عندما يردد سلفا .. وبكي بعضي علي بعضي معي : الخبير بالشأن الجنوبي (حمزة عثمان) في معرض تعليقة علي خطاب السيد (سلفاكير ميارديت) الشهير بكنيسة جوبا ، قال إن حديث رئيس حكومة الجنوب الأخير هذا إن لم يتم نفيه بأي صيغة من الصيغ أو التراجع عنه فإنه سيحكم بفناء الحركة الشعبية و .. (حرق) السيد (سلفا) كقائد لها ، وذلك من عدة جوانب .. أولاً .. داخلياً فإن (النمور) بالحركة سيتلقفون القفاز منه بإعتباره قد أصبح كرتاً محروقاً قائد للخط الإنفصالي وهذا مالم يتفق علية غالب أهل الجنوب وسوادهم الأعظم ، فضلاً أن مثل ذلك القول عندما يخرج من قائد برمزية السيد (سلفاكير) فإن له تأثيرة الكبير علي القواعد الدنيا للحركة الشعبية التي هي في الغالب تكون بعيده نسبياً من وسائل الإعلام فتتلقي نفي (المكتب التنفيذي) لرئيس حكومة الجنوب .. بأن متردد في وسائل الغعلام لم يكن دقيقاً وأن مايقصدة السيد سلفاكير لم يكن دعوة الجنوبيين لإختيار الإنفصال ..!! ، ثانياً .. إن إتفاقية السلام تدعو نصوصها لقود الناس للإستفتاء لصالح الوحدة وتحشيد كل مايجعلها جاذبة ، والعالم الذي شارك في صياغة تلك الإتفاقية يشاهد ويراقب سيرها ويرصد من يقوم (بكعبلة) التنفيذ ، وواحده منه مثل تلك الدعوة التي إنطلقت من صاحب المنصب الرفيع بالحركة الشعبية وحكومة الجنوب والحكومة المركزية ..!! ، وذلك بطبيعة الحال يخصم من رصيد الرجل الذي حاول إرتداء ثوب الوحدة منذ أن غيب الموت ملهم الحركة الأول (جون قرنق ديمبيور) ، وسيكون ذلك الحديث المنسوب لرجل الحركة الأول فرصة لعودة (أولاد قرنق) بقوة وإحكام سيطرتهم علي مقاليد الأمور بها ، ومن ثم إعادة ترتيبها من جديد وفق تصوراتهم التي قدموا منها نموذجاص في فترة سابقة ، وهي تلك التي شهدت إبعاد كل من (تيلار رينق وأليو أجانق ولام أكول وغازي سليمان) ..!! ، (إنتهي حديث الخبير حمزة) ، ولمحاولة التفصيل الإضافي لحديث السيد (سلفاكير) فإنه يمكن القول بان هناك قوي ضغط خارجية ليس بالضرورة هي واضحة حالياً ، ربما أهمها القوي الكنسية في أوروبا وليس في أمريكا ، وهناك ملاحظة جديرة بالتوقف عندها وهي علي قدر زيارة المسئولين الأمريكان للجنوب بهت نشاط مسئولي أوروبا الآخرين نحو جنوب السودان .. مثل ألمانيا ومجموعة الدول الإسكندنافية وهي الدول التي تدعم الكنيسة في كل أرجاء العالم وبلا حدود ، وزيرة التعاون الدولي النرويجية كانت الأكثر حضوراً إبان الأيام التي سبقت التوقيع ، ولكن بعد ذلك غاب الدور الأوربي ولم يعد له أثر في قضية جنوب السودان ، ولعل ذلك مؤشراً لرغبتهم في وجود الجنوب منفصلاً ودور كنسي فاعل وقوي يتزعم الكنيسة في منطقة البحيرات علي خلفية أن دولة الجنوب بعد إنفصالها عن الشمال ستكون دولة غنية .. والغني هو الذي يدفع للتبشير المسيحي ..!! ، هذا الموقف الغائب يقابلة الموقف الأمريكي المتناغم لحد ما مع الموقف الأقليمي العربي والأفريقي ، وذلك بمجرد الوضع في الإعتبار أن يظل السودان بلداً موحداً .. علي الرغم من أن الموقف الأمريكي ليس كله يتبني هذه الوجهه فهو منقسم أيضاً إزاء المسألة السودانية ، المقابلة السياسية الأوروبية الأمريكية ونظرة أوروبا لأمريكا بأنها قد حازت علي كل (الكعكة) لوحدها فأصبح الموقف الديني والسياسي لأوروبا فرضت أن تغازل الحركة الشعبية وبطريقة واضحة المؤيدة للإنفصال و .. علناً سواء كان في أوروبا أو أمريكا نفسها ..!! ، السيد (سلفاكير) يعلم أن داخل الجنوب قطاعات وأحزاب تدعو للإنفصال علناً ، فأصبح الموقف الرسمي لسلفا يقيدة عن ذلك ، وهنا يفقد أراضي داخل الجنوب ، وذلك بحديثة المستمر عن الوحدة وبالتالي سيكون قائداً بلا أنصار ، الأمر الآخر تكتيكي لمفاقمة الضغوط النفسية علي (المؤتمر الوطني) ولجني المزيد من التنازلات منه ، وفي ذات الإطار يأتي كرد فعل علي إخفاق الحركة في مقاطعة البرلمان ولم يؤثر علي سير دولابه اليومي ، غير أن المسألة الغريبة والتي تحتاج لمزيد من البحث والتنقيب هي .. لماذا هذه التصريحات عقب عودة سلفاكير من زيارتة لمصر ..؟! ، تقول أن كل لقاءات الرجل فيها كانت يغلب عليها الحديث الجاد عن وحدة السودان وضرورة إختيار الجنوبيين للوحدة ، وفيها صرح الرجل باحاديث معتدلة للغاية ، والمصريون حثوه علي الوحدة وساهموا بدعم خدمات من أجل ذلك .. وسلفا علق علي كل ذلك بحديث إيجابي عن الوحدة .. وعق زيارة القاهرة طار الرجل لنيروبي ومنها لجوبا وبجوبا ومن خلف منصة الكنيسة تحدث بماتناقلتة وسائل الأنباء العالمية .. فهل ياتري قرر سلفاكير الرد علي هولاء الداعين لوحدة السودان بتلك الطريقة ..؟! ، فالإعلان له رمزيتة لكونة من (الكنيسة) ، ذلك أن الأكثر إرتباطاً بالكنائس والمسيحية ليسوا هم الأمريكان وإنما الأوربيون ..!! ، هذا التصريح كان بمثابة سحب الثقة من قطاع الشمال .. فكأن الحركة تقول : إننا كنا معولين علي تغيير العقل الشمالي والقطاع فشل ولم يستطع تغيير البنية الثقافية والسياسية للشمال .. كان للحركة رهان ساهمت فيه القوي الغربية ، وهذا ترعرع في كنف (قرنق) وهو يتمثل في أفرقة السودان ، وه ما أطلق علية (السودان الجديد) ، والأفرقة المقصودة أن السودان دوله أفريقية فاعله جداً ، غير أن المقصود بالفعل هو فصله وعزله من محيطة العربي والإسلامي وقيمه وإنتماءاته ، وهذا يعززه قول (منصور خالد) مفكر الحركة السياسي ومنظرها الأول (لقد آن الأوان لأن يحكم السودان زعيم غير عربي وغير مسلم) ، الحركة بعد (4) سنوات ومنذ حامل لواء (السودان الجديد .. قرنق) بدأت تتبين إستحالة إقامة هذا الرهان ..!! ، وإنزوت أحلام الناشزة لدي بعض قادة الحركة التي كانت ترجو (طرد العرب من السودان مستشهدين بمكوثهم في الأندلس عدد من القرون وبعدها تم إخراجهم .. فلماذا لايحدث ذلك في السودان ..؟! ، هل يتحقق حلمهم أم أنهم سينتظرون مثل إنتظار (أبودردوق) ليزف (للقمراء) في رواية عرس الزين ..!! نصرالدين غطاس naseraldeen altaher [[email protected]]