منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث: المدنيون في الفاشر يكافحون بالفعل من أجل البقاء على قيد الحياة    بايدن يؤكد استعداده لمناظرة ترامب    الأهلي يهزم مازيمبي بثلاثية نظيفة ويصعد لنهائي الأبطال    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    وصول طائرة للقوات المسلّحة القطرية إلى مطار بورتسودان    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    سوق العبيد الرقمية!    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في سيرة الثوار وأبواق النظام وإعلاميين وفنانين الغفلة .. بقلم: أحمد ضحية
نشر في سودانيل يوم 07 - 10 - 2013

في سيرة الثوار وأبواق النظام وإعلاميين وفنانين الغفلة (ربيع عبد العاطي وفرفور وآخرين نموذجا؟!
*سوف نصلبهم عرايا بالمسامير على بوابة التاريخ (غناء العزلة - الصادق الرضي)
من راقب – ويراقب- ما ظل ينضح كالصديد, من أفواه البعض ممن أطلقوا على أنفسهم ألقاب مثل"خبير وطني إستراتيجي" كمسيلمة الكذاب "ربيع عبد العاطي" أو آخرين أطلقوا على أنفسهم صفة محللين سياسيين كعبد الرحمن الزومة, أو من جيء بهم إلى الإعلام في بلاد السودان, في غفلة من غفلات الزمان وهفوة من هفوات القدر ك"إسحق أحمد فضل الله",أحمد البلال الطيب, تيتاوي, و"الرويبضة" الطيب مصطفى وكثر غيرهم من أبواق النظام والمنتفعين من بقاءه ك"الطاهر حسن التوم", ضياء بلال,ياسر محجوب,محمد عبد القادر, الهندي عز الدين, عبد الماجد عبد الحميد, والقائمة تطول. أو الفنانين المزعومين أمثال فرفور, الذي سقط منعكسا وإلى القاع وهو يغني للطاغية(سير.. سير يا البشير).
من راقب و –يراقب- ما سودوا به الصحف, وما صرحوا به للفضائيات يأسى للحال الذي بلغه السودان, الذي كان فيه الهرم وردي يغني:(في حضرة جلالك يطيب الجلوس, وبإسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني, وبلا وأنجلى).
سياسات الحركة الإسلاموية الكارثية, لم تكتفي فقط بتغييب المحللين السياسيين البارعين, والخبراء الإستراتيجيين المحترمين, والإعلاميين الوطنيين فحسب, عن مشهد الربع قرن في إعلامها التزييفي الكاذب المضلل, بل أرادت بأبواقها خبراء الدجل والشعوذة كمسيلمة الكذاب "ربيع عبد العاطي" وأبواقها من الإعلاميين وأقزامها ك"الرويبضة" الطيب مصطفى وتيتاوي وأحمد البلال الطيب وفنانيها المزعومين االذين ينتسب بعضهم لأجهزة الأمن كفرفور, أن تورد البلاد موارد الهلاك لأسباب لا يعلمها سواها لسرها الباتع؟!
إذن لم يرد نظام المؤتمر الوثني بفلذات أكباده هؤلاء وآخرين غيرهم, تغييب وتزييف وجدان وذاكرة ووعي الشعب السوداني, الذي يرونه (محض عصابت نيقرز وشذاذ آفاق ومخربين) فحسب, فقد أرادوا أيضا القضاء على إحساسه بالكرامة الإنسانية, وإعلاء صوت الضمير الحي, وتدمير كل قيم الحق والجمال في هذا الوجدان, حتى يتسنى لهم تحقيق أغراضهم الإستئصالية للشعب الذي نعرفه, بعد مارسوا التهجير القسري للسكان الأصليين وأحلوا محلهم من أحلوا!!
الذي راقب –ويراقب- محاولات هؤلاء وأولئك البائسة لتزييف الرأي العام, بتزيين الباطل إلى الحد الذي جرؤ فيه (فرفور وأبواق الأهرام اليوم) بنزع صفة الإنتماء الوطني عن الثوار؟! الذي راقب ذلك لن تدهشه أكاذيب عبد العاطي وتيتاوي والزومة, ومحاولات بلال البائسة. فمن يراقب كل سقط القول الذي نضحت به الفضائيات في داخل السودان وخارجه, من قبل أبواق المؤتمر الوثني, يصل إلى قناعة تامة لا يدانيها أدنى شك, أن السودان لم يصل لمثل هذا الحال من التدهور, إلا لأنه أصبح لبغاث الطير سلطة على سيرته ومسيرته!
*ولأنهم لا يحترمون دين, ولا يراعون الحقائق والأخلاق, يستمرأون أكاذيبهم (عبد العاطي على تلفزيون إيه إن إن: برنامج فجر الحرية) إذ يؤكد في هذا البرنامج, أن خطابات الرئيس الكارثي المطلوب للعدالة الدولية, لا تستفز السودانيين وتثير حفيظتهم! فالسودانيون يحبون رئيسهم! وأن لديه شعبية كبيرة بينهم! وأن الشعب السوداني يتفهم تماما الإجراءات الإقتصادية الأخيرة!, وأن حركة الإحتجاجات قام بها بعض المندسين والمخربين بإيعاز من قوى المعارضة وجهات خارجية! فليس هناك ثورة ولا يحزنون! وإنما شائعات تنشرها المعارضة المرجفة!..
أننا لا ندري هل يتحدث "مسيلمة الكذاب" عن رئيس السودان– بشة الواحد البنعرفو ده- أو رئيس دولة أخرى صورتها له بنات أفكاره؟ وهل يعني بالشعب الذي يحب رئيسه ويؤيده, شعب السودان أم يعني شعبا آخر يتوهمه ربما من الفضاء الخارجي؟ فالقاصي والداني بات يعلم أن ما بين رئيس النظام وكامل أعضاء نظامه وحزبه ومليشياته, وبين هذا الوطن يتقاصر دونه "ما صنع الحداد!" فهناك دماء سالت, وإبادات بالجملة.. وهناك شعب تم تشريده.. وهناك معتقلين لا يزالون يرزحون في بيوت الأشباح, وهناك بلاد قسمت نصفين, ف"ما الذي صنعه الحداد" مقارنة بما صنعه نظام المؤتمر الوثني؟! فعلى ماذا يحبه شعبه؟! وكيف لا يشعر بأنه مستفز وهو يسمع "دراريبه" وكلامه الفارغ, الذي يخلو من كل منطق وعقل وحكمة؟ ياخ مجرد ظهور الرجل ساكت في التلفزيون أصبح مستفزا!
*في البرنامج الذي أشرت إليه سابقا, زعم مسيلمة الكذاب "ربيع عبد العاطي" أنه ستكون هناك "إنعكاسات إيجابية" على محدودي الدخل, نتيجة الإجراءات الإقتصادية الكارثية الأخيرة, والتي هي أساسا تنفيذا لوصفات صندوق النقد الدولي (وين كلامكم القديم داك, ما لدنيا قد عملنا وما بنركع لغير الله؟ ركوعك للبنك الدولي بتسميهو شنو؟ فقه ضرورة؟ فقه الضرورة ده وداك هسه في داهية مع الشعب وجاب ليك ثورة بهبوبه!).. المشكلة ليست هنا المشكلة, أن نظام مسيلمة الكذاب, بعد أن أشعل فتيل الثورة بإجراءت صندوق النقد, أطل صندوق النقد اليوم وذكر أن توقعاته فيما يخص إقتصاد السودان, على المدى المتوسط سلبية؟!! وهذا التصريح ب"أعجمية البنك الدولي" ترجمته أن السودان سيشهد بطئا ملحوظا في نمو الناتج المحلي الحقيقي غير النفط بنسبة 2.3%قبل نهاية هذا العام, ولأن السودان يعاني تضخم إقتصادي مريع, سيستمر الإنخفاض في قيمة الجنيه السوداني؟!
* بمعنى آخر, لا زيارة وزير خارجية قطر ولا غيره ما بتحلك من الوضع ده, لو أدوك مليار إسترليني ولا 8 مليار ذي ما عملو مع مصر (في عهد مرسي) ورجعو قلعوها تاني بعد إنقلاب السيسي على الأخوان!
راجع الرابط ده:
http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-45-21/59385-2013-10-06-11-54-50
يعني بلهجات الخليج العربي وتركيا, أن حضور وزير الخارجية القطري في زيارة سرية أو غير سرية للخرطوم, لن يحل مشكلة الأخوان المسلمين في السودان, وقد فشلوا من قبل في حل أزمة مصر الإقتصادية, ما دفع بالكويت والأمارات والسعودية لإخراج ألسنتهم لقطر وهم يهزون عقالاتهم نكاية في طموحاتها وتطاولها وتطلعاتها غير المشروعة للعب دور إقليمي ودولي, هي بحكم حجمها ليست مؤهلة للعبه!.. أما قصة كون قطر بعد أن فقدت "قدس أخوان مصر" تخشى على "أندلس أخوان السودان" من الضياع, فهذا أمر حتمي بقانون تراكم المظالم والدماء التي سالت وأشعلت الثورة. فإذا أرادت قطر كإمارة صغيرة متواطئة أدمنت التدخل غير المشروع في شئوون البلدان.. أن تفهم أن مشكلة السودان هي زيادة أسعار المحروقات وملياراتها كاتمة على نفسها.. حرة هذا شأنها. لكن الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني أن هذا ليس هو جوهر المسألة, فجوهر المسألة أن هناك خلل بنيوي في توزيع السلطة والثروة, ترتبت عليه كل الكوارث التي حاقت بالسودان,والتي أسهمت بدورها في نشوء الحركات الثورية في الأطراف, بعد أن عمدت الدولة لحل الأزمة التي أثارها هذا "الخلل البنيوي" وفقا لخيارات: أمنية-عسكرية-إثنية؟!! الأمر الذي أدى لنشوب حرب واسعة النطاق, بين نظام المؤتمر الإسلاموي وبين الأطراف, بل وترتب على هذا الخلل إنفصال الجنوب؟؟ ولذلك لا يمكننا أن نسمي ما يجري في دارفور حتى ب"حرب أهلية" لأن طرفي الصراع هما: المؤتمر الوطني ومليشياته من جهة, والحركات المسلحة التي تضم كل مجموعات الشعب السوداني من جهة أخرى. بالتالي هي في التحليل النهائي حرب بين نظام إجرامي ومعارضين إختاروا رفع السلاح, بعد أن أيقنوا أنه وسيلتهم الوحيدة لإجبار هذا النظام الفاشي على رد الحقوق!
*والآن – خذ من الشعر بيت- قضية الدماء والحقوق المهدرة لم تعد حصرا على أهل دارفور أو جبال النوبة أو جنوب النيل الأزرق,فالثوار الذين حصدتهم مليشيات وأجهزة أمن المؤتمر الوثني في حركة الإحتجاجات الأخيرة, يؤشر إستشهادهم على إنتقال صراع النظام على البقاء إلى داخل الخرطوم, ب"عربي وادي صالح" الصراع إنتقل الآن إلى مركز السلطة في الخرطوم, فماذا أنتم فاعلون أمام تدويل قضية المتظاهرين, والتي ستعجل بفتح كل ملفات الإبادة الجماعية والإغتصابات في الأطراف والجرائم الأخرى التي صاحبت ذلك وجعلت من رأس النظام متهما مطلوبا للعدالة الدولية؟!
*ويحدثك "تيتاوي" عن الحريات الصحفية في السودان, كأنه يتحدث عن الإعلام في دولة تحترم شعبها كأميركا أو الغرب عموما!وينسى أو يتناسى أنهم ظلوا منذ مجيئهم يعتقلون شرفاء الصحافيين, ويكفون أيدي بعضهم بالمنع من الكتابة, ويغلقون الصحف ومكاتب القنوات الفضائية؟ هذا مسرح عبث يتم فيه الكذب على مدى عقدين ونصف من الزمان على رؤوس الأشهاد ب"قوة عين" غير مسبوقة دون حياء أو خجل, وقطعا أمثال هذه الأبواق لا تمثل الضمير الحي الشقي, لهذا الشعب الكريم الذي صبر عليهم صبرا فاق "صبر الورل!".
*لقد أجمع كل المراقبين الشرفاء في داخل السودان,أن هذه الثورة عفوية, وقد فاجأت حتى القوى المعارضة! وأن وقودها وقوامها في بداياتها –قبل أن يلحق بها الآخرون- تلاميذ المدارس الأساسية وطلاب الثانويات والجامعات, ونشطاء شبكات التواصل الإجتماعي!فكيف يكون لثورة فاجأت الجميع "مندسين" أو "عملاء" تحركهم أصابع خفية؟! ومن هم السودانيون؟ وغير السودانيون في نظركم؟ بمعيار الطيب مصطفى ولغة "الكوار والهتيفة" والأبواق, أم بلغة الحقائق والرصد؟هل السودانيون هم من ظلوا لعقدين ونصف من الزمان, في حالة حرب إبادة مفتوحة في أطراف البلاد؟ أم هل هم من فصل جنوب السودان عن شماله؟ أم أنهم من "صاغ" السياسات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية والإعلامية والأمنية الخاطئة؟ هل هم من ظل يسخر إمكانات الشعب ومقدراته, لبناء المليشيات العقائدية والجيش العقائدي والأمن العقائدي, ويبثون روح الفرقة والإنقسام في المجتمع والدولة, لخوض حروب دونكيشوتية ,أستخدم فيها المؤتمر الوثني "الإغتصاب سلاحا في الحرب ضد أطراف السودان", كما أستخدمه "أداة لتركيع الشريفات الجسورات الحرائر من بنات الشعب في قلب الخرطوم؟" أم هم المتظاهرون السلميين العزل إلا من هتافاتهم, والذين قرروا التصدي لهذه السياسات, التي لم يعد بالإمكان الصمت عنها, ولذلك تصفونهم الآن ب"عصابات النيقرز" والمخربين والمندسين وعملاء الجهات الخارجية؟ وماهي دلالات إستخدام مثل هذه المفردات وتسويقها للوعي العام عبر الإعلام كما سوقتم من قبل في قضية دارفور ل "مصطلح قبائل الزرقة" كأن كل الدارفوريون ليسوا ضاربين في زرقتهم؟! كيف لمن يحترم نفسه وشعبه وفنه أن يكون بوقا لنظام بمثل هذه المواصفات؟! يتحين الفرص لنشر العرقية وثقافة التخوين؟!
*أبواق النظام الذين إستضافتهم القنوات الفضائية, لا يستطيعون إنكار أن فرائصهم كانت مرتعدة ومسكونين بالخوف ومرتبكين ومتخبطين في تصريحاتهم التي أساسا هي متضاربة منذ 24 سنة؟ , لذلك كان من الطبيعي أن يتورطوا في تصريحات "غير مسئولة" ضد هذه القنوات, وصلت حد العراك أحيانا مع المضيف "مقدم البرنامج", بعد أن غابت عنهم الحجج أمام الحقائق والبراهين فانتابتهم هستيريا البشريات والأشواق القديمة أيام صيف العبور والميل أربعين؟!
وكيف لهم أن يراعوا حقوق المضيف على الضيف, وهم الذين لم يراعوا حرمة دماء شعبهم؟! وهم الذين يعايرون شعبهم ب"البيتزا والهت دوق؟!".. من أين يأتون بالإحترام إذا كان منهجهم الإسلاموي الملتوي ينهض أساسا في إستثمار الدين والعبث به دون رادع من قدسية الأديان؟!
*ويحدثونك في سجل أكاذيبهم عن أن أي قطرة دم سفكت في الإحتجاجات هي عزيزة عليهم, مصرين على "سواقة الهبل على الشيطنة!" فمن غير المفهوم أنه إذا كانت قطرة الدم الواحدة تعز عليك, فكيف تفسر إستشهاد أكثر من 200 في هذه الإحتجاجات؟ وكيف تفسر إراقة دم أكثر من 1200 جريح؟ وكيف تفسر التنكيل بأكثر من 2000 معتقل في بيوت الأشباح وزنازين الأمن ومقرات المليشيات, بل لماذا تعتقلهم أساسا وهم يمارسون حقهم الدستوري في التظاهر؟!! كيف تفسر كل ذلك يا مسيلمة أنت والرويبضة؟
*الثورة التي يشهدها السودان الآن, وكما أشرنا في مقال سابق, ليس سببها إجراءاتكم الإقتصادية-التي هي وصفة البنك الدولي- الأخيرة فحسب, إذ هي نتاج غضب شعبي تراكم ضدكم طوال فترة حكمكم البائس, الذي تراكمت فيه أخطائكم وكوارثكم, التي ناء بأثقالها ظهر الشعب, لأنه هو الذي يدفع ثمنها!فخلال عقدين ونصف حكمتم فيها البلاد, جربتم كل أنواع الوصفات والروشتات, وتآمرتم على تاريخ البلد وحضارتها وثقافتها وشعوبها ووحدتها.. وتآمرتم على مقدراتها وثرواتها التي نهبتموها بما جبلتم عليه من (عقلية ريعية إحتكارية جشعة, هي عقلية التمكين)..
24 سنة مارستم خلالها كل أنواع العنف والإرهاب والقتل خارج قوانين القضاء وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وتصفية الخصوم السياسيين دون محاكمات وهلهلة القوات النظامية وتحويلها لقوات حزب بدلا عن أن تكون قوات وطن وشعب. ومارستم المحسوبية في أبشع صورها, وشردتم أبناء الشعب في "قبل الأرض الأربعة" ولم يسلم منكم لا حرث ولا نسل! بما أفتعلتموه من حروب إثنية.. فكيف لا يثور الشعب ضدكم بعد كل هذا؟!
*نظام إجرامي بهذا القدر من السوء والانحطاط, لا يدافع عنه سوى الساقطين والمنحطين!وكما قال شاعر الشعب محجوب شريف:(القصة ما قصة رغيف.. القصة قصة شعب واقع من زمان عايز يقيف) فلا تكرروا كالببغاوات أن السبب زيادة أسعار المحروقات, فالسبب أنه لم يعد بإمكان الشعب أن يتعايش مع أمثالكم!
هذه الثورة التي ستظل جذوتها حية لمشروعيتها الكاملة أسقطت مزاعمكم ومزاعم حلفاءكم بأن سقوطكم كنظام يعني دخول البلاد في حرب أهلية..كأنكم تعيشون في بلاد تتوهمونها بخيالكم ولا علاقة لنا بها وليست هي البلاد التي نعرفها! كما أن خبرة شعب السودان الذي تهزؤون وتسخرون منه وتجاربه الثرة في إسقاط النظم الفاشية المستبدة التي على شاكلتكم, لن تسمح لكم ب"إفتعال حرب أهلية" بتمرير مخططاتكم ومخططات حلفاءكم التقسيمية! باستخدام مثل هذه الأسلحة البائسة (الحرب الأهلية المزعومة)فهذه الثورة التي لا محالة ظافرة وإن طال الأمد, هي حرب أهلية عليكم أنتم إن كنتم تحسبون أنفسكم تنتمون لهذا الشعب, الذي توزعون لأبناءه صكوك وفرمانات الوطنية والسودانوية على كيفكم!
*زلزال سبتمبر الذي سيهد عرش نظام البشير الزائف والمزيف, لم يرعب النظام وحده بل أخاف أيضا – كما أشرنا في مقالات سابقة- كل جماعات الإسلام السياسي من الخليج إلى المحيط! خوفا على تجربة الإسلامويين الذين يدعون أنهم سنيون الأطول عمرا في المنطقة, ولذلك تراكضوا من كل فج عميق لبذل النصح والإرشاد – لكن القوم في غيهم يعمهون- إذ يخشون أن تدور بأخوان السودان الدوائر ذاتها التي دارت بأخوان مصر, خصوصا أن وضع الأخوان المسلمين في ليبيا واليمن وتونس وآخيرا سوريا, مهدد!وهكذا قطر التي هي أصغر من شمبات الثورة, لن يقوى نفط الأرض كله في جعلها قوة إقليمية معتبرة, فهي ليست مصر وهي ليست السودان الذي لن يكون لها سوريا أو تونس!
هنا فيما يخص الدور المشبوه لقطر, تيوجب على القاريء مراجعة هذا المقال:
http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-45-21/59385-2013-10-06-11-54-50
نواصل
أحمد ضحية [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.