( من مصادر عدة – انظر المراجع في الآخر ) و هي الخطبة التي ألقاها الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم عرفة في السنة العاشرة للهجرة . و سميّت " حجة الوداع " لأنه صلى الله عليه و سلم لم يحج بعدها . وخطب فيها خطبة الوداع التي تضمنت قيمًا دينية وأخلاقية عدة و سميت بهذا الاسم لأن النبي ودع الناس فيها، وعلمهم في خطبته أمور دينهم، وأوصاهم بتبليغ الشرع فيها إلى من غاب عنها. خرج لها رسول الله صلى الله عليه و سلم لخمس ، و في رواية لست ، بقين من ذي الحجة فمضى و ساق معه الهدي . فأرى الناس مناسكهم ، وعلّمهم سنن حجهم يقول و يكرر عليهم : " أيها الناس خذوا عني مناسككم ، فلعلكم لا تلقوني بعد عامكم هذا " . و لما كان بمنى خطب الناس خطبته التي عرفت بخطبة الوداع . فيما يلي نص الخطبة كما جاءت في كتب السيرة : ( الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا. أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها. وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب. وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية – ألا هل بلغت اللهم فاشهد. أما بعد أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحرقون من أعمالكم فاحذروه على دينكم، أيها الناس إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليوطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله. وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، منها أربعة حرم ثلاثة متواليات وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان – ألا هل بلغت اللهم فاشهد. أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق. لكم أن لا يواطئن فرشهم غيركم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً – ألا هل بلغت اللهم فاشهد. أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد. فلا ترجعن بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه - ألا هل بلغت اللهم فاشهد. أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب . أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت اللهم فاشهد قالوا نعم - قال فليبلغ الشاهد الغائب. أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث . والولد للفراش وللعاهر الحجر. من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل. والسلام عليكم. ) ولما فرغ من خطبته نزل عليه قوله تعالى: ( 0لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ 0لأسْلاَمَ دِيناً ) [المائدة:3]. وعندما سمعها عمر رضي الله عنه بكى، فقيل : ما يبكيك يا عمر ؟ قال: إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان. أخرجه البخاري. و في رواية قال إنما هذه نعي لرسول الله . فلما انقضى حجه رجع صلى الله عليه و سلم إلى المدينة فأقام بقية ذي الحجة و المحرم و صفر ثم ابتدأ برسول الله صلى الله عليه و سلم وجعه الذي انتقل فيه إلى الرفيق الأعلى في آخر صفر . المسائل التي جاءت في خطبة الوداع : من خلال هذه الخطبة الجامعة أشار الرسول محمد صل الله عليه و سلّم إلى الكثير من القضايا المهمة: 1. حرمة دماء المسلمين وأموالهم إلا بحقها، وهذا يؤكد مبدأ راسخاً في الإسلام وهو حرمة اعتداء المسلم على أخيه المسلم، سواء بالقتل أو الطعن أو الشتم، أو الإهانة وغيرها . 2. حُرمة الربا وخطورة التعامل به، وأن اللعن يصيب كلاً من آكله وشاهده وكاتبه ومن له علاقة به من قريب أو بعيد، نظراً لآثاره السلبية على الفرد والمجتمع. 3. إبطال ما كان من عادات قبيحة عند العرب في الجاهلية ومنها الثأر. 4. الدعوة إلى احترام النساء وإعطائهن حقوقهن، ودعوتهن للقيام بما عليهن من واجبات تجاه أزواجهن. 5. دعوة المسلمين إلى أن يتمسكوا في كل زمان ومكان بكتاب الله وسنه نبيه. 6. التأكيد على أخوة المسلمين ووحدتهم و تحذيرهم من الاختلاف والتناحر . 7. على المسلمين أن يعرفوا أن قيمه الإنسان تقررها تقواه و قربه إلى الله، وليس عنصره فجميع الناس إخوان وأبناء آدم، وآدم من تراب فلا غرور ولا استعلاء ولا تعصب عنصري . المراجع : - كتب السيرة النبوية - البوابة الدينية - ويكيبيديا - library.islamweb.net [email protected]