في خطابه الذي استلم به السلطة في صبيحة الجمعة 30 يونيو 1989 قال العميد (آنذاك) عمر حسن أحمد، لم يرد اسم البشير في ذلك اليوم، قال في خطابه الذي وجهه للمواطنين الشرفاء أنهم كضباط في القوات المسلحة أتوا ليس حُبّاً في السلطة ولكن لإنقاذ الوطن مما حلّ به نتيجة السياسات الحزبية التي قال فيها ما لم يقله مالك في الخمر. أورد العميد عمر حسن أحمد 18 نقطة عن سوء الأحوال في الوطن والتي سيعملون على تقويمها وإزالة السوء الذي حاق بالبلاد جراء تضارب المصالح الحزبية الضيقة والعمل لمصلحة الحزب وليس الوطن. فلنرى ما هي تلك النقاط وماذا تحقق منها. وكيف هو حال السودان اليوم مقارنة بحالة قبل ربع قرن من الزمان؟ 1- قال البشير: (تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مذرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور). الآن: أين نحن من تدهور العام 1989. بماذا نقارن: سعر الدولار أم سعر المواد التموينية الأساسية كالخبز والسكر والزيت والملابس. هل هنالك وجه شبه بين أسعار العام 1989 وأسعار اليوم. لا أظن. ثم ماذا عن السياسات الاقتصادية اليوم التي تقوم على الهبات والقروض والشحدة – بصراحة أكثر- وهل نجحت أي من الخطط التي وضعتها الإنقاذ منذ قيامها وحتى اليوم؟ 2- قال: (لم يتحقق أي نوع من التنمية خلال الحكم الديمقراطي). نعم لم يتحقق أي نوع من التنمية وذلك لقصر المدة الزمنية التي حكمت فيها الحكومة الديمقراطية المنتخبة. الآن: ما هي مشاريع التنمية التي قامت وعادت بفائدة على الوطن والمواطن. حجوة أم ضبيبينة المسمى سد مروي ما الفائدة منه وما هي المشاكل التي تسبب فيها وأيهما أرجح كفّة؟ نجاحاته أم إخفاقاته؟ الوعد الأكبر كان هو توليد الطاقة الكهربائية والآن سمعنا أننا سنستورد الكهرباء من إثيوبيا. ألم يكن هنالك ما يسمى بمشروع الجزيرة؟ أين هو الآن؟ ألا يُعتبرتدمير مشروع الجزيرة نوع من مشاريع التنمية المعكوسة؟ فقد دُمِّر المشروع بعد أن كان ملئ السمع والبصر. هل هنالك إخفاق أكبر من هذا؟ 3- قال: (زاد التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل). الأرقام لا تكذِّب ومعدلات التضخم الفلكية التي اعترفت بها الحكومة ومنسوبيها تفوق نفس المعدلات في فترة الحكم الديمقراطي عشرات المرّات. تدهورت قيمة الجنيه مقابل الدولار والعملات الحرّة الأخرى، حيث كان سعر الدولار 12 جنيهاً وصار اليوم 8,500 جنيهاً أي بنسبة 7,083%. كان التضخم 10.3% في العام 1989 وصار اليوم ما يفوق ال50%. كانت ديون السودان حتى العام 1989 13 مليار دولار صارت اليوم 50 ملياراً بنسبة 385%. وارتفعت نسبة البطالة من 9.8% في العام 1989 إلى 42% في العام 2013. أما إنتاج الحبوب فقد إنخفض من 4.2 مليون طن في العام 1989 إلى 2.5 مليون طن في العام 2013 أي بنسبة 60% مع رفع شعار نأكل مما نزرع. أما إرتفاع الأسعار فحدِّث ولا حرج. ولا تحتاج العملية لأمثلة فهو ما يعيشه المواطن يومياً، مع أن المرتبات لم ترتفع بنفس الوتيرة أو النسبة التي تصاعدت بها الأسعار. 4- قال البشير: (إستحال على المواطن الحصول على ضرورياته إما لانعدامها أو لإرتفاع أسعارها). كان العلاج مجاناً على حساب الدولة من مستشفيات الدولة وأين المواطن من ذلك اليوم؟ كان التعليم مجاناً في كل مراحله من الإبتدائية وحتى الجامعة! وأين نحن من ذلك اليوم؟ فما هي ضروريات المواطن أكثر من العلاج والتعليم لأطفاله؟ كم هو الفاقد التربوي بين العام 1989 واليوم؟ 5- وقال: (مما جعل الكثير من أبناء الوطن يعيشون على حافة المجاعة). صدق البشير واليوم يعيش أبناء الوطن داخل المجاعة حتى في الخرطوم، حيث لا يجد تلاميذ المدارس ساندوتش الفطور لعدم مقدرة والديه توفيره له. والمبسوط من المواطنين اليوم يأكل وجبتين. الفطور بوش. و(الغداعشا) كسرة بالطماطم والدكوة وفي أحسن الحالات أم رقيقة أو أكلات لا يعرف كنهها أو أصلها فالحاجة أم الإختراع. 6- قال: (وقد أدّى التدهور الاقتصادي إلى خراب المؤسسات العامة) واليوم ما هو الحادث: إنهارت مؤسسات الخدمة المدنية. وانهارت المؤسسات الناجحة كالنقل الميكانيكي والمخازن والمهمات – النقل النهري – الخطوط البحرية السودانية (سودانلاين). مشروع الجزيرة، الخطوط الجوية السودانية (سودانير). السكة الحديد- وما زال الحبل على الجرار. نواصل في المقارنة بقدرة الله. (العوج راي والعديل راي). كباشي النور الصافي لندن - بريطانيا