عنت لي أو خطرت لي فكرة هذا الموضوع و الذي قد يتطور إلي مشروع لمعرفة بعضنا وذلك بالتنقيب و البحث في ترابيز و طاولات مكاتب الأصدقاء و المعارف وذلك أثناء زيارتي للأُستاذ سليمان حامد بمكتبه بجامعة القرآن الكريم. سليمان حامد من الإسلاميين الذين يؤلفون و يألفون وقد عمل وزيراً للتربية و التوجيه بغرب كردفان ،إضافة لمهام أُخري. لقد أدهشني حجم الكتب الموجودة علي تربيزته و التي يطلقون عليها في بعض الدول المكتب ! و لا أدري مصدركلمة تربيزة أو طاولة! طفقتُ أُقلب في الكتب و أُنقب دون إستئذان وقد كان د. سليمان مشغولاً بالبحث عن شئ ما بين تلك الأكداس ، وأخبرته بنيتي في الكتابة حول هذا الأمر! و كذا آمل أن تفعلوا مع من تزورون – أعتقد بأنها فكرة قد تكون مُلهمة ! في اليسار من الطاولة مجموعة كتب عن الزمن وهي مصورة أو مطبوعة علي ورق بحجم إي فور و الجميع يعرف هذا الحجم من الورق وهنالك أحجامٌ أُخري وُضعت لتسهيل التعامل مع الورق و صناعة الوراقة وهي من أعمال المواصفات.ويعني هذا بأنها مصورة أو منقولة من شبكة الإنترنيت وقد أضحت مصدراً للمعلومات و المعرفة لا غني عنها و للحصول علي الكتب مجاناً- لذلك آمل أن ننتهز هذه الفرصة لطباعة أو إنزال (بلغة عصر الإنترنيت) أقصي ما نستطيع ،فقد لا يٌتاح لنا هذا الأمر مرةً أُخري ! و من يدري ؟ أي تغيير في السياسات الأمريكية أو الأوروبية أو إي نزاع حول الملكية الفكرية قد يعصف بهذه الجهود الخِيرة وبعد إعداد المقال سمعت حديثاً لأحد كبار المدراء في شركة ياهو و هو يتحدث في أحد القنوات حول ذات الأمر و قد ذكر ما لخصته سالفاً و هو بأنهم قد لا يضمنون وجود المعلومات الحالية لأجل بعيد! وهوقد يتعلق بسعة الحواسيب و تكلفة تشغيلها و مشاكل القرصنة و الأعطال.ربما تلتفتُ جهة هنا للإستثمار في هذا المجال ،كأن تقوم بطباعة أفضل الكتب و ف كافة المعارف . ولنستعد لمثل هذا اليوم. الكتب التي تتناول الزمن عديدة،منها الكتاب الأشهر لإستيف هوكنز – عالم الفيزياء النظرية والذي شغل مقعد إنشتين بإحدي الجامعات الأمريكية و قد صنعوا له كرسياً مكنه من التواصل مع الناس و من العمل –لقد كلف ذلك الكرسي 10 مليون دولار أميركي و يا له من عقل جبار و يا لحكمة أميركا فهي تحترم العقول و البشر.ترجم الكتاب مصطفي فهمي وقد قرأته في لغته الأصلية .كُتب في بساطة متناهية و لا يحتوي إلا علي معادلة واحدة و هي E=MC2 أي الطاقة تساوي الكتلة في مربع سرعة الضوء.ورغم ذلك صعبٌ فهمه و إستيعابه! ما أن تنتهي من صفحة و تبدأ في الأُخري إلا و قد غابت عنك الأخري! ثمة كتاب آخر – قيمة الزمن عند العلماء لعبد الفتاح أبو غدة و لعله من البداهه –لا يوجد علمٌ دون تقدير للزمن و العلم نتاج الزمن ، ساعات من الرهق في تحصيله و ساعات أُخري في إنتاجه .و كتاب ثالث – الزمن بين العلم و الفلسفة و الأدب لإيميل توفيق و هنا يبدو إختلاف الزمان بيناً، فرب ساعة تعدل يوماً أو دهراً وفقاً لنظرة العالم أو الأديب أو الفيلسوف و وفقاً لإختلافاتهم العقلية.في عصرنا هذا عرفنا إختلاف الأيام بين كوكب و آخر فنقول يومٌ قمري و يوم مريخي، أُمور نسبية تعتمد علي حجم الكوكب و سرعة دورانه حول نفسه و كذلك علاقته بالشمس التي ينتمي إليها فثمة شموس و كواكيب و عوالم لا حصر لها في الفضاء الوسيع! ولعل كتاب الزمان الوجودي لعبد الرحمن بدوي يُدلل علي صلة الزمن بالفلسفة و يذكرنا بفقر الزمن لدينا و هو فقرُ يحتاج لمهارات اُخري. كتبٌ كثيرة يجب أن تُقرأ و لكن أين الزمن ؟ أين الوقت؟ و مناهج البحث العلمي ل مختار عثمان الصديق و آخر حول ذات الموضوع و بذات العنوان من تأليف د. مصطفي محمد أبو بكر و د. أحمد اللحلح- مجالٌ في المعرفة مهم خاصة لطلاب الجامعات و الدراسات العليا و نسية لأهمية هذا الموضوع فقد أضحي من ضمن المناهج في الكثير من الجامعات. تطور المجتمع الصيني ليو دونغبينغ و زاي شورونغ، الدار العربية للعلوم،2008م و قد نُشر بعون من مؤسسة محمد بن راشد آل المكتوم و هم يقومون بأعمال للخير كثيرة و هو نشاط جديد في عالمنا العربي ، التبرع للأعمال الخيرية و الطوعية،لآل مكتوم يدٌ سباقة و كذلك أهل الخليج العربي و لكن ما يقوم به الغرب في مجال التبرعات لا يُضاهي و لنا في بيل قيت و صديقه بوفيت مثال ممتاز إذ فاق تبرعهم مبلغ ال 50 مليار دولار أميركي لمؤسسة بيل و ميلندا قيت و قد وعدا بالتبرع بنصف ثروتهم لأعمال الخير و البر.! هذا الكتاب يتناول قضايا الصين الحديثة و هي علي طريق الثروة و التقدم . قبل أيام قرأت إعلاناً صادراً من جهة حكومية حول إحتفالها بطباعة مائة كتاب في السودان! خاتمة لعمل يبدو غير شفاف و يتضح الأمر بقراءتك لعناوين الكتب و لأسماء المؤلفين- بعضهم معروف و لديهم مساهمات و بعضهم خلاف ذلك- و علي كل حال يبدو أنه لا امل في إصلاح الحال !عملٌ غابت عنه سياسة رشيدة و معايير العدالة حتي تتيسر المعرفة للناس أو أن تأخذ بأيدي الشباب الواعد أو تتكفل بطباعة كتبٌ قيمة عجز أصحابها عن الطباعة أو أن تجعل ذلك المال دواراً يتم تسليفه للراغبين في الطباعة علي أن يُسترد منهم ، حتي نضمن إنتاجاً للمعرفة متميزاً و مفيداً و حتي لا تذهب أموال الشعب الفقير في تسويد صحايف غير مقرؤوة! لا بُد من سياسة و إدارة رشيدة تنتخب الكتب دون مجاملة. و دعوة للكتابة حول هذا الموضوع و الذي قد يعكس لنا بعض الهموم التي تشغل الناس كما أنها تُعرف ببعض الناس و ربما بالكتب الجديدة و التوجهات الفكرية. /////////////