[email protected] تعلم السودانيون ان الدين هو مصيدة لتقييد حرياتهم وارتهانها لزعامته الكهنوتيين طيلة تاريخهم المشئوم التي ظلت فيه هذه الزعامة تسيطر علي عقولهم وعواطفهم وتسلبهم الحقوق والكرامة بإسم الدين. ولم يعد السودانيون يحتفون بالدين ولا تعاليمه ولا طقوسه ولا نصوصه بل يمقتون مظاهر سيطرته وهيمنته السلطوية وظل الدين ورموزه وخطابه مرفوض علي نطاق واسع من الجماهير التي كرست تفكيرها علي خوض نضالها اليومي من اجل حياتها الآنيه وليس الأخرويه.. لم تأتي هذه النتائج اعتباطا فقد انكشف السحر عن العالم هذه الحقيقه التي ادركها السودانيون مؤخرا بفعل ثورة الإتصالات والمعلومات التي حررتهم من عزلة الجهل والخرافه فالعولمة لا تستأذن احد ولا تعرف الحدود والحواجز كاحد منتجات الحداثة فتفرض قيم العصر الجديدة ومعرفته وعلومه وحقائقه ونمط حياته. إن هذه النتائج فرضتها ممارسة السلطه الدينية في السودان من قمع وقتل وفساد وإستبداد. بل إكتشاف حقيقة قيمة ومعني الحياة والكرامه فأصبح القوت اهم من الشريعه وابقي وان الحياة اعظم من الموت لأجلها فسقطت الشعارات الدينية واهترأت واصبحت جالبة للحنق والغيظ لزيف وخداع من اصطكوها فأنفضحت عوراتهم ولم تسترها لحاتهم وهمهمة النصوص المقدسه علي افواههم وجباههم التي عليها آثار السجود. ان تلك الحقائق تجسدها مصارع الطائفية و والجبهه الإسلامية والجماعات السلفية ومكوث 25سنه لسلطة الهوس الديني والشرايين والعروق والأورده والحبال السرية والمعلنه التي تتداخل وتتفاعل بينهم جميعا لتحقيق هدف واحد هو استغلال الدين للسياسه والذي استفاقت الجماهير علي حقيقة عهر ناسيكيه. ولنا ان نزعم مصرع القداسه علي اعتاب السياسه هذه المرة لا رجعة فيه وان القداسة قد قطعت روؤسها السبعه ولم تعد كالزومبي في التراث الأفريقي. فقط علينا ان نتأكد ان مثقفينا لن يهبوها الحياة مرة اخري وليس بينهم من يتقمص دور يحي الفضلي بإعلان ردته علي مقولته الشهيرة :- (مصرع القداسه علي اعتاب السياسه) *الزومبي اقصوصه مشابهه للبعاتي في التراث السوداني