نائب رئيس تحرير جريدة الرياض السعودية تحية واحترام أطلعت على مقالكم المنشور بجريدة الرياض بتاريخ 21/9/2013م تحت عنوان – كلمة الرياض- إلى أي اتجاه يسير السودان؟!. لقد بدأتم مقالكم بحديث طيب عن السودان لكن سرعان ما انحرفتم تكيلون السباب للبلد وقائده، ومع كثير احترامي فإنني أحاول أن أناقشكم الأمر من خلال الحقائق التالية: أولا: قولكم إن رئيس السودان مطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية بسبب مذابح. في هذا الصدد أقول إن الكل يعلم أن ما حدث في السودان هو حرب دولة ضد تمرد مسلح، وأنت تعلم أن من واجب الحكومات محاربة الإرهاب والتمرد المسلح ضد سلطان الدولة، والذي حدث أن المؤامرة الدولية أرادت تركيع السودان بعد أن أوفت الحكومة بالتزاماتها تجاه شعب جنوب السودان التي انتهت بانفصال الجنوب، وبدلا عن تقديم الدعم الذي التزم به المجتمع الدولي صنعت جهات فاعلة فيه فتنة جديدة أسمتها أزمة دارفور جُند لها المال والإعلام والمنظمات بطريقة غير مسبوقة وقيادة صهيونية معلنة، لقد تم تطوير وتضخيم مشكلة دارفور إعلاميا، ومشكلة دارفور بالصورة التي تم تصويرها بها تعتبر أكبر كذبة إعلامية مصنوعة صدقها العالم في التاريخ الحديث وكل ذلك تم بفعل الآلة الإعلامية الضخمة التي سخرتها الجماعات الصهيونية والدول المساندة لها.كل هذا لان دولتنا رفعت شعارات مستندة إلى مرجعية إسلامية تدعو إلى الاستقلال والكرامة والشرف، ودعم المقاومة وضد التطبيع. أما الحديث عن مصر ومشكلة حلايب فهذه مشكلة قديمة منذ استقلال السودان، ونحن نقول ونؤكد أن حلايب سودانية ولدينا كل الوثائق التي تثبت ذلك، أما ادعاء الحكومة المصرية بمصرية حلايب ومحاولتها لفرض الأمر الواقع بقوة التواجد على الأرض وحماية الجيش المصري لن يعطيها حقا ليس لها، وستعود حلايب يوما عبر قوة القانون الدولي الى مكانها الطبيعي، ويعود أهل حلايب إلى شعبهم وناسهم، اللهم إلا إذا قامت نظريات سياسية جديدة مدعومة بتوافق دولي تقول بزوال الحدود بين الدول المتشابهة في اللغة والدين والمشتركة في الجوار، ونحن نرحب. ومع إدراكنا لكل هذا وللعلاقات الجيدة وذات الخصوصية مع الشعب المصري، وأيضا لإدراكنا لبعض المسائل التي تتعلق بالنظرة الاستعلائية الاستعمارية الأنانية الفجة التي تتعامل وتنظر بها بعض النخب المصرية لعلاقة مصر بالسودان، فإنني أقول إن أكثر حكومة سودانية تعاملت بحكمة مع ملف حلايب هي حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة الرئيس المشير عمر حسن احمد البشير. أما حديثك عن سد النهضة وتأثيره على حصة مياه السودان فهذا غير صحيح البتة، وكل اجتماعات الخبراء والأوراق العلمية التي تمت مناقشتها في الفترة الأخيرة تقول بان حصة السودان لن تتأثر وهو بالتالي غير معني بهذا الموضوع، وإذا كانت للحكومة المصرية حقوق فأمامها القانون الدولي، أما الحديث عن أعمال عدائية أو استفزازية أو عمليات استخباراتية ضد إثيوبيا لمنع قيام السد كما ردد الإعلامي المصري في االايام الماضية فسيقود المنطقة إلى فوضى عارمة مدمرة وليست خلاقة – (عمرها!! الفوضى ما كانت خلاقة) إلا في ذهن التي قالت هذه العبارة!-وأثيوبيا اعرق دولة مسيحية في العالم، ولن يسمح الغربيون بالعدوان عليها. أما الحديث عن قاعدة عسكرية لإيران في السودان فهذه خرافة كبيرة يحاول المناوئون من أنصار إعلام انقلاب30 يونيو إلصاقها بالسودان والترويج لذلك لإحداث الوقيعة بين السودان ودول الخليج ولكن هيهات، فالسودان دولة عربية افريقية إسلامية تؤمن بعقيدة أهل السنة والجماعة، ثم إن السودان قيادة وشعبا يرى دوما في المملكة العربية السعودية نموذج للتماسك والوحدة وإنفاذ هيبة الدولة وان حكامها الملوك الموحدون هما رعاة الإسلام وكبار العرب، وهم أصحاب اليد العليا، الذين قدموا الخدمات الجليلة لامتهم في أماكن ومواضع كثيرة؛ وهم الذين يبذلون الجهد لا يفترون في تطوير وتعظيم الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة في مكةالمكرمة في انجاز معماري وخدمي يفوق الخيال ؛ونسال الله أن يجزيهم عن ذلك خير الجزاء في الدنيا والآخرة. صديقنا الأستاذ يوسف الكويليت مرحب بك في زيارة للسودان لتتعرف على السودان وقائد السودان عن قرب وليس من رأى كمن سمع. التحية مجددا للمملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا وانتم تحتفلون باليوم الوطني ال83. علي محمد علي الخرطوم مركز الخرطوم للدراسات والبحوث [email protected]