في إطار سعيها الحثيث لتحقيق شراكات ذكية في أعمال الخير والإنسانية، نظمت منظمة سند الخيرية، بالتنسيق مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، إجراء أكثر من 60 عملية قلب لأطفال مُصابون بتشوهات خلقية في القلب بالسودان. وقد أجريت هذه العمليات في مستشفى القلب بود مدني، وذلك ضمن مبادرة "نبضات قلب". وأمضى الفريق الطبي لبرنامج "نبضات قلب" من أطباء إمارتيين وعرب وسودانيين، بضعة أيام لتقديم الخدمات العلاجية لأطفال السودان المصابين بأمراض القلب، لا سيما أولئك الذين لا يستطيع ذووهم سداد فاتورة تكاليف مثل هذه العمليات الدقيقة. وأحسبُ أن مثل هذه المبادرات هي الأولى بالاهتمام، لما فيها من خير لأطفال مرضى يستشكل على ذويهم علاجهم بمثل هذه المستويات الطبية الرفيعة، ومن ثمَّ تدعم هذه الشراكات الذكية في أفعال الخير، وأعمال الإنسانية، العلاقات وتوطيد الروابط بين الشعوب. كما أنّه من الضروري، الإشارة إلى التفكير الإستراتيجي، والرؤية الثاقبة، لمنظمة سند الخيرية برعاية السيدة الفضلى وداد بابكر حرم رئيس الجمهورية، مع مؤسسات للأعمال الخيرية والإنسانية، كمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية. وأكبر الظن عندي، أنه من المهم تشجيع التنسيق بين منظوماتنا الخيرية ونظيراتها في العالم العربي والإسلامي والإنساني، بحيث يؤدي ذلك إلى تحسين العلائق بين الشعوب، وستعمل هذه المنظومات الخيرية الإنسانية في إحداث انفراجات في العلاقات السياسية بين البلدان. وقد ظهر ذلك جلياً في دموع ودعوات أسر الأطفال الذين أُجريت لهم عمليات القلب، فرحةً بعلاج فلذات أكبادها الذين تلقوا هذا العلاج من كوادر طبية متخصصة، من دولة الإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى، إضافةً إلى الكوادر الطبية السودانية. وكان لافتاً أن تُنظم منظمة سند الخيرية احتفالاً تكريمياً يوم الخميس الماضي في فندق السلام روتانا بالخرطوم، لتكريم الفريق الطبي الذي أشرف على إجراء هذه العمليات، برئاسة الدكتور عبيد محمد الجاسم استشاري جراحة القلب والصدر بهيئة الصّحة في دبي، والدكتور أحمد عبد الله جمجوم استشاري جراحة القلب والتجويف الصدري ورئيس قسم جراحة القلب بمستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة، إضافةً إلى عدد من الأطباء الاستشاريين والاختصاصيين، والكوادر الطبية المساعدة. وبلغت تكلفة العملية الواحدة من 10 – 25 ألف دولار. وجميل أن يُشرِّف هذا الاحتفال الأخ بحر إدريس أبو قردة وزير الصحة الاتحادية، والأخ كمال حسن علي وزير الدولة في وزراة الرعاية والضمان الاجتماعي، والأخ مأمون حميدة وزير الصحة في ولاية الخرطوم والأخ حسن الشحي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى السودان. والأجمل أن يُعلن مقدم الحفل للحضور، سبب تأخير وصول الفريق الطبي ل"نبضات قلب" إلى الحفل، لانشغالهم في عملية جراحية لطفلة سودانية استغرقت بضع ساعات. أخلصُ إلى أن برنامج "نبضات قلب" لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، قد بذلت جهوداً مقدرةً في علاج التشوهات الخلقية لقلوب الأطفال. وقد أجرت أكثر من 300 عملية قلب مفتوح، وقسطرة علاجية لمرضى، من داخل الإمارات وخارجها في الفترة من عامي 2007 - 2014. وأن برنامج "نبضات قلب" الطبي أسهم في علاج أكثر من 60 طفلاً سودانياً، أُجريت لهم عمليات جراحية في القلب. وأجمع العاملون في مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية، أن المؤسسة حريصة على دعم السودان في المجالات الخيرية، وتقديم العون للمحتاجين، وأنّ مواطني الإمارات حريصون على القيام بالأعمال الخيرية والإنسانية. وفي لفتة بارعة، أصّل الأخ البروفسور مأمون حميدة وزير الصحة في ولاية الخرطوم، في كلمته بالحفل، بأن العمل الخيري من المبادئ العامة التي يحث عليه الإسلام، وأنه انتظم دولة المدينة في عهدها الزاهر، ولذلك ليس مستغرباً أن تهتم المجتمعات العربية الإسلامية خاصةً، والإنسانية عامةً، بالأعمال الخيرية والإنسانية في مختلف الظروف والأزمان، من حيث أنّه ما يقدم من خير يجده المرءُ عند الله أحسن عملاً. وحرصت منظمة سند الخيرية على تكريم الفريق الطبي لبرنامج "نبضات قلب" لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، من باب "هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ". ولنستذكر في الخصوص، قولَ الله تعالى: ".. وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ". وقول الشّاعر العربي أبي مُلَيْكة جرول بن أوس بن مالك العبسي المشهور ب"الحُطيئة": مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ