ماذا وراء ترحيل المهاجرين من السودان؟    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    أكوبام كسلا يعيد قيد لاعبه السابق عبدالسلام    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    طلب للحزب الشيوعي على طاولة رئيس اللجنة الأمنية بأمدرمان    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    البرهان: لن نضع السلاح حتى نفك حصار الفاشر وزالنجي وبابنوسة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    يوفنتوس يجبر دورتموند على التعادل    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وطن يسع الجميع .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 07 - 10 - 2014

بعد ان حكم المحافظون السويد لدورتين عادت الحكومة الاشتراكية التي سيطرت علي الحكم لقرابة القرن . والاشتراكيون في اسكندنافية هم من خلق مجتمع العدل والكفاية ، والحقوق المتساوية . وكما يقول الامريكان لقد وضع الاشتراكيون مالهم في موضع فمهم . وهذا لانهم نفذوا ما يقولون . ولم تكن تلك الوعود هي شحوم الدعاية الانتخابية ، كما يقول السويديون التي يسمع بها الناخب ولا يراها . ويقول الاسكندنافيون ,, لا تصدق اي شئ قبل الانتخابات وخلال الحرب وبعد الصيد ,, ولكن الاشتراكيون كونوا حكومة وربما لاول مرة في التاريخ مكونة من 12 امرأة و12 رجل . واعطيت فرصة للشباب فوزيرة التعليم مولودة في 1987 في بلدة صغيرة في بوسنيا اسمها فوتسا وهربت مع اسرتها الي السويد في سنه 1992 بعد مذابح المسلمين في سربنيتسا واماكن اخري . واسمها آ يدا هادانت او بالعربي عائدة الحاج وهي مسلمة .
يتسائل الانسان هل كانت ستجد تلك الفرصة في مجتمع بوسنيا الذكوري . واتسائل انا لماذا يتمكن 24 وزيرا فقط من ادا رة دولة ناجحة مثل السويد ودخلها اضعاف دخل الدول العربية بكل بترولها وزراعتها وصناعتها وتجارتا ؟؟ ولماذل يحتاج السودان الانقاذي الفاشل الي جيش من الوزراء الاتحاديين والمحليين والدستوريين . ؟
رئيس الوزراء الاشتراكي استيفان لوفين ، و الرؤساء السابقون يتلقون مرتبات لا تزيد عن 15 الف دولار تذهب ضرائب الدخل بنصفها وليس له سكن من الدوله او سيارات ومخصصات . رئيس الوزراء بيرسون سكن علي بعد امتار من مسكن ام اطفالي . وجمع السكان توقيعات لاخراجه من شقته في نهاية التسعينات بسبب كثرة الزوار وتحقيق الامن مع بعض من كان ياتي الي زيارة اصدقائهم او اهلهم . ورحل الرئيس بالرغم من انه ورث الشقة من والديه لسبعينات خرج الرئيس اولستين من مسكنه وناشد المنظاهريين بالانصراف او التوجه الي مكتبه . لان جيرانه قد يطردوه . وكان يقول,, اسنيلا ... اسنيلا,, وتعني اتوسل اليكم .
بينما كنت اقف مع الابن محمد ابراهيم الطاهر وهو رئيس جالية لند امام اكبر مجمع سكني في مدينة مالمو قبل ايام ، تقدم منا اثنان من الصحفيين وهما من اصل اجني وعن طريق الفيديو سالانا عن الانتخابات وعن الحزب الذي سنصوت له . وبدت عليهما الدهشة الكاملة عندما قلت لهما بانني ساصوت لحزب النساء الذي تكون قريبا . وربما بسبب جاكتة الجلد السوداء والبيريه الاسود وافريقيتي . فلم يهضما الموضوع . وسالاني مستغربين لماذا . فقلت لهما لان امي امرأة . وبناتي يجب ان يعشن في مجتمع تتساوي فيه حقوق المرأة مع الرجل . وان السويد بالرغم من تطورها بخصوص حقوق المرأة لكن تلك الحقوق لم تكتمل تماما ، خاصة فيما يخص الاجور في القطاع الخاص والعدالة في الوصول الي اعلي السلم .
اليوم يجلس رجل وامراة في كل كل سيارة بوليس . و25 في المئة من روساء اقسام البوليس من النساء . وهذا لايكفي المرأة في السويد . وفي نهاية التسعينات وفي مؤتمر القرن الافريقي الذي تنظمه جامعة لند ، قال وزير التعليم ان رئيسة الجامعة سيدة وعمدة المدينة سيدة وحتي الاسقف في كنيسة لند هي سيدة . ولقد صارت وظيفة القس تسيطر عليهاالنساء ، وهن الانجح . انه وطن يسع الجميع .
لا يذهب الانسان الي اي مكتب مثل الضرائب او التعليم والبلديات والضمان الاجتماعي و التامين الصحي والبريد والبنوك ، الا ويبدو وجود رجل من الغرائب او من الاقلية . ولا يزال النساء يقلن انهن في بداية الطريق . وفي اكثر البلاد خاصة الشرق الاوسط تظن النساء ان الميوعة والدلع وربما الخلاعة هي من مكملات الانوثة . والرجال في بعض الاوقات في السويد يجدون انفسهم في موقع الدفاع عن حقوق الرجل .
لقد كتبت قبل اكثر من عقدين ان احد اسباب فشل الديمقراطية في السودان هو تطبيق نظام وستمنستر البريطاني . وهو نظام الناخب البرلماني ، والذي قد يفوز بالتزكية او من منطلق عرقي او قبلي او لان السيد قد اعطي الاشارة . وما يحتاجه السودان هو النظام النسبي ينزل الحزب بقائمة من المرشحين وتصوت كل الدولة للحزب وليس لافراد والحزب هو الذي يوظف نوابة في البرلمان . واذا لم يحصل الحزب علي 4 في المئة من الاصوات لا يدخل البرلمان . حتي لا تحصل تخمة حزبية . وقديما كان النواب في السودان يباعون ويشترون . وبعض الحكومات في السودان لا تصمد لاكثر من شهور .
الحزب هو من يدرب كوادره وقد يلتصق اعضاء الحزب بحزبهم وهم في سن المراهقة . وتكون لهم مؤتمرات واجتماعات . وتظهر امكانيات واهتمامات الشبيبة ، وتوجه تلك المواهب والرغبات الي الاقتصاد او السياسة الخارجية او الاعلام او القانون والرياضة والفن والمسرح . ولا يصر الحزب علي العمر . فاحد اعضاء البرلمان السويدي كان عمره 19 عاما وكان نائبا مميزا . ورئيسة حزب الوسط الذي كان حاكما قبل ايام كان عمرها 28 عاما عندما تقلدت رئاسة الحزب .
ابني فقوق نقور له اتجاهات سياسية وهو عضو في الحزب اللبرالي يرفض الاحزاب الاشتراكية ويقول انها لا تعطي فرصة كافية للحرية الشخصية . واحترم انا رأيه واوصله الي مؤتمرات الحزب اللبرالي منذ ان كان يافعا . ومن العادة في السويد ان يكون للمراة اتجاة سياسي يختلف عن زوجها وبنتها وابنها. وعن طريق العمل والتدريب تتطور كوادر الاحزاب ويكون الرجل المناسب في المكان المناسب .
هذا علي عكي امريكا التي يوجد فيها تواصل بين الحكومة والحزب والشعب الا في ايام سيرك الانتخابات الذي يفوز فيه من يقدم العرض الاجمل . وينتخب رئيس مثل ريقان لا يعرف اي سئ عن السياسة او العالم الخارجي . هاجم الدول الشيوعية ومنها فنلندة . ولم يعرف ان فنلندة من الدول الغربية ومن حلفاء امريكا ولهم تعاون اقتصادي كبير مع امريكا . وربما كان ريقان وافراد اسرته يستخدمون هاتف نوكيا الفنلندي . وكان يوظف اصدقائه ومن قدم له خدمة مثل الجنرال الجاهل هيق وزير الخارجية . وعندما ظهر تخبطه وهجومة علي العرب قامت شركة باكتيل العملاقة بطرده وغيروة بشولتز احد مديري الشركة . وكان لشركة باكتيل عقد مع السعودية وقتها بعشرين مليارد دولار لبناء مسروع الجبيل . وعينوا واينبيرقر احد مديريهم وزيرا للدفاع .وحازت باكتيل علي عقد انشاء القواعد الحربية وصوامع الصواريخ . وحاول ريقان ان يعين احد رجاله سفيرا في اوربا ، وعندما استجوب بواسطة لجنه الكونقرس لم يكن يعلم اي شي عن الاتحاد الاوربي . وبكتل هي التي صنعت ريقان . وتحصلت علي عقد تعمير الكويت بعد حرب الخليج وكانت الفاتورة اكثر من 100 مليارد دولار . وصارت تعرف بدولة باكتيل بدلا عن شركة باكتيل .
هذا الجهل الامريكي وعقلية رجال البقر التي تسيطر علي سلوك الامريكيين وغياب وعدم اهتمام الشعب الامريكي بالسياسة هو ما خلق هذا الغول الامريكي الذي سبب ويسبب كل هذا الدمار في العالم . لقد قال آدمز نائب الرئيس جورج واشنطون والذي صار الرئيس الثاني ، وصار ابنه الرئيس السادس ,, ان الدول عندما تصل الي قمة تطورها وقوتها تفقد عقلها وتصير خطرا علي نفسها وعلي العالم ,, ولقد صدق الرئيس آ دمز . فامريكا اليوم هي ما ينطبق علية كلامه . وكان وقتها يقصد بريطانيا .
السيدة آن لند الاشتراكية وزيرة الخارجية السويديه ، كانت تبدو كتلميذة بسيطة . ولكنها بالرغم من صغر سنها كانت تجيد عدة لغات وتعرف كل صغيرة وكبيرة في العالم . كانت تهاجم الغرب وتناصر القضية الفلسطينية بشراسة تخجل الرؤساء العرب . قتلت وهي تتجول لوحدها في متجر ان كو في اسطوكهولم بدون حراسة . وكانت مثل الآخرين ترفض الحراسة . ولقد قتل رئيس الوزراء الوف بالما وهو سائر في الطريق خارجا من السينما مع زوجته اليزابيث بدون حراسة . وكان يقول انه لا يريد ان يحرم الحرس من قضاء الامسيات مع اسرهم . وانه مستعد لما قد يحدث له . وفي السبعينات شاهدته يجلس في العبارة من كوبنهاجن ويحمل حقيبة جلدية بائسه وملابسه عادية . وخرج ماشيا الي فندق سافوي الي بعد 300 مترا من العبارة .
الرئيس اولوف بالما كان يتحدث ما يقارب السبعة لغات. تزوج بفتاة بولندية في بداية شبابة لكي تتحصل علي اقامة و لا تطرد الي بولندة . وكان يقول انه كره الراسمالية عندما شاهد البؤس في الهند . وكره الشيوعية عندما شاهد كبت الحريات في الاتحاد السوفيتي . وهو قد درس في امريكا وكان يشارك السكن الطالب والممثل العامي فيما بعد بول نيومان . بالما هو الرئيس الذي كان علي راس المظاهرة التي ذهبت تحمل المشاعل الي السفارة الامريكية في اسطوكهولم في سنة 1969 . وكان يدين الامريكان في تدخلهم في افريقيا وبسبب جرائمهم في فيتنام وجنوب شرق آسيا . ولقد ساعدت السويد فيتنام الشمالية . وتم انشاء مركزا صناعيا اسمه بايبانق علي ما اذكر كلف الملياردات . انها السياسة الاممية التي نؤمن بها وندعوا اليها , ولن تتحقق العدالة الاجتماعية تحت ظروف الراسمالية الطفيلية . واول من دعي الي الاشتراكية والمساواة بين البشر ونبذ العنصرية ووضع اسس الضمان الاجتماعي هو سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم . ولكن الاسلام صار رهينة للطمع والشوفينية والظلم .
والبارحة في التلفزيون السويدي شاهد مقدم الفائزين بجائزة نوبل للطب يتكلم بالسويدية والانجليزية ثم الالمانية . وهذا شي عادي فكل طالب سويدي يكمل الاعدادية ملزم باجادة ثلاثة لغات . ولكن المتحدث انتقل بنفس الطلاقة الي الفرنسية والاسبانية .
لقد قام الرئيس السويدي مباشرة بالاعتراف بالفلسطينيين كدولة . ولم يتمكن الامريكان ان يقولوا ان الامر سابق لاوانه . وهذا يعني انهم موافقون ، الا ان التوقيت سابق لاوانه . وستتبع دول كثيرة السويد في الاعتراف بفلسطين . وحتي الحكومة االمحافظة السابقة قامت باعطاء الحق لاي لاجي سوري للا قامة الدائمة في السويد . والسويد تدين جيرانها والامريكان مسببي هذه الكوارث لعدم تحمل مسئوليتهم في استقبال اللاجئين ؟
لقد قدمت السويد كثيرا من الدعم الي الاشتراكيين في سنين الحرب العالمية الثانية. فلقد عاش كثير من الشباب الاوربي الاشتر اكي في السويد . ومنهم الرئيس الالماني فيلي برانت والنمساوي برونو كرايسكي وآخرون . وكانوا يتحدثون السويدية بطلاقة . وهؤلاء مع الرئيس السويدي بالما من اساطين الاشتراكية وكانوا من تلاميذ الاب الاشتراكي تاقا ايرلاندر الذي تتلمذ علي يدي بير البين هانسون . وهؤلاء هم رسل الاممية . وامتدت اياديهم الي افريقيا . وتأثر بهم تكروما في غانا وموديبو كيتا في مالي ويوليوس نايريري ,, معلمو ,, في تانزايا وهو استاذ او قستينو نيتو في انقولا والبطل جون قرنق وماندلينو وسامورا ميشيل في موزامبيق مانديلا في جنوب افريقيا . وموسفينني في يوغندة وكابيلا في الكونقو . واسفي اذا خانتني الذاكرة .
تحت عنوان تقليم مخالب اسرائيل ، قلت ان اوباما سيعمد الي تقليم مخالب اسرائيل في نهاية فترته الثانية . لان المجتمع الامريكي والعالمي يتجة الي هذا الطريق . لان الناس قد سئموا من عربدة اسرائيل وتصرفات الابن المدلل . ولقد اعفيت وزيرة الخارجية الامريكية لاسباب عدة اهمها تصريحها بانهم سوف يضربون ايران اذا اعتدت علي اسرائيل . وهي تحلم بالرئاسة بعد اوباما ، كتاول رئيسة امريكية . والسويد قد وضعت حجر الاساس . والخطر الآن ان لا توافق حماس لان وجودها رهين بالعداء مع اسرائيل وتحرير كل التراب الفلسطيني مرة واحدة ، وهذا مستحيل .
اقتباس
تقليم مخالب اسرائيل
قبل سنوات عندما استلم الرئيس اوباما السلطة ، قلت انه سيأتي بتغييرات كثيرة. وان احد التغييرات هي ، عدم اطلاق يد اسرائيل في العبث كالطفل المدلل . ولهاذا لم تستطع اسرائيل ضرب ايران كماضربت المفاعل الذري العراقي . وايران ستشعل كل المنطقة . وسيصل سعر البترول الي 200 دولار . وامريكا تترك ايران لتغير نفسها بنفسها . وايران اليوم ليست ايران الخميني . والعالم قد سئم مناصرة امريكا لاسرائيل الغير مشروطة . وهذا التغيير ليس بسبب فلوس العرب كما يقتنع البعض . ففي سنة 2012 كان كل دخل السعودية هو 219 مليارد دولار . وصرفت امريكا علي البيرة فقط 250 مليارد دولار . هذا بدون المزة . ودخل فنلندة الصغيرة يفوق دخل كل الدول العربية مجتمعة .
للذي لايعيش في امريكا يبدو الامر وكانه ليس هنالك تغيير يزكر . ولكن واقع الحال يقول غير ذالك . التغيير الكبير في امريكا هو ان الناس بدأت بالتقكير , وبدأ الامريكي العادي يقرأ ويطلع ويهتم بالذي يحدث في العالم . فالشعب الامريكي ليس من الشعوب المطلعة . هم شعب طيب بسيط ومغيب الي حد كبير . وعندما كان الامريكي يشتري الصحيفة الورقية ، ويقرأها في قطار الانفاق كانت الاخبار الرياضية والفنية والسينما والترفيه والرحلات ونجوم المجتمع هي اول ما يثير اهتمامه . اذكر ان اعلي نسبة لقرائة الصحف ، في بداية السبعينات كانت في السويد وهي 502 صحيفة لكل الف شخص . و اثيوبيا كانت الاسوأ ، نسختين لكل الف شخص . وكان وضع امريكا متأخرا جدا كبلد صناعي .
والآن صار الامريكان يهتمون بالسياسة . سيده عراقية مسيحية متزوجة من امريكي في تكساس ، كانت تستغرب ان جيرانها لا يعرفون اين العراق ؟ وحكومتهم تحارب وابنائهم يموتون في العراق .
كل الرؤساء ، خاصة الامريكان يريدون ان ينفذوا شيئا يدخلون به التاريخ . ولقلة التقاليد والتراث الامريكي الذي يجمع الجميع ، صار اغتناء كل الرؤساء لكلب في البيت الابيض شيئا الزاميا حتي ولو كان من سكان او زوار البيت الابيض من يعاني من الحساسية .
عدم تمكن اوباما من فرض خططه للعلاج والضمان الاجتماعي، يعزي لعدم تمكن الحزب الديمقراطي من الحصول علي اغلبية في النظام التشريعي . كما حاربت الرأسمالية باستماتة عن مصالحها . والفكرة لا تزال جديدة ويصعب فهمها او هضمها علي البعض . ولكن طال الزمن او قصر ستنفذ الفكرة وستنسب دائما الي اوباما . فقانون الحقوق المدنية ينسب الي جون اف كندي ولكن بعد اغتيال كندي قام الرئيس لندن جونسون بتنفيذه . وكان يمكنه ان يتغاضي عنه .
كان في امكان اوباما ان يكون اعظم رئيس امريكي اذا لم تكن فترة حكمه في زمن الازمة الاقتصادية العالمية . ولكن من الممكن انه لم يكن ليفز كمرشح للحزب الديمقراطي اذا لم تكن هنالك ازمة اقتصادية . والعقلية الامريكية لاتزال ذكورية ، ولم يقبل البعض بالسيدة كلينتون كحاكم لاكبر قوة في العالم . واوباما هو اول من هز قبضته امام الراسمالية الامريكية , فعند بداية الازمة الاقتصادية ، قرع رؤساء مصانع السيارات عنما اتوا الي واشنطون طالبين الدعم الحكومي بطائراتهم الخاصة . ووضعت قيود للبنوك وبيوت الاستثمار وشركات الرهن .
بعد اغتيال اسامة بن لادن والقذافي، ارتفعت اسهم اوباما فعقلية الكاوبوي ورجل البراي والمكتشفين ، لاتزال تعشعش في رؤوس الامريكان . والآن يريد اوباما بأن يحجم التسلط اليهودي علي الحكومة الامريكية . واذكر انني كتبت قبل سنوات ان الصراع لتحجيم اللوبي اليهودي سيحدث في الفترة الثانية لحكم اوباما . لان طرحه مباشرة سيقلل من فرصة اعادة انتخابه . والآن لن يخسر اوباما شيئا . بل سيكسب شعبية عالمية . وهاذا ما يعيش عليه الرئيس الامريكي جيمي كارتر كالرئيس الشريف الطيب الذي خلف الوحش المجرم نيكسون الذي طرد من البيت الابيض بسبب جرائمه .
والاغلبية الصامتة تقول الآن يكفي ما سال من دماء ابنائنا خلف البحار ، ولتصرف الملياردات علي الشعب الامريكي .
وتردد اسرائيل المعزوفة القديمة ,, اذا لم تدعمنا امريكا ، فسيكون لزاما علي الامريكان ان يخسروا اموالا اكثر وسيرسلون ابنائهم للموت في الشرق الاوسط حفاظا علي مصالحهم ,, .ولكن الكثير من الامريكان يفكرون في ان المسألة الفلسطينية بالرغم من كل الجهد والموت والمال لاتزال قائمة . والواضح ان بعض الفلسطينيين والاسرائيلين لا يريدها ان تنتهي . فهذه اطول قضية تاجر بها اهلها والآخرون . ودفع الامريكان رغم انفهم . فلقد عرف اليهود كيف يلعبون علي مشاعر الامريكان وكيف يسيطرون علي بعض الاعلام .وتلقوا امالا لا حصر لها من المانيا بسبب المحرقة . النفوذ العربي ورأس المال العربي بدأ يتحدث في امريكا . والعرب يضعون اموالهم في امريكا واليهود يأخذون من امريكا . والعطاء خير من الاستنزاف . ولقد تغيرت الخريطة الديموغرافية في امريكا فالآسيوويون ومهاجري لاتن امريكا وافريقيا عندما يذهبون الي صناديق الاقتراع لايهمهم ما حدث لليهود في المحرقة . ان ما يهمهم الآن هو كمية الطعام الذي يضعونه علي موائد اطفالهم والضرائب التي تؤخذ منهم ، وتوفر الوظائف .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.