رئيس المفوضية القومية للإنتخابات الموقر ...تحية طيبة واحتراماً الموضوع: تسجيل الناخبين في الخارج أنا مواطن سوداني أرغمت علي الإقامة خارج أرض الوطن قرابة عقدين من الزمان بعد أن تعرضت لصنوف التعذيب والتنكيل في بيوت أشباح إنقلاب الجبهة القومية الإسلامية والإعتقال والنفي في سجونها...أكتب إليكم هذه الرسالة من واقع الإلتزام والحرص علي نجاح الإنتخابات المقبلة التي هي محط الأمل والإنتظار والتطلع لبزوغ يوم ينعم فيه أهل السودان من جديد بالأمن والطمأنينة والمساواة والسلام أسمح لي أن أتناول بشيء من التفصيل قضية تسجيل الناخبين في الخارج...حيث أن هذا الأمر إن لم تتداركوه بحكمتكم وقراركم العادل ينذر بشر مستطير....إن أي إنتخابات يستبعد فيها عن التسجيل مئات الألاف من المواطنين المستوفين لشروط التصويت عمداً أو عن طريق الإهمال تكون قد فقدت أهليتها ومصداقيتها مسبقاً قبل أن يتوافد الناخبون علي صناديق الإقتراع... تحت عنوان مراكز التسجيل لإنتخابات رئيس الجمهورية إخترتم أثنتا عشر دولة هي حسب الترتيب الذي أوردتموه في موقعكم الإلكتروني كالآتي: السعودية، الأمارات، قطر، البحرين، سلطنة عمان، الكويت، مصر، أوروبا (بروكسل، لندن)، الولاياتالمتحدة (واشنطن، نيويورك، لوس أنجلوس )، كندا، ليبيا، اليمن...تعلمون أن سنين القهر الإنقاذي وظروف الحروب الجائرة قد دفعت بمئات المواطنين السودانين إلي كل أركان الدنيا ..والناظر إلي قائمتكم يلحظ مثلاً غياب القارة الأسترالية، وقد عشت في أستراليا أربع سنوات وأعلم أن بها من المواطنين السودانيين عشرات الألاف...وأدرجتم أوروبا ضمن قائمة الدول وأفردتم لها مركزين للتسجيل في بروكسلولندن ..علماً بأنها في الواقع قارة كاملة بها خمسون دولة مستقلة ولجمهورية السودان فيها خمسة عشر سفارة معتمدة... ماهي المزايا في ميزان الثقل السكاني السوداني التي تدخل بروكسل وتقصي باريس ؟ ولماذا يتعين علي الشخص المقيم في روما مثلاً أن يشد الرحال إلي لندن أو بروكسل لتسجيل إسمه وبروما سفارة سودانية معتمدة يدفع مرتبات موظفيها دافع الضرائب السوداني ؟ وللسودان خمس وخمسون سفارة معتمدة في العالم ، وتوجد في كل دولة من دول العالم سفارات صديقة يمكن إستخدام مقارها...إنه لمن المحير حقاً أن تفوت علي من هو في قامتكم وقامة أعضاء لجنتكم الموقرين هذه الحقائق البسيطة وذلك الخلل البين ثم أن هناك عوائق تعترض الناخبين في عملية التسجيل داخل دول المهجر...وسأقصر حديثي عن الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أقيم فيها ...إن المواطنين السودانيين موجودون في كل الولاياتالأمريكية الخمسين بأعداد متفاوتة وقد سميتم ثلاث مراكز للتسجيل هي واشنطنونيويورك ولوس أنجلوس... ولمزيد من إلحاق الإساءة بالأذي أسقط البيان الصادر من السفارة السودانية بواشنطن بتاريخ 4 /11 مدينة لوس أنجلوس...فالمواطن الذي يقطن مدينة سان فرنسيسكو مثلاً يتعين عليه أن يقطع مسافة تساوي المسافة بين الخرطوم وبرلين ليسجل إسمه في واشنطون مما يجعل إمكانية مشاركة عشرات الألاف من المواطنين في التسجيل ومن ثم التصويت في خانة المستحيل ...وهذا أمر يمكنكم تداركه إن أنتم سمحتم بالتسجيل عن طريق البريد ...والتسجيل والتصويت عن طريق البريد تقليد مضمون ومتبع في جميع مستويات الإنتخابات في الولاياتالمتحدة بما في ذلك الرئاسية وفي العديد من الدول الأخري...وإذا لم يكن ذلك ممكناً فأنتم ملزمون بتوفير مراكز كافية لتسجيل الناخبين... إن السلطة الإنقلابية في السودان والتي تفنت في أساليب تشريد مواطنيها لها مصلحة مباشرة في حرمانهم من ممارسة حقهم الدستوري في التصويت ...وهي تعمل من خلال سيطرتها علي البعثات الدبلوماسيه في الخارج علي تحقيق ذلك ... وإنه يقع علي عاتقكم مسئولية تهيئة الظروف المناسبة لتسجيل الناخبين.... نرجو من لجنتكم الموقرة البت السريع في هذا الأمر وإتخاذ القرارات والإجراءت الكفيلة بتمكين المواطنين السودانيين في المهجر كافة من التسجيل وممارسة حقهم الدستوري في التصويت وتفضلوا بقبول وافر الشكر وإلاحترام ... محمد رجب عبدالله ..أستاذ سابق بجامعة الخرطوم Mohamed Abdalla [[email protected]]