اعلن السودان الخميس انه ياخذ عى محمل الجد توصيات وردت في تقرير للاتحاد الافريقي لعودة السلام الى اقليم دارفور الذي يشهد حربا اهلية منذ 2003، وذلك خلال اجتماع لقادة افريقيين مكرس لهذا الملف في مدينة ابوجا النيجيرية. وقال علي عثمان طه النائب الثاني للرئيس السوداني الذي يمثل بلاده في هذا اللقاء "سندرس هذا التقرير بعقلية منفتحة وبجدية". واضاف ان الرئيس السوداني عمر حسن البشير امر بعد تلقيه نسخة من هذا التقرير بتشكيل لجنة لدراسته "واصدار التوصيات اللازمة من اجل متابعة الحوار مع الاتحاد الافريقي واللجنة التي اعدت التقرير" برئاسة رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي. واكد علي عثمان طه على "جاهزية الحكومة السودانية للعمل بطريقة ايجابية مع الاتحاد الافريقي واللجنة" وشدد على "تمسك" الخرطوم بالتوصل الى حل سلمي للنزاع في دارفور. ويكرس اجتماع ابوجا لمجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي الذي تتراسه نيجيريا حاليا لدراسة التقرير الذي وضعته مجموعة من الشخصيات على اعلى مستوى في الاتحاد الافريقي برئاسة مبيكي حول اقليم دارفور الذي يشهد حربا اهلية منذ 2003. ولم يخف رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ الذي افتتح الاجتماع الصعوبات التي سيواجهها في تطبيق توصيات اللجنة. وقال "انها اصعب المهمات".واضاف ان "المبادرات لدفع قضية السلام والمصالحة قدما معقدة نظرا للجهود العديدة التي جرت في الماضي وفشلت". من جهته، قال رمضان لعمامرة مفوض الاتحاد الافريقي للسلم والامن لوكالة فرانس برس قبل بدء الاجتماع "نأمل وننتظر من هذا الاجتماع ان يعطي تفويضا قويا ويحدد توجها واضحا للاسرة الدولية من اجل احلال السلام والمصالحة والعدل والديموقراطية في السودان".وحسب وثائق داخلية للعمل، تدعو اللجنة التي اعدت التقرير خصوصا الى اقامة "محكمة جنائية مشتركة" تضم قضاة سودانيين واجانب ومهمتها محاكمة مرتكبي جرائم الحرب في دارفور. كما تقترح انشاء لجنة للحقيقة والمصالحة ودفع تعويضات عن الخسائر التي تسبب بها هذا النزاع في غرب السودان منذ ستة اعوام.وقتل نحو 300 الف شخص حسب الاممالمتحدة وعشرة آلاف فقط حسب الخرطوم، ونزح 2,7 مليون آخرين في هذا النزاع. ويفترض ان يشارك 15 رئيس دولة في الاجتماع في ابوجا. ومع انه مدعو من قبل الاتحاد الافريقي، لم يشارك فيه البشير الذي صدرت مذكرة توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب، واوفد علي عثمان طه لتمثيل السودان مكانه.. وطلبت منظمة العفو الدولية ومنظمات غير حكومية نيجيرية من الحكومة النيجيرية توقيف البشير وتسليمه اذا حضر الى ابوجا. وخلال قمة للاتحاد الافريقي في سيرت في ليبيا في تموز/يوليو، قررت الدول الافريقية "عدم التعاون" مع المحكمة الجنائية الدولية في "اعتقال وتسليم" البشير، معتبرة ان طلب المحكمة يقوض "الجهود المبذولة لتسهيل حل سريع للنزاع في السودان". كما يتضمن جدول الاعمال الازمتين في غينيا والنيجر، وذلك بطلب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا. ومن المفترض ان يتطرق اجتماع ابوجا ايضا الى الوضع في غينيا اذ يمارس الاتحاد الافريقي ضغوطا لرحيل المجموعة العسكرية الحاكمة في هذا البلد والحصول على تعهد من زعيمها موسى داديس كامارا بالتخلي عن ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية في كانون الثاني/يناير كما وعد مبدئيا. وكانت المجموعة الحاكمة واجهت ادانة بالاجماع بعد قمع تظاهرة سلمية للمعارضة في 28 ايلول/سبتمبر في كوناكري. وتقول هذه المجموعة ان 56 مدنيا قتلوا في قمع التظاهرة بينما تؤكد الاممالمتحدة ان عدد القتلى بلغ اكثر من 150. وكما بحث الاجتماع الوضع في النيجر حيث اتخذ الرئيس مامادو تانجا الذي يفترض ان ينسحب في كانون الاول/ديسمبر بعد عشرة اعوام في السلطة، اجراءات ليبقى في الحكم ثلاث سنوات اخرى على الاقل مما اغرق البلاد في ازمة.