يطلق بعض المسؤولين بعض التصريحات الجوفاء والتي سرعان ما تتلاشى مثل فقاعات الصابون التي يلهوا بها الأطفال في الهواء وقبل فترة طالعنا في إحد الصحف تصريح من مسؤول كبير في الطيران المدني بأنهم خلال عام 2014 يتجهون إلى صناعة الطيران ويذكرني هذا بمثل سوداني معروف عندنا في الشمالية يقول (راقد علي قفاه ويرفس في السماء) وهو مثل في غاية البلاغة يضرب في من يفكر بالقيام بعمل شيئ فوق طاقته وقدراته وبالفعل إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب وكان حري بهذا المسؤول أن يحدثنا عن الخطوط الجوية السودانية التي كانت يوما ما ملئ سماوات الأرض والآن إختفت حتى من الأرض ويلاحظ بأن مثل تلك الشعارات والتصريحات البراقة ما كانت معروفة قبل عهد الإنقاذ وحتى الفريق عبود طيب الله ثراه لم يكن يطلق مثل هذه التصريحات وكان يقول قولته المشهورة(أحكموا علينا بأعمالنا) ونسمع عن حكومة إلكترونية ومطار الخرطوم الدولي ليس به لوحة إلكترونية في صالات المغادرة والقدوم تبين للمستقبلين مواعيد نزول الطائرات ومغادرتها والتي تأخرت مما يضطر المستقبلين للإنتظار لفترات طويلة يسألون الخارجين من الصالة(ياجماعة دي طيارة وين؟) والبعض يجلس حتى الصباح حتى يفاجأ بطلوع الشخص المستقبل فجأة من الصالة كمن رأي هلال العيد عمركم سمعتم في أي دولة غير السودان بأن الرئيس أو نائب الرئيس يوجه الجهة الفلانية بتنفيذ كذا وكذا ونسمع كل يوم الوالي يوجه المعتمدين بعمل الإستعدادات اللازمة للإستعداد للخريف أين الخطط وأين تحديد المسؤليات وأين الرقابة على أعمال المرؤوسين والذين يجب أن يكونوا ملمين بواجباتهم دون توجيه من أحد مما يدل على إنهيار الخدمة المدنية بمعول التمكين والذي نصب على الوظائف القيادية من لايستحقونها وإنهارت منظومة التدرج الهرمي في السلطات والصلاحيات وتمركزت السلطات لدى النافذين من أهل الولاء وأصبحت الدولة تدار مثل ما يدار بيت العرس ترى الناس يدخلون ويخرجون في هرج ومرج لايعرف من هو العريس وأم العريس فالكل ينظر والمسؤوليات غير محددة من يجلب الثلج مثلا ومن يباشر الضيوف حتى يجلس الضيوف لتناول طعام العشاء بعدما وضعت أطباق الأكل على الترابيز فيكتشف أحد الضيوف عدم وجود الخبز ويغيب الخبز بسبب فوضى بيت العرس وعدم تحديد المسؤليات وهكذ يحكم هذا البلد المنكوب ونسأل الله السلامة سيد أحمد الخضر [email protected]