قرأت قراءة عجلى مقالك حول حلايب في سودانايل , ولان الموضوع يهمنى جدا مثل كل السودانيين , فقد رأيت إن اكتب لك هذه الرسالة المختصرة جدا بأمل أن أعود واكتب بتوسع أكثر إذا سمح الظرف، احرص هنا أن انقل لك ما يحسه السودانيون حول حلايب صرف النظر عن مواقفهم من البشير ونظامه الكريه فكاتب هذه السطور اغترب عن بلاده لعشرين عاما بسبب هذا النظام الفاشي المستبد الذي شرد الوطنيين ومكن الجماعات الاسلاموية التي هى الآن (خجلانة) من ما آل إليه ما يسمى مشروعهم الحضاري أولا _ظل السودانيون في حيرة من أمر البشير وصمته المطبق تجاه جريمة الاحتلال السافر و(محاولات) التمصير القسري لحلايب وايا كانت المبررات التي ترينها كسبب يدفع البشير لإثارة الموضوع ك(قميص عثمان) ايا كانت دوافع الرجل فان إثارة الموضوع أراحت السودانيين من منطلق إن يأتي متأخرا خير من إلا يأتي . ثانيا: نلاحظ ان الإعلام المصري ينتهج في موضوع حلايب سياسة اكذب اكذب حتى أصدقك ويبدو انهم قد أصابوا شيئا من النجاح وجعلوا قطاعا كبيرا من المصريين يصدق بالفعل ان حلايب مصرية كيف لا والنشرة الجوية للتلفزيونات المصرية تذكرهم صباح مساء بدرجات الحرارة في حلايب وشلاتين ! التى لم يسمعوا بها الا بعد محاولة اغتيال حسنى مبارك . ثالثا: أرجو أن يتأكد الأخوة المصريون ان السودانيين لن يتركوا أرضهم في حلايب بهذه البساطة ألا يكفى إنهم ضحوا بمدينة حلفا التاريخية وما حولها وغمرت المياه أثارا لا تقدر بثمن وأخصب الأراضي وهجر السكان الى مناطق بعيدة لم يألفوها كل هذا من اجل قيام السد العالي (نحن نابنا ايه من السد العالى) ؟ أكثر ما يدهش السودانيين هو رفض المصريين للتحكيم في حلايب وهم قبلوه لحل مشكلة طابا ! مما يدل على إحساسهم (بينهم وبين أنفسهم) بان المنطقة سودانية وسوف يخسرون بالتحكيم أمثلة اللجوء للتحكيم عديدة: البحرين وقطر اليمن وارتريا اثيوبيا وارتريا . . فاعلموا جيدا يا أشقاءنا ان لا سبيل لحل هذه المشكلة غير التحكيم اما رفضكم للتحكيم وفى نفس الوقت احتلال المنطقة هى دعوة صريحة للحرب بكل صدق نقولها وصدقونا انكم بذلك تقدمون لنظام البشير طوق النجاة وصدقونى انه حتى الحركات الحاملة للسلاح ضده سوف ( تجمد ) عملها لاسقاطه . ان كانت العلاقات التاريخية تهمكم ( والاكلشيهات ) اياها فاعيدوا النظر في موضوع حلايب واحذروا غضبة الحليم , فمن اكثر حلما من الشعب السودانى . دكتور/ محجوب حسن جلى / السعوديه / الطائف