بسم الله الرحمن الرحيم تمويل المنظمات التطوعية- المحلي منها و العالمي يثور من وقت لآخر و يجدد كثيراً من الشكوك و الظنون حولها و حول مراميها و أهدافها ،مما قد يُعرضها للمشاكل و ربما الطرد أو منعها من دخول بعض الدول و يُلقي بظلال من الريب حول تضارب مصالح قد لا يمكن نكرانه أو الدفاع عنه-حيث يعتمد عمل المنظمات علي الكوارث و نوعيتها و مدي الإياجابة لها و حجم الإعلام و منطقة الكارثة. كُتب سُودت و مقالات نُشرت :بعضها يشيد بدور المنظمات و غالاباً نعني الأجنبية منها نسبة لكبر إمكانياتها و طبيعة عملها و نفوذها –لذلك يعتقد بعض الناس بأنها تسهي لإستمرار اللأزمات ،بل و تتهم بأنها تساعد في خلقها و تأجيجها، وقد يكون لهؤلاء حق في ذلك! لذلك عندما ننظر في تمويلها قد يبدو ذي أثر في هذا الفهم –حيث تتضارب المصالح –يتم التمويل و الكثير من التويل عند حدوث أزمة أو كارثة و يتوقف التمويل عند إنتهاء الأزمة و هو أمر طبيعي و من هنا تجئ هذه المحاولة لإيجاد أفكار و صيغ للتمويل تُبعد هذه الشبهات و تعزز النوايا الحسنة التي كانت من أسباب وجود هذه المنظمات و للإستفادة من قدراتها و خبراتها. لقد عملتُ في منظمتين عالميتين و هما أُوكسفام و براكتكل آكشن و بالنظر إلي تاريخهما نجد أنهما قامتا لظروف خاصة-حيث قام مواطني مدينة أُكسفورد بالتصدي لمجاعة البطاطس الشهيرة في الأربعينات و أنشأوا هذه المنظمة للمساعدة في التغلب عليها و علي آثارها و من بعد نمت و تطورت لتصبح من أكبر المنظمات في العالم –بل قامت منظمات أٌخري علي غرارها في أميركا و في الهند و في دول أُخري عديدة وهي كلها تعمل وفقاُ لسياسات معلومة -.أما منظمة براكتكل آكشن فقد أنشأها مُحسن بريطاني لنقل التكنولوجيا الوسيطة وفقاً لفلسفة أو رؤية آمن بها و هي تتلخص في كتابه الموسوم "الأصغر أجمل". ومن هنا يجئ إهتمامي بهذا الموضوع. نشأت المنظمات التطوعية للحاجة إلي خدمات لا توجد جهات أو مؤسسات حكومية كفيلة بإنجازها و لطبيعة الأزمات و الكوارث التي تحتاج إلي تدخل سريع و كبير خلال فترات قصيرة لآداء خدمات مهمة و ضرورية مثل المياه ،الطعتم و العلاج و للإنقاذ و الإسعاف. من أقدم المنظمات في مجال العمل الطوعي و الإنساني منظمة الصليب الأحمر وقد أُنشئت في عام 1863م بإسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر و تهدف لحماية أرواح و كرامة ضحايا الحربو العنف الداخلي و تقديم المساعدة لهم. و تدير أنشطة للإغاثة العالمية و تعمل كذلك للحد من المعاناة بالترويج و تقوية القوانين الإنسانية و المبادئ الإنسانية العالمية .تعمل المنظمة في 86 بلداً متضامنة مع الهلال الأحمر (الذي نشأ لاحقاً) خلال الفترة من مايو إلي سبتمبر 2007م إستجاب الإتحاد الدولي للصليب الأحمر و الهلال الأحمر إلي 18 كارثة في إفريقيا و 16 في الأمريكتين،13 فس آسيا و 10 في أوروبا و قد جمع في عام 2006م 300مليون دولار أميركي لمكافحة الإيدز في إفريقيا و وزع 806 مليون ناموسية في ذات العام.هذه المعلومات ربما تعطي فكرة عن دور و أهمية هذه المنظمات الإنسانية –لذلك يصبح من واجبنا السعي لإستقرارها عبر إيجاد آليات ووسائل لتمويل أعمالها خاصة مع توسع العمل الطوعي و من هنا يأتي المقترح للنظر في طرق مبتكرة للتمويل تبعد أية شُبهات و تجعل العمل خالصاً بذات النوايا التي دعت له بدءاً. يتلخص المقترح في تقديم التمويل من الخيرين والأفراد إلي صندوق دولي تشرف عليه الأممالمتحدة أو أحد المؤسسات المعروفة مثل مؤسسة بيل و ميلندا قيت الخيرية و التي تعمل لتوزيع الموارد المالية المتوفر علي المنظمات وفقاً لحجم المنظمة و أعمالها و إنتشارها الجغرافي و إضافة أي مؤشرات أُخري لتجعل العمل أكثر شفافية. يمكن اللجؤ إلي هذه الطريقة علي مستوي كل دولة اتصب كل التبرعات و الهبات في صندوق واحد تشرف عليه جهة مستقلة. ومن هنا دعوة للأفراد و للأسر لنشر ثقافة العطاء و تعليم الأطفال منذ صغرهم أن يعطوا أكثر مما يأخذوا و هو أمر مفيد لهم و لمستقبلهم. و دعوة للجميع للمساهمة بالرأي و بالبحث و التحري في هذا الموضوع الهام. Ismail Adam Zain [[email protected]]