تتكشف كل يوم الاعيب ومكر المؤتمر الوطني في المراوغة والالتفاف وعدم الوفاء بالألتزامات المطلوبة لعملية التحول الديمقراطي وقيام انتخابات حرة ونزيهة. فالمؤتمر الوطني ظل يتهم قوي المعارضة بأنها تخشي الانتخابات ولذلك تكثر من الشكوي. ولكن الحقيقة الواضحة كالشمس أن المؤتمر الوطني هو الذي يخشي الانتخابات, لذلك يتفنن في وضع العراقيل والمطبات للانتخابات الحرة والنزيهة, واذا قاموا لها قاموا كسالي واذا تحدثوا عن التحول الديمقراطي ,تحدثوا وهم كارهون. وهذه أعراض العقل الشمولي الذي أدمن علي السلطة. لقد وضحت الان بجلاء عدم رغبة المؤتمر الوطني في قيام انتخابات حرة ونزيهة, ويسعي فقط لأقامة انتخابات مكلفته. فمنذ الان رصدنا الاتي : 1- اليوم اول ايام التسجيل ومعظم المواطنين لم يعرفوا اماكن تسجيلهم وهنالك من لم يسمعوا اصلا عن التسجيل. ولم تتم حملة اعلانية شاملة وكافية لتبصير المواطنين انما فقط اعلانات خجولة وضعيفة في الزمن الضائع.و كانت اكبر واشمل منها حملة شركة السكر لاعلان اماكن توزيع السكر في رمضان الماضي. 2- اختزال مدة التسجيل في المراكز الي يومين بدلا من ثلاثين يوم كما جاء في القانون. وهذا انتهاك ومخالفة صريحة للقانون. يترتب عليه عدم وجود زمن كافي. 3- اصدار قرار وزاري من وزير الداخلية يتحدث عن تأمين الشرطة لنشاط الاحزاب السياسية. وهذا التفاف واضح وصريح علي حرية العمل السياسي ,و يضع حركة القوي السياسية تحت رحمة لجنة أمن المنطقة. 4- الاصرار علي اجازة قانون الامن الوطني بشكله المعروض حاليا في المجلس الوطني المعين,وبالرغم من انسحاب كتلة الحركة الشعبية والتجمع والاحزاب الجنوبية. وهذا تطور خطير علي صعيد امكانية استمرار السودان موحدا. وكذلك علي امكانية احداث تحول ديمقراطي حقيقي. • اننا نرفض ترتيبات المفوضية واختزالها لمدة التسجيل بيومين . ونطالب بأتاحة الفرصة كاملة لمدة ثلاثين يوم كما جاء في القانون لاتاحة فرصة حقيقية للمواطنين لتسجيل اسمائهم. • كذلك نطالب كل القوي السياسية بعدم السكوت والاعلان صراحة رفضهم لقرار وزير الداخلية المعني بتأميم وتكميم حركة الاحزاب وهي تدخل منافسة انتخابية. • اننا ندعو المؤتمر الوطني لتحمل مسئوليته والكف عن المماطلة والتسويف واصدار قانون للامن الوطني يتوافق مع الدستور والاتفاقية. اننا مع وعينا التام لنوايا المؤتمر الوطني في هذه الانتخابات ومحاولات الترغيب والشراء التي درج عليها والوعود الزائفة,(كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء) بتقديم الخدمات (وكأنما عشرون عاما في السلطة لم تسعفه لتذكر مصالح المواطنين وخدماتهم الاساسية ). فرغم كل ذلك ندعو كل المواطنين بممارسة حقهم الدستوري والتسجيل للانتخابات والاستعداد لخوض المعركة الانتخابية مهما كانت العراقيل, لأنها ستكون خطوة مهمة ودرجة في سلم التصعيد وتحريك العمل الجماهيري نحو غد افضل. وتأبي الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت آحادا. الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري الخرطوم 1\11\2009