمريكي، بأحداث هي أشبه بأحداث يوم القيامة، اليوم الذي "يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه وفصيلته التي تأويه، لكل امرئ منهم يومئذٍ شأن يغنيه"، عندما قامت مجموعة متمرسة باستئجار طائرات تجارية وتحويل اتجاهها لتصطدم ببرجي التجارة الدولية بمنهاتن، ومقر وزارة الدفاع (البنتاغون)، يروح ضحيتها 2973 شخصاً، بجانب مفقودين ومصابين عدداً، في أكبر هجوم مباغت لأمريكا التي يعتبرها الناس أنها تتحسس دبيب النمل في ليلة ظلماء في صخرة صماء، بأجهزتها الرقابية وتقانتها. لم يقف الهلع والخوف في مناطق الأحداث فحسب، بل تمدد إلى كل أنحاء الولاياتالمتحدةالأمريكية،عندما تم نقله حياً على القنوات الفضائية، فكانت الدهشة والرعب لا حدود له، تجاوز الحدود السياسية إلى كل العالم، كما أن تأثيره كان مباشراً على البورصة العالمية التي هوت، وهوت معها كل أسواق المال في العالم، حيث أن الاستهداف كان اقتصادياً ثم عسكرياً. تبع تلك الأحداث ضرب أفغاستان، والعراق، وفرض حظر اقتصادي من جانب واحد من الولاياتالمتحدةالأمريكية على عدد من الدول منها إيران، وغيرها من الدول، ومع توسيع أمريكا لحروبها الخارجية التي كلفتها مبالغ طائلة، والتأثيرات الاقتصادية العميقة التي أحدثها الهجوم على البرجين، واجهت أمريكا أزمة مالية عنيفة في الأعوام 2008، 2009، و2010م، تأثرت بها الدول الأوروبية، وأطلق عليها الأزمة المالية العالمية، والتي تأثرت بها اليونان تأثيراً بالغاً، وعلى السودان كذلك وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية لم تعترف بذلك رسمياً، وحملت الأزمة المالية إلى الرهونات العقارية، إلا أن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أنها من صنع تلك الأحداث التي يصادف اليوم ذكراها ال(12). واضح أن غالبية الأزمات المالية التي تعرضت لها دول العالم، هي نتائج تلك الأزمة المفتعلة، بمعنى آخر أن أمريكا أنتجت تلك الأزمة حصد نتائجها البائسة الشرق الأوسط، والشرق الأدنى حروباً، وتحللاً في البنيات الاقتصادية، والعلمية، والتي انهارت تماماً، وفقدان التكنولوجيا، ويعتبر الربيع العربي هو نفسه جزءاً من تلك الأزمة الأمريكية، وكذلك تفسر الأحداث الجارية الآن. anwar shambal [[email protected]]