البرهان    استهداف طائرات مسيرة قاعدة "فلامنغو" البحرية في مدينة بورتسودان فجر اليوم    "آمل أن يتوقف القتال سريعا جدا" أول تعليق من ترامب على ضربات الهند على باكستان    شاهد بالفيديو.. قائد كتائب البراء بن مالك في تصريحات جديدة: (مافي راجل عنده علينا كلمة وأرجل مننا ما شايفين)    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    شاهد بالفيديو.. الفنان الدولي يدخل في وصلة رقص مثيرة مع الممثلة هديل تحت أنظار زوجها "كابوكي"    شاهد بالفيديو.. الفنانة مروة الدولية تعود لإثارة الجدل..تحضن زوجها وتدخل معه في وصلة رقص رومانسية وهي تغني: (حقي براي وملكي براي بقتل فيه وبضارب فيه)    إنتر ميلان يطيح ببرشلونة ويصل نهائي دوري أبطال أوروبا    الهند تقصف باكستان بالصواريخ وإسلام آباد تتعهد بالرد    برئاسة الفريق أول الركن البرهان – مجلس الأمن والدفاع يعقد اجتماعا طارئاً    والي الخرطوم يقف على على أعمال تأهيل محطتي مياه بحري و المقرن    ترمب: الحوثيون «استسلموا» والضربات الأميركية على اليمن ستتوقف    اعلان دولة الامارات العربية المتحدة دولة عدوان    عادل الباز يكتب: المسيّرات… حرب السعودية ومصر!!    الأهلي كوستي يعلن دعمه الكامل لمريخ كوستي ممثل المدينة في التأهيلي    نائب رئيس نادي الهلال كوستي يفند الادعاءات الطيب حسن: نعمل بمؤسسية.. وقراراتنا جماعية    مجلس الإتحاد يناقش مشروع تجديد أرضية ملعب استاد حلفا    من هم هدافو دوري أبطال أوروبا في كل موسم منذ 1992-1993؟    "أبل" تستأنف على قرار يلزمها بتغييرات جذرية في متجرها للتطبيقات    وزير الطاقة: استهداف مستودعات بورتسودان عمل إرهابي    أموال طائلة تحفز إنتر ميلان لإقصاء برشلونة    قرار حاسم بشأن شكوى السودان ضد الإمارات    بعقد قصير.. رونالدو قد ينتقل إلى تشيلسي الإنجليزي    ما هي محظورات الحج للنساء؟    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حق تقرير المصير (الثقافي) لشعوب السودان .. بقلم: أبوبكر القاضي
نشر في سودانيل يوم 17 - 09 - 2013

هذا العنوان ( حق تقرير المصير الثقافى لشعوب السودان) كان موضوع ندوة منبر الهامش السودانى بالولايات المتحدة الامركية و كندا الذى ترأسه الاستاذة تراجى مصطفى ،،، عنوان الندوة من ( ابوبكر القاضى بوصفه المتحدث الرئيسي ) ، الندوة كانت بتاريخ 15 سبتمبر 2013 الساعة الثانية ظهرا بتوقيت شرق امريكا ،، السابعة مساءا بتوقيت بريطانيا الصيفي ،، كانت الندوة على التواصل عبر ( الكونفرانس كول) ،، لذلك كان الحضور والمشاركة من امريكا وكندا وبريطانيا .
كنت سعيدا جداً بالنقاش المميز نوعيا ،، وقد سرنى ان وجدت المادة قبولا لدى المستمعين بدليل أنهم صبروا مدة 4 ساعات ،، وبدليل أنهم طالبوا بمواصلة الحوار فى الموضوع فى ندوة أخرى اخطرتنى ادارة منبر الهامش انها ستكون يوم 29 سبتمبر 2013 ،، ولتعميم الفائدة ،، رأيت ،، بعد التنسيق مع الاستاذة تراجى نشر فحوى الندوة ،، وذلك من خلال أوراق مسودة الندوة وأوراق تسجيل نقاط المناقشين.. فإلى مادة الندوة :
(مساء الخير ،، والنور ،، والسلام ،، والحب ،، والجمال
وأنا أخاطب منبر الهامش الثقافى ،، أقول لدينا مسلمات هى :
وجود مركز
وهامش
بمعنى لدينا كيانان كبيران ،، المركز ،، و له ثقافة ،، و مشروع ،، و أيدلوجية ،، مشروع المركز هو الاسلام و اللغة العربية ،، المركز ليس متدينا ،، بصفة عامة ، ولكن النخبة النيلية تستخدم الاسلام والعروبة كأدوات لاقصاء أهل الهامش من السلطة والثروة . ملاحظة يتضمن المركز تناقضات ثانوية ،، ولكن فى النهاية لديه مشروع واحد ،، حتى اليساري عندما يتجاوز الستين يتحول بشكل او بآخر الى اسلامى.
بمقابل المركز لدينا الهامش العريض الذى يأخذ شكل حرف آليو ،، الذى يلتف حول مثلث حمدى
و الهامش ليس متجانسا مثل المركز ،، فهو يتكون من شعوب جنوب السودان سابقا ،، الجنوب الجديد ،، شعوب جبال النوبة والانقسنا ،، والبجا ،، ودار فور ... الخ باختصار تنوع الهامش اثنى ،، ولغوى ،، دينى ... الخ
علاقة المركز بالهامش هى علاقة استعمار ،، وسيد ومسود :
استعمار السودان كان ثنائيا :
انجليزي
مصرى
الاستعمار الانجليزي ليس كالفرنسى ،، اثره الثقافى كان بسيطا لذلك سوف اتجاوزه لمرحلة النقاش
الاستعمار الثقافى الحقيقى هو الاستعمال المصري ،، باختصار السودان كوطن وجغرافيا وحدود ،،هو صناعة مصرية ،، والشخصية السودانية هى نتاج للمناهج الدراسية المصرية وجامعة القاهرة الفرع ،،واذاعة ركن السودان ،، والمسلسلات المصرية .. الخ والوان الطيف السياسى الذى يحكم فى الخرطوم متهم بانه مثل جامعة القاهرة الفرع ،، وارد مصر ،،فالحزب الشيوعي جاء من مصر ،، الإخوان المسلمون جاءوا من مصر ،، والميرغنى مصرى اكثر من المصرىين،، والمهدي من الكنوز ،، مصرى ،، صحيح السيد عبدالرحمن لانه أمة الأميرة مقبولة دارفورية ً، لها عرق دينكاوى كما اعترف بذلك الإمام الصادق لدكتور فرانسيس دينق،، كان لديه وعى بهوية إفريقية
الفكرة الوحيدة التى لم تأت من مصر هى الفكرة الجمهورية ،، ولكن مشروع الفكرة الجمهورية لا يختلف عن مشروع الإخوان المسلمين وأنصار السنة ،، لانه شرط العضوية لدى الإخوان الجمهوريين هو الالتزام بطريق محمد ،، والفكرة هى الرسالة الثانية ( من الاسلام) .
ما نريد ان نقوله فى هذه الندوة ،، ونقدم عليه الدليل هو ان ( الهامش مستعمر ثقافيا من المركز المصنوع شكلا ومضمونا بالعقلية المصرية الها ربة من نفسها ،، الكارهة لذاتها الزنجية الافريقية )
ماذا نعنى بتقرير المصير الثقافى؟؟
نعنى بذلك الخروج من الروية التى تقول ( الاسلام هو الحل ) لمشاكل السودان ،، بمعنى ( اذا اعتنق الشعب السودانى كله دين الاسلام وتحدث الربية سوف تنتهي مشاكل السودان فى الجنوب القديم و الجنوب الجديد، وفى دارفور والشرق)
اذا اردنا ان نكون شجعان ،، ونسمى الأشياء بمسمياتها ،، نقول لدينا (استعمار) ثقافى من النخبة النيلية لشعوب ،، ويتمثل ذلك فى الاتى :
1) فرض الاسلام والعروبة بقوة الدولة ،، وأقول ان الجيش الذى يدار من القيادة العامة فى الخرطوم منذ 1/1 /1956 هو جيش استعماري ،، وليس وطنى ،، مهمته إخضاع الهامش بالقوة لمشروع الأسلمة والتعريب. جيش المركز ،، وأمنه ،، وشرطته ،، وضباط السجون الذين يعذبون ابناء المهمش،، وكل هذه المؤسسات العسكرية هى مؤسسات استعمارية لخدمة ثقافة و مشروع المركز ،، وحتى لا ننخدع ،، فان هذا المشروع ليس ملكا للإخوان المسلمين ،، مقسمين او موحدين ،، وانما هو ملك للنخبة النيلية كلها ،، ويمكن غير الاسلاميين اكثر تشددا من الإخوان المسلمين ،، فقد كان نظام عبود اكثر تشددا فى فرض اللغة العربية على الجنوبيين ومواجهة الكنيسة فى السودان صعودا حتى روما ،، وكذلك النميرى لم يكن أخو مسلم ،، وشاهدنا ان المشكلة لا تتوقف عند الاخونجية والنميرى ،، فقد سقط نظام النميرى ولم يسقط او يلغى ( مشروع النميرى بعد الانتفاضة) ،، تم حل جهاز امن الدولة ،، ولم تلغ قوانين سبتمبر. وللإنصاف نسجل للميرغنى موافقته على ( تجميد قوانين سبتمبر وذلك ضمن اتفاق الميرغنى غرنق الشهير فى عام 1988.
2) الشيء الخطير فى مشروع النخبة النيلية الاستعماري هو ممارسة سياسة ( فرق تسد) ،، و ذلك باستخدام المهمشين ضد بعضهم البعض ،، برؤية قصيرة ،، بغرض خدمة أغراض تكتيكية ،، يتم تمزيق النسيج الاجتماعي السودانى الذى بناه الشعب بالتسامح عبر تراكم طويل ،، كما جرى فى منطقة أبيي بين المسيرية ودينها نقوق ،، وبين النوبة والعرب البقارة فى جنوب كردفان ،، وكما جرى فى دارفور حين سلحت الحكومة الجنجويد ضد قبائل الزرقة.
++ مرتكزات حق تقرير المصير الثقافى
1) الاعتراف بتنوع شعوب السودان
2) اعتماد مرجعية جديدة ( غير الاسلام ) تساوى بين جميع شعوب السودان هى( المواطنة )
3) بعث وتجديد مشروع الزنوجة .
لن أتوقف كثيرا عند مسالة الاعتراف ،، يكفى ان أقول ان تلفزيون السودان القومى لم يكن كقاعدة عامة يعترف بالثقافة الافريقية لأهل الهامش ،، فعندما تسمع حقيبة الفن ( المبارك ابراهيم) ،، او ربوع السودان ،، فان الأغاني لا تخرج عن دائرة ( مثلث حمدى) ،، ومنظر الفنان الجنوبي ( دينق) بالطنبور يدعو الى الاشمئزاز ،، لانه متيس ،، ومستلب ،، كان ممكن يكون هذا العمل رائعا لو انه غنى اولا بثقافته وتراثه ،، ثم يغنى بالعربى بالطنبور غناء ألشايقية ،، لانه فى هذه الحالة يبكون الاعتراف متبادلا .
تعميق مرجعية المواطنة :
+ ( مرجعية المواطنة كأساس للحقوق) ،، وحقوق الانسان ( كما هى) كمرجعية ،، وحقوق المراة ،، كل هذه الأمور مضمنة فى دستور نيفاشا 2005 ،، ولكنها ( شيكات طايرة) لا تنصرف فى ارض الواقع ،، التمييز ضد المراة موجود داخل الموءتمر الوطنى ،، حيث تمثيل المراة ضعيف جداً ،، فى المكتب السياسى،، و شاهدنا ان دستور نيفاشا فيما عنى مرجعية المواطنة لم يطبق فى الأرض الا فى الجنوب،، و ظل الجنوبيون فى الخرطوم يحكمون بمرجعية الدين الاسلامى ،، تحت قوانين النظام العام التى تجلد الفتاة ( لبنة) لمجرد لبس المنطلون ،، وقد رفض حزب الموءتمر الوطنى فى نيفاشا استثناء العاصمة القومية من تطبيق مشروع الانقاذ .
تجديد مشروع الزنوجة
المشروع الاسلامو/عروبى بيقابله : (وطنى) هو ( السودانوية) ،، او ان شئت ( السودان الجديد) او (تجديد الزنوجة) ،، لا مشاحة فى التسمية ،، والعلاقة بين المشروعين هى علاقة توازى وتعايش ومحبة ،، و محرمة ،، انها علاقة ابوجنوك فى جنوب كردفان ،، وليست علاقة نفى وتصادم وإلغاء وأنا شخصيا افضل تسمية ( تجديد مشروع الزنوجة) وذلك لأسباب عديدة اذكر منها الاتى :
1) (الزنوجة ) هو مشروع عالمى ذو طابع انسانى ارتبط بالتحرر بالوسائل الناعمة ،، طرح مثل هذا المشروع ،، يربطك مباشرة بكل افريقيا ،، خاصة جنوب الصحراء ،، ويربطك مباشرة بكل عالم امريكا اللاتينية والكاريبي ،، وأمريكا الشمالية ،، خاصة وان قضايا الهامش السودانى أصبحت قضايا دولية صدر فيها اكثر من 20 قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع ،، فالقضية الدولية يجب ان تصاحب بمشروع دولى .
2) تجديد مشروع الزنوجة يكسبك تعاطفا مع الاتحاد الافريقى الذى اصبح مصنع القرار لكل ملفات المهمشين فى السودان .
3) الزنوجة تعنى (الأصل) ،، بل انها تطابق الآدمية نفسها ،، فادم الا ول خلق فى افريقيا ،، وكان أسودا زنجيا ،، فالزنوجة تضعنا مباشرة فى ملف الشعوب الأصلية مقابل المحتلين والمستعمرين مثل حالة الهنود الحمر ،، وبالتالى نحظى بحماية دولية .
السؤال المركب هو : ماهو مشروع الزنوجة الذى نعمل على تجديده ؟ ،، وما هى القيمة التجديدية المضافة من طرفنا لهذا المشروع؟؟
ماهية مشروع الزنوجة :
الزنوجة كما حاول ان يعرفها سارتر : ( هى فكرة مركبة ،، وشعر خالص قلبا وقالبا. هى ليست حالة او مجموعة من الصفات ،، وانما هى موقف فعال من العالم ،، بل انها فعل ،، وما الفعل هنا الا التزام ذاتى باطنى غير مفروض على الشاعر ،، وهى من ناحية أخرى عذاب لأصحابها كعذاب المسيح، من اجل البشر كافة، لا فرق بين ابيض و اسود . عذاب يعلنه الشاعر من خلال مطالبته بحقه كإنسان وثورته على المألوف السائد .
و يواصل سارتر : الزنوجة معنى من معانى علم الانسان او الأنثروبولوجيا ،، معنى يحتوى على مزيج مما هو كائن وما ينبغي ان يكون، وبذا تكون وسيلة و أداة ، لا قصدا وغاية . انها حب ، ديالكتيك، أسطورة حافلة بالألم ، جاءت على أيدى الشر ، لكنها ستتحول - او هى تتحول - الى خير عميم ، هى عنصرية معادية للعنصرية ، هى لحظة النفى كرد فعل لتركيب التفوق والامتياز الأبيض - انها القضية - الضد فى تسلسل جدلى يؤدى الى تركيب نهائيً يتمخض عن إنسانية عامة خالية من العنصرية . )
ما هو الجديد الذى نضيفه لمشروع الزنوجة؟
الجديد هو مواكبة او معالجة للمستجدات التى حدثت بسبب عامل الزمن ،، فالجديد هو الطرف الاول المعنى بالخطاب او الرسالة ،، والطرف المستهدف عادة يحدد بشكل تلقائي اللغة والأدوات المستخدمة واشرح هذا الكلام بالاتى :
اولا : الطرف الاساسى المخاطب فى عهد سنغور كان الاستعمار الأوروبي ،، وهذا الوضع اقتضى ان يخاطب الاستعمار بلغته الفرنسية او الإسبانية او البرتقالية حسب الحال .
ان الاستعمار الذى نواجهه هو استعمار وطنى ،، صاحب امتيازات استمدها فى المقام الاول من صلته القريبة من الاستعمار الأوروبي ،، فالنخبة النيلية استمدت امتيازاتها من. مشاركتها فى معركة كررى و مساهمتها فى اسقاط دولة المهدية ،، و شاهدنا ،، أننا لن نعيد إنتاج مشروع سنغور وداماس و سيزير بحذافيره ،، وانما بتصرف يضع فى الحسبان متغيرات الزمان والظروف . و حينما نقول ( وطنى) ،، نعنى أننا لا نسعى الى طرده ،، وانما نسعى الى التعيس معه ،، والتسامح معه ،، رغم انه ظل يقتلنا منذ الاستقلال ،، لان الأوطان تبنى بالحب وليس الكراهية .
ثانيا : ان المخاطب الأساسي برسالتنا هو (نحن) ،، هو تحرير الذات الافريقية المجموعة فى جوانا ،،المستهدف هو كياناتنا الافريقية المحلية الأصلية ،، المطلوب من ابناء وبنات المهمشين استعادة الثقة فى الذات ،، وذلك بالتحدث والتخاطب باللغات المحلية ( وهى لغات وليست لهجات ) ،، بكل وسائل الاتصالات المقروءة والمسموعة والمشاهدة .
ثالثا : الزنوجة عندنا ،، هى ثورة ناعمة ،، أبدية وجودية مستمرة ،، تبدأ من الآن ،، ولا تحتاج الى إذن من امن الموءتمر الوطنى ،، وغير مرتبطة على الإطلاق بانتصار ثورة المهمشين وسقوط النظام ،، هى حفاظ على الكيان ،، واللغة باعتبارها اهم وعاء للكيان،، وحفاظ على الثقافة ،، تراث الأجداد . إذن ،، المطلوب الخروج من حالة ( كراهية الذات الافريقية ،، و احتقارها ،، الى حالة الاعتزاز بها) .
حتى لا نعيد إنتاج المشروع المصري فى السودان :
مشروع تجديد الزنوجة باختصار يهدف الى تفادى إعادة إنتاج الدولة والشخصية المصرية فى السودان ،، مصر كانت دولة فرعونية إفريقية ،، لها لغة مكتوبة ،، وحضارة تليدة ،، الا انها تنازلت عن هويتها الفرعونية الافريقية ،، وزعمت انها ( مصر العربية) ،، ورأس الأمة العربية .
لقد صمد النوبة فى شمال السودان لأكثر من 1500 سنة فى وجه تيار الاستعراب وإلغاء الهوية النوبية ،، وانا هنا أسجل احترامى الشديد للكنوز وهم من عرب ربيعة تعايشوا مع النوبة فى سودان وادى النيل الطبيعي الذى لا يقف عند خط العرض 22 الذى يفصل السودان بمصر ،، وتنازلوا عن اللغة العربية ،، وصاروا يتحدثون بالغة النوبية .
،، فلننظر الى الفرس والترك ،،والهند والسند ،، وإندونيسيا ،، تقبلوا الاسلام ،، ورفضوا الاستعراب ،، وتمسكوا بهويتهم الوطنية التى لا تتعارض مع كونهم مسلمين ،، لأنهم احترموا ذاتهم فى المقام الاول،، ثم احترموا فهمهم الصحيح للقران ،، حين أدركوا ان اختلاف ألوان البشر وألسنتهم أية من آيات الله،، وان الله أمرنا ان نكون مسلمين ،، ولم يطلب منا أبدا أبدا ان نكون عربا او ندعى العروبة ،، بل والانتماء لقريش.
مشروع الزنوجة يتفهم تما ان يكون للدولة لغة رسمية ،، هى اللغة العربية ،، واحيانا الدولة ممكن يبكون لها اكثر من لغة رسمية كما فى الهند ،، تعلم وإتقان اللغة الرسمية او اى لغة هو مكسب ،، لو تعلم الانسان كل اللغات الحية فى العالم ولم يتقن لغة امه فهو مستلب،، وهارب من ذاته . أننا ندعو الى الاندماج ،، ونرفض الإلغاء ،، او المسخ ،، مشكلتنا فى دار فور ان ابناء دارفور ينفصلون تماماً عن أهلهم بمجرد حضورهم للجامعة ،، يدرس الطالب ويتخرج ويشتغل ( فى الزمن الجميل زمن ديوان شؤون الخدمة ولجنة الاختيار) ،، ثم يتزوج من المركز ،، وينقطع تماماً عن دارفور،، هذا هروب من الذات ،، اذا انقطع الأب الدارفورى الذى ولد وشب وترعرع فى دارفور فهل تنتظر ان يرتبط أولاده ( أمهم من العاصمة او من مثلث حمدى ؟ الزواج قسم ،، والحب ليس له وطن ،، لكن المطلوب ان يربط الانسان نفسه وأولاده بقوميته وثقافته ،، ولغة امه ،) انتهت المقدمة التى طرحت للنقاش من مديرة الندوة الاستاذة تراجى مصطفى .
بهدى تحياتى للمناقشين ،، والمتداخلين ،، وكلهم فطاحلة ،، الاستاذ خالد جريس،، ومعلمه كمال بشاشا ،، و الاستاذ محمد دودى ،، وأبو القاسم عبدالرحمن ،، وعثمان جامع ،، وعبد الحليم عثمان ،، و حسن كوبر ،، والمهندسة سلوى سعيد ،، و ابراهيم جعفر ،، والسفير نور الدين منان ،، و محمد يس الخليفة ،، والثائرة حواء جنغو ،، والرفيق عمر الصاوى ،، احييهم جميعا ،، فكلهم أصحاب قضية ،، ومشاركاتهم كانت قيمة،، بشان ملخص تغريداتهم أحيل الى بوست بريمة فى سودانية أون لاين
ابوبكر القاضى
كاردف / ويلز .
Abu bakr El Gadi [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.