الشاب و الطائر .. قصة قصيرة /بقلم: اكول ميان كوال* كان فى احد ايام تجارة الرقيق التى كان يمارسها الغرب شاباً من افريقيا السمراء، قوى البنية وشجاع .. يتجول لوحده فى أدغال افريقيا العظيمة .. فوجد ذات مرة طائراً مزركشاً فى احد أغصان الشجر، يغنى اغان حزينة. وكان هذا الشاب على وشك ان يضربه بسهمه لولا سماعه ذلك النغم الحزين وتلك البراءة الصادرة من صوته. فوقف يتأمل الطائر تارة ويتأمل الحياة تارة اخرى، وقال فى نفسه: "آه للطائر المسكين! يمكننى الان قتلك بسهمى وبعد قليل يأتى البيض الذين يعملون بتجارة الرقيق و يعتقلوننى و يحملونى معهم الى بلادهم ويعرضونى للبيع فى أسواقهم و اذا رفضت قتلونى .. إذن فمصيرنا واحد.." ثم صمت للحظة و أخذ يتأمل الحياة مرة اخرى ثم قال للطائر "دعك و شانك .." و مضى فى سبيله. و بعد ايام قليلة جاء البيض يبحثون عن الرقيق و كان هذا الشاب الأفريقي جالساً تحت الشجرة بمفرده كالعادة وقت قدوم هؤلاء البيض الأوغاد الذين تنعدمهم الانسانية و هو يمارس احدى هواياته و هى النحت. فجاءه نفس الطائر الذى وجده سابقاً يصدر أصواتاً غريبةً و هى بمثابة أصوات إنذار، فأدرك الشاب ان خطراً ما قادماً، فلاذ بالفرار وتسلق احدى الأشجار بالقرب من المكان و مر هؤلاء البيض بالشجرة التى كان يجلس تحتها، فوجدوا ما كان ينحته ثم عادوا الى حيث أتوا. ثم نزل الشاب من فوق الشجرة ورجع الى قريته وحكى ما حدث له لأهل القرية وعشيرته وسرد لهم قصته مع الطائر و ارتباط نجاته به، و أصبحت قصته متناول الحديث بين أهل القرية. 10 حزيران - يونيو عام 1993م القاهرة، مصر ملحوظة: اكول شاعر وكاتب وله دواوين شعر وكتب منشورة فى كينياوالمملكةالمتحدة والولايات المتحدةالامريكية. لقد نشرت بعض اعمال اكول (Akol Miyen Kuol) فى بعض الصحف السودانية مثل السودان الحديث و الخرطوم والاتحادى الدولية فى فترة التسعينيات.