من حق صديقي الاستاذ حسين خوجلي ان يحلم ماشاء له الحلم فالاحلام صناعة مجانية لاتخضع لضريبة القيمة المضافة ولا موازنات العرض والطلب .. ولا لغة السوق العربي ( يفتح الله ويستر الله وباركوها ياجماعة ) ومن حقه ان يبني فكرة برنامجه على فكرة صالة تحرير التى أسس لها المبدع الاستاذ / خالد ساتى الذى جذب من خلالها جموع المشاهدين بحضوره الطاغي وزكائه المتقد .. ومن نكد الدنيا ان يتحول البرنامج الرصين من صالة تحرير الى شئ يشبه جلسة امى عليها الرحمة وصويحباتها فى القيلولة وهن يحتسين القهوة ويُخرِّطن الملوخية ويتسامرن فى شئونهن وينفض جمعهن الى إعداد الإدام قبل عودة ابو فلان .. فكان انتاجهن رعاية الاسرة والناشئة والقيام بالواجب المباشر على الوجه الأتم .. اما برنامج حسين بعد ان تم تفريغه من رصانة خالد ساتى يقوم اليوم بدور بطولة لن تتم .. فى محاولة بائسة لإعادة عقارب الزمن السودانى تحت قبعة الإخفاء التى يرتديها حسين خوجلي عساها تسوق الفضيحة الكبرى المسماة (حزب السودانيين ) فمن حق صاحب القناة ان يدير البرنامج بديلاً عن صاحب الفكرة الاصيل .. ولكنّا لانرى ان له حقاً فى ان يمرر علينا هذا التسويق الجديد لذات اليباب القديم .. ومن حقه ان يحلم ولكن لاحق له ان يبيع لنا هذه الاضغاث لتكون لنا مشروعاً لاتستقيم له مقدمات .. فاسمعوا موعظته انيقة العبارة خالية المحتوى : [يطلب شعب حر وجماهير منتجة وأمة شاهدة إضافة لقوى الخير والسلام وحربا على قوى الشر والظلام يتمنى وطنا آمنا من الجنينة حتى محمد قول ومواطن مطمئن من حلفا حتى مشارف الرنك. يتمنى احزابا سلاحها البرنامج وغايتها خدمة العباد وسؤدد البلاد ويتمنى وزراء يخافون الامانة وبأمين يضحك عند التخلي خوف الخيانة ويحلم بدستور يعبر عن جميع لا عن جماعة وعن أمة لا عن إمام وعن أفعال لا عن أقوال ثم امتد حلمه بجيش شجاع ومتوكل وزاهد فى قدرة وقادر فى زهد ومقاتل فى شهادة وشاهد فى قتال ويحلم بمدارس ركائزها الأخلاق وثوابتها القيم واعمدتها الحكمة واساسها العلم الصالح ثم بزراعة تطرد مسغبة الجائعين وتستر العراة وتحمي اقدام الحفاة.] علام يتحدث صاحبي ؟ اذن الرجل يريد إسقاط النظام ، لتتحقق احلامه ..وهل نسي ام تناسى ان المحتجين فى هبة سبتمبر كانت هذه مطالبهم ؟ فاستبقوا حسين خوجلي من مرحلة الاحلام الى مرحلة الخروج الى الشارع إحتجاجاً فحصدهم الرصاص والبمبان وضمتهم المعتقلات وجلدتهم المحاكم .. فماذا فعل صاحبنا؟ بل وماذا هو فاعل تجاه الامهات المفرومة قلوبهن على فلذات اكبادهن ؟ وماهو موقفه من الجرحى الذين لم يجدوا العلاج ؟ والقتلى الذين لم تجد الدولة قاتلهم حتى الان ؟ على اية حال مايحلم به الحسين خوجلي لو كان صادقاً فيه فليرتفع درجة ويعلن لمشاهديه ان الدستور الانتقالي 2005 يبيح حق التظاهر السلمي ويحمي هذا الحق وأنا ايماناً منى بتحقيق احلامى التى ذكرتها على صحيفة الوان ..وإنحيازاً منى لهذا الشعب فانى ادعوكم لتسيير مظاهرات احتجاجية فى كافة انحاء البلاد وتبدأ الان من امام مبانى قناة امدرمان وهى سلمية مية المية ؟؟ ان لم يحدث هذا فسيكون كل هذه الهيصة جعجعة لاطائل تحتها فمن احب ان يجعجع فليكن مع حسين خوجلي ..ونواصل متسائلين : وهل يجدى الاعتذار ؟ .. وسلام يا وطن .. سلام يا من ابداعات كوستي وعبقريتها ان الوالى المعظم يوسف الشنبلي تعطّف و زار الميناء وكعادة اهل الطار أحضروا الثور ونحروه تمت زيارة الوالي ..وذهب.. وبعد ذهابه إختفى الثور .. سال الناس : اين الثور ؟ فقراء المدينة حضروا للفوز بقطعة لحم وتساءلوا اين التور؟ قالوا لهم : تور مين ياعم ؟ أصلوا كان مؤجر .. ماشايف الجزار واقف ليهو زي ملك الموت كيف وخاتى يدوا فى قلبوا ؟ اخد الاجرة ومحصِّل الجزارة .. وسلام يا .. الجريدة الأربعاء 11/12/2013 [email protected]