[email protected] يبدو أن أعضاء مجلس الهلال لم يفهموا حتى اللحظة أن المهام العسيرة لم تبدأ بعد. قلنا مراراً أن التسجيلات والتعاقد مع المدرب والظهور الكثيف في أجهزة الإعلام ليس كل شيء. فالهلال نادي كرة قدم يتوقع أنصاره أن تتبدل أحوال لاعبيه داخل المستطيل الأخضر وليس على صفحات الجرائد أو شاشات التلفزة. ولكي يتحقق هذا الهدف كنا نتوقع أن يسافر الهلال لمعسكره بالدوحة وفقاً لبرنامج محدد وواضح المعالم. لكن يبدو أن الواقع مخالف لذلك تماماً. وما نتابعه الآن يشير إلى أن كل الهم تمثل في أن يغادر الفريق في معسكر خارجي والسلام. ولذلك تم الترتيب على عجل، وقد وجدوا ضالتهم في قطر بحكم العلاقات الوثيقة بين حكومتي البلدين. لكن أي فائدة يمكن أن يجنيها الهلال من معسكر لم يتم الإعداد له جيداً! الفوضى والتضارب في التصريحات حول التجارب الإعدادية التي يفترض أن يخوضها الهلال هناك أمر مخجل. تطالع صحيفة واحدة فتجد في أعلاها خبراً مفاده أن الهلال سيستهل تجاربه الإعدادية مع زينت الروسي، وفي جزء آخر من نفس الصحيفة يقولون أن الأزرق سيبدأ بمواجهة الوحدات الأردني. ويأتيك خبر ثالث يشير إلى الرغبة في تحويل معسكر الهلال من الدوحة إلى الإمارات حتى يتسنى للفريق أداء بعض المباريات الإعدادية مع أندية إماراتية. فما هذا التضارب وما هذه الهرجلة والعشوائية يا مجلس الهلال! ومتى ستفرضون احترام النادي من خلال تحديد شخص واحد يحق له التحدث باسم المجلس! وطالما أنكم لم ترتبوا لمباريات إعدادية في الدوحة فعلام السفر إلى هناك إذاً؟! هل كانت رغبة في مجاراة الغريم التقليدي! أما أنه سعي وراء ( البهرجة) والاستفادة من فرص أخرى لا علاقة لها بإعداد فريق الكرة! المريخ رغم اختلافي مع جدوى تجربته الإعدادية الأولى التي جرى تضخيمها، إلا أنه أفضل حالاً من الهلال حيث حدد هدفاً وسعى لتحقيقه. فما الذي منع مجلس الهلال من الترتيب الجيد لمعسكره في الدوحة! كل الأموال التي صُرفت في التسجيلات والتعاقد مع المدرب النابي ستضيع هباءً منثوراً إن استمرت الفوضى الحالية. وعلى المجلس أن يلحق نفسه سريعاً. فالوقت يمضي ومن المخجل أن تتركوا كل شيء للصدفة أو لظروف هذا النادي أو ذاك. غريب أمر الإداريين في بلدنا. فهم لا يتعلمون من أخطائهم ولا من أخطاء غيرهم. فهذا المشهد تكرر كثيراً. قبل بداية كل موسم تسود دائماً حالة التخبط في المعسكرات وعدم الاتفاق المسبق مع الأندية التي ستتبارى معها أنديتنا خلال معسكراتها. وقد استبشر الكثيرون خيراً هذا العام بمجلس الهلال المعين، وتوقعوا أن تمضي الأمور على نحو مختلف. لكن يبدو أن المرض العضال الذي يعاني منه الإداريون عنصر مشترك. حيث أن جلهم يركزون على التسجيلات لكونها تجعلهم تحت الضوء وتضمن لهم ظهور صورهم في معظم الصحف وعبر القنوات الفضائية. لكن عندما تحين لحظة الجد تجدهم منشغلون عن فريق الكرة بأمور أخرى. إدارة أندية الكرة تحتاج للتخطيط والنظام والانضباط والمعرفة بشئون الأندية. ولا يمكن لنادي مهما سجل من مواهب أن يحقق نتائج جيدة بدون إعداد جيد. لذا يفترض أن يوقف مجلس الهلال الفوضى السائدة حالياً سريعاً وقبل فوات الأوان. في مجال العضوية قرأت بالأمس خبراً يشير إلى فتحها أمام كافة الأهلة الراغبين في الحصول على عضوية النادي. وهذا كلام طيب ومطلوب بشدة. وجميل جداً أن تكون الرسوم معقولة وفي متناول الجميع حتى يتسنى لكل هلالي غيور على ناديه أن يساهم في اختيار مجالس الإدارات القادمة بعد اكتساب العضوية. وعلى جماهير الهلال أن تتجه صوب ناديها سريعاً حتى لا تفوتها هذه الفرصة الذهبية. فالاكتفاء بمشاهدة المباريات وحضور التدريبات والاحتفال باللاعبين الجدد ليس أهم من نيل عضوية النادي الذي تعشقه عزيزي الهلالي. وفي الختام أعود لأمر المعسكر وأؤكد على أهمية التعامل الجاد مع الإعداد للموسم الجديد فما يهمنا هو المنافسات الأفريقية وليس دورينا المحلي. وكل الفرق المنافسة أفريقياً تعد نفسها بصورة جيدة، وعلينا أن نلحق بالركب حتى لا يخرج الهلال خالي الوفاض كما ظل يتكرر كل عام رغم هذا الإنفاق الكبير.