د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    السجن لمتعاون مشترك في عدد من قروبات المليشيا المتمردة منها الإعلام الحربي ويأجوج ومأجوج    الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    المرِّيخ يَخسر (سُوء تَغذية).. الهِلال يَخسر (تَواطؤاً)!!    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في سيرة الثوار وأبواق النظام وإعلاميين وفنانين الغفلة .. بقلم: أحمد ضحية
نشر في سودانيل يوم 07 - 10 - 2013

في سيرة الثوار وأبواق النظام وإعلاميين وفنانين الغفلة (ربيع عبد العاطي وفرفور وآخرين نموذجا؟!
*سوف نصلبهم عرايا بالمسامير على بوابة التاريخ (غناء العزلة - الصادق الرضي)
من راقب – ويراقب- ما ظل ينضح كالصديد, من أفواه البعض ممن أطلقوا على أنفسهم ألقاب مثل"خبير وطني إستراتيجي" كمسيلمة الكذاب "ربيع عبد العاطي" أو آخرين أطلقوا على أنفسهم صفة محللين سياسيين كعبد الرحمن الزومة, أو من جيء بهم إلى الإعلام في بلاد السودان, في غفلة من غفلات الزمان وهفوة من هفوات القدر ك"إسحق أحمد فضل الله",أحمد البلال الطيب, تيتاوي, و"الرويبضة" الطيب مصطفى وكثر غيرهم من أبواق النظام والمنتفعين من بقاءه ك"الطاهر حسن التوم", ضياء بلال,ياسر محجوب,محمد عبد القادر, الهندي عز الدين, عبد الماجد عبد الحميد, والقائمة تطول. أو الفنانين المزعومين أمثال فرفور, الذي سقط منعكسا وإلى القاع وهو يغني للطاغية(سير.. سير يا البشير).
من راقب و –يراقب- ما سودوا به الصحف, وما صرحوا به للفضائيات يأسى للحال الذي بلغه السودان, الذي كان فيه الهرم وردي يغني:(في حضرة جلالك يطيب الجلوس, وبإسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني, وبلا وأنجلى).
سياسات الحركة الإسلاموية الكارثية, لم تكتفي فقط بتغييب المحللين السياسيين البارعين, والخبراء الإستراتيجيين المحترمين, والإعلاميين الوطنيين فحسب, عن مشهد الربع قرن في إعلامها التزييفي الكاذب المضلل, بل أرادت بأبواقها خبراء الدجل والشعوذة كمسيلمة الكذاب "ربيع عبد العاطي" وأبواقها من الإعلاميين وأقزامها ك"الرويبضة" الطيب مصطفى وتيتاوي وأحمد البلال الطيب وفنانيها المزعومين االذين ينتسب بعضهم لأجهزة الأمن كفرفور, أن تورد البلاد موارد الهلاك لأسباب لا يعلمها سواها لسرها الباتع؟!
إذن لم يرد نظام المؤتمر الوثني بفلذات أكباده هؤلاء وآخرين غيرهم, تغييب وتزييف وجدان وذاكرة ووعي الشعب السوداني, الذي يرونه (محض عصابت نيقرز وشذاذ آفاق ومخربين) فحسب, فقد أرادوا أيضا القضاء على إحساسه بالكرامة الإنسانية, وإعلاء صوت الضمير الحي, وتدمير كل قيم الحق والجمال في هذا الوجدان, حتى يتسنى لهم تحقيق أغراضهم الإستئصالية للشعب الذي نعرفه, بعد مارسوا التهجير القسري للسكان الأصليين وأحلوا محلهم من أحلوا!!
الذي راقب –ويراقب- محاولات هؤلاء وأولئك البائسة لتزييف الرأي العام, بتزيين الباطل إلى الحد الذي جرؤ فيه (فرفور وأبواق الأهرام اليوم) بنزع صفة الإنتماء الوطني عن الثوار؟! الذي راقب ذلك لن تدهشه أكاذيب عبد العاطي وتيتاوي والزومة, ومحاولات بلال البائسة. فمن يراقب كل سقط القول الذي نضحت به الفضائيات في داخل السودان وخارجه, من قبل أبواق المؤتمر الوثني, يصل إلى قناعة تامة لا يدانيها أدنى شك, أن السودان لم يصل لمثل هذا الحال من التدهور, إلا لأنه أصبح لبغاث الطير سلطة على سيرته ومسيرته!
*ولأنهم لا يحترمون دين, ولا يراعون الحقائق والأخلاق, يستمرأون أكاذيبهم (عبد العاطي على تلفزيون إيه إن إن: برنامج فجر الحرية) إذ يؤكد في هذا البرنامج, أن خطابات الرئيس الكارثي المطلوب للعدالة الدولية, لا تستفز السودانيين وتثير حفيظتهم! فالسودانيون يحبون رئيسهم! وأن لديه شعبية كبيرة بينهم! وأن الشعب السوداني يتفهم تماما الإجراءات الإقتصادية الأخيرة!, وأن حركة الإحتجاجات قام بها بعض المندسين والمخربين بإيعاز من قوى المعارضة وجهات خارجية! فليس هناك ثورة ولا يحزنون! وإنما شائعات تنشرها المعارضة المرجفة!..
أننا لا ندري هل يتحدث "مسيلمة الكذاب" عن رئيس السودان– بشة الواحد البنعرفو ده- أو رئيس دولة أخرى صورتها له بنات أفكاره؟ وهل يعني بالشعب الذي يحب رئيسه ويؤيده, شعب السودان أم يعني شعبا آخر يتوهمه ربما من الفضاء الخارجي؟ فالقاصي والداني بات يعلم أن ما بين رئيس النظام وكامل أعضاء نظامه وحزبه ومليشياته, وبين هذا الوطن يتقاصر دونه "ما صنع الحداد!" فهناك دماء سالت, وإبادات بالجملة.. وهناك شعب تم تشريده.. وهناك معتقلين لا يزالون يرزحون في بيوت الأشباح, وهناك بلاد قسمت نصفين, ف"ما الذي صنعه الحداد" مقارنة بما صنعه نظام المؤتمر الوثني؟! فعلى ماذا يحبه شعبه؟! وكيف لا يشعر بأنه مستفز وهو يسمع "دراريبه" وكلامه الفارغ, الذي يخلو من كل منطق وعقل وحكمة؟ ياخ مجرد ظهور الرجل ساكت في التلفزيون أصبح مستفزا!
*في البرنامج الذي أشرت إليه سابقا, زعم مسيلمة الكذاب "ربيع عبد العاطي" أنه ستكون هناك "إنعكاسات إيجابية" على محدودي الدخل, نتيجة الإجراءات الإقتصادية الكارثية الأخيرة, والتي هي أساسا تنفيذا لوصفات صندوق النقد الدولي (وين كلامكم القديم داك, ما لدنيا قد عملنا وما بنركع لغير الله؟ ركوعك للبنك الدولي بتسميهو شنو؟ فقه ضرورة؟ فقه الضرورة ده وداك هسه في داهية مع الشعب وجاب ليك ثورة بهبوبه!).. المشكلة ليست هنا المشكلة, أن نظام مسيلمة الكذاب, بعد أن أشعل فتيل الثورة بإجراءت صندوق النقد, أطل صندوق النقد اليوم وذكر أن توقعاته فيما يخص إقتصاد السودان, على المدى المتوسط سلبية؟!! وهذا التصريح ب"أعجمية البنك الدولي" ترجمته أن السودان سيشهد بطئا ملحوظا في نمو الناتج المحلي الحقيقي غير النفط بنسبة 2.3%قبل نهاية هذا العام, ولأن السودان يعاني تضخم إقتصادي مريع, سيستمر الإنخفاض في قيمة الجنيه السوداني؟!
* بمعنى آخر, لا زيارة وزير خارجية قطر ولا غيره ما بتحلك من الوضع ده, لو أدوك مليار إسترليني ولا 8 مليار ذي ما عملو مع مصر (في عهد مرسي) ورجعو قلعوها تاني بعد إنقلاب السيسي على الأخوان!
راجع الرابط ده:
http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-45-21/59385-2013-10-06-11-54-50
يعني بلهجات الخليج العربي وتركيا, أن حضور وزير الخارجية القطري في زيارة سرية أو غير سرية للخرطوم, لن يحل مشكلة الأخوان المسلمين في السودان, وقد فشلوا من قبل في حل أزمة مصر الإقتصادية, ما دفع بالكويت والأمارات والسعودية لإخراج ألسنتهم لقطر وهم يهزون عقالاتهم نكاية في طموحاتها وتطاولها وتطلعاتها غير المشروعة للعب دور إقليمي ودولي, هي بحكم حجمها ليست مؤهلة للعبه!.. أما قصة كون قطر بعد أن فقدت "قدس أخوان مصر" تخشى على "أندلس أخوان السودان" من الضياع, فهذا أمر حتمي بقانون تراكم المظالم والدماء التي سالت وأشعلت الثورة. فإذا أرادت قطر كإمارة صغيرة متواطئة أدمنت التدخل غير المشروع في شئوون البلدان.. أن تفهم أن مشكلة السودان هي زيادة أسعار المحروقات وملياراتها كاتمة على نفسها.. حرة هذا شأنها. لكن الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني أن هذا ليس هو جوهر المسألة, فجوهر المسألة أن هناك خلل بنيوي في توزيع السلطة والثروة, ترتبت عليه كل الكوارث التي حاقت بالسودان,والتي أسهمت بدورها في نشوء الحركات الثورية في الأطراف, بعد أن عمدت الدولة لحل الأزمة التي أثارها هذا "الخلل البنيوي" وفقا لخيارات: أمنية-عسكرية-إثنية؟!! الأمر الذي أدى لنشوب حرب واسعة النطاق, بين نظام المؤتمر الإسلاموي وبين الأطراف, بل وترتب على هذا الخلل إنفصال الجنوب؟؟ ولذلك لا يمكننا أن نسمي ما يجري في دارفور حتى ب"حرب أهلية" لأن طرفي الصراع هما: المؤتمر الوطني ومليشياته من جهة, والحركات المسلحة التي تضم كل مجموعات الشعب السوداني من جهة أخرى. بالتالي هي في التحليل النهائي حرب بين نظام إجرامي ومعارضين إختاروا رفع السلاح, بعد أن أيقنوا أنه وسيلتهم الوحيدة لإجبار هذا النظام الفاشي على رد الحقوق!
*والآن – خذ من الشعر بيت- قضية الدماء والحقوق المهدرة لم تعد حصرا على أهل دارفور أو جبال النوبة أو جنوب النيل الأزرق,فالثوار الذين حصدتهم مليشيات وأجهزة أمن المؤتمر الوثني في حركة الإحتجاجات الأخيرة, يؤشر إستشهادهم على إنتقال صراع النظام على البقاء إلى داخل الخرطوم, ب"عربي وادي صالح" الصراع إنتقل الآن إلى مركز السلطة في الخرطوم, فماذا أنتم فاعلون أمام تدويل قضية المتظاهرين, والتي ستعجل بفتح كل ملفات الإبادة الجماعية والإغتصابات في الأطراف والجرائم الأخرى التي صاحبت ذلك وجعلت من رأس النظام متهما مطلوبا للعدالة الدولية؟!
*ويحدثك "تيتاوي" عن الحريات الصحفية في السودان, كأنه يتحدث عن الإعلام في دولة تحترم شعبها كأميركا أو الغرب عموما!وينسى أو يتناسى أنهم ظلوا منذ مجيئهم يعتقلون شرفاء الصحافيين, ويكفون أيدي بعضهم بالمنع من الكتابة, ويغلقون الصحف ومكاتب القنوات الفضائية؟ هذا مسرح عبث يتم فيه الكذب على مدى عقدين ونصف من الزمان على رؤوس الأشهاد ب"قوة عين" غير مسبوقة دون حياء أو خجل, وقطعا أمثال هذه الأبواق لا تمثل الضمير الحي الشقي, لهذا الشعب الكريم الذي صبر عليهم صبرا فاق "صبر الورل!".
*لقد أجمع كل المراقبين الشرفاء في داخل السودان,أن هذه الثورة عفوية, وقد فاجأت حتى القوى المعارضة! وأن وقودها وقوامها في بداياتها –قبل أن يلحق بها الآخرون- تلاميذ المدارس الأساسية وطلاب الثانويات والجامعات, ونشطاء شبكات التواصل الإجتماعي!فكيف يكون لثورة فاجأت الجميع "مندسين" أو "عملاء" تحركهم أصابع خفية؟! ومن هم السودانيون؟ وغير السودانيون في نظركم؟ بمعيار الطيب مصطفى ولغة "الكوار والهتيفة" والأبواق, أم بلغة الحقائق والرصد؟هل السودانيون هم من ظلوا لعقدين ونصف من الزمان, في حالة حرب إبادة مفتوحة في أطراف البلاد؟ أم هل هم من فصل جنوب السودان عن شماله؟ أم أنهم من "صاغ" السياسات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية والإعلامية والأمنية الخاطئة؟ هل هم من ظل يسخر إمكانات الشعب ومقدراته, لبناء المليشيات العقائدية والجيش العقائدي والأمن العقائدي, ويبثون روح الفرقة والإنقسام في المجتمع والدولة, لخوض حروب دونكيشوتية ,أستخدم فيها المؤتمر الوثني "الإغتصاب سلاحا في الحرب ضد أطراف السودان", كما أستخدمه "أداة لتركيع الشريفات الجسورات الحرائر من بنات الشعب في قلب الخرطوم؟" أم هم المتظاهرون السلميين العزل إلا من هتافاتهم, والذين قرروا التصدي لهذه السياسات, التي لم يعد بالإمكان الصمت عنها, ولذلك تصفونهم الآن ب"عصابات النيقرز" والمخربين والمندسين وعملاء الجهات الخارجية؟ وماهي دلالات إستخدام مثل هذه المفردات وتسويقها للوعي العام عبر الإعلام كما سوقتم من قبل في قضية دارفور ل "مصطلح قبائل الزرقة" كأن كل الدارفوريون ليسوا ضاربين في زرقتهم؟! كيف لمن يحترم نفسه وشعبه وفنه أن يكون بوقا لنظام بمثل هذه المواصفات؟! يتحين الفرص لنشر العرقية وثقافة التخوين؟!
*أبواق النظام الذين إستضافتهم القنوات الفضائية, لا يستطيعون إنكار أن فرائصهم كانت مرتعدة ومسكونين بالخوف ومرتبكين ومتخبطين في تصريحاتهم التي أساسا هي متضاربة منذ 24 سنة؟ , لذلك كان من الطبيعي أن يتورطوا في تصريحات "غير مسئولة" ضد هذه القنوات, وصلت حد العراك أحيانا مع المضيف "مقدم البرنامج", بعد أن غابت عنهم الحجج أمام الحقائق والبراهين فانتابتهم هستيريا البشريات والأشواق القديمة أيام صيف العبور والميل أربعين؟!
وكيف لهم أن يراعوا حقوق المضيف على الضيف, وهم الذين لم يراعوا حرمة دماء شعبهم؟! وهم الذين يعايرون شعبهم ب"البيتزا والهت دوق؟!".. من أين يأتون بالإحترام إذا كان منهجهم الإسلاموي الملتوي ينهض أساسا في إستثمار الدين والعبث به دون رادع من قدسية الأديان؟!
*ويحدثونك في سجل أكاذيبهم عن أن أي قطرة دم سفكت في الإحتجاجات هي عزيزة عليهم, مصرين على "سواقة الهبل على الشيطنة!" فمن غير المفهوم أنه إذا كانت قطرة الدم الواحدة تعز عليك, فكيف تفسر إستشهاد أكثر من 200 في هذه الإحتجاجات؟ وكيف تفسر إراقة دم أكثر من 1200 جريح؟ وكيف تفسر التنكيل بأكثر من 2000 معتقل في بيوت الأشباح وزنازين الأمن ومقرات المليشيات, بل لماذا تعتقلهم أساسا وهم يمارسون حقهم الدستوري في التظاهر؟!! كيف تفسر كل ذلك يا مسيلمة أنت والرويبضة؟
*الثورة التي يشهدها السودان الآن, وكما أشرنا في مقال سابق, ليس سببها إجراءاتكم الإقتصادية-التي هي وصفة البنك الدولي- الأخيرة فحسب, إذ هي نتاج غضب شعبي تراكم ضدكم طوال فترة حكمكم البائس, الذي تراكمت فيه أخطائكم وكوارثكم, التي ناء بأثقالها ظهر الشعب, لأنه هو الذي يدفع ثمنها!فخلال عقدين ونصف حكمتم فيها البلاد, جربتم كل أنواع الوصفات والروشتات, وتآمرتم على تاريخ البلد وحضارتها وثقافتها وشعوبها ووحدتها.. وتآمرتم على مقدراتها وثرواتها التي نهبتموها بما جبلتم عليه من (عقلية ريعية إحتكارية جشعة, هي عقلية التمكين)..
24 سنة مارستم خلالها كل أنواع العنف والإرهاب والقتل خارج قوانين القضاء وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وتصفية الخصوم السياسيين دون محاكمات وهلهلة القوات النظامية وتحويلها لقوات حزب بدلا عن أن تكون قوات وطن وشعب. ومارستم المحسوبية في أبشع صورها, وشردتم أبناء الشعب في "قبل الأرض الأربعة" ولم يسلم منكم لا حرث ولا نسل! بما أفتعلتموه من حروب إثنية.. فكيف لا يثور الشعب ضدكم بعد كل هذا؟!
*نظام إجرامي بهذا القدر من السوء والانحطاط, لا يدافع عنه سوى الساقطين والمنحطين!وكما قال شاعر الشعب محجوب شريف:(القصة ما قصة رغيف.. القصة قصة شعب واقع من زمان عايز يقيف) فلا تكرروا كالببغاوات أن السبب زيادة أسعار المحروقات, فالسبب أنه لم يعد بإمكان الشعب أن يتعايش مع أمثالكم!
هذه الثورة التي ستظل جذوتها حية لمشروعيتها الكاملة أسقطت مزاعمكم ومزاعم حلفاءكم بأن سقوطكم كنظام يعني دخول البلاد في حرب أهلية..كأنكم تعيشون في بلاد تتوهمونها بخيالكم ولا علاقة لنا بها وليست هي البلاد التي نعرفها! كما أن خبرة شعب السودان الذي تهزؤون وتسخرون منه وتجاربه الثرة في إسقاط النظم الفاشية المستبدة التي على شاكلتكم, لن تسمح لكم ب"إفتعال حرب أهلية" بتمرير مخططاتكم ومخططات حلفاءكم التقسيمية! باستخدام مثل هذه الأسلحة البائسة (الحرب الأهلية المزعومة)فهذه الثورة التي لا محالة ظافرة وإن طال الأمد, هي حرب أهلية عليكم أنتم إن كنتم تحسبون أنفسكم تنتمون لهذا الشعب, الذي توزعون لأبناءه صكوك وفرمانات الوطنية والسودانوية على كيفكم!
*زلزال سبتمبر الذي سيهد عرش نظام البشير الزائف والمزيف, لم يرعب النظام وحده بل أخاف أيضا – كما أشرنا في مقالات سابقة- كل جماعات الإسلام السياسي من الخليج إلى المحيط! خوفا على تجربة الإسلامويين الذين يدعون أنهم سنيون الأطول عمرا في المنطقة, ولذلك تراكضوا من كل فج عميق لبذل النصح والإرشاد – لكن القوم في غيهم يعمهون- إذ يخشون أن تدور بأخوان السودان الدوائر ذاتها التي دارت بأخوان مصر, خصوصا أن وضع الأخوان المسلمين في ليبيا واليمن وتونس وآخيرا سوريا, مهدد!وهكذا قطر التي هي أصغر من شمبات الثورة, لن يقوى نفط الأرض كله في جعلها قوة إقليمية معتبرة, فهي ليست مصر وهي ليست السودان الذي لن يكون لها سوريا أو تونس!
هنا فيما يخص الدور المشبوه لقطر, تيوجب على القاريء مراجعة هذا المقال:
http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-45-21/59385-2013-10-06-11-54-50
نواصل
أحمد ضحية [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.