لم يعد كثير من السودانيين الذين يهتمون بالرياضة، لاسيما رياضة كرة القدم، يحرصون على مشاهدة مباريات فرق الدوريات المحلية من خلال التلفزيون أو يستمعون إليها عبر الإذاعة، كما كان في قديم الزمان، بل بدأ الكثيرون من محبي الرياضة وعاشقي كرة القدم في السودان يتابعون باهتمام ملحوظ، وشغف غير منكور مباريات الدوريات الأوروبية والآسيوية والإفريقية والعربية. وقد يسر لهم هذه المتابعة غير المرهقة مادياً، للكثيرين من هؤلاء، التطور الذي شهده عالم تكنولوجيا الاتصالات من خلال الأقمار الصناعية التي مكنتهم من المشاهدة والمتابعة عبر القنوات الفضائية لمباريات الدوريات الأوروبية، بدءاً بالدوري الإنجليزي، مروراً بالدوري الإسباني، وقوفاً عند الدوري الإيطالي، انتهاءً بالدوري الألماني، إضافة إلى بطولات كرة القدم الأوروبية، على مستوى فرق الأندية والمنتخبات الوطنية. ويلحظ المرء أن اهتمام محبي الرياضة، وعاشقي كرة القدم في السودان بمشاهدة مباريات الدوريات المحلية، سواء عبر الفضائيات السودانية أو من خلال حضور تلكم المباريات المحلية في الإستادات، قلَّ كثيراً، مما كان في ماضي الزمان، وسابق الأيام، بل إن المجادلات والمناقشات حول المباريات المحلية، حتى وإن كان أحد أطرافها الهلال أو المريخ، لم تعد محتدمة ساخنة بين محبي الأزرق، وعشاق الأحمر إلى درجة يمكن وصف بعض هؤلاء من هنا وهناك بالتعصب والحماقة، إذ انتقلت هذه العدوى بصورة أكثر تحضراً في النقاش والمجادلة بين عشاق الفرق الكروية الأوروبية. مثل آرسنال ومانشستر يونايتد في بريطانيا وريال مدريد وبرشلونة في إسبانيا، إسي ميلان ويوفنتوس في إيطاليا وبايرن ميونخ وبروسيا دورتموند في ألمانيا، ونجد الكثيرين يتابعون نتائج مباريات دوري أندية أوروبا. وذهب بعض السودانيين إلى أبعد من ذلك، إذ اتخذ فريقاً بعينه لتشجيعه، بينما يتغافل عن فرق أندية بلاده. وفي كثير من الأحايين يدعي البعض أنه يشجع أرسنال أو مانشستر يونايتد، وريال مدريد وبرشلونة.. الخ، لكنه يتفاخر بأنه لا يشجع فريقاً في السودان، لا هلال ولا مريخ، ولا يتابع نتائج الدوري الممتاز في السودان، بحُجية أنه ليس هناك جماليات لعبٍ في كرة القدم السودانية. أخلص إلى أن كثيراً من السودانيين الذين يهتمون بمتابعة كرة القدم، مشاهدةً وتشجيعاً، عزفوا عزوفاً تاماً عن مشاهدة كرة القدم السودانية، على مستوى الأندية والمنتخب الوطني. ولجأ الكثير من هؤلاء إلى تشجيع ومتابعة كرة القدم الأوروبية تعويضاً وإمتاعاً، إلى حين إصلاح حال كرة القدم السودانية، ليعودوا إليها زُرافاتٍ ووحداناً، تشجيعاً للهلال أومناصرة للمريخ، فإلى ذلك الحين سيتابع الكثيرون مباريات دوري أندية أوروبا لإمتاع ذائقتهم الكروية.