تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    كامل إدريس في السعودية: وعكة رباعية..!!    الكويت ترحب ب "الرباعية" حول السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    بايرن ميونخ يتغلب على تشيلسي    نادي دبيرة جنوب يعزز صفوفه إستعداداً لدوري حلفا    البرهان : " لايمكن أن نرهن سيادتنا لأي دولة مهما كانت علاقتنا معها "    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    "مرصد الجزيرة لحقوق الإنسان يكشف عن انتهاكات خطيرة طالت أكثر من 3 آلاف شخص"    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    خطوط تركيا الجويّة تدشّن أولى رحلاتها إلى السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    هدف قاتل يقود ليفربول لإفساد ريمونتادا أتلتيكو مدريد    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمن ولؤم البعض .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 07 - 04 - 2014

http://up.3raq-online.com/uploads/1396814907311.jpg
من اليمين حسن جمال , كمال جعفر حسون , شوقى ابراهيم بدري ,
جلوس محمود اسماعيل ابراهيم . واحمد شازلى
اتي احد رجال الامن وتفرعن في جامعة الاحفاد وتطاول . وعندما عرف العميد يوسف بدري بأصل الامنجي واسرته ، قال له ان جده عرف في المهدية بالاقدام والكرم . وان والده قد قدم الكثير عندما كان مسئولا في الخدمة المدنية . واشاد باهل والدته ، وقال له ، البتسوي فيه ده ما شغل اولاد ناس ومابشبه اهلك . فانصرف الشاب خجلا .
من كتاب اسرار جهاز الاسرار تأكد لي ان كل دولة تحتاج لجهاز امن . ولكن جهاز الامن يجب ان يكون في خدمة الشعب وان يحبهم الناس . ولقد كنا نحب رجل البوليس قديما ونعتبرهم ابطالنا ونتمثل بهم , منهم الشاويش ميرغني الذي قتله الانصار في القصر الجمهوري في اول مارس 1955 ولم يكن البوليس مسلحا وقتها . وكنا نحب الوالد عبد الله دلدوم الشاويش وصار ابنه عطي المنان شرطيا وابنه حسين رجل مطافئ . واحترم حتي المجرمون الصول شنب الروب او العم ضرار . واحب الناس الشاويش الزبير الذي قتله الانصار في حوادث المولد . واثنان من ابنائه صاروا رجال بوليس احدهم ابو داؤود شرطي الحركة الذي عرفته كل امدرمان . هؤلاء كانوا من الشرفاء . واحبت امدرمان رجال السواري واشهرهم بين .
بعد ان سيطر الامن المصري علي الوضع في السودان ، تغيرت الامور . وصار كثير من اللئام والموتورين والحاسدين يعملون في الامن وصار مهنة من لا مهنة له . والانقاذ حدث ولا حرج .
مدفوعين بفورة الشباب وشعور السوداني وقتها باننا الكل في الكل ، كان لنا صوتا هو الاعلي في شرق اوربا . وكنا نحس اننا خلقنا لكي نقود الآخرين .كنا نمارس حقنا كشباب في الاستمتاع بالدنيا ونمارس الابتهاج . وكان لنا الترابط السوداني القديم . لدرجة ان طالب كنقولي لطيف يحب السودانيين ، اشتبك في شبه معركة مع سوداني في مسكن الطلبة بودولي بسبب تمارين كرة القدم . وبعد يوم كان في زيارة مسكن الاقتصاد ياروف في الجانب الآخر من براغ . ولم يجد سوي النظرات الغضبي من السودانيين . وكان يقول مستغربا . كيف عرف كل السودانيين في براغ بالمشكلة ؟؟
كنا مجموعة كبيرة من السودانيين لدرجة اننا كنا نحتفل بيوم الاستقلال في اكبر وافخم قاعة في كل الجمهورية ، قاعة اللوتسيرنا ، التي غني فيها لوي آومسترونق وكبار الفنانين العالميين . وكانت مجموعتنا الصغيره تستمتع بكل لحظة ولا تخطئنا العين . كنا ممتلئين ثقة بالنفس ولنا اعتداد ، شاركنا فيه اغلب السودانيين ، وانا لم ازد عن كوني مؤمن بالاشتراكية ولكني رافض للانظمة الشمولية وللقهر . واثمن دور المعسكر الشيوعي في الوقوف امام السيطرة الامريكية. و في محاضرة القانون الدولي . انتقدت اقحام الاتحاد السوفيتي العظيم في كل شئ. وقلت ان القانون الدولي هو عرف ومواثيق تكونت منذ آلاف السنين . والاتحاد السوفيتي تكون قبل نصف قرن , وهو دولة من 150 دولة . وغضب البروفسر او تظاهر بالغضب . وفي مؤتمر طلابي طالبت بادانة احتلال تشيكوسلوفاكية بواسطة حلف وارسو ، والقضاءعلي ربيع براغ .
وبينما انا في المستشفي لانني كنت اتبول دما بسبب البلهارسيا التي بدأت في السودان عندما كنت اعمل كسماكي ونواتي وتربال . واقضي الاجازة في الجزيرة والمشاربع الزراعية . اتي لزيارتي سوداني لم اعرفه . وبعد ان تركت المستشفي واصل زياراته . وكنت استغرب لزياراته . فانا لست من النوع الذي يلائم الجميع . وحسن جمال كان واضحا انه زول باردة. و لم تربطني معه اي صداقات مشتركة فهو من مدني .ولم ارتح له ، واحسسته بذالك بالرغم من علاقاتي الواسعة . وكانت لي صداقات واسعة مع الافارقة والإثيوبيين . و من مجموعتنا كان محمود اسماعيل ابراهيم وهو مصري كامل الدسم ابا عن جد . ولقد تواصل دربنا في السويد لعشرات السنين الي ان اخذه منا السرطان قبل سنوات . وكان يقال ان شوقي بالرغم من حدته لايرفض طلبا لابنته سابينا وصديق عمره محمود . والبعض يصفني بالكاره للمصريين . لانني اقول ان سيطرة الامن المصري علي السودان هي التي اتت لنا بنظام التجسس والمخبرين والانحطاط . وفي نفس الصورة يظهر الاخ احمد شاذلي وكمال جعفر حسون وهو يضع يده علي رأس محمود وفي يمين الصورة عميل المخابرات حسن جمال.
في بداية التسعينات تجمعنا كمجموعة كبيرة من السودانيين في مقهي فندق بافليون في دبي وصاحب الفنق هو الشيخ عبد الله النهيان ابن عمومة اولاد الشيخ زايد . وقضينا عدة ساعات جميلة . وظهر حسن جمال والذي يظهر مع شلتنا في براغ علي يمين الصورة الفوتوغرافيا وهي يرتدي بدلة لامعة . ولاسباب عرفتها فيما بعد كان يتواجد دائما بالقرب من مجموعتنا .
وعدما ظهر في تجمع دبي حسبته مصاحبا لاخي العزيز احمد عبد اللطيف والذي ادين له بالكثير وهو لصيق بشقيقي الشنقيطي رحمه الله .
وبعد فترة من سقوط الاتحاد السوفيتي ، كشفت السجلات ، ووجدت اسم حسن جمال ضمن ثلاثة من السودانيين الذين تعاملوا مع المخابرات الشيكية , والانظمة الشمولية لا تستطيع الحكم بدون المخابرات والتجسس . ومن سجلات المخابرات الالمانية الشرقية ستاسي ، كان هنالك ازواج يبلغون عن زوجاتهم او ازواجهن .
اول الاسماء كان بشري ابنعوف وكان يدرس الكيمياء ويسكن في داخلية ديفتسي . وقد يكون سبب تجنيده انه قام بطعن شيكي بسكين . وبشري كان ضعيف البنية . وقام احد الشباب الشيك بوضع حذائه علي طاولة بشري وخطيبته التي تزوجها فيما بعد وهي من مدينه يهلافا . فقال بشري ,, انتظرني وسارجع بسكيني وسأجعلك ترقص ,,. ولقد كان . فلقد غرذ بشري سكينه في قدم الشيكي . الثاني كان انسانا رائعا ومحبوبا ومؤدبا ومجتهدا في دروسه . وتخرج كمهندس ، وسكن في المدينة الجامعية. اتصل بالحزب الشيوعي واخبرهم بأن الشيك يريدون تجنيده للمخابرات . ولم يحرك الشيوعيون ساكنا . وهو المهندس بدر الدين عامر وكنا نناديه تحببا ببدروف . ومن الممكن ان الشيك قد اجبروه للتعامل معهم ، لانه كان قليل الكلام. ولكن لم يتعامل اي شيوعي في شرق اوربا مع المخابرات . والحزب الشيوعي السوداني لم يكن خاضعا لاي جهة .
وعندما بدات تحركات الطلبة الافارقة تأخذ منحنا محرجا بسبب تصرفات الاسلاف العنصرية ، تمكن الاخ الجراح اليوم الدكتور معاز الخليفة من ان يحتوي الامر في براتسلافا كشيوعي غيور . واجتهدت المخابرات في محاولة تجنيده ، ولم تفلح يالرغم من كل المغريات.
اذكر فتاة طيبة تميل للامتلاء تعرفت بي . وعنما فارقتها كانت متالمة . وقالت لي ان المخابرات قد طلبت منها التعرف بي لان الافارقة يحبون البنات الممتلآت . ولكنها تعلقت بي . وفي الحقيقة كانت طالبة لطيفة لها طيبة القرويات .ونحن الرجال اغبياء، وعادة لانحب البنات المسكينات .
عندما رجعت من الاجازة في السودان . اتي ثلاثة من رجال المخابرات للتحقيق معي بسبب ضرب رئيس اتحاد الطلاب الشيك. والشيكي قد وجد فاقدا للوعي . وكانت بيننا ملاسنه في احدي اجتماعات لجنة المدينة الجامعية وكنا عشرة اعضاء . وعندما اقامت الجامعة اجتماعا موسعا لكل الكليات والطلبة الاجانب ، قام ذالك الرئيس بالحديث عن العناصر السيئة وسط الاجانب ودكرني بالاسم . وانا وقتها فد قمت باداء الامتحانات قبل الوقت المحدد .. برشد تيرمين ,, وذهبت الي السودان . والمدينة تسع لستة الف طالب وطالبة . وعندما قالوا لي ان هنالك من شاهدني اعتدي علي الطالب وشهد بذالك طالب وهو اجنبي ليس عنده سبب لان يكذب . ولكن بعد ان تأكدوا من وجودي في السودان عن طريق جوازي . فالخروج من البلد كان يحتاج لدقشة من الاختام تبدا بتسليم الكتب الي المكتبة والمسكن ومشرف المدرج والعميد ومكتب السفريات والبوليس والامن .الغريبة ان من قام بضرب الشيكي كان انقوليا قليل الكلام كثير التهذيب . وكان معة الاخ صلاح عبد الله من امدرمان الركابية . وكان شيوعيا ملتزما وصار دكتورا في الزراعة . وكان قد قضي عقوبة في سجن كوبر بتهمة حيازة منشورات في زمن عبود .
وتلك هي الحادثة التي جعلت الناس تكره ظابط الامن ود الكتيابي . لانه بعد تبرئة المناضل جعفر ابو جبل من تهمة حيازة المنشورات ،لان حوش آل ابو جبل كانت تسكنه مجموعة كبيرة من البشر . هدد ود الكتيابي صلاح بأن سيأخذ اخته الي السجن اذا لم يعترف صلاح بحيازة المنشورات . واعترف صلاح بعد تلك الاحداث تقرر اخراج الطلبة الاجانب الي مسكن منفصل خوفا من ان يحدث ما حدث في بلغاريا ، واستغلة الغرب في تشويه سمعة المعسكر الاشتراكي . وسيرنا اول مظاهرة في براغ منذ الحرب العالمية . واعتصمنا بمكتب العميد الرفيق سفيراك المرهوب . وبدا في الصياح في وجهنا فقلت له ,, هؤلاء طلابك وسيقودون بلادهم في يوم من الايام . لا يصح ان تخاطبهم بهذه الطريقة ,, فقال انه لا يقبل بالفوضي . ويمكن ان نعين ممثلين . فاقترحت علية الدكتور محمد محجوب عثمان واخ نايجيري هادئ
وبالرغم من هذا اتهمت باني منظم الشغب . وكنت قد حضرت بصوره عرضية . واليوم كان يوم صرف الفلوس . وكان الاجانب في حالة غليان . لانهم ربطوا الصرف بالرحيل . وانا كنت ادرس علي حسابي . وتصادف وجود صديقي الغاني نيكي نحاس في مكتب مدير الجامعة الرفيق مارتن . واتت نائبته الرفيقة كوجيكوفا وهو تولول قائلة ان اسخافقي ,, هكذا ينطق الشيك شوقي ,, قد جمع الطلاب واحتلوا مكتب العميد . لقد كان هنالك دائما من يتتبعني ويبلغ عن تحركاتي. وكنت اعجب كيف يعرف عني الشيك كل شئ وقد كنت اكثر من التنقل وكانت لي سيارة لا
ترتاح ابدا .
قام الشيك بطرد كل الطلبة الاجانب واشترطوا رجوعهم للدراسة برحيلهم الي داخلية روزفلتوفا القديمة المظلمة. ولقد علقت سائحة المانية ان لوالدها مكان لغسل خيوله ، هو اجمل من حماماتنا المفتوحة والمشتركة . وكنت انا آخر من رحل لانني لم اكن استلم مالا من الشيك الا لمدة سنة واحدة بعد تدخل الاستاذ النضيف الملحق الثقافي . واوقفت المنحة .
الذي يحيرني هو ، ما الذي يدفع امثال حسن جمال للاضرار بالناس . وقبل ايام اكتشفت صورا قديمة . وكان حسن جمال معنا . وهو ليس من شلتنا .فلقد اعتقلت وطردت من تشيكوسلافيا بسببه واسباب اخري منها انتقاد النظام . ورفض البنك ان يصرف فلوسي التي تصلني من السودان بدعوي ان الفلوس تصل باسم محمد علي شوقي واسمي في الجواز شوقي . وهذا بعد 6 سنوت من التعامل مع البنك التجاري. وتهرب الملحق الثقافي من مقابلتي .
وبعد مواجهة ومخاشنة . اعطاني السفير مصطفي مدني ابشر شهادة بأن الاسم متطابق . ومصطفي من اوائل الشيوعيين . ووالده جارنا وصديق حميم لوالدي . وعندما اتي صديقه وابن عمتي ابراهيم مجدوب مالك وطلب من مصطفي مساعدتي مع الجامعة قال له مصطفي ومن صار وزيرا للخارجية ، ان مشكلة شوقي كبيرة . لانه متهم بانه عميل للمخابرات الامريكية . ولم يخطر ببال ذالك الشاب الكسول المعطر بأن يحمي احد رعاياه . ووجدت نفسي ممنوعا من السفر واسمي من المطلوبين في السودان . و صرح اللواء علي صديق عندما كان من ضمن وفد النميري الضخم ،بانه سيأخذني في طائرته مباشرة الي سجن كوبر .وامتنع الشيوعيون ومنهم من احب الي الآن من التحدث معي .
اذا لم يظهر حسن جمال في حياتي لكنت قد رجعت الي السودان ولما احتجت للتسلل الي السويد . ولقضيت العمر مع رفيق الدرب بلة رحمة الله عليه ولتزوجت احدي شقياته كما كنت احلم . والغريبة ان حسن جمال كان يقول انه متألم لانني في التسعينات قد كتبت في جريدة الخرطوم عن ورود اسمه كعميل للمخابرات الشيكية , ولم يفكر في الالم الذي سببه لابناء وطنه .
الاخ الفاتح عبد الماجد من معالم برلين منذ السبعينات . ولا تخطئه العين لانه يرتدي الزي السوداني المعدل طيلة العام . وهو فنان وانسان متصالح مع نفسه , تجلجل ضحكته وليس له اعداء ولا يغاضب اي انسان . له صلات واسعة .تجده في جوامع الاتراك يقفون معه لمدة طويلة بعد الصلاة . قبل سنتين نظم لنا رحلة جميلة في الحديقة الانجليزية ، ليس بعيدا عن بوابة برلين الشهيرة . وله فرقة من الالمان والالمانيات يؤدون الاغاني السودانية . وكان هنالك مجموعة ضخمة من السودانيين ونصف دستة من ابنائي والدكتور الجميل ، محمد جميل وابن عمي مصطفي الخزين والدكتور الاديب حامد فضل الله مولف كتاب احاديث برلينية .
بينما الفاتح في اجازة وسط اهله في بربر وفي النادي ، ظهر رجل من امن نميري فتطير الناس لرؤيته . وكان معه رجل امن من الخرطوم . وقاما باعتقال الفاتح . وكانت هنالك قمرة خاصة للسجان والسجين ونام رجل الامن وسقط مسدسه . فاحتفظ به الفاتح وقدمه له في الصباح . . وعندما وصل الركب جهاز الامن كانت شقيقة الفاتح وبعض اهله ومن لهم صله بالامن في انتظاره .
واشاد رجل الامن بالفاتح . وكان يكفي ان يلقي بالمسدس من نافذة القطار ليدخل رجل الامن في مشكلة . والفاتح رجل سهل لايملك الانسان الا ان يحبه لانه ابيض القلب . وفي التحقيق مع الفاتح قال بأن ليس بيشيوعي ولكنه صوت في الانتخابات للاستاذة فاطمة احمد ابراهيم لانها انسانة رائعة وانه يحترم الشيوعيين . وتفهم رجال الامن موقفه . واخبرته شقيقته ان احد اهلهم في الامن قال اخبرها بأن احد اصدقاء الفاتح في برلين قد بلغ عن الفاتح باعتباره شيوعيا واخبرها باسم الخائن .
بعد رجوع الفاتح الي برلين تصادف ان الصديق وزوجته الالمانية كانا ينويان الانتقال الي مسكن جديد ، وطلب مساعدة الفاتح والاصدقاء . وبعد الانتهاء من نقل الاثاث . تناول الفاتح سكين المطبخ ووضعها علي رقبة المخبر وقال له ,, يا تعترف قدام الرجال رديل انك بلغت علي ولا انا حأحشك اسي دي .,, وعندما تصادف دخول حماته في تلك اللحظة سقطت ارضا . فاعترف المخبر بأنه قد بلغ علي الفاتح . وتفسيره . ان السفارة والامن كانا يطالبانه بتقارير عن اعداءالنظام . وهو كان ملزما ان يقدم لهم انجازات . والفاتح انسان متحرك ، ويناسب الشغلانة. والامن في السفارات مطالب بأن,, يحلل ,, مرتباته ومخصصاته ويقوم بالنجر والتلفيق . ولا يهمهم اذا كان الامر قد يحطم او يضر بحياة الآخرين , فالذي يختار هذا الطريق يتجرد من كل القيم . وخائن برلين لا يزال في برلين . ويذهب بانتظام الي الجامع .
المغول عامة وهولاكو خاصة كانوا يستعينون بالجواسيس ومن يخونون اوطانهم . ولهذ كونوا اكبر امبراطورية في العالم امتدت من منغوليا الي المجر . وكانوا يدفعون لهم بسخاء ، ولكن كانوا يحتقرونهم ويقتلوهم في بعض الاحيان . ولهم الحق .
التحية
ع . س . شوقي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.